الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وكنتُ كآدم الذي أكل التفاحة

ليندا كبرييل

2016 / 5 / 25
الادب والفن


قصدْتُ علْياء الشمس في الشرق الأقصى، حيث تطْلع جميلتي ــ الإلاهة البديعة ــ على البشر أولاً، عندما لسعتْني عقارب الساعة بالشرّ الجميل.
هناك ثبّتُّ الوتد، حيث سأتولّى أمر براعم بشرية تبُخّها ( الشمّوسة ) حياةً كل صباح.

كان هدفي اللقاء بالشاب الجميل " كونغ فو تسو " وجهاً لوجه، بعد أن عشتُ زمناً قصيراً مع أفكاره من بعيد . لا أعرفه ولا يجْمعني به ألْف آدم وجدّ، ولكني رأيت في حبّه للإنسان بعضاً من نسغ معلّمي المسيح، فأضفتُه إلى أبطالي.
بدأتُ بالاطلاع على قلبه في السابع من الشهر السابع.
طرِبْت وأنا أقرأ في رسائله الممتعة، وأتعمّق في ضميره، ومنهجه في الحياة، ومواقفه من الإنسان، وعشقه للموسيقى، حتى ملكَ عقلي.

كنت قد تعلّقت ب كونغ هذا البطل الاستثنائي، عندما قرّر فجأة أن ينصرف عني !
أعْلم أنه إنسان واقعي، ونظره دوماً على شواطئ مهجورة، يهفو قلبه ليعمّرها بفكره الخصيب .. لكني سهوْت عن الزمن الذي يضع حدّاً لكل شيء.
شعرْت بالوَحْشة . رجوتُه أن يظل في عالمي، فأكّد أن لا جدوى من حضوره، بعد أن فتحَ لي من مَغاليق أبواب الحياة ما استطاع، وعليّ الإمساك بقوانين الوجود لِمواصلة التحدي ؛ فالمُراوَحة تخْلق الملل والتراجُع، ليصبح الإنسان عاجزاً عن تقديم المفيد.

غادرني غير آسف .. إلى مريدين جدد يسعون كالفَراش إلى ضيائه . كنت قريبة جداً منه، وكان بعيداً عني، فقد كان مشغولاً بعالم الإنسان . وأقنعْت نفسي أن كونغ كالشمس، يحجّ إليها من يريد التحديق بها، ويكفيني أن شعاعه يشقّ دروباً في أعماقنا لحياة جميلة.
قررت أخيراً في تجربتي الجديدة أن أكون أنا البعيدة عنه، أستمدّ فيها من وَهَج شعاعه قِيَمي الأخلاقية، وأنا أفكّك أفكاري العتيقة وأنتِج الجديد، بعيداً عن المناخ المريض المُشوِّه لتجلّيات العقل الإنساني.

عشتُ في رحابه أربعة شهور باذخة الجمال . ولما فارَقَني ، شددْت الرحال في منتصف نوفمبر / تشرين الثاني إلى أرض الفلاسفة، حيث تتداخلُ فيها الكونفوشية في البوذية في الشنتوية، وأنا أتوق إلى الاطلاع على هذه الفلسفات، وفي ذهني استفهام مُلِحّ :
إذا كانت الأديان السماوية قد طرحت حلولاً سحرية تخديرية لأكبر قلقٍ وعذاب للإنسان : الموت، الزوال، الفناء، فما الحلّ الذي قدّمتْه الأديان الأرضية الثلاثة ؟
وإذا كانت شخصية الإنسان ودوافع سلوكه تُترجِم العنصر الديني أو الروحي، فما هي المقومات الثقافية الكامنة في مسامات جِلد بني الأصفر، التي جعلتْهم ذوي صلابةٍ وجَلَد تجاه نوائب الزمن وبلايا الطبيعة، فأطْلقتْ مكوّناتهم الذاتية لصناعةِ ظاهرةٍ اقتصادية رائدة ؟

كانت ردود تلميذ كونغ جافة آنذاك . أمْعنَ النظر في وجهي ثم رفع كفّه وصاح :
ــ إذا كنا لا نعرف الحياة الدنيا، فكيف لنا أن نعرف شيئاً عن هذا الأمر الغامض ؛ الموت ؟ اِعْتني بحياتكِ على الأرض، وتَواصَلي مع الإنسان بمختلف مشاربه، وتجنّبي بَعْثرة داخلك في الحديث عن الغيب.
سكتَ لحظات ثم كمنْ تذكّر سؤالي الثاني فتابع :
ــ ليس سهلاً تشْكيل التضاريس الإنسانية والبشرية . يقول المعلِّم : بناء الإنسان هو التحدّي الأكبر : بالتعليم، وبتنمية المهارات الذاتية، وبالقانون.

هيّأت دفتري لتسجيل ملاحظاتي، وجعلتُ عنواناً له : ( كونفوشيوس ) وهو اللقب الذي اصْطلحوا على تسمية " كونغ فو تسو " به.
أقبلتُ على مهمتي بحماس في أرض العجائب هذه . ولكن .. ما أسْرع الشعور القابِض الذي دهَمَني بالفارق الكبير بين الوِهاد والآفاق ! بين بلدٍ يعيش في ماضٍ ويصوِّب عينَيْه نحو ماضٍ سحيق .. وبلد يعيش المستقبل في حاضره ؛ ونظره نحو الشمس !

الصفحة الأولى :
وصلتُ ذلك الصباح البارد إلى بلادٍ فقدتُ فيها من الخطوة الأولى قامتي أمام ناطحات السحاب في (شينجوكو)، وغاب سمعي بين ضجيج الآلات في عاصمة الكهرباء والإلكترونيات (أكيهابارا)، بحثتُ عن وجهي فوجدته قد ضاع بين أمواج بشرٍ، وجوههم تكْسوها صرامةٌ مكشوفة، أو مقنَّعة بابتسامة غامضة المعنى، وأنا تائهة عن المخرج من محطة المترو في (توكيو) من بين عشرات المخارج، وعلى سطح الأرض كانت القيامة ! زحام عجيب في ميدان رحب يضيع فيه الأخ أخاه .. ولما انفتحتْ إشارة المرور الخضراء، تحرّكتْ مواكب الناس في وقت واحد من خمسة أطراف، ثم تلاقتْ فتداخلتْ ثم تباعدتْ وتفرّقتْ في اتجاهات مختلفة، لبدء يوم الحساب مع الحياة، وفي اللحظة التي مرّ فيها القطار الرصاصة، كصاروخ فضائي يخترق الزمن إلى المستقبل، كان عقلي قد توقف عن كل شعور.
أغمضت عيني لأستردّ ذاتي، فتدفّقت ذكرياتٌ، استحضرتْ صور مركبات بلَدي التي تخترق الزمن إلى الماضي، وإشارات المرور المعطوبة، وصبحيات الثرثرة النسائية، وطقاطيق الباعة المتجولين، وجارنا الخباز ممدوح يلوّح بيده مع أنغام فيروز ....

شعرتُ بوَهَن نفسي وبرغبة في الانسلال من الحاضر، والقطار يغصّ بالركاب . جاءني هاتف ساخر من داخلي : من أين لك أن تسمعي في هذا الضجيج الإلكتروني أغنية ( حيّرت قلبي معاك ) تنساب من راديو جدتكِ العتيق ؟ وهل ستجدين منْ تلعبين معه ( الباصرة ) بين ذوي الخطوات السريعة، الذين لا تتوقف عيونهم لتتفحّصكِ من شعرك المصفف إلى حذائك الأنيق ؟ آه يا برد بلدي الحنون، هل رأيتَ برداً عضّاضاً كهذا ؟ على الله أن أسمع صوت العم صالح ينادي على طبْخة شوندر في ليالينا الباردة، على الله أن أج ... اِنْتبهي .. هناك منْ يستأذنكِ للنزول . خرجتْ جماعة ودخلت جماعات . كل ما تستطيعه في كبيس المخلّل البشري هذا أن تحرّك عقلك فحسب !
ولاحظتُ أن القطار الذي تتلاصق فيه الأجساد، وليس فيه مكان لمَفْحَص قطاة، وليس بإمكانك أن تحرّك رأسك يميناً أو شمالاً إلا وضربت برأس مَنْ خلْفك، كل هذا ولم تمتدّ يد تتلمّسني استجداءً لغريزة بلهاء، ولم يلفحني نفَسٌ شبق أحمق.
تأمّلتُ العيون النائمة، أو المزروعة فيما تقرأ، ثم وجّهت نظري إلى خارج نافذة القطار.

مرّت عيوني بصور من الحياة اليومية، صرفتْ تفكيري عن الصبحيات وأم كلثوم والشوندر.
عندما ينطلق الإنسان إلى رحابة الخارج الأكبر، يتوارَى الضيق، ويسْتتِر الوهن، وينفسِح المجال لِتحْتشد قوى الذهن لترتيب الأفكار المنزوية.
طالعني فجأة مشهد مثير : كاهن بوذي يصلّي أمام مقام مقدس وخلفه مجموعة من الناس ، بيده فرع من شجرة يلوّح به .. ممم ~~ كما في كل الأديان قاطبةً ؛ التطهّر وطرْد الأرواح الشريرة ! ثم أمسك الكاهن بحبل طويل ضخم وهزّه، ليَصْدُر صوتٌ من جرس معلق في أعلاه، فأحنى الجميع رؤوسهم في خشوع.

شغلني مشهد الكاهن البوذي، فلا أدري إلا والسؤال ينبثق من أعماقي !
هؤلاء الناس يصلّون لِتمثال، بهيبة وإجلال، لا لِلّه الواحد الذي في السماء .
أوثان على شكل إنسان، لوح .. لا يهشّ ولا يبش ! ومع ذلك تمكنوا من تحقيق قفزات حضارية كونيّة إنسانية . كيف ؟ كيف ذلك يا الله ؟؟؟
نحن معنا الله الذي اختارنا من بين كل الأمم، العظيم القدير العليم الجبار، ومعنا الملائكة الأطهار، والأنبياء المعصومون، والسيدات العفيفات، وجيش من الخلفاء المؤمنون، والصحابة المنزّهون، والقديسون، والفقهاء والأولياء والكَتَبة والرواة والمفسِّرون والعمامات البيضاء والسوداء أصحاب الشرف والصوْن وقدرات الجن الأزرق والأحمر ..
ولم ننجز شيئاً !!!
هل قدّر الله الأوثانَ للأذكياء، وأرسل الأنبياءَ للأغبياء؟
إذا كنا ندّعي الحكمة والعلم والأخلاق فنحن أغبياء دون شك.
وإذا كنا نتاجر بالحديث عن حضارة ازدهرتْ ثم اندثرتْ، فإنه تشتيت للجهد فيما هو معلوم من اللتّ والعجْن ولا طائل فيه.

كيف حقق الإنسان الآسيوي هذه القفزة الجبارة بدون الإله الجبار ؟
طريقكِ لن يكون سهلاً للردّ على هذا السؤال، تماماً كما قال لكِ كونغ ف .. كونفوشيوس.
انتهى زمن هزّ الخصور، وحان وقت هزّ الأكتاف . اِنْسي باصات جدّ جدّك، ونكات الفيل والنملة، واخْلعي كعبك العالي، وتذكّري الآن ملاحظاتك على ما قال الصديق الياباني " تويوتا " في يوم مضى أمام جمْع من الناس :
ــ { هذه الطفرة اليابانية ليست في حُكم الألغاز، وقد أشْبعَها المتخصصون بحثاً في أدوات النظام الرأسمالي ومؤسساته، والآليات السياسية التي شكّلتْ مجتمعاً متطوراً، أهّلتْه لإنجازات هائلة.
كذلك هذه القيامة المشْرقة ليست معجزة . فالعامل الأهمّ فيها هو : الانقلاب الجذري في البناء المعرفي، الذي مسّ كل مفردات الواقع ليصبح مواكِباً للتحديات العالمية، وبحيث أصبح التعليم (المحور) الذي قامت عليه الانطلاقة الفذة بعد نقل التكنولوجيا الغربية . نقطة الانعطاف الحاسمة في مسيرتنا، كانت عندما توصّل المصلِحون في فترة ـ ميجي ـ ببصيرتهم الواعية، إلى إدراك الدور الهام للعلم الحديث في تحديد علاقات الإنسان بنفسه .. وبمجتمعه .. وبمكانته بين الأمم المتقدّمة، مما استدعى إغلاق المدارس الدينية، وإحداث قطيعة مع النظام الإقطاعي، والقوى التقليدية المُهَيمنة، في بيئة كانت مُصابة بعاهات الفكر المنغلِق . فركّزوا على الاستثمار في الإنسان .. في عقل الإنسان بالذات، لإنجاز المشروع الحداثي، ونجحوا في تَطْويع أخلاق السامورايْ مع المستجدات، وتركوا التراث بفكره الغيبي يبحث عن طريقه داخل المعابد. }
فانبرى ( اسماعيل ) الأفريقي وسأله :
ــ القطيعة مع التراث ؟ هل يمكن أن نرفض المقدّسات ؟؟
أجاب تويوتا :
ــ { رفْض المقدسات غير ممكن، بِشرْط ألا تخرج من عتبة الدار أو المعبد . أما التراث الذي لا يلبّي حاجات الإنسان المعاصر، ولا يساهِم في بناء مجتمع المعرفة المدني، ولا يستوعِب لغة التقنية، فإنه لا يستحق أن نعِيره الاهتمام، ومن الضروري إحداث القطيعة معه. }
ــ ولكنكم كونفوشيون ..
ــ { إذا كان صدى فلسفة المعلّم يتردد بين جنبات حياتنا، فإن عملنا هو الصوت الذي يُعطي المعنى لمغزى تعاليمه، وبإرادتنا نطوِّع خصوصيتنا الذاتية، فنجعلها في خدمة الواقع الحاضر الذي هو الأصل. }
تحمّس اسماعيل وقال بفخر :
ــ ديننا أيضاً يحثّنا على الجهاد في الحياة وطلب العلم ولو في الصين.
فرفع تويوتا كفّه وقال :
ــ { لا تُقاس قيمة الإنسان بتديّنه، فقد يكون الدين وسيلة للتعدّي، ومشجّعاً على الفساد . كذلك .. لا يكفي أن تُقاس قيمة الإنسان بتحْصيله العلمي، فقد يكون فارِساً في ميدان العلم، مُنْهزِماً في ميدان العقل الصانِع، يحركّ عِلمه منطقُ الغيب والأسطورة . حتى الحيوان يتعلم مع المثابرة فينطق ويقلّد.
إنسان الحداثة : ـ انتبهْ من فضلك ـ هو القادر على الشك والسؤال والاكتشاف . فالعلم على أهميته لا يكفي، إذ لا بدّ أن يقترن بالتغيير، والعمل على تقويم شطحات الطبيعة بالإرادة، فلا يُترك حلّها للإله أو للقدر . تحدّي الواقع الراهن يحتاج إلى أن يترافق العلم مع بعْث الوعي النقدي وتدريب الكفاءة الذاتية. }
قال اسماعيل :
ــ ألم يكن الدين عنصراً أساسياً في قيام حضارة عربية مبهِرة قامت عليها النهضة الأوروبية فيما بعد ؟
هزّ تويوتا سبابته وقال باستنكار :
ــ { أنت تنسى أصولاً متوارَثة عن شعوب سابقة، أسّستْ لإنجازات قامت عليها حضارتكم وحضارة الغرب.
كذلك، ليس بين قوانين صعود الأمم : الدين . إذ لا يمكن لانطلاقة مجتمع الحداثة نحو الإبداع أن تُديرها قوى الماضي الضيقة . ولا يمكن لإنسان الوعي الخلّاق أن يستلهِم من صياغاتٍ تراثية منغلقة.
الأمْن التراثي يقتضي أن نحْمي امتدادات الثقافة الإنسانية من الهلوسات والتفسيرات البليدة، التي تصبح مع الزمن عبئاً على الإنسانية .. وعندما يعجز العقل عن إدراك المتناقضات بين القديم المتصلّب، والجديد المتطوّر، فإنه يعني أن المرض استفْحل، وأصبح الإنسان عاجزاً عن تواصلِه الحياتي مع الآخر. }
قالت سيدة مغربيّة :
ــ نهضتكم معجزة .. كيف لا ؟ وقد تحققتْ في حضور تراث مليء بالخرافات والأساطير.
أجابها تويوتا :
ــ { انتهى زمن المعجزات، وحان زمن المنجزات . نهضتنا ليست مُعجِزة إلا لِمنْ يعيش في عجْز، فانْبهرَ بالنجاح الذي أضاء فشَلَ السادِرين في الحياة . اِنطلاقتنا لم تأتِ من فراغ، فالنهضة تضنّ بالنجاح على منْ لا يدفع تكاليفها الباهظة . على الإنسان إعمال عقله ليُواجه ضعفه أمام تحديات الواقع، والتحلّي بشجاعة تمزيق الأحجبة، والإحساس بالمسؤولية تجاه سلوكه الخاص وتجاه مجتمعه. }

وفي حفلة وداع الصديق " تويوتا " بعد انتهاء مدة بعثته، أهْداني معلومة رائعة، كانت جواباً على ملاحظتي : أنه مثير للإعجاب مقدرتهم العالية على التفاعل بصبرٍ وأناة مع المهمات الشاقة، واستغراق الإنسان في عمله لتقديمه بأفضل صورة . وختمتُها بقولي :
ــ حتماً هناك عوامل أخرى غير ظاهرة للعيان، تلعب دوراً فعّالاً في أداء الفرد لوظيفته.
فأجابني :
ــ { قد لا أكون مبالِغاً إذا قلت إنه انعكاس للمفهوم ( البوذي ) الذي يقول بفناء الفرد في الكون، والمفهوم ( الشنتوي ) باندماج الإنسان في الطبيعة روحانياً . ونحن جزء من الكون والطبيعة . الآسيوي يسْتَحضِر هذه المعرفة الأخلاقية فيترْجِمها بسلوكه العملي ؛ كلما استغرقَ الإنسان في تأملاته واندمجَ في عمله بوعي لا كالروبوت، كان أقْرب إلى تحدّي المناطق المظلمة في النفس، واسْتلهام المقدرة على استنطاق الكامِن في الفكرة أو المادة . وقد يحقّق بهذا التوحّد الروحي إبداعاً إعجازياً ! }
شعرت بحرج وأنا أقول له :
ــ سمعتك تتحدث عن ممارسات بهدف ضبْط النفس وتنمية الإرادة، وجدتُها قاسية، كأخْذ حمامات شديدة البرودة في الشتاء .. أليس هذا تعذيباً للذات ؟
قال تويوتا مبتسماً :
ــ { هذا رأي الأجانب فينا .. تحمّلُ المشاق والصعاب ليس تعذيباً للذات ، بل هو تهذيب للذات !! }
ضحك الصديق وهو يراني أسجّل ملاحظاته، فقال لي :
ــ { اِخْتصري الأمر واذْهبي إلى تلك البلاد، سترين الحقائق تمشي أمامك على الأرض . سيرافقكِ كونفوشيوس كدليل سائح في البيت والمدرسة والعمل. }
سيكون معي ! كونغ فو بذاته ؟ هل أحلم ؟؟
ــ كونفوشيوس ؟؟
ــ { نحن بوذيون وشنتويون، لكن القيم الكونفوشية متجذّرة في نفوسنا. قد يفيدك أن تعرفي ماذا قال في السياسة :
يرى كونفوشيوس أن الحاكم يجب أن يتحلّى بالعلم والأخلاق والاستقامة الشخصية، لأن الناس سيعْمدون إلى محاكاة أسلوبه . فيخاطبه قائلاً :
إذا أنت أيها الحاكم مشيتَ في مقدمة شعبك على الطريق المستقيم .. فمَنْ يجرؤ على مخالفتك ؟ نشر الفضائل وتحسين أمور البلد يبدأ بتنظيم الأسرة، وتنظيم الأسرة يتطلب تهذيب النفس، وتهذيب النفس يتطلب تطهير القلب بالعمل على الإخلاص في التفكير، الذي يرتبط بتوسيع المعارف إلى أبْعد جهد مستطاع، ومشْروط بالتحرّي عن كل ما تحت الشمس، والبحث الجادّ عن علّة كل أمر. }
عيونهم صغيرة .. جداً، لكنها ترى الكون كبيراً .. جداً !!

كانت صدمتي الحضارية الأولى، وأنا أواجه انقلاباً هائلاً، تكْلِفته كبيرة على شخصيةٍ قادمة من بلد الجمود الفكري والعقائدي.
اللحظة التي جئتُ فيها إلى ( جنّة ) الفلاسفة، كنتُ فيها كآدم الذي أكل التفاحة فعرفَ الحقيقة !
هرعتُ إلى كونغ فو تسو، وفي قلبي حنين إلى أيام الأمنيات البريئة.
كنت في حاجة إليه أكثر من أي وقت مضى . رآني من خلف نافذة وهو بين مريديه، ولم أرَه أنا.
أدركتُ أن كونغ فو تسو لن يظهر لي ، فهو يؤمن أن التجلّي للأنبياء فقط، وهو ليس نبياً.
{ أنا حامل مَشْعل الفلسفة بيدي، أمشي في طريق من اتجاه واحد إلى صعود وارتقاء متواصل، وسيسْتلِم المشعل مَنْ سيتابع. }
لكنه ـ للأمانة ـ أرسل منْ يُخْلِص النصيحة لي.

وكانت صديقتي (مينامي)* ، ابنة الكاهن البوذي، التي رافقتني سبعة عشر عاماً، ثم كانت نهايتها المأساوية، عندما ابتلعها التسونامي الذي اجتاح الساحل الشرقي لليابان في الزلزال المعروف 2011.*
وإلى اللقاء مع مينامي.


ورد اسم " مينامي " في المقال السابق

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=511188

فإما نجْم كالشمس، وإما قزم كبلوتو!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاديبة ليندا كبرييل المحترمة
nasha ( 2016 / 5 / 25 - 08:54 )
مرة اخرى ابداع لغوي جميل .
يرجع سبب النهضة الاسيوية وخصوصا اليابانية ربما الى التواضع الذي يميز ثقافتهم المبنية على معتقداتهم الاصلية.
لقد تقبلو الفلسفة الغربية العقلانية دون حساسية وتعالي واستغلوها كعلم وتكنلوجيا .
اعتقد ان قبول الفلسفة الغربية لم يكن صعبا على اليابانيين لان فلسفة الاخلاق الغربية قريبة من فلسفتهم بالاضافة الى عدم وجود عداء عقائدي بين الشعب الياباني والشعوب الغربية.
مشكلتنا ان فلسفة الاخلاق الاسلامية لا تتفق مع فلسفة الاخلاق الغربية ولذلك لم تنجح محاولات نقل الفلسفة الغربية للعالم الاسلامي بالرغم من قرب المسافة والاحتكاك الثقافي. هذا بالاضافة الى العداء الاسلامي المتجذر في العقل الاسلامي ضد كل ما هو غربي او( مسيحي يهودي)
مشكلتنا عويصة وعميقة جداً وفي جوهر الاسلام المبني اصلا ضد المعتقد اليهودي والمسيحي .
تحياتي وتمنياتي لك بالصحة وطيب الاقامة في بلد شروق الشمس


2 - شكرا ليندا
عبد القادر أنيس ( 2016 / 5 / 25 - 14:44 )
شكرا على إمتاعنا بهذه المقالة التحفة.
جاء في المقالة: ((قالت سيدة مغربيّة : نهضتكم معجزة .. كيف لا ؟ وقد تحققتْ في حضور تراث مليء بالخرافات والأساطير.))
لعل في هذا القول يكمن سر تخلفنا. نحن نرى الخرافات والأساطير في تراث الغير، ولا نراها في تراثنا ولهذا عجزنا عن إحداث القطيعة معه لأننا ممنوعون دينيا من الشك فيه. هذا يجرني إلى قولك: (كنتُ فيها كآدم الذي أكل التفاحة فعرفَ الحقيقة!). هل آدم أكل التفاحة فعرف الحقيقة أم أكلها ليعرف الحقيقة؟ في قصة برومثيوس وقصة آدم فإن الرغبة في معرفة الحقيقة هي بداية المغامرة الإنسانية، الأول عصى الآلهة وسرق نار المعرفة ومنحها للبشر ونال جزاءه، والثاني عصى ربه وفضل حياة المغامرة على الخلود في جنة الخمول والرتابة. في القرآن نقرأ: (وَقَالَ (الشيطان) مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰ-;-ذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ). رمزيا فإن حب المعرفة هو الذي حث آدم وحواء على أكل التفاحة. فما أحوجنا، إذن، إلى إنسان يكون كآدم وحواء، يكون كبرومثيوس، يكون كإنسان نيتشه المتمرد، الذي أعطانا هذه الحضارة المدهشة.
تحياتي


3 - شكراً
عدلي جندي ( 2016 / 5 / 25 - 15:52 )
قد تمتعت حقاً بأسلوب السهل الممتنع
سلام ورحمة لصديقتك الراحلة مينامي
صدقيني يا أستاذة ليندا عقولنا خرِبت من تكرار تعاويذ رجال أدياننا
في ليلة الأمس وجدت نفسي أردد ودون وعي أثناء نصف صاحي نصف نائم تعويذة تعودت عليها في الماضي
فما هو حال وفكر وعقل المؤمن في مجتمعاتنا ويعيش الخوف والوهم الذي فرضوه عليه إما بالميلاد أو بالدستور أو بالقضاء والإجرام والإرهاب
أعتقد عقول شعوبنا صارت زائدة عبء علينا مفعول بها وكما كتبت في تعقيبك علي مادتي
صرنا نخشي الحوار ..نفزع من النور والتنوير نتباري الإفتخار لتخلفنا عندما نصر أننا نتبع طريق تسلمناه منذ آلاف السنين ولن نحيد عنه سيان من الجانب السلفي (الخائن )الصحراوي أو (الخانع )الأرثوذكسي
شكراً لك مرة أخري
وافر التحية والإحترام


4 - العلمانية المتأصّلة في اليابان نتاج الكونفوشية
ليندا كبرييل ( 2016 / 5 / 25 - 16:16 )
الأستاذ ناشا المحترم

في المقال، حدثتكم على لسان السيد(تويوتا)عما وراء النهوض الياباني
تستطيع القول أن روافد الثقافة اليابانية صينية المنبع، كذلك كان عمادهم كبيرا على أسس الحضارة الغربية ثم طوّعوها بما يناسب ظروفهم ونجحوا في التميّز عن بلد الثقافة والحضارة الأم ليكونوا أنفسهم
الإسلام دين ودولة، الأديان في اليابان لا تتدخل في الأصل بشؤون الدولة
لذا سهل عليهم أن ينتقلوا إلى مجتمع حديث متطور
ظروفهم تختلف تماما عن ظروفنا، ولا يمكن بحال نقل تجربتهم
استفادت دول الجوار الآسيوي من التجربة اليابانية وتمشي على نفس طريقها لأن الثقافات السائدة متشابهة
شكرا لحضورك العزيز


أستاذي المحترم عبد القادر أنيس

ليس هناك تراث مليء بالخرافات والأساطير كتراث آسيا
لكن الفصل حاد بين داخل البيت وخارجه،أعتقد أن انقلاب الأحوال الاقتصادية والسياسية ساهم في تغيير الإنسان إلى حد كبير
أشكر الظروف التي دفعتني للاطلاع على فلسفات جديدة خلقت بداخلي رغبة لمعرفة حقائق جديدة ساهمت في تليين نظرتي لقبول المختلف
شكرا لآدم معلمنا الأول
أشعر بإنسانيتي اليوم أكثر من أي وقت مضى،فقلبي بيت لأوثان وبقر ودير وكعبة وتوراة
تقديري


5 - الرائعة في الشرق أو في الغرب ..
محمد حسين يونس ( 2016 / 5 / 25 - 16:38 )
ما أجمل هؤلاء البشر (( هذا رأي الأجانب فينا .. تحمّلُ المشاق والصعاب ليس تعذيباً للذات ، بل هو تهذيب للذات )) ما أجمل المتواصلة معهم .. نسمة رطبة في يوم قائظ .. تحياتي


6 - المشكلة عويصة
نيسان سمو الهوزي ( 2016 / 5 / 25 - 18:42 )
سيدتي الكريمة مشكلتنا عويصة وعويصة جداً . فنحن نتبع الخرافة والوهم حتى لا ننهض من الحلم الذي نغطي فيه عيوبنا وجهلنا وتخلفنا وحتى لا نكن ولو لمرة واحدة صادقين مع انفسنا ومع مَن حولنا .. نحن تعودنا على الكسل والجهل ونحارب من اجل ذلك لا لشيء بل لنبقى في حلمنا الكاذب ...
نحن شعوب دجالة ومنافقة وكاذبة ولهذا لا نتعلم حتى من جيرارنا ...
الكل فكّ الشفرة أما نحن لا زلنا نربطها حتى لا تفك ابداً ..
هناك مجاميع من الدجلة والشعوذة والقادة والملوك والحاشية واتباعهم اصحاب الكتب الخرافية مستفادة من هذا الجهل والتخلف وهي المسيطرة مع الاسف ولهذا سوف لا تحل لنا الشفرة بسهولة ويُسر حتى تنكسر رقابنا كما هي تنكسر كل لحظة وكل يوم ..
يا شوم العيب يا شوم ...
حتى في الفراش مع شريكنا نحن منافقين وكذابين ودجالين فكيف لنا ان نتطور او نتقدم !!
ولكن الله معنا وسوف لا ينسانا وهو يعطي لمن يشاء ويأخذ ممن يشاء والحمدله ..
تحية طيبة يا صاحبة العيون الصغيرة ( بس نظرك عشرة على عشرة ) ..


7 - الأستاذة العزيزة ليندا كبرييل المحترمة
فاتن واصل ( 2016 / 5 / 25 - 19:06 )

ما أروع وصفك لليابان ومناخ ومجتمع وأحوال اليابان، الفوارق بين مجتمعهم والمجتمعات العربية هي أشبه بالفرق بين الانسان والصرصور.

في معرض كلامك عن الفلسفة وعن الصدمة الحضارية للآتية من بلاد الجمود الفكري والعقائدي ، وأكمل لحضرتك وبلاد ملاك الحقائق المطلقة الذين لا يقبلون جدال أو مناقشة أو تعديل أو تأويل في نصوص أقل ما يقال عنها أنها خارج العصر.
تساءل د طارق حجي عن متى يقرأ بحثا يحدد سبب تأثر خريجي الكليات العملية بالذات ( شعبة علوم ورياضة في الثانوية العامة) بالجماعات الأصولية وتجار الدين، وما كان مني بصفتي من خريجي الكليات العملية إلا أن أجبته أن ذلك بسبب عدم دراستهم أي من العلوم الانسانية وطبعا على رأسها
الفلسفة
نحن نخاف الشك نخشى السؤال نرتعد من التفكير خارج الاطار المألوف، لذا أظن أن البقية من حديثك سوف يكون مفعما بالأعاجيب والمفارقات والضحك أيضا لما لك من خفة ظل أعشقها.
في انتظار باقي صفحاتك أيتها الكاتبة الملهمة.


8 - هنيئا للمبصرين
رويدة سالم ( 2016 / 5 / 25 - 21:41 )
مقال رائع استاذة شكرا لكل ما امتعتني اسلوبا ومحتوى
حين سندرك ان الانسان هو القيمة الحقة التي يجب الايمان بها سنتمكن من ايجاد ططريق في هذا الكون لكن طالما ياسرنا الماضي فلن نراوح مكاننا
هنيئا لك حياتك في كوكب اليابان الشقيق
مودتي


9 - اطلاله رائعه
على سالم ( 2016 / 5 / 25 - 23:35 )
شكرا استاذه ليندا لمجهوداتك الرائعه , جميل جدا ان تكونى همزه الوصل بين المارد اليابانى وبيننا امه العربان الكسيحه تعرفينا فلسفتهم فى الحياه وتقدمهم الجبار وحياتهم البسيطه , شتان بيننا امه العربان وبينهم , نحن نريد زلزال جبار وبركان كاسح يبتلعنا ثم نبدأ من جديد, من المؤسف لانزال داخل القمقم , نريد معجزه لفتح فوهه هذا القمقم اللعين للخروج والانطلاق


10 - التعليق المحذوف للأستاذ علي سالم المحترم
ليندا كبرييل ( 2016 / 5 / 26 - 05:18 )
اطلاله رائعه
Wednesday, May 25, 2016 - على سالم

شكرا استاذه ليندا لمجهوداتك الرائعه,جميل جدا ان تكونى همزه الوصل بين المارد اليابانى وبيننا امه العربان الكسيحه تعرفينا فلسفتهم فى الحياه وتقدمهم الجبار وحياتهم البسيطه,شتان بيننا امه العربان وبينهم,نحن نريد زلزال جبار وبركان كاسح يبتلعنا ثم نبدأ من جديد,من المؤسف لانزال داخل القمقم, نريد معجزه لفتح فوهه هذا القمقم اللعين للخروج والانطلاق


الأستاذ علي سالم المحترم


تحية وسلاما
في مقالي الماضي،قلت على لسان مينامي

(ليس بالإمكان تكرار نموذج النجاح الآسيوي،فلكل تجربة شروطها المميزة،ولأن هذا الإنسان غير ذلك الإنسان،خلفيته المعرفية والثقافية،نظرته إلى الكون،انفتاحه على التأثيرات الأجنبية، ذلك أن تلاقح الثقافات ينقذ من العاهات،وبعكسه ليس إلا الانغلاق)

اليوم وفي مقالاتي الأربعة الماضية قدّمت لمحة من كفاح هذا الشعب
تستطيع أمة العربان الكسيحة أن تتلمّس بعض الأسباب لانتفاضة من هذا الابتلاء الذي تظن أنه جاء نعمة عليها

أندونيسيا ستكون في خبر كان لولا (مصالح)ومساندة دول الجوار المتفوقة
مجتمعها استهلاكي فاسد حتى النخاع يعيش على خير الآخر

تقديري


11 - ردود إلى المعلقين الكرام
ليندا كبرييل ( 2016 / 5 / 26 - 06:21 )
الأستاذ عدلي جندي المحترم

نعم سيدي الجندي الباسل، نعم، نحن نخشى من الحوار، وقد قلت مرة إن الإرهاب ليس أن تحمل السلاح وتقتلني، وليس أن تهددني الملائكة إذا لم أطع زوجي، الإرهاب حتى بالنظرة، مجرد نظرة يمكن أن تجعل ليالينا أرقا وسهاداً، فما خلف النظرة يقبع عقل يخطط للشر في السر والظلمة
لك خالص التحية والتقدير


أستاذنا العزيز محمد حسين يونس المحترم

أعلم أنك نادرا ما تعلق في مقالات الأساتذة الكرام، وأن تخصّني بتعليق فهذا فخر لي ويسعدني جداً
يوم أمس قرأت مقالك الأخير وما زال منشوراً، كان الأستاذ محمد البدري أول المعلقين، خرجت من صفحتك وأنا أقول: من المحمّدين نأخذ الحكم والعبر

وسائلهم في تهذيب أطفالهم مدهشة أستاذي
أحدها
عاقبتْ صديقتي ابنها طالب الابتدائية لسبب ما بأن طلبت منه أن ينظف الحديقة العامة المجاورة لبيتهم،عاد الولد بعد نصف ساعة وبيده علبة عصير واحدة فقط رماها أحد الفلتانين،
لو صارت ببلدنا لصارت الأم وابنها سينما هاها
تذكرت بحزن الخضرجي جارنا وهو يضرب ولده الصغير لأنه تعثر وهو يصعد درجة الدكان فوقع فوق صندوق الطماطم
الطماطم أهم من نفسية طفل بريء
محبة وتقديراً لجهودك العالية


12 - لو لم يتراجع طارق الحجي لما أضاف شيئا لنفسه
ليندا كبرييل ( 2016 / 5 / 26 - 10:13 )
الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم

الدجالون والمشعوذون يستفيدون بالتأكيد من ترسيخ الجهل.
لن يثور الفقير عليهم لأن الله قدّر له هذا المصير،ولن تتمرّد المرأة على الزواج الثاني وعلى الظلم اللاحق بها لأنها هي أيضا مقتنعة أن الله اختار لها هذا المصير العادل
مصيبتنا مع البين بين،والمتعلم منهم بشكل خاص،المستسلم لما يُحشى في ذهنه، أما الجاهل فلا عتب عليه لأنه غير موجود في الحياة أصلا
شكرا لحضورك العزيز ولك خالص احترامي


تحياتي للعزيزة الأستاذة فاتن واصل المحترمة

أنا من المعجبين بشخصية الأستاذ د.طارق الحجي
لكن موقفه الذي كان عليه من الإحجام عن نقد الأفكار المقدسة ظنا منه أن هذا لا يفيد،كان يثير العجب من شخصية أكاديمية رزينة ذات عقل متفتح على الثقافات الأخرى

لو لم يتراجع عن موقفه هذا، فيرى أن

(من حق الإنسانية وواجبها أن تجبر كل الثقافات على قبول أن الأفكاريُرد عليها بالأفكار،وتسمية الأفكار بالمقدسات لا يبرر إعفاءها من التعرض للنظرة النقدية،لأن الذين كنا نظن أننا سنخسرهم إذا تعرضنا لمقدساتهم،سيحاولون جذب الإنسانية الأكثر تقدما لكوخهم البدائي)

تصريحه أضاف الكثير ونقلة نوعية بارزة
احترامي


13 - إنسان الحداثة هو القادر على الشك والاستنتاج
ليندا كبرييل ( 2016 / 5 / 26 - 11:05 )
تحياتي أستاذة رويدة سالم المحترمة

عندما ندرك أن قيمة الإنسان لا تُقاس بتدينه فقد يكون الدين وسيلة للتعدي والفساد،
ولا تقاس قيمة الإنسان بتحصيله العلمي لأنه قد يكون فارسا في العلم منهزِما في ميدان العقل الصانع
عندما ندرك أن الإنسان هو القادر على الشك والسؤال والاستنتاج والتغيير والتحدي ، حينذاك
نكون قد وضعنا قدمنا على الدرجة الصحيحة في مجال التقدم والارتقاء

البركة في عقولكم المتفتحة على الحياة
تقبلي الاحترام والتقدير


14 - تأملات رائعة وذكية
فؤاده العراقيه ( 2016 / 5 / 26 - 17:43 )
اطلبوا العلم ولو كان في الصين , هي مجرد حديث صار شعار يتشدقون به لا علاقة له بواقعنا حديث يرددوه ليكون ردهم وتبريرهم الواهي عندما نذكر لهم بان امتنا لا تهتم بالعلم وبالمعرفة وغفلوا عن حقيقة تقول بان المعرفة تنتهي عندما يؤمن الإنسان بالغيبيات وبالافكار المطلقة ويحرّم الشك بها ويعيش حياته وهو غارق بالمخاوف ويكرر التكرار واستنساخ الاجيال بنسخ كاربونية دون ان يطرأ عليها اي جديد
لست مع الذين يتمنون أو يتصورون بأن الحل يكمن في زلزال او قنبلة نووية وما شابه ذلك لتبتلع بلداننا وما تحمل من جهل ولتبدأ من جديد بعد ان تفنى وهي خالية من خرافاتها , وارى بان الحل يكمن في تنظيف هذه المجتمعات من تلك الشوائب التي علقت بها منذ قرون وجعلتها ساكنة على ماضيها وكما يفعل كوكب اليابان حيث لا يؤمنون بالكسل وتمنى ابسط الحلول ولكن لهم مبدأ الاصلاح والتعب حيث تكمن سعادتهم في العمل لاصلاح كل خراب وهذه مسؤولية تقع على عاتقنا

اليوم قلت لحالي ان اطمئن عليكِ وارى هل نشرتِ شيء جديد واذا بكِ قد نشرت عدة مقالات فاتني ان اقرأها وسأعود لها لاحقا مع اجمل التحيات والاعجاب


15 - العلمانية متأصلة في اليابان
ليندا كبرييل ( 2016 / 5 / 26 - 18:56 )
الأستاذة فؤادة العراقية المحترمة

أهلاً بك يا ابنة العراق المجيد. أتمنى أن تكون أحوالكم بخير
عزيزتي

أنا أيضا لا أؤيد حلّ الزلزال أو قنبلة نووية تبتلع عالمنا لنبدأ من جديد
هذا الإعدام التام سيأتي على كل شيء، على الخيّرين والأشرار
فعلى أكتاف منْ سيقوم البلد؟
ولا أعتقد إلا أنها أمنية صادرة من قلب مكلوم يعلم أنها حل غير صائب

كلنا نرجو أن تُقتَلع المنظمات الإرهابية من جذورها بلا رحمة ،فقد تسببت في تشريد وموت الملايين من زهرة شباب الوطن

الحل في توعية أبنائنا ليتوقفوا عن مناصرة التوجهات المتطرفة التي تسحبنا إلى الخلف

كذلك بلادنا ليست مهيّأة اليوم على الإطلاق للنظام العلماني الحل الخيالي الذي ينادي به بعضهم
فالعلمانية لم تأت إلا بعد ثورات دامية

أما في اليابان ودول الجوار فإن علمانيتهم متأصلة في مجتمعاتهم ونتاج الكونفوشية
وليست لديهم مشكلة الأديان والطائفية والعشائرية التي أنهكت مجتمعنا العربي

أوافقك على رأيك أن التوعية سبيلنا الوحيد
ولن نرى النتائج في المدى المنظور
نسعى اليوم من أجل أحفاد أحفادنا
والأمل في عقولكم النيّرة

دمت سالمة ،أسعدتني جدا إطلالتك العزيزة
شكراً


16 - أعترف أنك قد غيرتى رؤيتى ووجهة نظرى
سامى لبيب ( 2016 / 5 / 27 - 00:53 )
تحياتى للقديرة لندا المتألقة دوما بمقالاتها وتعليقاتها
أعترف انك غيرتى من فكرى ووجهة نظرى فأنا أتبنى فكرة أن الشعوب فى عصرنا الحالى لن تتطور مالم تنهج نحو اللادينية والإلحاد لتلقى إرثها القديم وراء ظهرها.
مع ثقافات وحضارات اليابان وما يماثلها من فلسفات إرتقت وإعتنت وإحترمت الإنسان وقدمت فكرا محترما للبشرية أسقط نفسه على سلوك ونهج البشر فيمكن ان تتواجد مثل هذه الثقافات لترتقى بالإنسان .
كتبت منذ اكثر من خمس سنوات مقال او قولى بحث لم أنشره حتى الآن إستلهمته من مقالاتك كان عنوانه ( لماذا هم شعوب حضارية ودودة ) لأقيم مقارنة بين تعاليم بوذا وتعاليم الكتب المقدسة لدينا ولأستدعى فى الطريق كتاب الموتى لأجدادى من المصريين القدماء.
يمكن أن استدعى هذا المقال بالرغم أن ملفاتى وكتاباتى كثيرة وغير منظمة ولكن أدعوكى للقيام بهذه المهمة فأنتى جديرة بذلك .


17 - الأديان في اليابان تحولت إلى فولكلور وتراث شعبي
ليندا كبرييل ( 2016 / 5 / 27 - 09:33 )
أستاذنا القدير سامي لبيب

مع النهضة الكبيرة التي بدأت منذ قرن من الزمن،لم تعد الكونفوشية تصمد أمام الإنجازات الحديثة ولكن اليابانيين كونفوشيون في قيمهم الأخلاقية

كذلك
لم تعد البوذية الديانة المُرشِدة للجيل الجديد،وبقي منها تراث شعبي تصحبه تقاليد دينية،ليست أكثر من طقوس تمارس كعادات باعثة على الاطمئنان

كذلك
اختفت عقيدة الشنتو كديانة رسمية في اليابان بعد الحرب الثانية ولم تعد أكثر من تعبير عن الوطنية وتأكيد للهوية

ولكن
اليابانيون كونفوشيون بوذيون شنتويون في تفكيرهم
وتمّ إحياء الديانات من خلال المهرجانات المبهجة في الصيف والخريف وفي الفن والأدب وفي أنماط سلوكهم

الإيمان والإلحاد ليس مشكلة في اليابان(وكل آسيا الشرقية ) فالأديان لا تتدخل في شؤون الدولة بالأساس ومحصورة في البيوت والمعابد

أؤيد وجهة النظر التي تستبعد الدين تماما عن شؤون السياسة والتعليم والقانون

حصر الدين في بيوت العبادة بحيث يلعب دوره في حياة الأفراد لا المحرك للدولة بكل مؤسساتها
أقصد العلمانية

اليابانيون علمانيون أساسا، لذلك علينا أن نبحث عن حلول مجتمعنا بما يوافق ظروفنا

أنتظر مقالك وشكرا جزيلا للمساهمة الطيبة


18 - من يعيش في بلاد الشمس يقطف بواكيرها
مريم نجمه ( 2016 / 5 / 27 - 23:24 )
الأستاذة الأديبة ليندا كبرييل تحيات مفعمة بالمحبة

شكرا لك بما تنقلين لنا من خبرات وتحليل وثقافة يابانية شرق أسيوية

الحقيقة من يعيش في بلاد الشمس يقطف أولى شعاعاتها النقية لتنير فكره وعقله ليصنع العجائب وبالتالي تقوي جسده بنمط الحياة التي يعيشها وبالعادات والطقوس التي يمارسها المستلهمة من تراثه وعقائده الفلسفية أو الدينة لتخدم حاضره ومستقبله

لا شك هناك قاعدة صلبة متوارثة من القيم والأخلاق والتربية والسلوك الفردي والجماعي انعكس ممارسة على أرض الواقع الياباني أو الصيني وغيرهم من الشعوب إلى جانب العلم وثوراته التي وظفوه أيضاً في خدمة وتطور مجتمعهم الناهض والسبّاق لرفاهية وسلام الإنسان

أحييك عزيزتي ليندا على جهودك الخيرة وما تنقلين لنا من عبقرية هذا الشعب وعبقرية صوغ المقال
ننتظرك دوماً وإن تأخرنا بالتعليقات ولكن أول ما أشارك في مقالاتك على صفحتي ..

محبة لقلبك وقلمك ..


19 - قاعدة صلبة متوارثةمن القيم والسلوك الفردي والجماعي
ليندا كبرييل ( 2016 / 5 / 28 - 17:06 )
أستاذتنا القديرة مريم نجمة المحترمة

اخترت عنواناً للرد على تعليقك الكريم مما تفضلتِ به وهو لبّ الموضوع
إن الذي يعاشر تلك الأقوام سيخرج بحصيلة فكرية فلسفية تخدمه كثيراً في توسيع أفقه وقبوله للآخر المختلف
عشرات .. مئات الآلهة.. ويعيشون في وفاق ووئام

محبة وسلاما لشخصك العزيز ودمت بأحسن حال وشكرا جزيلا لمشاركتك الكريمة


20 - بوذية إلحادية وموحدةوتلمودية أين الله من هذا الكفر
ليندا كبرييل ( 2016 / 5 / 28 - 17:41 )
الأستاذ ابراهيم الثلجي المحترم

لم يرد شيئاً في القرآن عن الفلسفات الثلاث في آسيا الشرقية(الكونفوشية، البوذية، الشنتوية)
وهي قديمة، قدم أدياننا السماوية
في هذه الديانات مئات الآلهة، لم أسمع أن الله أشار إليها في كتابه المقدس
أين هو من كل هذا الكفر يا سيد ابراهيم؟

ولماذا لم يتحنن عليهم بنبي واحد ليرشدهم إلى الدين الصحيح؟
أيقدّر عليهم كل هذا الكفر ثم يرمي بهم بالنار؟

البوذية لعلمك لا تقدس الامبراطور، إنها الشنتوية، التي تعتبر الأباطرة من نسل آلهة الشمس

لا بأس برأيي أن ينحني البوذيون أو الشنتويون لآلهتم الحجرية، فهي آلهة مسالمة، لا تحث على الحرب والعدوان والاقتتال والاستعلاء على الغريب
ليست آلهة عنصرية تدّعي تقوق أبنائها
آلهة تدعو للإخاء والسلام

أما ما يحصل في كوريا الشمالية وميانمار فهذا اسمه سياسة
سياسة يا أخ وليس بوذية

شكراً للمشاركة وتفضل سلامي





21 - أجبْ على سؤالي لأرد على تعليقك في المقال السابق
ليندا كبرييل ( 2016 / 5 / 31 - 18:14 )
الأستاذ ابراهيم الثلجي المحترم

قبل قليل قرأت لك تعليقاً في مقالي السابق، ليس له أية علاقة بموضوعي
كما أنت هنا أيضا تتحدث في موضوع بعيد عن هدفي
ومع ذلك أقول

أجبْ على سؤالي هنا الوارد في تعليقي 23، لأردّ على تعليقك الجديد
أما إذا كنت ترغب بالكتابة للشوشرة فقط فالمعذرة، لأني لن أرد على ما لا شأن لي به

شكراً مع التحية


22 - اتمنى بحث تاريي معمق
ابراهيم الثلجي ( 2016 / 5 / 31 - 20:41 )
اخت ليند احب ان اكتب عن نشاة الديانات التي ذكرتيها
البوذية 560 حتى 483 ق م
الكونفوشسية حيث المعروف وفاة كونفوشيوس 479 ق م
السبي الاول بعد فساد اليهود على يد نبوذخنصر 586 ق م باتجاه الشرق الاقصى
اذا تتفضلي وتتعبي نفسك وتربطي تاريخيا وايدولوجيا بين الثلاث فئات المذكورة تجدي ان الفيلسوف واحد وهي الفلسفة التلمودية للوجود
https://www.youtube.com/watch?v=GZW-NKGXFGg
واما عن الشنتو فهي ديانة ظهرت في 712 بعد الميلاد
فتلك ديانات حديثة العهد نسبيا في التاريخ والمعلم واحد الذين اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وهم كفار بني اسرائيل الذين انكروا وجود اله السماء الله وعمموا فلسفتهم كما اشرت في البوذية وغيرها وكل مشتقات البراهما الاله الارضي المزعوم ، تابعي الفيديو
اما كيف التقوا واخذوا عن بعض فتلك تحتاج لتتبع تاريخي مفصل قد تتقنيه اكثر منا وخاصة لديك اتصال ثقافي بتلك البلدان واتمنى منك الربط العلمي لان فيه فائدة كبيرة، وانا ما يهمني ان الفلسفة واحدة وهي افتراء واضح على ربنا العظيم واسا جاء سيدنا المسيح ليخلص بني اسرائيل من فكرة الاله الارضي وعبادة اله السماء،فتلك المسيحية
مع احترامي


23 - الكونفوشية فلسفة تلمودية؟ اليهود عظماء إذاً! 1
ليندا كبرييل ( 2016 / 6 / 1 - 10:03 )
الأستاذ ابراهيم الثلجي المحترم

تحية وسلاماً
أخي الكريم

هذه الفلسفات ـ الكونفوشية والبوذية والشنتوية ـ تداخلت ببعضها، وارتبطت بالأساس بمظاهر الطبيعة المقدسة
كل ما فيها يستحق التبجيل والتقديس وله الفضل في إنماء حياة البشر ؛ فلولا الأنهار والأشجار والجبال والبحار والأحجار والنجوم .... لَمَا كان للإنسان وجود

والإنسان انعكاس لهذه الطبيعة الإلهية الجميلة، لذا لا بد أن تكون أفعاله جميلة بديعة مثلها

فإذا كانت هذه جوهر فلسفة التلمود فما أعظم اليهود !

واعتقاد الإنسان بالطبيعة يعود إلى الأزمنة السحيقة، عندما عجز ذهنه عن استيعاب ظواهرها فاعتقد بقوتها الإلهية التي تحرك حياته ومصيره

إذاً .. معتقدهم ليس حديثاً، هو قديم قِدَم وجود الإنسان

وإن كان فلاسفتهم قد جاؤوا في زمن أنبياء اليهود، فهذا لا يعني تأثرهم بالتلمود

وضع فلاسفتهم قواعد أخلاقية تنظّم حياة الإنسان، وتؤكد على أنه عنصر مندمج في هذا الكون

لم يتطرّقوا إلى إله في السماء وكتبه المقدسة أو لأنبياء

فلسفاتهم علمانية الأساس، تعتني بالأرض والحياة
لا بالسماء
فلسفة إيمانية بالطبيعة ، لا إلحادية

يتبع رجاء


24 - هل أهمل الله البوذيين لأن عيونهم صغيرة بالكاد تُرى
ليندا كبرييل ( 2016 / 6 / 1 - 10:07 )
هي إلحادية من منظور المسلمين( والمسيحيين أيضا)الذين يرون كل خارج عن رؤية إلههم كافرا ملحدا زنديقا

وقد سألتك ولم تردّ
لماذا لم يرسل الله نبيا يهديهم إلى طريق الحق؟

شاء لهم وقدّر عليهم هذا المصير ثم وعدهم بجهنم؟

غريبة على الله الرحيم الرؤوف أليس كذلك؟

أما جاؤوا في زمن أنبياء اليهود؟ لمَ التفت إلى اليهود وأهملهم؟

هل أرسل الله لنا الأنبياء لسواد عيوننا ووسْعها ؟
وأهملهم لأن عيونهم صغيرة مشدودة بالكاد تُرى؟

لماذا خصّ منطقتنا بمئات الأنبياء ولم يتحنّن عليهم بنبي واحد، كأننا نحن العرب فقط في الوجود؟

أليسوا خليقته؟ هل(يميز) الله بين إنسان وآخر؟

لا علاقة للأديان الثلاثة الوضعية بإله الديانات السماوية

وإذا وُجِد تشابه بين(فرع) من البوذية والمسيحية فما هو إلا تلاقح ثقافات

هذا الفرع من البوذية يؤمن بالأرض الطاهرة التي تقابل الجنة المسيحية

وفروع كثيرة لا تؤمن بالحياة بعد الموت،والإنسان يتحلل ليعود إلى الطبيعة في دورة تناسخ أبدية

أنا يا أخي ابراهيم لا أحب الربط إيديولوجياً بين الديانات

أما التاريخ فحتى عند الإسلام هناك مظاهر وثنية من أزمنة سابقة ما زلتم محافظين عليها كما الشعوب القديمة


25 - البوذي يتوسل لنصب حجري والمسلم يتوسل لقبر حجري3
ليندا كبرييل ( 2016 / 6 / 1 - 10:10 )
قلْ لي من فضلك ما الفارق بين بوذي أو شنتوي يتوسل لنصب حجري، وبين مسلم يتوسل ويتشفع أمام قبر حجري؟

أو أن يطوف حول حجر مقدس السيد عمر بذاته قال عنه (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله ص قبلك ما قبلتك)؟

وأما أن هذه الديانات اتبعت ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ووو...
فأنا لا يهمني ما يعبد الآخر

كل ما يهمني أن الإله المعبود لا يحث على قتل المخالف
ولا يدفع للاستعلاء على الآخر
ولا يزرع في عقول أتباعه أنهم الوحيدون مالكو الحقيقة

كل الأديان لها تاريخ مخز في الحروب، لو تكرر اليوم لجرّمتْه القوانين الحديثة

هدفنا اليوم أخ ابراهيم أن يتآخى الإنسان، لا العمل على التركيز على الاختلافات العقائدية

لا تنس أنكم حتى في الإسلام تختلفون اختلافات جوهرية هي المسببة لحروب اليوم

حتى ضمن المذهب الواحد والطائفة الواحدة بل الفرقة الواحدة هناك اختلافات واضحة

يقول السيد محمد إن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي
ولكن

يتبع رجاء


26 - أيُذبح العلوي والشيعي والمسيحي لاختلاف عقيدي؟
ليندا كبرييل ( 2016 / 6 / 1 - 10:16 )
ولكن يا أستاذ ابراهيم ..

أصحاب النبي بذاتهم اختلفوا عليه، وافترقوا وأورثونا كل مشاحناتهم وتركوا لنا إرثا عظيما من الحقد على بعضنا، ما زال يحرك الغوغاء من الأمس البعيد وإلى اليوم ، فيجري القتل والذبح

هل يرضيك أن يُذبح العلوي والشيعي والمسيحي لمجرد أنهم مختلفون عنكم في العقيدة؟

ما أطيب الحياة في ظل الديانات الوضعية الوثنية الصنمية، على الأقل هي مسالمة ودافعة لعملٍ يخدم الكون والإنسان
يخدمك أنت وأحفادك وأهل أوطاننا التي تكفّرهم بدل أن تسألوا الله لماذا فعل بهم هذا؟
لماذا؟؟؟

أليس جهاز الكومبيوتر الذي تكتب منه الآن من فضلهم علينا ؟
أليست سيارتك؟ دواؤك ؟ حتى دشداشتك..

فعلامَ الاستهانة بمعتقداتهم؟

تلمود ..
ولو كانت تعاليم الشيطان الرجيم .. هل رفع بندقية في وجهك؟ هل هدم مسجدك؟ هل أكل قلب أخيك ؟ سرق آثار بلادك ؟ فاوضك على بيع ابنك ؟

أليسوا خليقة الله وهو المقدر عليهم وعلينا نحن الكفار أبناء وطنكم هذا المصير يا أخ ابراهيم؟

تفضل شكري لمشاركتك وآمل أن يتّسع صدرك للاختلاف
فحتى ربك شاء لنا هذا الاختلاف

دمت بخير

اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط