الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة

طارق الحلفي

2016 / 5 / 27
الادب والفن


عـَودة


بمناسبة اربعينية صديقي صبري هاشم

الوَقتُ وقـتُكَ
والرّحيلُ هو الرّحيلُ
النّوافِذُ مُشرَعاتٌ للقَصائِدِ
كي تطيرَ الانَ مِن وديانِ وجدِك
والاساطيرَ التي حَدَّثتَني عَنها طَويلاً
سَوفَ تَخلَعُ فَجرَها كَيما تُغطّي
خَفقَةَ النّارِنجِ في زرقة ليلك
والسماءُ سوف تنأى كلما غامَت طُقوسَ الاصدِقاءِ
وسَيدنو نَبضَها مِن شُرفَةِ الصُّبارِ في ليلةِ عُرسَك
حِينَها تَسكُبُ ما بين يَديكَ
دَمعَةُ النايِ صَدى ما خَبّأتهُ من اغانٍ
لونَها الباكي وبُوحَ البَيلَسانِ
* * *
الصّبايا تستَحِمُ الانَ
بالصّوتِ المُطَرّزِ بالمقاماتِ بَياتْ
صاخِباتٍ كُنَّ، يرْشُشنَ على نَرجسِ نَومِك
زَهرةَ الرُّمانِ والريحانَ والماءَ واوراقَ الحنينِ
كي يُدارينَ الجنونَ بالجنونِ
يضَحَكُ الرّيحانُ والماءُ بِشبّاك الرجاءِ
يضَحَكُ الرّيحانُ في خَفَرٍ على وَشْمِ الأصيلِ
يَضحَكُ الماءُ الى الطِّفلِ الذي اخفى
طُيورَ العُشقِ في وَتَرِ الفضاءِ
ثُمَّ امسى حافيَ القَدَمَينِ ـ في الصّبخَةِ ـ عِندَ النّهرِ
يَصطادُ الكَواكِبَ للتي انفاسُها الطّلعُ وحباتُ المطر.
للّتي قالت سَلاما فَوقَ سَطرٍ مِن حَريرٍ
للّتي قالت سَتَكتَبْ فَوقَهُ كُلَّ الذي اجّلتَ من آسِ الفُصولِ
عُشقَكَ المسكونِ بِالنَخلَ وفُرسانِ النّهارِ
وصباحَ البصرةِ العابقُ بالملحِ وخُلخالَ عدن
خُصلَةَ الماءِ التي لَوحَتَ فيها للضِباءِ
حينما غادَرتَ خيمتَكَ الوَحيدَةِ نَحوَ فِردَوسِ الكويتِ
وَردُكَ الفضيّ والحُورَ واسرارَ الكلامِ
قبل ان تُطردَ من هَودَجَكَ الطّفلُ الى عَسَلِ النّزيفِ
قَبلَ ان تَجمَعَ اصدافَ الحَديثِ
كي تُفسّرَ للايائِلِ كَبوَةَ النّجمِ الاخيرة
قصبَ الهورِ الذي خَلّفتَه ذاتَ بُكاءٍ
قِرطَ من احبَبتَ ذَيّاك الذي
علقتَهُ يوما على ظَهرِ البداية
فاحتوى حَجرَ المعاني
" قصةُ الكمأةِ، والهُدهدُ، والوهمُ.
ارضُ اشورِ، الخُلاسيون،
اطيافُ الندى
قيثارُ مَديَنَ، معبدُ الرّيح لنشوى "
***
هل نسيتَ غصةَ المُشمُشِ في اوَلُ قُبلَة ؟
قبلِ ان يُبْـلِغُكَ الصّمتُ بصَمتٍ
انّ نشوى سوف تغفو فَوقَ دَفتَرَكَ القديم
ربما التفَتَت اليكَ قصيدَةٌ النّثرِ التي لَم تَكتَمِل
او لَم تَقُلْ عند افتِراقِ حَديثَكُما وَداعاً
لَم تَقُلْ اني اعود
وتعود....
تَحمِلُ القَمحَ لِتَبحَثْ
عَن وَصِيّتِكَ التي خَبأتَها في شهرَ ابريلَ
وصلّيت قضاءً
رَكعَةً قبل الرحيل

25.05.2016
درسدن / المانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل