الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعيداً عن طفولتهم .. قريباً من مسارات الغضب

رنا جعفر ياسين

2005 / 12 / 9
الادب والفن


إليهم ..
و هم مفعمون بالبراءةِ و الخوف معاً
فرغم الخراب و الموت هناك شيءٌ أخضر يتبرعم في ايامهم .. ينتظرونه ان يصير ذات سلام ٍ صورة ً تشبه الحلم
إليهم ..
و هم منغمسون دوماً في طفولةٍ تبكي على حجر






- 1 -

هششش
أرضي دامية َ الأطراف ِ تزحفُ نحوي

آآآخ ..
أرضي تبحثُ عنها .



- 2 -


يا طفلا ً من خشب
متى سيُحييِّـكَ اللهُ ؟
لتلعبَ معنا
في بلدٍ مجاور ٍِ
لعبة العسكر والحرامية
. . . . . . . .
. . . . . . . .
. . . . . . . .

يا طفلا ً من ماء
تبخـّرْ
تكثــّفْ في غيمةٍ
أمطرنا وطناً من بلور
لنلعبَ فيه .



- 3-
لا .. لا..
لا تقتلني
أنا طفلٌ وأدتهُ الحرية ُ
أصابعي قطـّعوها . . . هي في جيبي
و لساني نشروهُ على حبل ٍ عربي
أو لي من يترفقُ بي لأموتَ طريا ً ؟



- 4 -


في صومعتي طفلٌ
يلملمُ الأرصفة َ
و يدسّها بين الجرائدِ
مؤنة ً,
لشوارع ٍ سوفَ يمشيها
حالما يفيقُ من كابوسهِ
و يجد بلادهُ

. . . . . . .
. . . . . . .

فثمة َ مدينة ٌركضت يوماً من السجـّان
لم يعثرُ لها على أثر ٍ
ربما ,
فقـد تكــونُ بــــــــلادهُ !!



- 5 -
عندَ البلادِ
عندَ صوت ِ الأراجيح ِ
و بعدَ أعوام ٍ من تراكم ِ عزلتي
سطوت ُ على ذهولي
مكرمة ً ذاكرتي
بالعنفوان
يهزُّني
يجتاحني

أيا وتدا ً تعرَّشَ حانياً بين الضلوع ِ
كن رفيقاً بخرافاتي
بقلبي
بخشوعي
فأنا عند المساء ِ أعودُ
في صرتي
... جرح ٌ
... و خرخاشة ٌ





- 6 -


استتبَّ الأمنُ
و حراسُ الليل ِ
ناموا في حقائبهم


الطينُ :
رطبٌ
أحمرُ

و الياقوتُ :
نديٌّ
باركَ عودة َالطين ِ
أحمر
. . . . . . .
. . . . . . .


من أينَ يأتي الصبحُ بالمكائدِ ,
و حراسُ الليل ِ
ناموا في حقائبهم
و أطفالُ البلادِ مازالوا يغطـّونَ في حلم ٍ عميق ؟!




- 7 -


احذرْ :
الطوفانُ ببابكَ


النفقُ
الدهليزُ
القبرُ
يسحبكُ الى ظلمةٍ في آخرهِ تـُعَمـِّدُ الأطفال


الظلالُ تحتي قاسية ٌ
والغيمُ من فوقي سقط َ

على خدري ينهالُ
ملعوناً بالأنتظارِ
لطوفان ٍ
ببابي
وبابكَ


خـََمِّنْ ..
من أبوكَ ؟
من أمّكَ ؟

خـَمِّنْ ..
من أنتَ ؟




احذرْ :
يا وهماً ما .

. . . . . . . .
. . . . . . . .

احذرْ :
( التوكي )
ألعابهم
دُماهم
قطاراتهم
رصاصٌ في صدر ِ بلادي
يُنسيهم
عيدَ الميلاد


احذرْ :
البارود
الدبابة
الأسلاك الشائكة
العبوات
تـُُنسينا لـََعِبَ الأولاد .



- 8 -


تحتَ الوعيدِ و القنابل , خرائطي
تركضُ
تبحثُ عن نهر ٍ
تعثــََّر

سقط َ في بـ ا لـ و عـ ة.






- 9 -


أراهم ..
أطفالا ًً يكبرونَ في بيوتِ الآخرينَ
يشبهونَ حلمي
رماديونَ
و لهم وجوهٌ شاحبة ٌ
يبحثونَ عن آباءٍ متسخينَ على رفٍ مهجور ٍ
يتكدّسونَ على أيامهم في غرفةٍ تكتظ ُُّبذكرياتٍ هرمةٍ
و ساعة ٌ مكررة ٌ لها صوتُ الرصاص ِ
تستجدي في غيابنا أمومة ً على ورق ٍ




- 10 -


أمازالَ الشوقُ يزهرُ فينا رغمَ قحطِ البشر ؟
من نحنُ يا منفى ؟
- أبداية ٌ لرحيل ٍ مزعوم ٍ ؟
- أم شرودُ النهايةِ في غروبٍ مستجير ٍ

. . . . .
. . . . .
. . . . .


أنا وطنٌ مسلوبٌ
مثلَ بغداد ...
أحتلها الألمُ
و امتلأت بالقتلى .

- 11 -

يا حلمَ الأرض ِ وميلادَ السماء ...
أرصفة ٌ معبدة ٌ بالوهم
تزهرُ
يختنقُ الشارع ُ بضبابِ الخفقان ِ
مزدحمٌ خطوي بالأضدادِ
أرصفة ٌ جاءت
تتهادى
ركضت أرواحٌ مشؤومة ٌ
. . . البابُ مرتـّقٌ !!

فاجأهم
سورٌ مهتوكٌ
أحلامٌ ممنوعة ٌ من التحقيق ِ
عرباتٌ مفجورة ٌ
فحيحٌ منقوع ٌ بالاستبدادِ

أوقفهم عمرٌ يجرُّ الأحفادَ الى محطاتِ البنزين



- 12-



صوت ٌ
صوت ٌ
ها ...... اسمعْ
أطفالٌ باعوهم بصماتٍ منهوبة ً
يغنـّونَ على ضفةِ الموتِ
يرقصُ عصفورٌ محشورٌ في حلقي
و يسيـّحُ الوطنُ المحبوسُ
- 13 -


ثمة َصفيرٌ في ذاكرةِ الأبدية ِ


. . . . . هل هو رحيلنا ؟!




* مقاطع من مجموعة ( طفولة تبكي على حجر )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط