الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارات التمدن: حواري مع كاظم الموسوي حول اليسار الديمقراطي.. والمهمات الراهنة في الوطن العربي

ماهر عدنان قنديل

2016 / 5 / 23
مقابلات و حوارات


حوارات التمدن برعاية مؤسسة الحوار المتمدن:

تعريف بالدكتور كاظم الموسوي: كاتب صحفي وباحث سياسي عراقي. (المصدر الحوار المتمدن)

* ماهر عدنان قنديل: تحياتي الأستاذ كاظم الموسوي، أظن أننا في المنطقة العربية فقدنا البوصلة الإيديولوجية، بمعنى، إن فقدت منطقة من المناطق الأمن والأمان، وفقد المجتمع أبسط المستلزمات الحياتية يصبح من الصعب تبني أي خطاب إيديولوجي نضالي بنيوي حقيقي، فنحن أصبحت مشاكلنا في الضروريات.. خصوصاً أمام هذا الخطاب الطائفي الموجود الذي لم يعد يسع أمامه أي خطاب إيديولوجي..

* كاظم الموسوي: الاستاذ ماهر المحترم شكرا على التحيات والمشاركة اولا، وثانيا ارى من التحديات امام اليسار الديمقراطي اليوم ، هو التصدي لهذه الضروريات والخطاب الطائفي والاثني ومن وراءهما، ولابد من التحرر الايديوجي اساسا منها ومن ثم استمرار الكفاح بما يتناسب وما يمكن.

* ماهر عدنان قنديل: ل يستطيع اليسار في منطقتنا أن يحافظ على الكفاح السلمي وسط الصراعات العسكرية الحاصلة؟ رأينا في مناطق أخرى من العالم (اليابان وألمانيا وإيطاليا..إلخ) في السبعينات، أن اليسار (الراديكالي)، إتجه نحو العمل المسلح والعسكري؟ اليوم نشاهد تراجع القوى اليسارية في المنطقة نوعًا ما.. ما هي السُبل لتوقيف هذا النزيف؟

* كاظم الموسوي: يعتمد اليسار الديمقراطي كقوة ثورية كل اساليب النضال، حسب ظروف ميادينه وموازين القوى وتطورات الازمات فيها، بما فيها ارقاها الكفاح المسلح، ضد العنف المسلح للاعداء.. ولهذا حصل ما تفضلت به في المراحل الزمنية. وبما انك سجلت تراجع اليسار في المنطقة، نوعا ما، حاليا، وتساءلت عن السبل الممكنة طبعا لاعادة دوره وتحمل مسؤوليته في وقف الحرائق الدامية في المنطقة خصوصا، فجوابي هو: ان حركات اليسار الديمقراطي عليها واجب النهوض مما هي عليه الان اولا، ومجابهة خطط الاستعمار والرجعية ومَن تخادم معهما ضد القوى الثورية، والمليارات من الدولارات التي وظفت لتشويه النضال التحرري وتضليل الراي العام ثانيا. وثالثا تقدير مهمات العمل الان وغدا في مواجهة التحديات ومتطلبات كل مرحلة نضالية. مستلزمات الكفاح الوطني والقومي تحدد اساليب الكفاح السلمية او العنفية، وكما تعرف ما يجري في منطقتنا اليوم صراع دموي حاد لاهداف مستقبلية لرسم خارطة المنطقة والقوى المتنفذة فيها. وفي ضوئها تتوضح السبل وتؤطر الامكانات.

* ماهر عدنان قنديل: أنا أتفق تمامًا أننا في مرحلة رسم الخرائط في المنطقة، فاليسار وكل الحركات الإيديولوجية أمام مرحلة تاريخية لتحديد طريقة الكفاح (بين السلمي والثوري) التي تستحقها المرحلة، بدون شك العمل السلمي السياسي هو الأفضل، لكن، يجب قياس مدى إقترابه مِنَ الأهداف المُحددة لَدَى اليسار وتطابقه مع المقررات، فاليوم لا أحد ينكر أن المنتصر الأكبر في المنطقة، للآسف، هو الحركات الطائفية التي إختارت العمل المسلح لفرض مقرراتها وحتى في دول المنطقة التي لا نرى فيها صراعات مُسلحة نلاحظ تراجع اليسار داخلها كتركيا وإسرائيل وإيران ودول الخليج. من جانب آخر كمُراقب لاحظت أن الكثير من شخصيات اليسار العربي التي قادت مرحلة التحرر الوطني ضد الإمبريالية العالمية في السابق إنخرطت اليوم في صفوف الطائفية كأنه إعتراف منها بكونه عصر الطائفية.

* كاظم الموسوي: لا اتصور ان الحركات الطائفية المسلحة هي المنتصرة في دول المنطقة ولا في غيرها. نعم انها تمكنت من احتلال اراض وتهديد حكومات او استلام واستعراض قوة بدعم مفتوح لها من الدول التي وفرت لها الى الان ذلك، لكن حركة التاريخ وتجارب الشعوب تقول بعكس ذلك. ان الانتصار في النهاية لاختيارات الشعوب وارادتها ونجاح قواها الثورية في ادارة صراعها مع هذه القوى وداعميها ومجهزيها بكل امكانيات بقائها المؤقت الان. اما عن تراجع اليسار، كما تقول، فله اسباب كثيرة، من بينها تطابق المصالح بين هذه القوى الطائفية والقوى الدولية التي تعمل على فرض هيمنتها هي الاخرى ايضا، او تعود من الشباك بعد ان طردت بالتضحيات الجسام من الباب. ملاحظتك الاخيرة تحتاج الى تدقيق ومراجعة، اذ ان بعض من تعاون او تخادم، وهم قلة جدا، مع الامبريالية سابقا او الان، لا يعني الكل او الكثير، كيلا نبخس حقا ونستهين بتضحيات. وهي بالاخير ظواهر جديدة- قديمة.

* ماهر عدنان قنديل: أتفق تمامًا أن من تعاون هم قلة ظاهرة لذلك قد تبدو كبيرة لكن هي فعلًا قليلة. أن أتفق كذلك أن حركة التاريخ وتجارب الشعوب تقول عكس أن الحركات الطائفية المسلحة هي المنتصرة، قد تكون بداية لإنحدارها لكنني أنا أردت تحليل النقطة التي نحن عليها الآن لذلك تكلمت عن تفوقها المرحلي لكن قد لا يدوم الأمر وأنا أتفق مع ذلك.
من ناحية آخرى، أستاذ كاظم، أود أن أخرج قليلًا من المنطقة لإقتحام حركات اليسار الدولية، أود معرفة رأيكم، مثلًا، فيما يحدث في البرازيل بعد سقوط الرئيسة اليسارية ديلما روسيف وهل له إسقاطات على منطقتنا؟ خصوصًا أننا نشاهد تشابه كبير في التجرية اليسارية الأمريكولاتينية والشرق أوسطية، وما سيكون تأثير ذلك على منطقتنا، وكذلك إمكانية تأثير ذلك على التحالف بين دول أمريكا الجنوبية خصوصًا أن كثير من الأنظمة اليسارية في فنزويلا وبوليفيا وكوبا أعلنت رفضها التعاون مع حكومة البرازيل الجديدة؟

* كاظم الموسوي: تعرض اليسار في امريكا الجنوبية لاسيما بعد استلامه السلطات ديمقراطيا الى حملات قوى الهيمنة الامبريالية و-الثورة المضادة-، وسبق البرازيل، كما تعرف، نيكاراغوا، وكذلك فنزويلا، واذا تابعت ما نشرته وثائق ويكيليكس عن الرئيس والوضع الجديد في البرازيل تعرف السبب لمقاطعة الانقلاب الامريكي في البرازيل. اما انعكاساته فهي متواصلة عالميا، ومنها وطننا العربي، وما الحرائق المشتعلة الا شكلا منها. وهنا مسؤولية القوى اليسارية والتغيير، وهو ما كتبته في مداخلتي المنشورة.

* ماهر عدنان قنديل: هل إضافة ديمقراطي لليسار يعني إقرار من اليسار بتقديم الحريات على المساواة والعدالة الإجتماعية؟ وهذا ما فهمته من خلال المقدمة، وحسب رأيي تبقى العلاقة بين الحريات والمساواة متوازنة حيث لا يمكن الإستغناء عن أحدهما ولا يتحقق مكون دون تحقق الآخر فلا مساواة إجتماعية بدون حرية فردية، وكذلك الحرية دون مساواة تعني الفوضوية ونمو الحركات الإحتجاجية على السياسات العامة للمطالبة بمزيد من التوازن والمساواة.

* كاظم الموسوي: في النقطة الثانية من المداخلة الاساسية توضيح للسؤال، والتركيز على اضافة الديمقراطي للتميز والتطبيق للمفهوم والقيمة من دلالة الاضافة لليسار. والديمقراطية ليست الية واحدة كما هو شائع في الاجواء السياسية بل كل متكامل اولا ومترابط ثانيا مع المطالب والمهمات الاخرى، لاسيما في مرحلة التحرر الوطني والقومي. ولا تحذف منها الالف واللام كما تحذف انت في اللقب، اشكرك على المتابعة والحوار الجاد، كما اشكر الاساتذة الذين سبقوا في الحوار حول هذه النقطة وغيرها طبعا. لا اريد ان اثقل عليك في مراجعة ما كتبه لينين وماركس عن هذه القضية بالذات في مقالات كثيرة لهما في المؤلفات المترجمة الى العربية عن دار التقدم بموسكو، يمكن الاستزادة منها اذا اقتضت الضرورة.

إنتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟