الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الألحان والأنغام التراثية العراقية الشجية

صباح راهي العبود

2016 / 5 / 27
الادب والفن


لاتخلو أية حفلة طرب عراقية أو جلسة من جلسات الأنس إلا وتجد التراث الغنائي حاضراً فيها ,وما أن تبدأ الآهة الأولى حتى تثار مشاعر الشجن فيهتز الجميع طرباً ,ويظهر ذلك واضحاً على كل العراقيين وخاصة في دول الشتات والمهاجرإذ إنه عزاءهم في غربتهم. ولا شك أن الكثير منهم يجهلون زمان تلك الأغاني وملحنيها وكتابها , ونحن في مسعانا المتواضع هذا نحاول إظهار ذلك قدر ما نستطيع.
يتوزع الغناء العراقي قبل عشرينات القرن الماضي على أنماط متنوعة جميلة تمثل حزمة فنية رائعة من غناء بغدادي وموصلي وبصري وكردي وريفي وغجري وبدوي وغيره وحسب البيئة الجغرافية وتباينها ,لكنه يتشابه في أغلب الأحوال في شجنه وعذوبته ومسحة الحزن التي تغلفه وتمتزج به ,فهو غناء لا يشبهه غناء في كل الدنيا لأنه وريث حضارات عظيمة سادت ثم بادت, وبقيُ هذا الموروث لصيقاً يرافق سكان وادي الرافدين لآلاف السنين.
في أعقاب قيام الحكم الوطني في العراق ظهرت بوادرالغناء العراقي الحديث على يدعدد من الموسيقيين في مقدمتهم الملا عثمان الموصلي (1854 – 1923) الذي تتلمذ على يد قارئي المقام الشهيرين شلتاغ وعبد الله كركوكلي, فذاع صيته وإنتشرت شهرته أبان القرن التاسع عشر . وملا عثمان هذا قدم الكثير من الألحان على هيئة موشحات وأناشيد دينية ومقامات (يطغي عليها مقام العجم ) والتي فاق عددها على الخمسين أغلبها في مدح النبي (ص) .وقد عمد مطربوا ذاك الزمان الى تأدية هذه الألحان بعد أن أبدل شعراء الأغاني كلمات ومواضيع بعض من تلكم الفعاليات الدينية الى شعر يتناول أمور العواطف والجمال والحب وغيره ,فعلى سبيل المثال فإن موشح (زر قبر النبي مرة.... ) أداه الملحن المصري القدير سيد درويش ( زوروني كل سنة مرة .... ) , وقس على ذلك لبقية الموشحات الأخرى. ولا بد من الإشارة الى عظمة هذا الملحن الكبيرالذي كان قد تتلمذ على يد الملا عثمان الموصلي نفسه في مدينة حلب السورية عام 1909, ثم عاد الى مصرموسيقاراً كبيراً يشار له بالبنان. ولم يكن سيد درويش الفنان الوحيد الذي تتلمذ على يد الملا عثمان بل هناك العديد منهم مثل زكريا أحمد وكاظم أوز التركي والذين أصبحوا من رموز الموسيقى فيما بعد. لهذا فإن نسب موشح زوروني, وموشح ( طلعت يامحلا نورها .... ) التي أصلها ( ياهوى المختار المهدي .... ) لسيد درويش فيه نوع من الإجحاف والظلم. ولقد إنتشرت ألحان الموصلي على نطاق العالم العربي وبشعر وكلمات مختلفة, ونستعرض للقاريء نماذج منها.
(فوك إلنه خل فوك ....) هي في الأصل ( فوك العرش فوك....) ,و (ربيتك زغيرون حسن ....) أصلها (ياصفوة الرحمن سكن.....) , و (قدك المياس ياعمري ياغصين البان واليسر....)وهي من شعر الملا عثمان هونفسه لحن موشح ( ياليل الصب متى غده.... ) نفسه, و(مركب هوانه من البصره جانه) كانت (أحمد أتانا بحسنه سبانا), وهكذا تم إنتاج أغان تمثل أغلب التراث الغنائي العراقي في عقد العشرينات من القرن الماضي. وفي مايلي ندرج عناوين لأغان أخرى تم تلحينها على وفق موشحات وبستات وضعها الملا عثمان :-
ياخشوف العله المجرية , يامن لعبت بيه شمولو,يم العيون السود,ياناس دلوني, عالروزانة, يبن الحمولة عليُ شبدلك, الغصن إذا رآك سجدا, طالعه من بيت أبوها, ليت أمي لم تلدني , ون ياكلب , أسمر سمارك حلو, أهوى قمراً, عبودي جاي إمن النجف,مروا بنا من تمشون, آه يا أسمر اللون, يالولد يبني نام, لتظن عيني تنام, حمل الريل إو شال, ياصياد السمج صدلي بنيه, دشداشة صبغ النيل , بالله يمجره الماي ذبني عليهم, جواد جواد مسيبي,لغة العرب إذكرينا,ياناس دلوني,....... وغيرها. ولقد غنى المطرب أحمد الموصلي وفرقة الإنشاد وآخرون الكثير من هذه الأغاني وتم تسجيلها على إسطوانات.وتزعم بعض المصادرأن العديد من القدود الحلبية هي في الأصل من ألحان الملا عثمان الموصلي والتي جرى تدوينها في أثناء إقامته في الشام.
في أواخر عشرينيات القرن الماضي وتحديداً عام 1929 عادت من الكويت الى العراق عائلة يهودية عراقية الأصل بعد غيبة دامت مايقرب من ثلاثبن عاماً وهي عائلة صالح الكويتي وأخيه داود بعدما أصبحا عازفين, إذ أتقن صالح العزف على الكمان بينما أتقن داوود العزف على العود ,وهاتان الآلتان كانتا هدية أحد الأقارب في الكويت لهما, وقد طارا فرحا بهذه الهدية وبدءا التعلم عليهما من خلال متابعة سماع الإسطوانات لمطربين كويتيين وخليجيين آخرين, الى جانب الدروس والتدريبات الذي تلقوها على يد الموسيقار الكويتي خالد البكر. وبعد مدة من عودتهما الى العراق قضياها كعازفين في ملاهي البصرة والعمارة , إنضما سوية للعزف في فرقة ملهى الهلال في بغداد . ولقد أثار عزفهما الجميل إعجاب المطربة سليمة مراد (وهي يهودية أصلاً) مما شجعها للطلب من صالح الكويتي لتلحين أغنية لها فكانت أغنية (كلبك صخر جلمود ما حن عليً ) التي أعجب بها الجمهور فإنتشرت وذاع صيتها .
كلبك صخر جلمود ماحن عليً ... وانت بطرب وبكيف والبيه بيه
كولولة مابي لوله ,بس الخزر بالعين , صاير له سوله .......
وبهذا اللحن الرائع لمع نجم الفنان صالح الكويتي وبرز الى الساحة الغنائية بقوة غير محسوبة ولا متوقعة ,وهذا النجاح دفعه وبشكل مجنون وعلى الفور لتلحين أغان أخرى ,ففي أسبوع واحد إستطاع تقديم عدة ألحان للمطربة سليمة مراد ( هو بلاني, آه ياسليمه, ما حن عليُ, منك يلسمر, خدري الجاي خدريه ).
خدري الجاي خدريه ... عيوني إلمن أخدره.
مالج يبعد الروح ... دومج مجدره.
كالولي خدري الجاي ... وشلون أخدره
وشلون أصفي الجاي ... وشلون أفوره
هيهات أخدر الجاي ... بيدي وأشربه
من عكب عين هواي ... إلمن أصبه
وبشرعي لحرم الجاي ... والولف غايب
عن الشكر والجاي ... جايز إو تايب
ولقد نجحت هذه الأغاني نجاحاً منقطع النظير وأحبها الجمهور مما أعطى زخماً لصالح الكويتي وحباً لفنه فراح يعشق التلحين وأخذ يصل الليل بالنهار يصنع الألحان الشجية ويوزعها على المطربين من الجنسين وخاصة المطربات اللواتي تجاوز عددهن حينذاك الأربعين وكان حظهن من الأغاني هو الأوفر والأقوى , ولم يبق أحد منهم لم يقطف حصته من ألحان صالح حتى أصبح مايناله كل مطرب من ستة الى عشرة ألحان, ولأكثر من عشرة منهم في فترات متقاربة.ولقد جاوزعددها ال (700) لحنا عراقياً تراثياً تعبيرياً جميلاً شجياً.ناهيك عن الأناشيد المدرسية وأغاني المناسبات كمناسبة ( أيام التموين وتوزيع الحصص الغذائية) ووفاة الملك فيصل الأول وبمناسبة الإحتفال بمولد الملك غازي,وأغنية تعبرعن حزن الناس بمصرعه .
قصر الزهور يكول جا غازي وينه ... والساعه بالثنتين راح إمندينه.
أغلب هذه الأغاني كانت من شعرالشاعر الغنائي والباحث عبد الكريم العلاف الذي عاصر الموسيقار صالح الكويتي. وبهذا يكون الكويتي قد أسس الأغنية العراقية الحديثة المستلبة من روح المقام العراقي بعد أن كانت الأغاني عبارة عن مقامات و بستات .فالأغنية وعلى الخلاف من البستة لها مذهب وكوبليه وقفلة مع إيقاعات منغمة ,في حين لايوجد مثل هذا في البستة التي هي مجرد نغمة مذيلة تأتي بعد الفراغ من المقام أو قبله. وأحياناً يؤديها أفراد الجوق الموسيقي المصاحب للمطرب بعد الإنتهاء من قراءة المقام.
لقد خرج صالح الكويتي بالغناء العراقي الى مجاله الرحب الأوسع بعد أن أضاف إليه الكثيرلتصبح الأغنية متعددة الأنغام والمقامات والإيقاعات , وبجهوده الكبيرة في تطوير الموسيقى والأغنية العراقية عُد القرن الماضي بمثابة الفترة الذهبية لها بثوبها الجديد الرائع. وتميزت الحانه بتماسكها اللحني المستقى من عمق الحزن واللوعة لصيقا العراقيين على مدى دهورممتدة ,وتمكن من إبراز روعة وجمال كلمات الأغاني ومعانيها بموسيقاه وحسه الفني المرهف وبما يمتلكه من رومانسية ورقة وذكاء . لهذا إستطاعت هذه الأغاني الإستحواذ على قلوب العراقيين الذين مازالوا لحد الآن يهتزون طرباً عند سماعها ويطلقون الحسرات والدموع على زمن الطرب العراقي الجميل الذي ساد ثم باد.
المطربين والمطربات أصحاب الحظ الأوفر من أغاني صالح الكويتي هم (سليمه مراد, منيرة الهوزوز, سلطانه يوسف, زكية جورج, عفيفه إسكندر, بدريه أنور , جليله أم سامي, حضيري أبوعزيز, داخل حسن, زهور حسين, رجينه أخت سليمه مراد , أميره جمال,نظيمة إبراهيم .... وغيرهم ) ,كما لحن للمطربين يوسف عمر وحسن خيوكه وملك الطرب محمدالقبنجي (الذي أعجب بهما عندما كانا يعزفان له في حفلات اقامها القبانجي في البصرة ) فدعاهما للعزف ضمن فرقة الجالغي البغدادي. وكان صالح يساعد كل من يمتلك موهبة غنائية وتتجلى هذه المساعدة بما يقدمه من دعم مادي ومعنوي من خلال توفير فرصة عمل في الملهى الذي أسسه مع أخيه داود في بغداد عام( 1942 ) وأشرف عليه وهو ملهى (أبو نؤاس).وفي هذا الملهى تمكن الفنان صالح من تحويل الكثير من مطربات الملاهي الى محترفات غناء وقدم لهن العديد من الأغاني الممتازة ونجحن بفضله مثل زهور حسين وجليله أم سامي وأنطوانيت إسكندر و وحيده خليل وغيرهن. ولم يكن صالح وأخوه الوحيدان في ساحة التلحين والموسيقى ,بل كان الكثير غيرهم من أمثال أفراد عائلتي( بصون كوهين ويوسف زعرور), وداوود أكرم , وسليم زكي,وأحمد زيدان,وعزوري شاؤول وغيرهم . ويلاحظ أن أكثر المطربين والعازفين هم من اليهود العراقيين,فمن (214) عازفاً يوجد (5) فقط من غير اليهود,لذا فإن تلك الفترة المزدهرة بالغناء والفن الموسيقي تحسب ليهود العراق بلا جدل ولا نقاش ,إذ سيطروا على المشهد الغنائي واللحني على طول الساحة العراقية وعرضها ليكتبوا صفحة مضيئة في تاريخ التراث العراقي الخالد, وظلوا متربعين على عرشه وبدون منازع إعتباراً من عام 1930 ولحين إجبارهم على الرحيل الى فلسطين المحتلة عام 1950 .
سندرج أهم الأغاني التي تم تلحينها في زمن تأسيس الأغنية العراقية الحديثة وهي من ألحان صالح الكويتي وداوود الكويتي ويوسف زعروروآخرين وجميعهم من يهود العراق :-
مو مني كل الصوج, يم العباية ,أرد أنشد من أهل الهوى, سفرتكم لتطولوهه, خيه لوصي الماي, يحافرالبير, طولي ياليله, جي مالي والي, ملك الغرم, الله لو تسمع هلي, نزعي العباية , يكولون محبوب الكلب, يخوي , يعاهدني , خذني بذمتك, شعملت آنه وياك, خذوه مني وراح,تذوب الروح من تروح, بالعشك حسدوني الخلك (داوود كرم), لو أحجي إلهم قصتي, بيه العدا جان إشتفو, أيها الساقي إليك المشتكى (سليم زكي), خدري الجاي, هلا يانور عيني, نوبه مخمره نوبه مغشايه, هذا مو إنصاف منك, الهجر مو عاده غريبه, ويل كلبي شهل مصيبه, على شواطي دجله مر, إن شكوت الهوى, كل البله من أمك, شكول على حظي, آنه إمن أكولن آه, وعله الدرب يهواي, تجفي وتصد يهواي, أحزن حزن معدان, دللول يالولد يبني دللول , أخويه وياريحة أمي,هلك منعوك لوإنت بعدت عني,حلو حلو وبوجنته شامه, بسكوت أون, , طالت غيبتك, يمه يا يمه,شلون حالي وشلون,أرجعلك,عيني يبوعيون السود,يمدللة, إهنا يمن جنه إوجنت, حن يادليلي, بسكوت أون بسكوت, آنه غريب بهل البلد, علياني الياني,خيه لوصي الماي , يامن تعب يامن شكه, آه العوازل , وين رايح وين, ثاري اليون خسران, بمحبتك وبهاك, ماحن عليُ, ذوب إو تفطر, كلبك صخر جلمود, تاذيني يولفي ليش, ينبعة الريحان, يكفي الهجر, كلبي خلص والروح, عفاكي عفاكي, خلهم يحسدون, يالشايله الجره, محلاها أيام الهنه, جان الكلب ساليك, كولول مابي لوله, ياهل خلك, غنو علبيضه, طوير الحمام, الناصريه عمت عليُ, روحي نوحي, شلون شلون يالله, عندك عيون جتاله, يحمام, زر من تحب, ياليله دانه, هاي النهايه(على الله ويا زماني), من بعد ماضاع, وحك اللي علي سلطك, حبيبي خيبت, جم كلب لوعن, الدنيه من تحارب,ذبني السريع إبليل, زنود الست, من علة البحشاي,لفه طارش حبيبي,بنيه ويابنيه, بلغنه بالهوى جملة, يالماشي ألله وياك, سمره إوسيعة عين عيني سمر, الأفندي صندوق أمين البصره,ميحانه ميحانه, تعب فرح, ألله من ذوله الناس, زهينه إبلمت أحبابنه, يطوير الحمام,حلوات مرات الليالي, يحضيري بطل النوح, جان الكلب ساليك , كلي شلك غايه, يكلون محبوب الكلب, وين الذي يحكم عدل,لوللغرام حاكم, ياكلبي ارتاح, يا ولفي ما جاني الأمل, يعنيد ييابه,ريتج بحريج يالناصرية,عمي يبياع الورد,موهيه البنيه, هاي وين جانتلي, ويل كلبي شهل مصيبه, ياويل كلبي,ألوجن,عاين يدكتور, ياماخذين الضعن,ظلت لما موت, وياك أروحن, إحميد يا مصايب الله, شكول إلحظي, إشرب كاسك واتهنه ,وغيرها كثير.
إشرب كاسك واتهنه ,واطلب علي واتمنه
لا تتسرع لحظه تفوت, والليالي تعود إلنه
إتهنه دومك بالأفراح, إشرب كاسك وإنسه الراح
حلوه الليله بيهه ارتاح, والكعده وياكم جنه
اشرب واتهنه ......ألخ
ويل كلبي شهل المصيبه ,شرد مني لدر الغريبه , شيرده ويجيبه
همل دمعي والأرض إبتلت , خلص صبري والروح إنحلت , راح مني لديار الغريبه...الخ
ينبعة الريحان حني عله الولهان , جسمي نحل والروح غابت وعظمي بان
من علة البحشاي ماظل عندي راي, دائي صعب ودواي ما يعرفه إنسان..... الخ
ولداوود الكويتي أغان أخرى منها:- زر من تحب , رقوا لقلب , في هدى بدري,ياليله دانه, يابديع الجمال, يعاهدني ,إحميد يا مصايب الله, أرد أنشد من أهل الهوى, زهينه بلمة أحبابنا... وغيرها.
لوحظ أن عدد من الملحنين إدعوا باطلاُ بعائدية بعض الألحان التي وضعت من قبل الملا عثمان وصالح الكويتي وغيرهما مثل أغنية (يم العيون السود ما جوزن أنا) التي لحنها الملاعثمان (على إيقاع الجورجينا ) وغناها ناظم الغزالي وسليمة مراد, وآخر نسب إليه لحن (ياطبيب صواب دلالي كلف) الذي غناه داخل حسن وهونفس لحن وإيقاع يم العيون السود . أما أغنية (مرابط) فقد غناها فلفل كرجي مع نجاة ,كذلك غناها يوسف عمر وحصقيل القصاب قبل أن يولد الملحن العراقي الذي إدعي أنه لحنها بكلمات مختلفة تحت إسم (يانجمه عونج يانجمه) ليغنيها حسين نعمه.إليكم كلمات هذه الأغنية: -
المرابط ماريده ماريده المرابط ,يابابه سلم عليُ وفات. ماريده النوب النوب النوب
يخيمون بالبر يخيمون عسكر السلطان, يشربون مالح يشربون ,عكب الحليب والجاي.
بالجبال كركي بالجبال, خليتني أتوه , عله البال حطني عله البال ............ألخ

أما بالنسبة للفنان الكبير يوسف زعرورفله ألحان أخرى نذكرمنها:- روح كول لأمي لتكول لبويه, ياولد نكس الفينه, دندهي للولد دندهيله, يانجمة ال بالليل, ون إو تحسر ياكليبي حيل وياك, جلجل عليُ الرمان, تدري شعمل فركاك, واويلاخ ياويلي, أريد أبجي بالعباس والطم بالحسين,حاكم العدل نخيته,بيش ابلشت يابو بشت.لفه طارش حبيبي,من علة البحشاي, يارب ياعلي ,الحاكم العدل نخيته, شنهو الذنب, ياشريعه هاي.حلو وبوجنته شامه,بنيه ويا بنيه, ياشريفه هاي, يم العباية,
من عازفي ذلك الزمن الجميل (وهم كثر) نذكر منهم:- صالح الكويتي (كمان) , داوود الكويتي (عود) يهودا شماس (سنطور), إبراهام سلمان (قانون) , ساسون (كمان) , يعقوب العماري (ناي), البير الياس (ناي), يحزقيل (عود) , صالح شميل (جوزه) , يهودا إبن موشي (طبله), يوسف بنو (سنطور) , يوسف حمو (دف), ناحوم الدرزي (جوزه).
ولصالح وأخيه داوود الفضل في إفتتاح أول معهد أهلي متواضع لتعليم الموسيقى في العراق وإتخذا مسكنهما مقراُ له وأسمياه ( المعهد الأهلي للموسيقى) ,وفي هذا الوقت ذاته حرصا على كتابة النوطة الموسيقية لأطوارالأبوذية بالإعتماد على عبد الأمير الطويرجاوي وحضيري أبو عزيز وداخل حسن . أغلق هذا المعهد عام 1936 نظراُ لضيق الوقت وزحمة العمل ولتوفير الوقت لعملهما الإذاعي الذي أخذ ينمو بوتيرة متصاعدة.
في عام 1932 زار بغداد الموسيقار محمد عبد الوهاب لإحياء عدد من الحفلات الغنائية , وفي أثناء الزيارة إلتقى بصالح الكويتي وإستمع الى موسيقاه فأعجب به كثيراً خاصة وهو يستمع منه الى مقام اللامي وإيقاع الجورجينا العراقي الأصيل وأغنية (يمه يايمه) بصوت داخل حسن, فقام على الفوربتسجيل ذلك على شكل نوتة . وقد ظهرت آثار هذه الزيارة في لحنين أنجزهما عبد الوهاب حال وصوله مصر وهما (ياللي زرعتوا البرتقال) و(أنا والعذاب وهواك) وهما من مقام اللامي العراقي,وكذلك مطلع أغنية (جبل التوباد) المستمد من أغنية (يمه يا يمه). أما أم كلثوم وفي أثناء زيارتها للعراق في 20/11/1932 فلقد أعجبت بأداء سليمة مراد عند سماعها لأغنية (كلبك صخر جلمود) وطلبت منها تحفيظها للحن الأغنية وكلماتها , وتم تسجيل الأغنية بصوت أم كلثوم على إسطوانة لتكون المرة الوحيدة التي تغني فيها أم كلثوم لحناً غير مصري.
في عام 1935 وفي أثناء الإعداد لإفتتاح الإذاعة العراقية ,وبناءاُ على طلب من وزير المعارف محمد رضا الشبيبي ,شكل صالح الكويتي الفرقة الموسيقية الخاصة بالإذاعة التي أصبح رئيسها وقائدها وحتى عام 1944 حيث إستقال منها ليتفرغ لأعمله التي أصبحت كثيرة ,لكنه بقي يقدم الألحان والبرامج للأذاعة. كانت فرقة الإذاعة مكونة من :-
صالح الكويتي رئيس الجوق (كمان) , داوود الكويتي (عود), إبراهيم طفو (جلو), يعقوب العماري (ناي) , حسين عبد الله (إيقاع) .وبذلك يكون الكويتي قد أدخل آلتين جديدتين الى الجوق الموسيقي في العراق لم يسبق إستعمالهما من قبل هما الجلو والناي.ثم قام بتشكيل فرقة الإنشاد والموشحات من المطربين والمطربات وقراء المقام منهم رضا علي وناظم الغزالي ومحمد كريم ويحيى حمدي وجميل سليم وخالدة عبد الرحمن وغيرهم.كانت الفرقة بإشراف علي درويش وقيادة روحي الخماش.و سجلت فرقة الكثير من الإسطوانات لمختلف الأغاني وكثير من أغاني صالح الكويتي وأخيه داود ,وفي العام ذاته كُلف بوضع ألحان وأغاني فيلم عليا وعصام من بطولة سليمة مراد .وبغية تطوير عمله والنهوض بالموسيقى والغناء العراقي كان يلتقي مع الفنانين والموسيقين الذين يزورون العراق ويتبادل معهم الآراء في الموسيقى وتطورها باعتباره من أبرز الموسيقيين ومن هؤلاء الفنانين محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ومحمد العقاد ومحمد القصبجي وسامي الشوا وزكي مراد (والد ليلى مراد) ,رجاء عبده وغيرهم , وقد عًد صالح الكويتي من أعظم وأبرز عازفي الصولو على الكمان في عصره.
لقد بذل صالح الكويتي جهوداُ عظيمة للنهوض بالفن الموسيقي والغنائي في العراق وضحى بكل مايستطيع من جهد ووقت ومال وبكل حرص وإخلاص الى أن تم رحيله من العراق الى فلسطين المحتلة مجبراُ باكياُ ناحباُ على ضياع مجده وذكرياته وأصدقائه وكل محبيه وجمهوره الواسع الذي يحبونه ويطربون لأغانيه على كثرتهم, وألغيت جنسيته مع عائلته إسوة بكل المجبرين على الرحيل. وصدرت أوامر بحذف أسماء اليهود من كل فعالية ومن ضمنهم إسماء صالح وأخيه داود وبقية الفنانين اليهود , وبقيت ألحانهم تائهة لم يعرفها العراقيون وهم يطربون ويرقصون لدى سماعها ولحد الآن.
ظل صالح وداود يصارعان آلام الشوق والحنين والحزن بعد الرحيل, ثم قررا إستئناف نشاطاتهم الفنية العراقية , ونجحا وبالتعاون مع زميلهما فلفل كرجي في وضع ألحان رائعة شجية حزينة كثيرة كانت تبث ضمن برنامج إسبوعي عبر الإذاعة العبرية ,ويرددها الناس في حفلاتهم ولقاءاتهم هناك. في عام 1976 توفي داود ليفارق أخاه صالح الى الأبد . أما صالح فقد قبع حزيناُ في داره وفي قلبه حسرة وألم لفراق أخيه ووطنه العراق ليموت بعد ذلك بعشر سنين.
ستبقى ألحان وأنغام الزمن الجميل خالدة في النفوس, وسيستمر العراقيون يطربون لأغان يجهلون ملحنها.
خاتمة .......تغادر الناس أوطانها , لكن الأوطان تأبى مغادرة عقول وقلوب ناسها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع