الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتحام مقر الحكومة العراقية يضع العبادي امام فرصة اخيرة

عباس الشطري

2016 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


اقتحام مقر الحكومة العراقية يضع العبادي امام فرصة اخيرة

في ثنائية غريبة وقل نظيرها في الدول المعاصرة ولا اعتقد انها حدثت يوما يقوم الجيش العراقي ومعه الحشدين الشعبي والعشائري بمهمة مقدسة لتحرير المناطق المغتصبة من تنظيم داعش الارهابي والتي توجت بتحرير مدينة الرطبة الاستراتيجية بالقرب من الحدود الاردنية وسمحت بفتح الطريق التجاري السريع بين العراق ومملكة الاردن الهاشمية بانتظار حسم معركة الفلوجة قريبا ومن ثم الانطلاق نحو مدينة الموصل لتحرير العراق نهائيا من رجس داعش ومموليه وداعميه , في الوقت نفسه يتحرك شباب العراق ومتظاهريه وهم العمق السوقي والتعبوي لهذه الحشود والقوات التي تحرر الارض وخزينها الاحتياطي يقوم هؤلاء الشباب باقتحام مقرات الحكومة في المنطقة الخضراء في بغداد للمرة الثانية ومقرات الحكومات المحلية في المحافظات وهو امر بحد ذاته يربك اقوى ادارات وجيوش العالم في حين لايتاثر الوضع العام في العراق او تتاثر قواته المسلحة بهذه الاحداث , فعلا انه امر يستحق الاشادة والدراسة على قدرة الشعوب لضبط ساعات تحركها نحو حقوقها الكاملة بدقة , وقدرة هذه الشعوب على اخذ زمام امورها حين تعطى لها الفرصة .
ويبدو ان العراقيين تعلمو كثيرا منذ سقوط نظام صدام حسين الديكتاتوري والذي حل محله نظام حكم جديد يسمح بتبادل سلمي للسلطة عبر صناديق الانتخابات ونوع من الحريات حتى في السرقة والفساد!!وهو ما ادى الى ثورة هؤلاء الشباب الذين دخلو المنطقة الخضراء الحصينة والى تصاعد احتجاجاتهم فامام الصعوبات التي يلاقيها المواطنون في العيش نتيجة الازمة الاقتصادية الخانقة والقلق الامني الذي تصاعد في الايام الاخيرة وحول بغداد الى كرة من نار خلال يومين فقط بعد ان حصدت التفجيرات ارواح العشرات من المواطنين في المناطق الشعبية والاسواق, جاء اقتحام مقر الحكومة ليشكل بادرة اخرى على تنامي الاحتجاج بشكل اقوى بعد ان خفت حدته بعد الاقتحام الاول لمجلس النواب قبل اكثر من شهر ومن ثم رحيل زعيم التيار الصدري الى ايران الامر الذي اعتبر تخفيفا للتوتر والاحتقان السياسي وعادت بعدها التظاهرات الى ساحة التحرير موقع التظاهرات الرئيسي قبل ان تعجل التفجيرات الاخيرة بحدوث ماحدث بالامس في الوقت الذي تقف فيه الطبقة السياسية والتي تتحكم بالسلطة والثروة بموقف المناويء لتطلعات الناس التي عجزت تماما عن اجبارها على ركوب طريق الاصلاح الذي لابد منه قبل ان تنفلت الامور وهو ماعبرت عنه حتى المرجعية الدينية والتي تمثل السلطة الزمنية لملايين الشيعة في العراق وبعض دول العالم من ان صوتها قد بح تماما اي اصابته (بحة ) نتيجة مطالباتها المستمرة بالالتفات لمصالح الناس في خطب الجمعة وغيرها تلك المرجعية التي اسست للعملية السياسية الجارية بدعوتها الى انتهاج اسلوب الانتخابات والتبادل السلمي للسلطة وهو ما اعتبر حينها من المتابعين شيئا عظيما لحل مشاكل السلطة في العراق فضلا عن الفرح العارم لجماهير الشعب بالتحول الديمقراطي برغم انف اميركا ورغبتها بالتحكم بالوضع العراقي حسب رغبتها ومصالحها لكن المرجعية ارتكبت خطا كبيرا حين دعت الى انتخاب قائمة معينة او هكذا روج لذلك من يمتلك مفاتيح السلطة والمال الان دون ان توضح المرجعية موقفها من ذلك الامر الذي اعتبر بانها تقف وراء هؤلاء ووصولهم الى الى مقاليد السلطة والحكم والذين تحول معظمهم الان الى فاسدين ومفسدين بل حرامية لسرقة ثروة العراق واهانة جيشه الوطني بحروب واستنزاف نتيجة عدم معرفتهم باساليب الحكم والسياسة , بعد هذه التطورات المتسارعة وبقاء الوضع السياسي والاقتصادي على حاله برغم التقدم الامني المدعوم دوليا لجا الشباب وعمر الشباب مختلف ففيه الاندفاع والثورة الى اقتحام ثان لمقرات الحكومة البرلمان ومجلس الوزراء والذي ادى الى استخدام قوات الامن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وادى حسب الوكالات الى اصابة المئات هؤلاء المئات يقاتل ذويهم في الرطبة والفلوجة وعلى اطراف الموصل دون مقابل بل حتى يعانون من شحة المال لدفن ذويهم ممن يستشهد في ساحات الوغى لايحدوهم سوى رغبة بالدفاع عن وطنهم وثقافة الشعوب موحدة بهذه الاتجاه اذ لايوجد شعب لايدافع عن كرامته لكن الحكومة والطبقة السياسية لم تعد تفهم الامور الا من منظار مصالحها الضيقة في حين يتجه الوضع الى الانفلات التام ويمثل الاقتحام الاخيربالامس فرصة اخيرة للسيد العبادي لاصلاح الوضع وعلى الطبقة السياسية الانصياع واستثمار الفرصة الاخيرة وهذا الاقتحام هو مؤشر ثان على ان الاقتحام الثالث قد يقلع الحكومة ورئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية والسلطة القضائية وهذه السلطات متهمة جميعا من قبل المتظاهرين بالفساد وهن كن مطالب المتظاهرين بالاساس اذا لم يتدارك القائمون على السلطة ذلك قبل فوات الاوان ويتدارك الاميركيون الراعين الرسميين للنخبة الحاكمة التي تحكم العراق وهو ما دعى احد رموز هذه العملية السياسية رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي الحكومة الى الالتفات الى مطالب المتظاهرين وعدم استخدام العنف ضدهم لانه يدرك ذلك اكثر من غيره لانه سبق وان استخدم القوة سابقا وكانت النتيجة قلعه من رئاسة الحكومة ,هناك مثل عراقي يقول( في الاولى هية هية وفي الثانية بعد شوية وفي الثالثة المنية ) والمنية هي الموت والموت هنا يعني موت العملية السياسية التي دفع العراقيون انهارا من الدماء لاجلها منذ ثلاثة عشر عاما والبديل عن ذلك لن يكون سوى دمارا اخر, اللهم جنب بلاد الرافدين مالاتحب وترضى,
عباس الشطري
كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم