الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم تكن تجرؤ .. الحرب

سمر المحمود

2016 / 5 / 24
الادب والفن



تحت زاوية من السماء .. زاويتنا
لم يكن هناك حرب
الأطفال .. رسموا بندقية
والذين كبروا .. رسموا الوحش
*******
عبر ولادة خلقته من لا شيء
تكور ومضة في أحراش العقل
افتعلوا شجارا من سيقطع حبل السر:
رددوا شعار: الوحش للجميع
أطعموه، سَقوه، حَشوه كحيوان أليف
حتى تجشأ، تخمة ترف: الوطن لي
******
بَذَر الزهر رصاص، حَمل سواعده بنادق
شد لجام الريح لبوغاء الفقر
ل قضبان مجرد عيون وسكون، ل شريدين بصقهم السقف
حقن الثمار قذائف، سلم أشجارها مدافع
وعدها بفجر لن يصنع من أجسادها مقاعد
*** ***
نعم، أطفال الأطفال رسموا ظلا للوحش
والذين كبروا صاروا الظل
كانوا ينحنون ليصيروا ذاتهم
لكن ظهورهم، تكسرت .. فانتعل أياديهم وأقدامهم
دعسوا الأزهار، قطعوا رؤوس الأشجار
رجموا الغابة، وأعلنوا الحقيقة ملكة إيمانهم مئات المرات
*** **
لم يكن من حرب
لم تكن تجرؤ
على زاويتنا ، أقدامها ، صلبت الشمس
باضطراب أضوائها على جرحنا
شقائق نعمان .. بكتنا
حتى ضاقت ذرعا، بمآتمنا
بحرب تفسخت فيها أفراحنا وأقدامها
كجثث في مقبرة
والمقبرة تبعد عن الوطن مسافة وطن، مسافة أمان وجرح مسافة نزوح، مسافة بحر
*** **
أطفال لم يعرفوا السباحة
(رسموا نجاة)
والذين كبروا (صنعوا قواربا من أجساد الأشجار)
*** **
الوحش للوطن
كله للوطن
*** ***
سنوات بلا شواطئ يلطمها الموت أشلاء وأشلاء
في دفقها تراب صلصالي
تكلمت الشفاه المتصالحة: لنزرعه عشب، أزهار، أشجار، غابة تتلألأ اخضرار
صرخ ظل: الوحش قاتل أبي .. سأزرع رأسه برصاصة
الذي كبر: من رَسَم قاتلا لأخي .. سأزرع رأسه في سحابة
*** **
ضوضاء راحته
تشق صخبها بين الظلال في مجرى دموي
يتسع ويتسع .. يتسع:
- كم كانت ضرورية الحرب
ذلك من خوف، من دجى الموت، من ركام مجهول
ظلال قومت معنى للقتل
بظهور متكسرة
(للوحش نصغي)
ونستبقيه أيادينا وأقدامنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا