الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة يهود العراق

اسراء طارق

2016 / 5 / 24
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


اليهود هم إحدى الأقليات الدينية في العراق، و مصطلح (أقلية) نعني به جماعة اقل عدديا من بقية سكان الدولة، لهم عاداتهم وتقاليدهم التي تختلف عن باقي السكان في الدولة. ويمكن أن تكون الأقلية أما أقلية دينية أو عرقية أو قومية أو أثنية.
يرجع تاريخ وجود اليهود في العراق إلى ما يقارب 2500 سنه، حيث عاشت بحرية وسلام جنباً إلى جنب مع باقي مكونات الشعب العراقي وكان لها دور بارز في مختلف جواب الحياة منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى أن ظهرت الصهيونية وما تبعها من تكوين وطن قومي لليهود في فلسطين وجمع يهود العالم في فلسطين ومحاولة دمج اليهودية التي هي ديانة وتحويلها إلى قومية، وساهمت الحكومة العراقية في تهجير اليهود من خلال إصدار قانون خاص بتجميد أموال اليهود وآخر خاص بإسقاط الجنسية عنهم وتهجيرهم قسراً إلى إسرائيل أما عن طريق الوكالة الصهيونية وما قامت به من حملة تهجير كبيرة عرفت بحملة "عزرا ونحميا" التي تم من خلالها تهجير اكبر عدد من يهود العراق إلى إسرائيل وهناك بعض من اليهود فضلوا السفر إلى دول أوربية بدلاً من إسرائيل رغبة منهم بالحفاظ على عراقيتهم وهناك أيضا عدد من الكتاب اليهود العراقيين الذين اخذوا يكتبون باللغة العربية بدلا من العبرية وذلك دليل على صحوة روح جديدة لديهم ومنها فلم "المطيرجي" مطير الحمام الذي عرض في إسرائيل (جريدة المدى في عددها الصادر في 26 شباط 2015).
إن ذلك لا يعني خلو العراق نهائياً من اليهود وإنما بقيت أعداد قليله منهم يعيشون في العراق لكن بصورة سرية حيث بين الباحث الأمريكي جون نيكول الذي نشر في النيويورك تايمز في 2008 قصة عن اليهود الذين لا يزالون يعيشون في العراق قائلاً إن "عدد هؤلاء اليهود لا يتجاوز الـ 500 فرد كعوائل وأفراد تعايشوا واخفوا هوياتهم على الأغلب فيما لا يزال آخرون منهم يعترفون بهويتهم اليهودية ورغم ذلك فهم يحظون بدعم وتأييد سلمي مع العراقيين". ومنذ ذلك الوقت إلى الوقت الحالي العراقيين يؤيدون عودة اليهود وينظرون إليهم على أنهم ديانة وأصحاب كتاب سماوي كما هو حال المسيحيين وأكد ذلك ما قاله عدد من الشباب تم استطلاع رأيهم حول عودة اليهود إلى العراق "إنهم يرحبون بعودة اليهود إلى العراق كون العراق يتكون من مجموعة من الأقليات لا يمكن الفصل فيما بينهم وان العراق يتميز عن غيرة من البلدان بالتنوع الذي يتكون منه الشعب العراقي وبالتعايش فيما بينهم بغض النظر الأقلية أو الفئة التي يمثلها". وهذا يبين بان الجيل الجديد من الشباب هو جيل واعي ويدعم التنوع المجتمعي على الرغم من أنهم لم يعاصروا اليهود، وهذه الرغبة هي نفسها رغبة اليهود في إسرائيل إلا إن الحكومة الإسرائيلية هناك تمنع عودة اليهود إلى وطنهم الأصلي العراق وتنهي حياة كل شخص يطالب بالعودة إلى العراق.
ويبقى حلم العودة إلى العراق قائما لدى العراقيين هنا ولدى اليهود في إسرائيل حيث إن اليهود العراقيين هناك مازالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم العراقية ويتكلمون اللهجة العراقية ويقيمون الفعاليات الثقافية حسب ما ذكرت صحيفة "معاريف" انه في إطار الفعاليات الثقافية المقرر إقامتها في القدس وإن الدعوة عامة للجميع ليس فقط لليهود العراقيين المهاجرين إلى إسرائيل للاستماع إلى أغنية احتجاج عراقية وتاريخ الطائفة اليهودية في العراق. وتشير الصحيفة إلى أن الحفل الغنائي الذي نظمه يهود العراق هناك صاحبه عرض يتضمن صوراً من الخمسينيات في العراق وصوراً تاريخية لبغداد، والبصرة وإقليم كردستان. وبينت الصحيفة أن الحفلة كانت باللغة العربية وترجمت إلى العبرية وتضمن الحفل أيضاً اوركسترا عراقي أصيل، وختم الحفل بأغنية عزيز جلال قدمها نسيم دنجور. (صحيفة "معاريف" في عددها الصادر 12/1/2011).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?غرب وا?طرف الخناقات بين ا?شهر الكوبلز على السوشيال ميديا


.. عاجل | غارات إسرائيلية جديدة بالقرب من مطار رفيق الحريري الد




.. نقل جريحتين من موقع الهجوم على المحطة المركزية في بئر السبع


.. سياق | الانقسام السياسي الإسرائيلي بعد حرب 7 أكتوبر




.. تونس.. بدء التصويت لاختيار رئيس الدولة