الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد محمود: روسيا أهم شيء لديها هو استرجاع قوتها الدولية من خلال الأزمة السورية.

ماجد ع محمد

2016 / 5 / 25
مقابلات و حوارات


لأخذ لقطة بانورامية سريعة لوضع قوى المعارضة السياسية السورية، تقاطعها أو تصادمها مع مصالح الدول المعنية بما يحل مِن خرابٍ ودمارٍ وقتلٍ يومي في سوريا، وللوقوف على أهم الاشكاليات التي تعاني منها مؤسسات المعارضة السورية على اختلاف مشاربها السياسية والفكرية، أجرينا الحوار التالي مع الدكتور محمد محمود.
ـ أشرتَ منذ فترة في إحدى مقالاتكَ بأن نصيب حصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن من حجم تجارة تصدير السلاح العالمي بلغ أكثر من 80%، ولكن ألا يعني ذلك بأن تلك الدول المستفيدة من الحرب هي نفسها قد تساهم فعلاً في إنهاء الحرب إذا ما تحققت مصالحها عبر المعارضة السورية؟
أرى بأنه لا وجود لإرهاصات احتراب دولي مباشر، بل إن التنسيق الأمريكي الروسي قد انقلب إلى تفاهم واتفاق شبه كامل، وبالنسبة للدول ذات النفوذ العالمي، فإن ما يجمعهم لا يزال أكبر مما يفرقهم برغم حدّة التنافس، وأرى بأنه تم تعريف التحدّي بأنه تحدي الإرهاب، وهو موضوع يجتمع العالم الخارجي ويهمّ دول المنطقة أيضًا، وإذا قبلنا المقولة أن أولوية هذه القوى الدولية هو الاستقرار، ولكن حسب مصالحهم الاقتصادية والسياسية في سوريا بشكل خاص والمنطقة بشكل عام ، فإنها تريده استقرارًا تحت قبضة أمنية وقيادة سياسية موالية لها، الشعب السوري أيضًا يتوق إلى الاستقرار، لكنه يريده استقرار عزّ وحرية، هذا عن تعريف التحدي، أما النظرة نحو الصراع بمجمله فقد تمّ تحديده من البدايات أنه “حرب أهلية” وليس أن القصة قصة شعبٍ يريد الانعتاق من قيد ديكتاتورية بشعة لذلك حتى الان ليست للمعارضة و لا النظام اي اهمية من وجهة نظر الدولية و الاقليمية لحين خل الخلافات بين بعضهم وأظن أن النظام حتى الآن يُحقق مصالح الدول الكبرى أكثر من المعارضة، وذلك بسبب اغتصاب القرار السياسي مِن المعارضة بشكل عام .
ـ ألا ترى بأن استمالة روسيا في هذه المرحلة الخطيرة من عمر الثورة أبدى من معاداتها، طالما أن لها مصالح مباشرة في سوريا سواءً بوجود الأسد أو بدونه؟
روسيا لا يهمها لا النظام و لا المعارضة بقدر ما أنها تريد استرجاع قوتها الدولية من خلال الازمة السورية، وحتى الآن النظام مدها بضمانات و فتح لها أبواب البلد على مصراعيه لقتل وتشريد الشعب السوري، والاتفاق بين النظام وروسيا على النحو التالي : انقاذ النظام مقابل بقاء روسيا في المنطقة الى أجل غير مسمى، ويبدو أن روسيا لم تجد في المعارضة بأنها من الممكن أن تحقق لها مصالحها بسبب تفكك المعارضة السياسية أولاً وتفككها عسكرياً إذ أن كل كتيبة ولواء شكلوا ما يشبه الدويلة في مناطق نفوذهم.
ـ معروف بأن النظام السوري كان متولعاً بإزكاء نار الفساد في المجتمع لدوام سلطانه، فإلى أي حد استطاعت الثورة بأن لا تبتلي بما كان يعمل عليه النظام ؟
أظن بأن الثورة عملت غربلة ولكن كانت غربلة فتحاتها بدت واسعة جداً، لذلك نحتاج الى ثورات لاحقة على الذات على أمل التخلص من عهد الفساد والافساد الذي عمل عليه النظام عقوداً من الزمان، وقد لاحظنا كيف أن المال السياسي قلب كيان الكثيرين من الذين كانوا يدعون بأنهم ثوار، كما أنه لا يمكن التخلص من الأمراض التي زرعها النظام في النفوس لسنواتٍ طوال، ولا بد من العمل في مجال الثورة على الذات .
ـ إذا كان المال السياسي قد وجد بيئته بين النشطاء والمعارضين السوريين في عز الثورة فكيف سيكون الحال إذا ما عم السلام وتسلموا السلطة بدلاً من الطاقم الحالي للدولة؟
كما قلت نحتاج الى فترات ومرحلة لتنقية النفوس والتخلص من جميع أمراض النظام الفاسد والعمل من خلال روح الفريق والتخلص من الأنا المريضة، لأن المال السياسي رسخ الأنا، و بقناعتي عند التخلص من النظام قد ينجح الغالبية في القضاء على جميع الأمراض خلال فترة قصيرة، لأن أبناء الشعب السوري لديهم قابلة للتجديد والتطوير .
ـ بالنسبة لردود الأفعال على الوقائع في الشارع السوري ألا ترى بأن اللغة الطاغية في المشهد السوري برمته هي لغة عاطفية صرفة، فكيف للخطاب العاطفي أن يرقى الى مستوى بناء الدولة؟
حتى الأن لغة العاطفة تطغى على لغة العقل في التعامل مع جميع الأحداث عند الغالبية وهذا ما يهدف إليه النظام وبعض الدول الكبرى لتحقيق سياسة فرق تسد، ومع أننا كنا نعمل ضد بشار و مؤسساته الامنية، إلا أن الفوضى العارمة في البلاد الآن خلقت في كل قرية بشار و مؤسسة أمنية، ولا شك بأن مشوارنا طويل للقضاء على جميع هذه الأمراض .
ـ هل ترى بأن المدافعين عن قضايا الشعب السوري كانوا فعلاً في مقام المدافعين الحقيقيين عن قضية الشعب السوري في المحافل الدولية، أم فشلوا في تمثيل قضيتهم ؟
بتصوري من المفروض عليهم أن يوجهوا كلمة لأبناء سوريا و يقولوا لهم بكل جرأة: عذرا لكم في هذه المرحلة فشلنا، و سبب الفشل أن هناك من أراد قطف الثمار قبل نضجه، وفيما يخص أحد أهم أجسام المعارضى أي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، فأرى بأنه لم يرقى بعد الى كونه مؤسسة سياسية تمثل شريحة واسعة من الشعب السوري، وإنما لا يزال عبارة عن مجموعة من الأشخاص أو كتل يعملون في شركة خاصة ( دكانة ) يعمل كل واحد منهم بحسب ما تقتضيه مصالحه الشخصية، أو مصالح حزبه على أبعد تقدير، بعيداً عن المصلحة العليا الوطنية أو القومية أو الشعب والثورة، و إنما يعملون لأجندات دولية و اقليمية، لذا نجد أن الانخفاض في مستوى الأداء السياسي للائتلاف نابع من انخفاض المستوى السياسي لأعضائه، لأن جل هؤلاء لم يسبق لهم العمل في مواقع سياسية أو دبلوماسية أو مواقع لها صلة بكيفية اتخاذ القرار السياسي ، ولا بد من الوقوف بشكل ضروري على ذلك وتقييم العمل المؤسساتي للمعارضة السورية ، ووضع دستور وقانون داخل هذه المؤسسة وأن تكون هناك رقابة حقيقية تحدد مهامها وإيجاد خريطة طريق واضحة وشفافة .
ـ لماذا يا ترى يتحول طلاب الديمقراطية في بلادنا الى مَن يقمعون الطالبين بها فور وصولهم للسلطة وتبوئهم لمراكز القرار؟
لأن ثقافة الاستبداد معشعشة في عقول غالبية الذين ينادون ليلاً و نهاراً بالديمقراطية ، فإن الديمقراطية أصبحت يافطة وشعار لقمع الشعوب، كما أن ظاهرة محاربة الارهاب أصبحت لتدمير وقتل وتشريد مئات الآلاف من الابرياء، والسبب الأساسي هو أن مواطنو الشرق حتى الآن يعيشون من خلال عقلية الاقصاء ويتعاملون مع الاختلاف على أساس أنه خلاف.
ـ سؤال أخير دكتور محمود هل لك أن تحدثنا عن النشاطات التي تقومون بها مع المنظمات الانسانية فيما يخص اللاجئين السوريين في تركيا أو في الداخل؟
حتى الآن الاعتراف الدولي بالنظام جعل منها الجهة الأساسية والرسمية من خلال تعامل المنظمات الدولية مع قضايا الشعب السوري، وهذا أيضا من أحد نواقص المعارضة التي لم تتمكن من وصول حتى رسالتها الانسانية الى المجتمع الدولي، وبموجب ذلك فإن 75 بالمئة من الأموال المقدمة من قِبل الدول المانحة للشعب السوري كانت تصل عن طريق النظام والجمعيات والمنظمات المرخصة في دمشق و 25 % فقط لدول الجوار، ولكن مع ذلك نحاول وبكل الوسائل تقديم الدعم للداخل، أي الى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، بعيداً عن النظام ومخططاته، وحالياً هنالك شبكات تنسيق بين أغلب المنظمات لرسم خرائط الاحتياجات حتى تصل الى أكبر عدد من المحتاجين، ولا يخفى على أحد أن النظام منذ يوم الأول عندما حول الثورة السلمية الى مسلحة، حارب المنشأت الطبية وجعل منها العدو الاساسي، ولكننا نحاول بكل الجهود التنسيق مع المنظمات لتقديم الدعم الصحي والتعليمي والغذائي، مع أن الامكانيات لا تزال قليلة والاحتياجات هائلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي قيس سعيد يحدد يوم 6 أكتوبر موعدا للانتخابات ا


.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويعلن تحقيق انتصارات على




.. حادث طعن في مجمع تجاري في #كرمئيل شمالي #إسرائيل حيث جرح 3 أ


.. يائير لابيد: على الجيش احترام قرار المحكمة وتنفيذ قانون التج




.. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يعقد محادثات جديدة في باريس بش