الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤيد نعمة.. فنان الشعب .. لن نقول وداعا

حسين التميمي

2005 / 12 / 9
الادب والفن


طوال زمن ما بعد السقوط كان لك الحضور الأكبر والأمثل على الرغم من أن حضورك فيما قبل هذا الزمن لم يكن بالهين ، فأنت المبدع في كل جرة قلم وفي كل انحناءة أو تقويسة في رسم أو حتى في كلمة . قد عهدناك تكتب المقال تلو المقال تصويرا بدلا من الحروف ، وبعد ان كنا في زمن الطاغية نقرأ الجريدة من الصفحة الأخيرة ، صرنا نقرأ جريدة المدى (وعذرا للتشبيه) من الصفحة الخامسة كي تطالع اعيننا أول ما تطالع رسومك النابضة بالحياة والتي يعدل كل واحد منها مقال أو اكثر بكثير ، مقال يضرب بغير هوادة على أوتار أحاسيسنا ويمنحنا الشعور بالتفاؤل بالغد على الرغم من كل مساوئ اليوم ومعاناته ، فأنت كنت بوصلتنا الى الغد ، وفنار التائهين في زخم المضاربات السياسية وتشابك المصالح واحتقان المواقف الآنية وضيق الأفق ، مؤيد لا أقول وداعا (هذه عبارة اقتبستها من محي الدين زنكنة وهو يؤبن مؤيد سامي) وسميك مؤيد قد سبقك الى العالم الآخر ولكن ليس بفعل جلطة كما حدث معك بل بفعل ارهابي استهدفه في الثالث عشر من مستهل هذا العام ، ولم تكن تفصله عن يوم الانتخابات - التي مهد لها بكل خلية في جسده - سوى سبعة عشر يوما وتشاء المصادفة الغريبة ان يتذكرك المنون بما يسبق الانتخابات القادمة بسبعة عشر يوما ، تلك مصادفة غريبة، أو ربما غير غريبة فكلاكما مؤيد وكلاكما أسستما لعراق الغد الذي لم يجىء بعد !! ولعل أفضل تخليد لذكراكما سيكون بالعمل على تقريب زمن هذا المجيء بكافة السبل والوسائل .
مؤيد .. ماذا أقول بشأنك ؟ قد كنت أخشى عليك من الإرهاب ، وكان جميع اصدقاء المدى (قراء وكتاب ) يشاركوني خوفي وقلقي هذا ، لكن لم يخيل لأحد منا أن كرات دم جامدة ستسبقهم إليك ، ربما تلك دعابة اشد قسوة من كل دعاباتك التي ارتكبتها في رسومك ، دعابة قاسية ستجعلنا نفكر كل يوم ونحن نطالع الصفحة الخامسة من جريدة المدى : هل يمارس مؤيد ضدنا دعابة أو مزحة اخرى مشابهة لدعاباته التي حفلت بها رسومه ، أم أن الأمر حقيقة .. حقيقة مرة كالعلقم علينا أن نصدقها وأن نصدق بأن مؤيد قد رحل ؟ أم انه سيخرج في اليوم التالي بصورة كاريكاتورية جديدة تصور موته المزعوم تتصدرها عبارة من عباراته الشهيرة (نشر سهوا) .
مؤيد .. قراء المدى وطريق الشعب وكافة الصحف التي تنشر رسومك غالبا ما كانوا يتبارون فيما بينهم كي يترجموا رسومك ويفصحوا عن معانيها ، كل حسب ما يرتئيه ، كما لو كانت قصصا تتحدث بأكثر من لغة ورمز وصورة ، فهذا يقول بأن الشخص الواقف على اليمين (مثلا ) يمثل فلانا من الساسة وهذا يقول لا إنه يمثل فلان الفلاني ، ثم يتضاحكون لأن فلان الأول لا يفضل فلان الثاني في السوء إلا قليلا ، ومثلهم آخرون يتحاورون حول تحريكة يد أو غمزة عين ، أو ماشاء لهم التصور والتخيل ، مما يعكس بصدق لقب فنان الشعب إذ اطلق عليك من قبل أكثر من طرف أو جهة ولعل أولهم جريدة الطريق .. مؤيد ماذا أقول أيضا . سأظل أقول وأقول ولكن لن أقول أبدا وداعا فأنت ماثل في مخيالنا الشعبي ، واذا كان الشهيد ناجي العلي قد حضي بالشهرة المناسبة فهذا لا يعني بأنك اقل منه شهرة ، ولعل الغد سيلفت نظر من لم ينظر جيدا اليك فتطبق شهرتك الآفاق ، ولا أظن من المستبعد أن تتبنى دار المدى نشر رسوماتك في كتاب ، كي يكون في متناول دارسي هذا النمط الجميل من الفن.
فلك الخلود يا مؤيد لك الخلود يا فنان الشعب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان السعودي سعد خضر يرد على شائعة وفاته: مزعجة ونسأل الله


.. مهرجان كان السينمائي : فيلم -البحر البعيد- للمخرج المغربي سع




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعد خضر يرد على شائعات وفاته


.. من المسرح لعش الزوجية.. مسرحيات جمعت سمير غانم ودلال عبد الع




.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله