الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نور الدين محمود يعود ((شيعياً))

محمد علي الحلاق

2016 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يعرف اغلب المهتمين بالشأن العام العراقي ان قرار تأسيس "الجيش العراقي" قد اتخذ في مؤتمر القاهرة الذي عقدته وزارة المستعمرات البريطانية في آيار من عام 1921 برئاسة ((ونستون تشرتشل)) وزير المستعمرات وحضور كل من (برسي كوكس) المندوب السامي البريطاني في العراق و(جعفر العسكري) ممثلاً عن الضباط الشريفيين العراقيين الذين تعاونوا مع الاحتلال البريطاني .
كانت الوظيفة التي اسندت الى ذلك (الجيش) هي الحلول محل جيش الاحتلال في مهمة قمع الانتفاضات والهبات الوطنية التي كانت تقوم بها بعض المدن والعشائر (الشيعية ) في الفرات الاوسط وجنوب العراق ، اي ان عمله سيكون عمل (الجندرمة) التركية السابقة ، وليس الدفاع عن حدود ووحدة الوطن .
وهو ما حصل فعلاَ فلقد كانت اول مهمة اوكلت الى (( فوج موسى الكاظم )) بعد تأسيسه هي استباحة مدينة الشامية بعد ان انتفضت بوجه المحتلين عام 1921. وكما حصل كذلك في عام 1935 من قمع عشائر الفرات الاوسط والآثوريين في كردستان العراق بقيادة الفريق بكر صدقي الذي قاد بعد ذلك اول انقلاب عسكري في الوطن العربي في عام 1936 .
في عام 1952 وعلى اثر انتفاضة تشرين الثاني الخالدة اعلن الوصي المقبور ، حالة الطوارئ والاحكام العرفية في العراق وجاء برئيس اركان الجيش وقتها (الفريق نور الدين محمود) رئيساً للوزراء ، والذي اوكلت اليه مهمة قمع الانتفاضة باستخدام قوات الجيش العراقي بعد ان عجز جهاز الشرطة (السعيدي) في اداء هذه المهمة القذرة ، بسبب قوة زخم الانتفاضة وبسالة واقدام وشجاعة المنتفضين ، واصطفاف كل القوى الوطنية العاملة على الساحة السياسية حينها وراءهم .
(نور الدين محمود) هذا اطلق في وقتها كلمته المشهورة التي صارت نهجاً واسلوب حكم لكل السياسيين والحكام الخونة الذين تعاقبوا بعده على سدة الحكم في العراق وبالخصوص من يسموّن ( بـ السياسيين) الذين جاء بهم المحتلون الاميركان بعد 2003 ،تلك الكلمة تقول ((العراق خيمة تحترق ،وسعيد الحظ والذكي هو من يحصل على قطعة منها )).
كان آخر مرة استخدم فيها الجيش العراقي في قمع انتفاضة شعبية قبل ان يحله المحتلون عام 2003 هو في انتفاضة آذار عام 1991 ، عندما استخدم النظام البعثي الفاشي قوات الحرس الجمهوري التي ابقاها (الجنرال نورمان شوارسكوف) قائد مايسمى بالتحالف الدولي لـ (( تحرير الكويت)) !؟ سليمة دون ان تُمس !؟ في واحدة من ابشع العمليات القمعية واكثرها اجراماً في التأريخين الحديث والمعاصر .
فبعد ان انهزمت تلك القوات وبشكل ذليل ومخزي امام قوات الاعداء الامبرياليين وحلفائهم ، وتركت حدود الوطن مستباحة من قبلهم جاءت بكل عديدها واسلحتها الثقيلة من دبابات ومدرعات ومدفعية وراجمات وحتى صواريخ – ارض – ارض ، لتدمر المدن العراقية المنتفضة وتهدم بيوتها على رؤوس النساء والاطفال والشيوخ العزل ، ولتملأ ارض الوطن بـ (القبور الجماعية).
طبعاً لاننسى ولايمكن لنا ان ننسى ماقام به طيران الجيش من دور ((والله ما أدري شكَـول)) قذر واجرامي في تلك العملية القمعية الرهيبة التي جرت بمساعدة ودعم لوجستي (وقود سيارات ودبابات) ومعلومات استخبارية عن المنتفضين ، من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية ، وامام بصرهم ونظرهم .
لقد رأيت بنفسي ( عندها كنت في كربلاء) طائرات الفانتوم الاميركية السوداء بلون عقولهم وقلوبهم ونفوسهم المريضة ، وهي تطير فوق الطائرات السمتية العائدة للنظام البعثي التي كانت تقوم بقصف المدن وحرقها .!؟
وبعد ان تم حل ( الجيش العراقي) من قبل المحتلين الاميركان الاوباش عام 2003 وجرى تشكيل قوات مرتزقة اسندت اليها مهمة حماية ماسميت بـ (المنطقة الخضراء) بقيادة ضباط (جنرالات) بعثيين لكنهم ينتمون الى الطائفة "الشيعية " بعد ان جرى توظيف الغالبية العظمى من (جنرالات) النظام البعثي الدموي من قبل قوات الاحتلال الاجرامية – البربرية وجرى تقسيم العمل بينهم ، حيث اوكلت للضباط (الشيعة)وظيفة قيادة (التشكيل) الهزيل والكاريكتيري الذي سمي تعسفاً وكذباً وخداعاً وتضليلاً بإسم (الجيش العراقي) وايضاً قيادة ماسميت زوراً وبهتاناً بـ (وزارة الدفاع) ومنحوا العقود والمقاولات لغرض افسادهم وكثمن رخيص وبخس لخيانتهم وتمريرهم لمشروع الاحتلال ، وتسليم الموصل وصلاح الدين والانبار لـ (داعش) بدون قتال وتركهم الاسلحة الثقيلة للارهابيين وكذلك تسليمهم كركوك لقوات البيش مركَة ، هي واحدة من هذه الخيانات .
اما الجنرالات ( السنة) فلقد اوكلت لهم مهمة تشكيل ماسمي بـ (فصائل المجاهدين) (جيش محمد، الجيش الاسلامي، جيش عمر ، ثورة العشرين ) وغيرها . حيث كان يجري الاجتماع بهم وتوجيههم اسبوعياً في مبنى السفارة الاميركية .
واليوم وبعد ان انتفضت الجماهير العراقية الباسلة ضد الحاكمين ، السراق ، العملاء ، الخونة ، يعود الينا من جديد (نور الدين محمود) لكن بانحدار جنوبي وبمذهب ( جعفري) انه الجنرال (الفريق اول طالب شغاتي) قائد العمليات المشتركة الذي اصدر اوامر اطلاق النار على المنتفضين .
ان معلوماتي عنه تقول انه كان من الضباط الاذكياء والكفوئين والمتميزين بصنفه ((دفاع جوي وصواريخ)) ، لكنني اراه اليوم ، بل ومنذ ان سمعت باسمه بعد الاحتلال ، لايمتلك ولو بعض الفطنة او الذكاء ولاحتى شئ من الشرف والحياء ،لانه اصدر اوامره القذرة بأطلاق الرصاص الحي على (اصحاب الصدور العارية) من الشبيبة العراقية الفقيرة والمحرومة والعاطلة عن العمل ، الذين ينحدرون من (نفس الاصل ) و(نفس المذهب).
لا اعتقد بانه لم يقرأ تأريخ العراق المعاصر ولم يعرف النهاية التي آل اليها مصير كل القتلة والخونة من امثال سعيد قزاز وعبد الجبار ايوب ، وحتى لو ان (نور الدين محمود) الاول لم يحاكم ولم يلقى جزائه الذي يستحقه ،لكنه ظل رمزاً لكل الخونة والقتلة اعداء هذا الوطن والشعب ، وسيبقى يحمل العار والخزي الابدي وللمعلومات فان اول اتفاقية عقدتها اول حكومة شكلت بعد سلطة بول بريمر مع (حلف الناتو) العدواني كانت ارسال جنرال ايطالي لتشكيل وتدريب مايسمى بـ (قوات مكافحة الشغب) وحتى قبل تشكيل (الجيش ) الاكذوبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟