الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافات التي أثرت بالفن عبر التاريخ في المنطقة الهندية والشرق الأقصى (1)

ملده العجلاني

2016 / 5 / 21
الادب والفن


ملخص : عبر سلسلة مقالات ستكون عن تأثير الثقافة في الفن ,عبر التاريخ , سيتوضح لنا تأثير الثقافات الحالية بمفهومها العام , والثقافات الفنية , في الفنون في العالم .
وستبداْ السلسلة بالثقافة الهندية , وانعكاسها على الفن الهندي خلال تطورها بمرور القرون. فالفن هو جانب هام جدا من المجتمع.و إن التاريخ يمكن أن يثبت بوضوح أن الفن هو أكثر مما هو معترف بها من قبل الحواس , وإنما هو أيضا انعكاس لمدى سخونة الثقافة في زمن معين . أنه يعطي نظرة موضوعية جيده لما تحدثه الثقافة في الحياة اليومية والقيم بشكل عام . من خلق بيئة ثقافية جديدة، , ومن أشكال جديدة من الفن ، ومن تغيرات في مفاهيم المجتمع , والأدوار الاجتماعية الفردية، ومن انهيار التمييز بين الفن والثقافة والسياسة.


بداية , في الفترة بين العصور القديمة والحديثة، وفي الشرق القديم حيث الحضارات المتطورة او التي تتطور , كانت هناك أيضا حضارة متطورة موجودة بالفعل في أماكن بعيدة مثل الهند وجاوا ، واليابان , وأنتجت هذه الثقافات مجموعة متنوعة من الفنون ومن الهندسة المعمارية , وهي مستوحاة من الاختلاف في أشكال الفكر الديني والحياة ( ومتداخلة أحيانا معه ).


فيما تشير الابحاث الى انه بين 1800 و 1200 ق م، الى ان الشعوب - الهندو أوروبية -الذين أطلقوا على أنفسهم الآريين (السنسكريتية آريا يعني "نبيل") عندما دخلوا شبه القارة الهندية , كانوا قد أحضروا معهم مجموعة من التراتيل المقدسة المعروفة باسم " الفيدا " , ( المعرفة)، و المؤلفة باللغة السنسكريتية القديمة. وهذه التراتيل الفيدية هي للثناء على مجموعة كاملة من الآلهة الذين عرضت على الآريين للتواصل مع الالهة.


ففي آسيا، وضعت ثقافات الهند والصين , التقاليد الفنية الغنية على مدى آلاف السنين. ولقد كان كل منها له تأثير , عميق , وواسع النطاق , على ثقافات الشعوب المحيطة بها ، وفي كثير من الأحيان تطورت جنبا إلى جنب مع الثقافات المحلية القائمة لتلك الشعوب المحيطة


اتجه الفنانون الهندوس الى تمثيل شخصية الإنسان ، والتي تحتل موقعا مركزيا في الفن الهندي، بحيث لم يهتموا بتحقيق الواقعية أو الفردية. فالفنانين لم يسعوا لتوضيح أي مفهوم للواقع العملي ( أو المدرسة الواقعية )، ولكنهم اختاروا تمثيل ( الروح ) في شكل إنسان.


و ينعكس هذا في أجساد الآلهة الهندوسية التي نادرا ما تعرف الدقة التشريحية ( لضمان الانسجام الكلي )؛ وفي التعابير الهادئة المسيطره على وجوههم وتصوير السيادة السماوية وقدرتها على الهيمنه على مشاعر المتلقي ؛ وفي تكرار او مضاعفة عدد الأطراف ( كعلامة من السلطة المطلقة الإلهية ) ؛ وفي الصفات التي تمثل القوة الخارقة للطبيعة. وبالمثل، كان يتم نقل صورة بوذا من خلال نظرة السارح الفكر، وفتات في يديه، و الخصائص التي تميزه و تظهره , ككائن متفوق .


لقد لعبت المنحوتات دورا كبيرا لتجسيم تلك الأساطير عن الإلهة المنصوص عليها و دورا هاما في تمجيد خالق الكون , فوجدت في المحاريب و على جدران المعابد ظاهرة باشكال المختلفة.


وبالإضافة إلى ذلك ، منحوتات مؤلفة من مجموعة متنوعة من الزخارف التي شملت , أوراق الشجر , تجسيد الانثى ضمنها للتعبير عن انها عطية من الاله و رمز لجمال الطبيعة وعظمة الالهة في الخلق ، وصور عناق المحبين للدلالة على , النمو ,الوفرة ,الرخاء والمحبة في مجتمعهم..


ان النسبة الأكبر من الفن الذي نجا , استُخدمت في صناعته , الحجر , لتزيين الهياكل المقدسة. و تشير الآثار الموجودة حاليا الى ان الملوك والنبلاء امروا بانفسهم ببناء القصور . وانه جنبا إلى جنب مع ازدهار الفنون التشكيلية والفلسفة والأدب، وكذلك الموسيقى والرقص، التي ازدهرت في سياق الهندوسية , ازدهر أيضا , نظام الفلسفة الهندية المعروفة " فيدانتا " والذي يرتبط مع اسم الفيلسوف " شانكارا " الذي اقترح الاعتقاد التوحيدي بين , النفس البشرية و الجوهرالإلهي , اي البشر جزء من الاله , ويجب معاملة الناس على هذا الاساس , وتقديم الاحترام والمحبة لهم , وهذا اثر كثيرا في الفنون والثقافة المجتمعية على حد سواء في تلك الفترة من التاريخ .


و يعد انتشار الثقافة الهندية , جزئيا , نتاجاً لاتصالات تجارية مع شعوب جنوب شرق آسيا وجزئياً من التفاعل بين الحكومات الهندية مع شعوب جنوب شرق آسيوية اليوم , و خلال القرون الأولى من العصر الحديث . فكل المناطق التي يسكنها شعوب تتسم بالتنوع العرقي واللغوي قد تأثرت بجوانب مختلفة من الثقافة الهندية كما في حالة في حالة البورمية والتايلاندية والهندوسية والبوذية والخمير وشام.


فإاذا نظرنا على سبيل المثال في , معبد أناندا، باقان. ( بورما، أواخر القرن ال11.)
إن هذا المعبد يعتبر مثالاً رائعاً للعمارة باتقان و يدل على مستوى فني رفيع من فناني منقطة الخمير هو مثال واضح في كل من العمارة والنحت للدلالة على مدى اهمية تاثير الثقافة الهندية بجميع الشعوب المحيطة بها.


وفي وقت لاحق , انتشرت المعتقدات الدينية المختلفة , ولما كان التوجه الفني لهذه الثقافات - ذات الأساليب الفنية ناضجة - صارت تعمل بشكل مستقل , عن النماذج الهندية التقليدية وفي ظل الاختلافات المحلية لتلك من المناطق , فحققت التجربة الفنية هناك نتائج مبهرة في العمارة والنحت، ولا سيما الأبراج البوذية والمقدسات في كل من باقان في بورما، والمعابد الجبلية أنغكور والمدن المركزية في كمبوديا.


و منذ حوالي القرن السابع أو الثامن، تشاركت كل من هذه المجالات في عملية توحيد، بلغت ذروتها في تأسيس حضارات , شام , والخمير، وفي وقت لاحق .



وفي النهاية ,نلحظ أن غالبية الأعمال الفنية في صالات العرض في جنوب آسيا , في متحف متروبوليتان ، معظمها من الحجر، وانها تأتي من سياق ديني , وأنها تتكون من الصورة المقدسة وكذلك من الحسي , وأن الشخصيات في كثير من الأحيان ملتهبة ومن النساء ، وذلك للتأكيد على التداخل بين المقدس والدنيوي في الفن الهندي , وقد يعكس الفن الهندي خلال تطوره طول المسعى المستمر لإعطاء الشكل الفني الالهي . و ظلت مبادئ هذا المسعى في الفن الهندي مستمرة و لم تتغير على مر قرون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا