الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة لا تتسع لقراءة كتاب

احمد عسيلي

2016 / 5 / 27
سيرة ذاتية


في بداية عام 2002 ، و كنت حينها بالسنة الدراسية الثانية في الطب البشري ، بدأت بأول دورات تعلم اللغة الفرنسية ، و مع حلول عام 2005 ، أصبح بمقدوري قراءة بعض النصوص الفرنسية بمساعدة قاموس .
يومها قررت أن أتحدى نفسي ، و أن أقرأ رواية البحث عن الزمن الضائع لمارسيل بروست بالفرنسية ، بالطبع بائت تجربتي بالفشل منذ الصفحات الأولى ، فتركت الكتاب جانبا ، مع مخطط لقرائته قريبا ، حين تتحسن لغتي ، أو حين يسمح لي الوقت ( وما أدراكم ما الوقت بالنسبة لطالب طب بشري في جامعة دمشق ) .
مرت عدة سنوات ، شعرت بعدها بالهزيمة ، و اقتنيت أحد أجزاء الرواية بترجمة جمال شحيد ، معللا كسلي ، بأني أثق برونق أسلوب شحيد ، و بأنه بكل تأكيد لن تكون الترجمة بأقل قيمة أدبية من الأصل الفرنسي .
و كالعادة......بقيت الرواية على قائمة الإنتظار......
و النتيجة ؟
نحن في منتصف عام 2016 ، و لي سنتين مقيم في فرنسا ، لغتي الفرنسية أصبحت تسمح لي بقراءة الرواية مع استعانة أقل بالقاموس ،و مع ذلك ، لم أقرأ الرواية بعد ، لا بأصلها الفرنسي ، و لا بترجمتها العربية !!!!!!!
-2-
ربما تكون علاقتي برواية البحث عن الزمن الضائع ( ان كان باستطاعتي أن أسميها علاقة ) تكون معقدة بعض الشيئ ، تتداخل بها تعلم اللغة الفرنسية ، بتعقد أسلوبها ، بحجمها المبالغ فيه .
لكنها تكاد تتطابق مع رواية أرض السواد لعبد الرحمن منيف .
فمنذ عام 2001 ، و أنا أنوي قراءة العملين الضخمين لعبد الرحمن منيف ، مدن الملح و أرض السواد
في عام 2007 ، أقتنيت مدن الملح ، و قلت لنفسي كفى .
مكثت ثلاثة أسابيع في غرفتي ، تشربت الرواية تشربا ، قرأتها بكل متعة و عشق و إعجاب .
و من يومها و أنا أنوي قراءة أرض السواد .
اقتنيت نسخة من معرض دمشق الدولي 2011 ( أخر معرض للكتاب في دمشق ) ، و لكن أحداث الثورة ، و سفري و تنقلاتي لاحقا ، أو ربما كسلي ، حرمني الى الان من قراءة هذا العمل المهم .
ـ3ـ
بدأت القراءة منذ عام 1989 ، كنت طفلا حينها ، أشعر بقشعريرة رهيبة من فك طلاسم الحروف ، و تحليل أحداث الروايات و المؤلفات الفكرية .
و خلال هذه 27 عاما ، اشتريت مئات من الكتب لم يتسع لي الوقت لقرائتها ،
لدي مئات من العنوان ، التي أتشوق للغوص بصفحاتها ،
لكن رواية واحدة كالبحث عن الزمن الضائع ، ما زلت أؤجل قرائتها منذ 14 عام ، و هناك روايات أخرى ، لغادة السمان ، و يوسف عواد ، و غسات كنفاني ، ما زلت مؤجلا و مؤجلا لها منذ أكثر من عشرين عام ؟؟
ـ3ـ
ما الذي جعلني أكتب هذا ؟
بكل بساطة هي الواقعية ، مع بعض من تشاؤم .
أصبحت متأكدا اليوم ، أني لن أستطيع أبدا قراءة كل ما خططت له ، و أن العمر لن يمنحني الكثير من عشرات السنين كي أمر على كل الكتب التي حلمت بها
فضلا على أن أتأملها و أتشربها كما فعلت مع مدن الملح
هو السنين التي تجرفنا بسرعة خيالية ، و كأننا بحالة غشي
فتبا لحياة ، لن تمنحنا الوقت الكافي ، لقراءة كتاب
..........................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة