الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا تستثمرالأرهاب

طاهر مسلم البكاء

2016 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو للناظر اليوم الى الشرق الأوسط ،ان أمريكا مشغولة ومهمومة الى الى أقصى الدرجات بمكافحة الأرهاب فهي تكافح عتاة الأرهابيين من افغانستان حيث تبحث عن قادتهم في الحدود والأحراش ،وفي العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر ودول افريقيا ، وهي تسارع على أعلى المستويات القيادية الى ادانة العمليات الأرهابية وخاصة التي تحصل في اوربا ، ولكن بنظرة فاحصة متأنية تتضح صورة أخرى مختلفة تماما ً فشعوب افغانستان والعراق وليبيا وسوريا وغيرها ابتليت بشئ اسمه تفرد الأمبراطورية الدموية الأمريكية بالعالم ولعبها بمصائر العالم كيف مايحلو لها دون من وازع ضمير ،لقد بدأت بالدول التي كانت تخالف سياستها أيام التوازن الدولي بوجود الأتحاد السوفيتي ،وكانت احداث 11 سبتمبر وانهيار ابراج نيويورك ذريعة ،رغم ان كل هذه الدول لاعلاقة لها وان المنفذين كانوا حسب الأمريكان 19 شخصا على صلة بـتنظيم القاعدة كانوا قد تلقوا دروسهم في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية ،استخدموا طائرات مدنية مختطفة ،وبينت التقارير الأمريكية ان :
15 منهم سعوديون واثنان من الأمارات ومصري ولبناني ،وعلى أثر ذلك اعلنت امريكا الحرب على الأرهاب وهاجمت افغانستان مسقطة نظام طالبان ومن ثم العراق واسقطت نظام صدام بحربين كبيرتين وكان من باب أولى ان تكون السعودية هي الملامة بالحادث كون أكبر عدد من مواطنيها من قام بتنفيذ الهجوم ،ولم يتمكن الأمريكان من اثبات ولو دليل واحد على علاقة نظام صدام بالقاعدة أو بمنفذي الهجوم !
كما اعلن نظام طالبان في حينه استعداده لتسليم اسامة بن لادن فيما لو قدمت امريكا الدليل على صلته بالحادث .
الولادة امريكية :
معروف على مستوى العالم ان فرسان القاعدة ولدوا بتخطيط وتنفيذ أمريكي ودعم مالي خليجي وكان الهدف هزيمة السوفيت في افغانستان
مولود فاق اباه :
مع ان البدايات الحقيقية لداعش كانت عن تنظيم القاعدة في العراق ،حيث شكل ابو مصعب الزرقاوي عام 2004 طلائعها، والتي تمازجت مع تنظيمات متطرفة أخرى لتولد مجلس شورى المجاهدين والذي كان بحق طلائع داعش الأولى والمبكرة والتي استغلت انغماس الساسة العراقييون بالفساد المالي والتصارع على السلطة ،وتوسعهم في الأغراق بالطائفية (سواء أكانوا سنة أم شيعة ) لأجل كسب الأنتخابات ،أستغلت كل ذلك مع ما توفر لها من دعم خارجي لتوسيع نفوذها بسهولة ،مستغلة تذمر العراقيين من تهميش الكفاءات والتوزيع غير العادل للثروة ،وفي سوريا استغلت الوضع الغير مستقر وبدء النزاعات التي غذاها الغرب بحجة المعارضة السورية ،لتتمدد بشكل سريع في الرقة، و إدلب، و دير الزور و حلب .
وفي مطلع العام 2014 اعتبرت القاعدة ان داعش وليد عاص وقطعت علاقاتها به معتبرة انه تنظيما ً وحشيا ً !
حل الجيش العراقي هل كان خطأ ام مخطط له :
مع ان خليفة داعش ابو بكر البغدادي لم يقبل في الجيش العراقي بسبب قصر النظر في عينيه غير ان نوابه كانوا ضباطا ً كبار من ضباط الجيش العراقي السابق وهم ابو علي الانباري الذي يسيطر على عمليات داعش في سوريا و ابو مسلم التركماني المسيطر على عمليات داعش في العراق ، وهذا يجعلنا نتناول مافعلته الأدارة الأمريكية بعد العام 2003 عندما حلت الجيش العراقي الذي كان يعد من الجيوش المتقدمة بالعالم ثم اكملت كل ذلك بتهميش كامل لعناصره ،ولانعرف ان كانت بذلك قد ارتكبت خطأ فادحا ً ام انها كانت تخطط لكل ما حصل بعد ذلك .
استغلال داعش أمريكيا ً :
رغم علم أمريكا بالولادة المشبوهة لداعش فأن أمريكا كعادتها حاولت استغلال هذا المولود الجديد لخدمة توجهاتها وتوجهات حلفائها من الصهاينة وعرب الوهابية ،لابل انها هيأت دعما ً ماليا ً خليجيا ً لها بعد ان اصبح الكيس الأمريكي عليلا ً ،وكانت تتفرج على ظهور التنظيم في سوريا بالعلن وتشترك في توفير طرق ميسرة وآمنه لدخول مقاتلين جدد لأسناد داعش بدعوى دعم المقاومة السورية ضد نظام بشار الأسد !
وقد قيل الكثير حول ما تعتقده أمريكا من فوائد لداعش من مثل سحب العناصر الأرهابية من امريكا واوربا وتجميعها في سوريا والعراق ( عش الدبابير ) ،او مشاركة المخابرات الصهيونية والبريطانية والأمريكية في استولاد هذه التنظيمات لأغراضها وتنفيذ خططها بالمنطقة كتقسيم العراق وسوريا وانهاك دول الخليج ،ولتنمية سوق السلاح وغيرها ،غير ان الثابت للمراقب العادي هو ان دعما ً ماليا ً ولوجستيا ً كبيرا ً يصل الى هذه التنظيمات من خارج سوريا والعراق وبمباركة الدول المشرفة على المنطقة ،أمريكا ودويلة الصهاينة وتركيا ودول الخليج الوهابية والأردن ،رغم ان مشروع داعش يشمل التوسع الى الخليج لاحقا ً ،حيث سيجد السعوديون خاصة انفسهم وقد وقعوا بفكي كماشة من جهة اليمن حيث نمو تنظيمات القاعدة وداعش، وجهة العراق وسوريا حيث نمو دويلة داعش وانطلاقها باتجاه السعودية .
تدرب وترسل الفرسان ثم تقاتلهم !
ياما حملت الأخبار ،وعلى المكشوف ،ان امريكا ستقوم بتدريب آلاف المقاتلين على الاراضي التركية لزجهم في النار القائمة على الأراضي السورية ،ثم بعد ان يتمرسون بالأرهاب والقتل تعود لتظهر وكأنها ستحارب الأرهاب وترسل الطائرات والجنود لتحاربهم مرة اخرى !كما حملت الأخبار ولمرات عديدة نزول الطائرات الأمريكية في مناطق داعش وحملها افراد منهم بعد ان تكون فرص قتلهم من القوات العراقية كبيرة ،
انها دوامة سئمتها شعوب المنطقة التي لم تحصد ومنذ انفراد امريكا بقطبية العالم سوى الخراب وسيل الدماء وفقدان الأمان وانتشار الأرهاب ،اما امريكا فقد اعادة انتشار قواتها من جديد في العراق بعد سحبها عام 2011 كما اقامت قواعد جديدة لها وهي تحاول جاهدة تقسيم العراق الى ثلاث دويلات وفق الرؤية الصهيونية ،وتنفيذ اجندتها في سوريا وعموم المنطقة ،وقد تحقق هدف استنزاف هذه الدول الى اكبر مايمكن وتقزيمها لتصبح دويلة الصهاينة هي الرائدة ،وتم استفادة شركات السلاح الأمريكية والغربية ،وسرقت ثروات هذه الدول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب