الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول جريمة قرية -الكرم- بالمنيا انتهاك عرض الوطن !

أحمد بهاء الدين شعبان

2016 / 5 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان




رُوُّعَ المصريون بوقائع الاعتداء الهمجى، من مجموعات من العناصر الساقطة الموتورة، التى قامت بنهب وحرق العديد من منازل أخوتنا المسيحيين، بقرية "الكرم"، مركز "أبو قرقاص"، محافظة المنيا، ولم تكتف بذلك، وإنما تمادت فى انحطاطها، بإجبار أم من أمهاتنا فى هذه القرية المنكوبة، تجاوز عمرها السبعين عاماً، على خلع ملابسها كاملةً، على مرأى ومسمع من المئات من السفلة المتجمهرين حولها، فى منظر تقشعر له الأبدان، وتنخلع الألباب !.
إن هذه الفعلة الدنيئة تعكس حالة الانحطاط الثقافى والاجتماعى، التى قادنا إليها الخضوع لابتزاز جماعات التطرف والتكفير، وأفكار الوهابية الصحراوية الظلامية، والرؤى التحريضية المنحطة لعصابات المتاجرة بالدين. ولن يُجدى فى مواجهة هذا المنحى الخطير، الذى ينشر بذور الفتنة فى أرجاء المجتمع، ويشق الصف الوطنى، ويدمر مقومات الأمة، أى من العلاجات التقليدية التسكينية، على نحو مادرجنا طوال العقود الماضية!.
إن بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، التى كثر الحديث عنها، دون خطوة حقيقية لتكوينها، أى تأسيس دولة العدل والعقل والعلم والقانون، وفصل الدين عن الدولة، وتكوين مجتمع المساواة والمواطنة، يتطلب إرادة فعلية لإحداث تغييرات جذرية فى كل مناحى المجتمع، وخصوصاً فى منظومة التعليم الراهنة، التى تقدم للإرهابيين الملايين من أبنائنا لقمة سائغة، كل عام، فضلاَ عن تغيير الخطاب الإعلامى السائد، خطاب التخوين والتكفير تغييراً جذرياً، والسرعة فى إصدار الأحكام على مجرمى وقتلة الجماعات الدينية المتطرفة، وإطلاق سراح المعارضين الوطنيين السلميين، وإتاحة الحريات الفعلية لقوى وأحزاب المعارضة الحقيقية السلمية، ...إلخ، وهذه كلها أمور ضرورية لوأد الفتنة، ووضع حد لخطط تفكيك اللحمة الوطنية، التى تتحرك بضراوة، على جميع المستويات.
ومن الخطر الداهم تصور النظام أنه بما أعلنه من بيانات واتخذه من إجراءات، على مثال ماقام به فى آلاف الوقائع الشبيهة طوال العقود الماضية، التى كانت تنتهى دائماً بحفظ التحقيق فى الجرائم المرتكبة لأسباب ودواعى أمنية، قد أبرأ ذمته، وأدى واجبه، وأنهى الاحتقان، فالأمر جد خطير، وينهش فى أسس استقرار الدولة، وهو ما يتحمل مسئوليته نظام الحكم، الذى لم يتورع عن التنكيل بالمعارضين السلميين، فى ذات الوقت الذى يفتح منابره الإعلامية لرموز السلفيين المحرضين على العنف والدم والكراهية، ويفرج عن قادة الإرهاب ومنهم الإرهابى "محمد الظواهرى"، والإرهابى "صفوت عبد الغنى"، والإرهابى "علاء أبو النصر" وغيرهم من أساطين القتل والتكفير، الملوثة أياديهم بدم المصريين، بعد الإفراج عن كبار مفسدى ومستبدى عهد "مبارك".
إن ماحدث فى المنيا ليس انتهاكاً لحرمة وشرف وعرض سيدة مسنّة من مواطنى هذه الدولة، وإنما هو انتهاك لحرمة وشرف وعرض الوطن !.
وقديماً قال "المتنبى":
"لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى تُراق على جوانبه الدم"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تشويه الحقيقة
طاهر المصرى ( 2016 / 5 / 27 - 20:51 )
الأستاذ/ كاتب المقال
بأعتبارى مواطن مصرى لا أرى أن كتابتك عن تزييف وتشويه الحقيقة والواقع إلا عن عمد وقصد تريد به خدمة هؤلاء الإرهابيين الذين لا تريدون الإفصاح عن أسمهم وتياراتهم الدينية الذين يقفون خلف مثل هذه الاحداث.
أقول ذلك بعد قراءتى لعبارتك التى تبتعد عن حقيقة الوقائع وتعمدك قول ( مجموعات من العناصر الساقطة الموتورة، التى قامت بإجبار أم من أمهاتنا فى هذه القرية المنكوبة، تجاوز عمرها السبعين عاماً، على خلع ملابسها كاملةً، على مرأى ومسمع من المئات من السفلة المتجمهرين حولها، ).
لم أسمع أى إنسان أو رجال الدين يصفون ما حدث بأن هؤلاء المتطرفين الأصوليين أجبروها على خلع ملابسها بنفسها، يا له من أسلوب أدبى جميل كان القراء فى غنى عنه لأن مصادر الاخبار كثيرة والقارئ الواعى عندما يقرأ عبارتك سيعرف أنك لا تكتب الحقيقة الواقعية بل لغرض فى نفس أبن يعقوب!!!


2 - هذا هو الاسلام
احمد سعيد ( 2016 / 5 / 27 - 22:17 )
سيدى الكاتب , اجد نفسى متفق مع المعلق الاول , عبارتك ماهى الا قنبله موقوته الا وهى مجموعه من العناصر الساقطه الموتوره , هؤلاء ياسيدى ليسوا مجموعات موتوره حاقده , هؤلاء المجرمين الفجره يمثلوا الاسلام الاصلى فى ابشع معانيه , هؤلاء هم مجرمين داعش فى مصر , الم تعلم بعد ان داعش هى الوجه الحقيقى للاسلام الرهيب , لاتنكروا الحقيقه ولاداعى للف والدوران ولاداعى لتجميل وجه الاسلام البدوى القبيح , الاسلام اصبح عاريا تماما

اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان