الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشبال العراق ينتفضون

هيثم بن محمد شطورو

2016 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الغريب ان الساسة العراقيـين مثل غيرهم في السلطة في لحظة الزلزال التاريخية، عوض ان ينسحبوا بهدوء و يتـلقوا بأقـل الخسائر الممكنة صفعة القـدر الذي لا يرحم، فإنهم يبدون حرصهم على هيـبة الدولة حين تـثور الجماهير الشعبية كطوفان جارف لجميع اكاذيب الساسة المزيفين..
فبادئ ذي بدء فما هي الدولة قبل ان نتحدث عن هيـبتها؟ حسب التعريف القانوني فان احد اضلاعها الرئيسيـين هو الشعب الى جانب الارض و السلطة السياسية. اي ان هيـبة الدولة هي هيـبة الشعب و الارض و السلطة السياسية في معادلة ما.
نسأل الحكومة العراقية و اي حكومة عربية منافـقة و جاهلة لا تعرف حتى المدلولات العلمية للمصطلحات التي يستعملونها. اين كانت هيبة الدولة حين دخل اغلب الفاعلين السياسيـين في عراق اليوم خلف اذيال رداء الشيطان الأمريكي؟
اين هيبة الدولة حين يزج بآلاف النساء و الشباب و الشيوخ الابرياء في المعتـقلات السرية و العلنية و تركيب التهم لهم و حتى ان تعذرت التهمة فيتم ابقاؤهم تحت سلطة التعذيب المزاجي القاسي و الانتهاك المتقصد لكرامتهم الانسانية ناهيك عن الاغتصاب الجنسي للرجال و النساء؟؟
هذه المعلومات نشرتها جمعيات لحقوق الانسان محايدة و بالتالي لا يمكن ابدا عدم الاعتماد عليها في تـقيـيم الوضع العراقي البائس.
من جهة اخرى اين هيـبة الدولة، في الوقت الذي يحرر الشعب نفـسه من الاحتلال الامريكي المباشر، فيزج به في اتون احتلال رجعي فقهوي شيعوي كاذب باسم المذهب الشيعي، ليتم الايغال في التـفرقة الطائفية بين الشيعة و السنة، و ليتم التفريق بين الشيعة العرب و الشيعة ذوي الاصول الفارسية. و لا ننسى رجل الدين الشيعي "الصرخي" الذي وقـف ضد المالكي و ضد الطائفية و هو يعتبر ممثلا من ممثلي الشيعة العرب، و لكنه بخلاف "الصدر" الذي تربطه علاقات بالاحتلال الإيراني و لذلك تم قـتل اتباعه دون ضجيج.. و لكن كذلك و في هذا الاسبوع تم تـفجير سيارات في اسواق مدينة الصدر و لكن من الواضح ان ملعوب التفجيرات قد تم فضحه و عوض ان تساهم في تأجيج الصراع ضد السنة فانه تم تحميل الحكومة العراقية للمسئولية..
اين هيبة الدولة في تـفـقير الشعب الذي يعيش على بحر من البترول؟
اين هيبة الدولة في حكومات و برلمانات و سياسيـين حتى من حيث الشكل و الظهور لا يمتون بأي صلة الى مفهوم الهيبة و مفهوم الكبرياء و القوة التي يعشقها العراقي؟ تلك القوة المعنوية و المادية. قوة الفروسية و القيم العربية التاريخية؟؟
و اين هيبة الدولة في دولة ليست بدولة الآن؟ دولة مخترقة من عـديد اجهزة المخابرات. دولة لا تعرف و انت في احد شوارعها هل يمكنك العودة الى بيتك ام لا. دولة لا تـتمتع فيها حتى بترشف قهوة آمنة في بيتك او في الشارع. دولة تـشيع فيها اخبار السرقات الحكومية و تـتجول فيها اشكال مختلفة من العصابات الميليشيات لتـقـتحم انسانيتك و خصوصيتك بكل سفور؟
اي هيبة لأي دولة لا دولة أحكمت بكل الوسائل تـثبيت دعائم اليأس التام من اي امل في التغيـير. في العمل. في الكرامة. في الامن و الحرية؟؟
و ها هي الاجابة ايتها الدولة العراقية الادولة. أشبال العراقيـين من شيعة و سنة ينـتـفضون و يهاجمون ما سمي "المنطقة الخضراء". الأشبال يصلون الى مكتب رئيس الوزراء للحكومة الاحكومة. اما الصدر المخضرم بين عراقيته و عروبته و اتصاله بإيران في نفس الوقت، فانه يكفيه ان كسر الحاجز النفسي تجاه المنطقة الخضراء. اما الشباب و لكي تـتحقـق فعلا لهم الحرية و التغيـير السياسي فانه لا مناص لهم من تأسيس قيادة شابة لها رؤى مختلفة و مطالب في التحرر واضحة و تجاوز في الممارسة و الفكر للطائفية.. اي ان النجاح لا يمكن ان يتأسس على اكتاف الشيوخ او رجال الدين لأنهم و لسبب بسيط محافظون و تطلعاتهم السياسية ضيقة لان تكوينهم الفكري ماضوي و ديني.
لا يمكن للانـتـفاضة الشبابية العراقية ان تكون ثورة إلا بثورتها على الاسلام السياسي برمته. اي ابعاده من الفعل السياسي. اما الاتجاه فيجب ان يكون نحو المستـقبل في تكوين لمقولة الحرية و العدالة الاجتماعية و بكل ثـقة في القدرات الهائلة للعقـل البشري.. فهل سيعود العراق العظيم الى انسانيته؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان