الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمة مسلوبة الارادة

رضا محافظي

2005 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


قد يكون نصف ما يحمله المحيط الاطلسي في بطنه من ماء دموعا ذرفتها البشرية على ما عاينته من هوان و تدهور للعرب و المسلمين و هي تشاهد أسفارهم تقطعه الى بلاد العم سام بدون اقطاعطلبا للمساعدة و رغبة في الرضا و التماسا للعفو و المغفرة ، بعد ان كانت الرحال تشد من هناك لقرون عديدة الى بلاد العرب و المسلمين طلبا للعلم و الرزق على حد سواء .

لقد أصبح شائعا جدا في أيامنا البائسة هذه اللجوء الى العالم الغربي من أجل حل مشاكل العالم العربي و الاسلامي في كبائر الامور و صغائرها و كأني بهذه الأمة صارت مسلوبة الارادة تم الحجر عليها سياسيا من طرف القوى المهيمنة في هذا العالم . صار العالم العربي و الاسلامي في صورة طفل يتيم تقطعت به السبل و وجد نفسه أسير تكالب المتهافتين على نهب ما تركه له والده من تركة و هو لا يستطيع ٌولا لا أو نعم و ينتظر ما يبقى له من فتات الصراع الرهيب .

صار من غير الممكن فك رموز مؤامرة قتل شخص في البلاد العربية دون اللجوء الى خدمات فريق تحقيق دولي . ومن كان حظه ذلك انجلت الحقيقة التي تخصه ، أما من لم يحظ به فان مصيره أن يكون عنوانا للجنة محلية للتحقيق مصيرها أحتلال مكان صغير في مقبرة جماعية للجان .

صار من المألوف أن تنفجر في اوجه المحققين المحليين فضائح تسيير لهيئات ادارية أو مالية لا تستطيع فك رموزها - أو لا تريد - الا بعد أن يتم الاستنجاد بخبراء اجانب قد تكون تجربتهم أقل بكثير ممن عندنا من الخبراء و المحققين . النصوص القانونية بحد ذاتها كثيرا ما تفقد قيمتها و تكون مدعاة للانتقاد و المراجعة اذا لم تتقيد بما تضمنته اتفاقيات دولية لم تات الا لتكريس هوى المتجبرين من العالم الآخر . لا يهم بطبيعة الحال أن يكون قد تم التصديق على تلك الاتفاقيات أو لا . ان تم التصديق فسوف يقال لنا أن نصوص قوانيننا لا تتناغم مع روح الاتفاقيات الدولية ، أما ان لم يكن التصديق قد تم فسوف تتم دعوتنا الى التصديق بكل البساطة و النتيجة بالتالي واحدة .

الانتخاب ذاته في البلاد العربية ، بما له من قدسية سياسية ان صح القول و بما له من اهمية من المفروض أن تعكس الارادة الشعبية من خلاله ، تشوبه دوما الشوائب و يرمى بكل النقائص و الفضائح و لا تتم تزكيته الا بعد أن تكون قد مسته بركة المراقبين الدوليين الامميين او غير الاميين أو باركته رسائل كبار الزعماء السياسيين هنا و هناك . أولائك المراقبون غير معنيين بالانتخابات التي تجري في البلدان المعصومة من التزوير شمال البحر المتوسط و غرب الاطلسي و هم معنييون فقط بما يجري عندنا من انتخابات سواء كانت مجرد انتخابات محلية أو تشريعية أو كانت انتخابات رئاسية تمس هرم السلطة .

يبدو أن انهيار الامة العربية و الاسلامية انحدر و انحدر الى أن وصل الى اخطر مراحله . لقد وضع العالم الآخر أركان محكمة تاريخية لأمتنا و ساروا بالمحاكمة مرحلة مرحلة و هاهم قد نطقوا بالحكم . لقد حجروا على أمة لا تعرف ما تملك و لا تعتز بما كان لها من مآثر و مجد و لا تملك حتى الرغبة في التغيير . تم الحجر على أمة مسلوبة الارادة الى أن تفيق من سبات عميق .


رضا محافظي - الجزائر
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير