الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استعادة الفلوجة أهم الأولويات الأمن القومي العراقي

مجاشع محمد علي

2016 / 5 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


الذي يجري في الفلوجة حرب بكل ما في الكلمة من معان وليس كما يراها البعض أنها مجرد عمليات مطاردة لتصفية عصابات داعش الإرهابي ... ولست أتجاوز الحقيقة إذا قلت إنها أشرس وأخطر من الحروب التي خاضتها قواتنا المسلحة منذ بدأ تحرير الاراضي المغتصبة من داعش وهي أحد أهم متطلبات الأمن القومي العراقي.
أعجبني كثيراً ما قاله الخبير العسكري الفريق وفيق السامرائي من إن تدمير الدواعش في مدنية الفلوجة سيترك أثراً حاسماً علي مستوى الحرب، فرمزيتها للدواعش وذيولهم أكبر كثيرا من الموصل، لما تمثل من تهديد خطير لبغداد وكربلاء وبابل والثرثار، ولهذا السبب وغيره كنا ننصح بحسم الموقف هنا قبل التحول إلى الموصل".
المدينة بالغة الأهمية بالنسبة لـداعش الإرهابي، وستكون السيطرة عليها مهمة صعبة، وهو ما يعيد إلى الأذهان مدى صعوبة المعركة، التي خاضتها القوات الأمريكية للسيطرة على مدينة الفلوجة عام ٢-;-٠-;-٠-;-٤-;-، مع أن بغداد تؤكد أن استعادة المدينة من التنظيم الإرهابي، تشكل أهم أولوياتها في الوقت الحالي.
وهنا اضيف أيضاً أن الدواعش سوف لن يستسلموا بسهولة وهم لم يهربوا من الفلوجة رغم علمهم أن القوات الامنية قادمة لا محال للقضاء عليهم، لان الفلوجة بالنسبة لهم هي "أرض التمكّين" وهي أهم بكثير من الموصل والرقه، هي الارض التي أختيرت كعاصمة لدولتهم المزعومة.
فالقوات الامنية العراقية من جيش وشرطة وحشد شعبي وعشائري تخوض حرباً في الفلوجة بالغة الصعوبة والشراسة ضد عدو غير مرئي لا يحتمي بالبيوت والسراديب والجوامع والمزارع المنتشرة في المدينة، وإنما هو عدو يختبئ وسط الناس ويلعب على وتر الإدراك بأن القوات العراقية لن تغامر بأي إجراءات يمكن أن تمس أمن المواطنين العزل.
لكن النصر بات حتمي وسيقتلون الدواعش وذيولها ومراكز التكفير التي ولدت منها، لانهم راهنوا على عدم قدرة القوات العراقية على تدميرهم، وهذا الرهان جاء من خلال الدعم الكبير من قبل بعض الدول العربية والاقليمية التي ناصبت العداء للعراق والذي بات واضحاً من خلال إعلاهم المسموم.
وما يؤلمني أن احتشاد شعبي وإعلامي خلف قواتنا الامنية والعسكرية لشد أزرها ورفع معنوياتها لم يكن بالمستوى المطلوب فإن المشهد الراهن لا يكشف عن اهتمام الرأي العام ووسائل الإعلام بحجم التحدي الكبير الذي تفرضه معطيات هذه الحرب الضروس وإنما يكشف عن هشاشة الوعي العام وانشغاله بقضايا هامشية يراد منها استدراج العقل العراقي بعيداً عن مسئولياته الوطنية.. وتلك في حد ذاتها ليست فقط جريمة في حق الفلوجة وحدها وإنما في حق الوطن بأسره.
وأؤكد هنا أن ثقتي في اندحار هذا الإرهاب الأسود في مدينة الفلوجة أمر لا يخالجني فيه أي شك إذا استعدنا روح التحدي والانشغال بأولويات عملنا الوطني في هذه المرحلة وهي القضاء على الإرهاب.. أما الذين يطرحون فكرة ترك الفلوجة دون تحريرها للحفاظ على القوات المسلحة على غرار ما حدث في الموصل فإن المقارنة مختلفة تماما وأن الرهان الوطني في هذه المرحلة يتطلب استخدام سلاح التعمير والبناء بالتوازي مع سلاح القوة والمعلومات لإنجاز هدف تطهير كامل العراق من هذه العصابات الإجرامية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة