الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكامة الخطاب العلمي

محمد ايت الحاج

2016 / 5 / 26
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تشكيل اي خطاب لابد ان يستحضر مفهوم الزمن اذا ارد صاحبه ان يكون خطاب عقلاني مبني على صيرورة زمنية تستجيب لمتطلبات ذلك العصر الذي تشكل فيه ، و على هذا الاساس فلاسفة الخطاب " ارسطو – الان - فوكو " يؤكدون كل التأكيد على اهمية العامل الزمني في البنية الخطبية ، لذلك لابد من الانتباه و العناية بهذه المسألة اذا اردنا فعلا ان يكون لخطابتنا اثر علىينا و على واقع الاجتماعي و كإشكال لهذا السجال الفلسفي : هل نحن فعلا نستحضر مفهوم الزمن في خطابتنا ؟ و لماذا لا نخلق لحديثنا اطار و زمن ؟
ان فكرة الزمن و الاحساس بالزمن يجب ان تحضر في خطابتنا بشكل مكثف بطريقة عقلانية تستوفي للشروط الانسانية و العقلية ، الخطاب الانساني هو توجه لابد لنا ان يحتل فيه الزمن و الاحساس الحيز الكبير و هذا بالتحديد راجع الى اهميته في الحقل الابستمولوجي ، لذلك سنحاول في هذا السجال التركيز على مفهوم الزمن باعتباره برادايغم يمتاز بالدينامكية و الحركية و كونه ايضا الاخرى مرتبط بالكون و بوجود الانسان ، لذلك ينبغي على هذا الكائن الذي هو الانسان ان يضع في حسبانه دائما قضية الزمن سيما في تشكيله لخطابه ، اي ان يكون خطابه ذا لحظة زمنية معينة تترجم حمولة الانسان بأبعادها المتعددة ، بالتالي نقول ان اللحظة الزمنية هي التي تعطي للخطاب قوته و تماسكه في سياقه اللحظي. و نخلق لحديثنا و خطابنا اطار و زمن و ندع زمن العشوائية و التهريجي في نسج الخطابات العلمية ، على سبيل الذكر الخطاب الجغرافي بكل تلوناته يحشر مفهوم الحكامة بشكل كبير و ينسى الزمن " الزمن الجغرافي " الذي هو مهم جدا في هذه الحكامة التي تهم الانسان و الكون ، ونقول ايضا لا ينبغي علينا تهميش هذا البرادايغم في مقاربتنا الابستمولوجية اذا اردنا فعلا خلق حكامة و دمقرطة الفعل الانساني . و هذا لا يقتصر على علم الجغرافيا بل الامر يسير على العديد من العلوم الاجتماعية التي تهتم بالانسان و المجال ، لذلك من الضروي اعادة النظر اليوم في مسألة الزمن لأنها تحدد لنا اطار الخطاب الذي نريد نسجه و ترويجه عبر العديد من القنوات التي يسخرها الانسان لتمرير ايديولوجياته المتنوعة .
ايمانا منا ان البحث الاركيولوجي في الزمن له اهميته كبرى في تشكيل خطاب له اطار و مرجعية ذات منطق يحكمه العقل . بهذا يمكن لنا ان نتحدث عن حكامة الخطاب و التي نروم من خلالها الى التنقيب في المفاهيم و اعطاء لها حمولتها في الزمن و المكان لكي تفهم في سياقها بشكل عقلاني و علمي . و هذا ايضا يساعدنا على توظيفها توظيفا سليما ممنهج .
محمد ايت الحاج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ


.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك




.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم


.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل




.. مدير ديوان رئيس الحكومة التونسي الأسبق محمد الطيب اليوسفي يك