الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرس أبيض للتمدن والحوار خاص بالملف

عبد شاكر

2005 / 12 / 9
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


قبل ان تزف الينا الصحف الالكترونيه, وعندما كان الهم اليومي والمجهول - الولادة والموت - يترصدنا بأفواه تتمدد الى عمق الوجع .. وأمام أعيننا توأد صرخاتنا , بأيدي جلادي الصحف اليومية اليتيمة , رغم أننا أدمنا الصراخ والعويل برمزية مجنونة ! لاتمتص الغضب الكامن في أعماقنا .. ألا أننا كنا نتذلل الى أولئك الاغبياء القيمون على تلك الصحف - مسؤؤلي الصفحة الثقافية - ..

ومن خلف الاسلاك الشائكة ! .. هذا يصلح .. ذاك , لايتماشى مع الكبرياء , أو لا يمجد الكائنات الحية .. وأمام ناظريك , يقذف في قمامة اليتم ! .. فلذات الاكباد .. التي لامسها الوحي المتسكع فينا , عند الولاده .. في زمن الرداءة والنسب , تنحر صرخاتنا بتوقيع بائس : الاسلوب جيد , هذا كاتب واعد .. لكن الافكار جريئة ! لاتناسب زمننا هذا ..

أية أفكار هذه : هل أن مواساة عاشقة - سحق محبوبها بماكنة الحرب .. جرأة ؟ زوجة تشبه القمر, تتوسد شبح الحبيب , في ليلة أشتد عطشها .. جرأة ؟ أرملة عفيفة - تكتشفها أبنتها الصغرى تعانق نفسها , في حالة هيجان وتفجر في جسد ملتهب, هجره الحبيب ولم يأت في أوان اللقاح .. جرأة ؟ زوجة محارب شاب معاق بالكامل , تتلاشى أنوثتها ببطء ينحر كل الرغبات .. جرأة ؟ ووووو....

كثر الهمس , لكن ليس كالعشاق ! .. تراكمت جبال من الكلمات في متن الجسد المتخم بالخيبة والذل .. الروح تواقة الى التحليق في عالم البوح .. في وقت دجن فيه الصراخ والعويل .. حتى وأن جاءوا برفاة الاحبه ملفوفين بيأسهم وعلم مقدس .. وأمنيات مؤجلة رافقتهم الى محرقة الموت, تلك التي قطفت كل الحلم , دفنت معهم
عند آخر شهقة .. رغم أن عزاؤهم ان الابصار كانت تحدق صوب الشرق ! ..

أدمان البوح السري , والهمس في بطون أوراق من رقم سومرية , أصبح الافيون الذي يكمم العويل , كي لا تعلو صرخات الجياع وتلتهمهم فوهات البنادق .. كنا نتوسل الفكرة , أن تؤجل الولاده الى حين فرش الاسره .. لأن مئات الولادات لم يكتمل نموها بسبب قسوة الوجود .. حشرت في قعر الرغبة . خوفا من جلادي الصفحات الثقافية , أن ينسبوها الى الجهات الاربع...

الارصفة تضج بالاجساد العارية , تعانق صمتها , تتهامس مع أقدام راجفة تدك وجعها.. وأنامل العاشقات يمسدن الخيبة .. أكداس من الاحباطات , تتراكم في ثنايا الانتظار والترقب , في زمن تغتال فيه الكلمة النابضة !بالحزن والاسى , كما لو انها عاهرة ..تتصاعد صراخات الروح اللاهثه الى بصيص من لذة الانطلاق الى فضاء البوح المكبل بسياط التاريخ المشوه ! ..

وتتوالى النكبات .. تراكم الالم واليأس , والسنون تخطو مسرعة الى نبض الروح , رعشات القلوب التي تسلقتها الشيخوخة على نحو مبكر تفزع الحلم ! الاطفال يجب أن يولدوا كبارا , ممنوع الحبو , لامراهقة, حذار من أحلام اليقظه , الاسماء التي لا تتملق السوط , لامكان لها في الوريقات الصفراء , المحشوة بالنعي والنفي ! وأقوال المارقين ..

ومع قدوم الربيع المحمل بالحلم , بزغ لنا فجر - الحوار المتمدن - الذي أحتضن كل جنوننا , ولم نكن نتيقن , الا حين ولدت آهاتنا مكتملة الولادة ! أين الرقيب ؟ للندفع في نفض كل المتراكم من الوجع في سلال - التمدن - ..

المفرح أنك تتلاقى مع الآخر , الذي يخالفك حتى في الوجود ! على سرير واحد , حضن يتسع لكل أهل الارض , لتتلاشى فيك العشيرة والقبيلة , وتنسف العنصرية والشرقية وكل الراقد فيك دهورا ! ولاسيف يقطع من ليس معي .. ولا حامي العربان من جور الزمان .. وأذا كل الذين تقطر أناملهم - تمرد - يسار -أنسانية - وجوديه - نصفنا الثاني , الذي خرج من القمقم, كل أولئك , هم أحبتي ! في زمن عز فيه الحبيب , ووشى الرضيع بأمه ..

من يغلق أبوابه في وجه الحوار والتمدن , سوف يعيش في حلكة الظلام , ومن يتسع مداه , لكل الاسقاطات , لانها نزوع أنساني , سوف يواصل أرتقاؤه سلم الشفافية والحريه الحقيقية .. وسوف يأتي زمن لايستطيع أحد أن يغلق بابه أو حدوده بوجه الآخر , ولابد أن يداهمهم الريح , ونلاقي الاحبه ..

لقد أخرجتمونا من القمقم المشمع بالخيبة , الذي يحرسه المرعوبين من الكلمة .. مرحى لكل فرسان - التمدن والحوار - نحن نتنفس الآن .. ألا يكفي هذا ؟ .. شكرا لكم سادتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا