الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الإستراتيجية الأمريكية الجديدة
حميد المصباحي
2016 / 5 / 23مواضيع وابحاث سياسية
غيرت الولايات المتحدة الأمريكية أسس تحالفاتها،بناء على مقاربات اعتمدتها،من خلال سؤال ،لماذا يكرهوننا،و قد جندت لذلك باحثين من مختلف الثقافات و حتى الحضارات،بحيث رغم مساهماتها المالية في تحديث بنيات الكثير من المجتمعات،تفاجأ غالبا ،بعدم تأثير ذلك على الوجدان العام لتلك الدول و المجتمعات،و بذلك انتهت دراساتها إلى ضرورة إعادة النظر في سياستها الخارجية بما يفرضه ذلك من إعادة النظر في التحالفات القديمة،مهما كان عمقها و بعدها الإستراتيجي،فما هي المفاهيم الجديدة التي نحتتها دفاعا عن هذا الإختيار
؟؟
1_عدو عاقل خير من صديق أرعن
_________________________
عاشت الولايات المتحدة الأمريكية صراعات مريرة مع دول كثيرة،راكمت بها معرفة،لم تكن كلها صحيحة،فالمفاوضات الطويلة مع إيران،علمتها ألا تتعرف على عدو من خلال أعدائه،مما دفعها لاختيار مفاوضات مباشرة مع إيران،بذلك توصلت إلى عقلانية عدو ،سوف تعتبره فيما بعد،خصما يمكن التعاون معهنبناء على منطق المصلحة،بما تفرضه من تقاسم عادل للنفوذ على مناطق محكومة بدول هشة،تقليدية البناء،معولة على قوة الأمريكان،و ما يفرضه ذلك من تدخلات عسكرية مكلفة كما حدث أثناء غزو العراق،و التكلفة التي تحملتها الولايات المتحدة بشريا و اقتصاديا و حتى رمزيا في مجال السياسات العامة،و ما زرعته من عداءات في صفوف الأقليات و عموم الشعوب الخاضعة لسلطة قمعية دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية بالسلاح و التغطية
السياسية على جرائمها.
2_عدو قوي خير من صديق ضعيف
________________________
الأقويا يحسنون الإنصات لبعضهم،و يمكنهم الوصول لتفاهمات،بينما الصديق لضعفه يمكن أن يجد المبررات لمكره و تلاعباته،
كما أنه بتخلفه،يغدو عالة على اقتصاديات عالمية هشة،و حساسة لمجمل التحولات السياسية التي يعرفها العالم حاليا،مما حدا بسياسة الولايات المتحدة إلى تخفيف ضغوطاتها على الأعداء الأقوياء،الذين بانحيازهم لروسيا و الصين و دول البليكس،سوف يخلون بالتوازنات التي طالما حاول الحلف الأطلسي حمايتها لصالحه،و لو أن السياسة الأمريكية استمرت على ما كانت عليه،ربما وجدت نفسها فيما أسمته السياسة الصينية،تعدد الأقطاب،و ربحتها كرهان استراتيجي،أنهك الأمريكان و كاد يعمق عزلتهم.
3_إسرائيل خارج استراتيجية الصداقة الدائمة
____________________________
إسرائيل نفسها لم تعد حمايتها غير مشروطة،بل نظر إليها دولة ينبغي أن تمتثل لقرارات الأمم المتحدة،و ألا تعول على الحماية المطلقة و غير المشروطة،فعليها أن تدبر أمورها و تفرض بالسياسة ما عجزت عن تحقيقه عسكريا،و هذه العبارة كررتها الإدارة الأمريكية بصيغ غامضة،لكن مضمونها وصل لإسرائيل،التي أدركت أن دافعي الضرائب بالولايات المتحدة الأمريكية،لم يعودوا يطيقون صرف أموالهم على دولة تتدخل في أمورهم السياسية و لا تحترم اختيارات المواطن الأمريكي،على حساب التغطية الصحية و الرفاهية الإجتماعية لعموم المواطنين.
خلاصات
فكرة الفوضى الخلاقة التي اقتنصها الفكر السياسي العربي،و أخذ يروج لها،ليست مفهوما قابلا لأن يكون أداة للتحليل،فهو مجرد هفوة لسانية،أو مهرب من عدم التدخل لضبط إيقاعات التحول المكلفة،فكل اختيار له مبررات و دوافع موضوعية،مسبوقة بدراسات و مقاربات،تؤسس لافتراضات و احتمالات،يتم الكشف عنها حسب المتطلبات و المستجدات.
حميد المصباحي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس يقول إن إسرائيل ألحقت الهزيمة بح
.. وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد هزيمة حزب الله.. ماذا يعني ذلك؟
.. مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة: أكثر من 300 ألف إنسان يعيش
.. أسامة حمدان: جرائم القتل ضد شعبنا ستبقى وصمة عار في وجه الدا
.. حرب وفقر وبطالة.. اللبنانيون يواجهون شقاء النزوح ونقص الدواء