الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بروستريكا الغنوشي نقلت الراية من الأيدي المتوضئة

كاظم الحناوي

2016 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


بروستريكا الغنوشي نقلت الراية من الأيدي المتوضئة
كاظم الحناوي
طرح رئيس الاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف نظرية البروستريكا (إعادة البناء) بديلا للاشتراكية على أمل إصلاح الأوضاع التي كان يعيشها الاتحاد انذاك . لكن النظرية جائت ببداية الانهيار وتفت الاتحاد السوفياتي الذي كان يعد القوة العظمى المواجهة لامريكا في العالم ، تحول الاتحاد إلى دويلات، وصارت روسيا هي البديل لتلك المنظومة لكن من دون القوة والنفوذ التي كان يحظى بها الإتحاد.
أعلن الشيخ راشد الغنوشي للعالم تحول كبير بتحويل حركة النهضة (اخوان مسلمين) الى حزب سياسي حيث مهد لذلك مؤتمر حركة النهضة العاشر، لهذه النقلة الكبرى، عبر فصل السياسي عن الدعوي، او الفصل بين المسجد والحكم، أو بين الدين والسياسة عبر توسيع قاعدة العضوية بتخفيف شروطها، عبر رفع شرط الالتزام الديني، بعد ان حل ثانيا في انتخابات 2014 بعد حزب نداء تونس وليكون الحزب اكثر براغماتية وليبرالية، والتركيز على القضايا التي تهم المواطن مثل الوظائف والامن، ومحاربة الارهاب والفساد، واصلاح الترهل الوظيفي. والتخلي عن دعوة الاخوان الاممية..
واجهت حركة النهضة التونسية العديد من التحديات التنظيمية وطبيعة المشاركة في الممارسة السياسية مما هدد مستقبل الحركة ودورها الريادي نتيجة الفراغ السياسي ونجاحها في تقدم الصفوف في أعقاب سقوط النظام السابق، ولكن الحركة باتت مهددة بعد سقوط حكم الاخوان في مصر، وعدم قدرة الغنوشي على السيطرة على جناحي الحركة، لأنه لم يتمكن من مقاومة قوة الصقور وواقعية جناح الحمائم ومطالبتهم بانفصال إخوان تونس عن التنظيم الدولي للإخوان، بعد أن افاد آخر استطلاع للرأي ان 73 بالمئة من التونسيين يؤيدون الفصل بين الدين والسياسة، واجري الاستطلاع بالتعاون مع المرصد العربي للديانات والحريات ومؤسسة كونراد اديناور.
والسؤال الان هل سينجح الغنوشي في الاستفادة من الأخطاء التي وقع فيها غورباتشوف، فينتشل الحركة إلى برالأمان. أم إن ما حدث هو إنقلاب داخل الحركة سيدفع ثمنه الغنوشي، بتحول الحركة الى تيارات بسبب تخليه عن حركة الإخوان التي وصفها سابقا، بانها حاملة راية الامة بعد ان انتقلت الراية إلى الأيدي المتوضئة فأصبحت الحركة الإسلامية تقود الشارع الإسلامي كما وصفها. وأوضح الغنوشي في أكثر من مناسبة أن نهج حركة حماس في المقاومة أعاد الأمل للأمة الإسلامية. يتضح من إعلان الغنوشي الاخيرتشكيك في المثل العليا التي كان يناضل من أجلها في شبابه وإعلانه الأخيرا بمثابة طلاق بائن مع الاممية الاخوانية.
لقد بدأ الغنوشي يروج لشخصه بوصفه زعيما تونسيا لا عضوا في منظمة اممية. وعند ذاك بدأ ينحسر تأثير المنظمة الدينية، عبر لعب دورا اكبر في إقناع الحركة بإعادة بناء التجربة التركية في تونس ببدء اللقاءات بعد انتخابات 2015 في تركيا والتي ختمها بلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والملاحظ هنا التأثيرالتركي في قرار الحركة بإعادة البناء. ولكن المفاجئ تخليها عن الاخوان المسلمين،وتمثل هذه الخطوة أيضا تغيرا من النقيض للنقيض بالنسبة للحركة في أولوية العلاقات على الساحة الدولية، وهي خطوة من الممكن أن تؤدي إلى إعادة العلاقة مع دول الخليج التي تقودها السعودية.
التحذيرات الأميركية حول تداعيات احداث سبتمبر وزيادة أعداد الدول والمنظمات التي تدخل قائمة الإرهاب، هذه التحديات كانت ذريعة لضرب أفغانستان وخلع الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين من منصبه ونظام الاخوان في مصر، فهل تكون هي حجة الغنوشي لاعضاء الحركة لتصحيح الأوضاع واستباق الاحداث، مما يفتح الباب أمام الاستثمارات الغربية لتعود إلى بلده الذي عاني كثيرا من الحركات الإسلامية والإرهاب. حركة النهضة تسعى بشكل انفرادي لتفادي المصير المحزن الذي آل إليه العديد من الحركات والمنظمات الاسلامية ومنها حكم الاخوان في مصر .
فهل تنجح بروستريكا الغنوشي أم ستكون بداية النهاية لحركة النهضة ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال