الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون -مش بهارات-!

خالد حدادة

2016 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


انتخابات الجنوب: الشيوعيون "مش بهارات"!


عندما اتخذت قيادة الحزب الشيوعي اللبناني قرارها قبل عدة أشهر بشأن الانتخابات البلدية، وحددت وجهة التعامل في مواجهة الثنائيات الطائفية في كل المناطق اللبنانية، اكتسبت هذه الوجهة زخما أكبر عندما أقرها المؤتمر الأخير للحزب بإجماع الحاضرين، ليبدأ العمل على أساسها..
ومنذ أشهر، عندما وقع البعض بالإحباط بنتيجة ما آل إليه الوضع سواء على صعيد «هيئة التنسيق النقابية» وتشتت قوى الحراك الشعبي، رأينا في قيادة الحزب حينها، ضرورة إطلاق حركة مقاومة شعبية لهذا الإحباط باتجاه الاستفادة من هذا التراكم وجعله نواة حركة شعبية جديدة، تحول انهيار الدولة الطائفية، إلى مناسبة للتغيير الديموقراطي باتجاه بناء الدولة العلمانية الديموقراطية المقاومة، دولة العدالة الاجتماعية. لأن الانتظار أو الممارسة المترددة، قد تفسح المجال مجدداً أمام قوى النظام للتوحد من أجل حمايته وتجديده.
على هذه القاعدة، قررنا الانخراط في معركة الانتخابات البلدية في ثقلها السياسي الواسع، بما فيه الانماء، وعدم فصل السياسة الانمائية عن عملية النضال من أجل التغيير الديموقراطي.
هذا هو البعد السياسي الحقيقي لما أردناه من الانتخابات البلدية. فكانت نتائج البقاع وبيروت (برغم دورنا المحدود في العاصمة)، وفي قرى الجبل، تأكيداً على صحة القرار وامكان تنفيذه، وكانت حرية قرارنا متجسدة بـ»وعي الضرورة»، ضرورة التغيير وإلاّ ضياع الوطن.
إن نتائج بيروت والبقاع، دفعت بالتحالف السياسي الطبقي ومن على طاولة الحوار للاستنفار من أجل حماية النظام عبر بوابة «قانون الستين». برغم ذلك، مضينا بالمواجهة، فكانت المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية في الجنوب، وهذه هي بعض الملاحظات الأولية والسريعة على نتائجها، في انتظار تقييم مستقبلي أشمل:
أولا، أن نتائج المرحلتين السابقتين(بيروت والبقاع والجبل)، دفعت بالثنائيات وقوى الأمر الواقع للاستفار من أجل حشد قواها. فكانت عملية تعبئة غير مسبوقة من أجل تكثيف المشاركة، التي كان الاعتكاف عنها من قبل جمهور الثنائيات تعبيراً عن الاحباط الذي يسوده، بنتيجة المواقف السياسية والممارسات في المؤسسات التي يتواجدون في قيادتها وخاصة في البلديات. ولا نستثني صيدا من هذا الاستنفار في مواجهة لائحة «صوت الناس».
ثانيا، هذا الاستنفار والهلع، دفع بأطراف ثنائية الجنوب إلى ارتكاب «خطايا» كبيرة بحق المقاومة وأهل الجنوب. الأولى، هي في استخدام المقاومة شعاراً للفرز في بيئة مقاومة بمجملها. والثانية، استغلال الدين كعامل تحريض وتعبئة وهذا ليس بعيداً عن القوى الطائفية والدينية المختلفة، والثالثة، هو استغلال عامل الوظيفة والمال في تحريك الماكينات الانتخابية.
ثالثا، أن النسبة الكبيرة من الأصوات في كل القرى التي خاضت فيها قوى اليسار والديمقراطية معارك من موقعها المستقل الرافض لمنطق المحاصصة، أثبتت أن ما درج الاعلام على ترويجه، بأن اليسار هو نوع من البهارات تزيّن أكل الجنوب، هي دعاية مشبوهة. فالنهج المقاوم، ببرنامجه الشامل الذي يقرن التحرير بالتغيير وحمل قضايا الناس، هو نهج مستمر ومحتضن من قبل جمهور الجنوب وهو في مرحلة نمو مضطرد، وذلك بغض النظر عن عدد الأعضاء المنتخبين أو «الخارقين» وكلمة «الخرق» هنا أصبحت بالنسبة للشيوعيين كلمة مفتاحية.
رابعا، أن الفرحة الكبرى ليست بعضوية مجلس بلدي أو اختياري، بل بطبيعة المعركة، كما أن الفرحة الأكبر كانت بتنفيذ وجهة الحزب التي جهدت منظمات الجنوب بالتوازي مع التحضير لمؤتمر الحزب من أجل تأمين مقومات نجاحها، فالتحية لكل هؤلاء ومنهم تحية للجنوب. كل الجنوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق خالد حدادة
فلاح علي ( 2016 / 5 / 25 - 00:30 )
تحية طيبة
المقالة رغم قصرها لكنها تحمل رؤية استراتيجية لها ابعاد فكرية واعلامية وجماهيرية وان كان من مثال على ذلك هو ما جاء فيها من ربط ديالكتيكي ما بين التحرير والتغيير وحمل قضايا الناس حاجاتها وتوفير الخدمات لها وضمان حقوقها وحرياتها ... الخ وحضرتكم خير العارفين بالشأن اللبناني ان الثنائيات التي ذكرتهما كلا هما مدعومان من دول أقليمية غنية وقوية وان خوض النضال الجماهيري لتقوية مواقع الحزب وتقليل حجم هذه الثنائيات بتقليل انتفاخاتهما الآتية من الدعم الاقليمي هذا شيئ مفرح لنهوض الحزب وقوى اليسار والديمقراطية في بلد تهيمن علية الثنائيات وهذا يعني من الناحية العملية ان الحزب هيئ مستلزمات خوض النضال الجماهيري وهذا هو الطريق السليم بوجه المحاصصة الطائفية كما تؤكد صحته تجربة العراق ما أشرت له من توظيف الدين في الحملات الانتخابية واستخدام الماكنة المالية والاعلامية في انتخابات بيروت والبقاع هذا هو حال الطائفيون وهذا ما أكدته تجربة العراق ايضاً حتى انهم يوظفوا مؤسسات الدولة لحملاتهم الانتخابية في ظل عدم استقلال القضاء اضافة لتوظيف الدين واستخدام المال واعلام الدولة لحملاتهم من مقالتك يستشف


2 - الرفيق خالد حدادة
فلاح علي ( 2016 / 5 / 25 - 00:47 )
تحية طيبة
يستشف من المقالة هنالك ضعف في نفوذ ونشاط الحزب وقوى اليسار والديمقراطية في بيروت والبقاع وما عبرت في مقالتك عن هذا الضعف بعبارتك برغم دورنا المحدود في العاصمة . ارى من وجهة نظري ان الدور المحدود لأي حزب شيوعي او يساري ديمقراطي في العاصمة ارى ان هذا يشكل ناقوص خطر لمستقبل الحزب الجماهيري لأن العاصمة يتواجد فيها اتحاد نقابات العمال والجامعات والمعاهد ومراكز الاعلام ومؤسسات الدولة والبرلمان وهي الاكثر نفوساً وتشكل مركزالنشاط السياسي فعادةً الاحزاب الشيوعية تركز جل نشاطاتها في العاصمة فقوة التنظيمات تتمركز في العاصمة آمل ان تكون لديكم استراتيجية لهذه المهمة الهامة جداًواني شخصياً أعلم انه كان للحزب الشيوعي اللبناني نفوذ كبير في مناطق الجنوب صور وصيدا وبرجا وكان اول حزب سياسي في لبنان بدأ المقاومة العسكرية ضد الاجتياح او الاحتلال الاسرائيلي للجنوب لكن الدور الذي لعبته التنظيمات الاسلامية في عام 1982 كانت وجهتها لأضعاف الحزب لكن الحزب صمد وها هو الآن يخوض الانتخابات في الجنوب اتمنى ان يحقق نجاحات في الانتخابات البلدية تقوده لنجاحات كبيرة على صعيد لبنان مع التحيات

اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ