الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضايا النشر و اليسار في الحوار المتمدن

محمد سمير عبد السلام

2005 / 12 / 9
الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن


تحية كبيرة أقدمها لصحيفة الحوار المتمدن الإلكترونية في عيدها الرابع ، فقد نجحت في تحقيق تميز خاص على مستوى الإخراج المعني بكل من الخبر و الكاتب و المقال على حد سواء ، مما يعزز قدرة الشكل النهائي للعدد اليومي على إيصال الحد الأدنى من هذا الثراء المعلوماتي التحليلي في آن معا .
لقد آثر الحوار المتمدن أن يطرح إشكاليات عديد فيما يتعلق بقضايا النشر الصحفي و ارتباطها الحر بمصطلح اليسار . وقد لاحظت أن كتابة الخبر وصياغته هنا ليست أسيرة للرؤى التاريخية الشمولية ، إذ تلتحم فيه القضايا الجزئية و الهامشية بما هو عام . و هذه نقطة مهمة لأن الحدث الجزئي كثيرا ما تتولد منه تأويلات ثقافية و أدبية لما هو سياسي ، فالواقع مركب غير كلي من هذه الجزئيات التي تقبل الربط في اتجاهات مختلفة .
و أضرب مثالا بما قام به جاك ديريدا من تحليل لحادث الحادي عشر من سبتمبر 2001 حيث ربط الأمر بمجموعة من العلامات الجزئية المضادة لاختزال الحدث في بعد كلي واحد فالصورة لها دور غير واع من منظوره.
و يوفر الحوار المتمدن مساحة كافية لمثل هذه التأويلات ، فأبوابه تشمل قضايا اليسار و الديمقراطية و قضايا نقد اليسار في آن مما يعزز انفتاح أشكال الكتابة و الرؤى الحرة المتحرر من أسر الخطاب ، و قد كان لي تجربتان مع الحوار المتمدن فيما يخص حرية النشر ، أولاهما ترتبط بالالتباس الكامن بين العلوم الإنسانية و بعضها مثل تداخل النص مع التشكيل و الاجتماع مع النص الأدبي و تداخل الثقافة مع العلم المعاصر ، حيث يسود الحذر من مثل هذه المغامرات و لكنني قمت بنشر موضوع لي بعنوان الجين و النص في كتابي " أنشودة الجسد المقدس " حيث الارتباط الوجودي بين الإبداع و البيولوجيا و صدق عليه الحوار المتمدن فنشر بعنوان " جماليات الإبداع تواكب تطور البيولوجيا " و التجربة الأخرى كانت حول ارتباط الإصلاح بالنزعة الإنتاجية الإبداعية المضادة للخطابات الشمولية فيما بعد الحداثة و ما بعد البنيوية و نشرت بعنوان " الإنتاجية الإبداعية أهم شروط الإصلاح " .
هكذا ينبه الحوار المتمدن الجوانب الإبداعية لدى الكتاب فيجمع بين وجهات نظر متباينة أشد التباين ليؤكد ثقافة الحرية و الاختلاف .
كما يواكب أهم آليات النشر الإلكتروني من حيث تبويب المواقع الفرعية و اشتمالها على أعمال الكاتب و سرعة نشر الأعمال بما يتوافق مع الإيقاع السريع للاتصال الإلكتروني .
أما اليسار و ملفاته ، فنحن نعلم تماما اختلاف السياق الذي ترد فيه هذه الكلمة مما يحور مدلولها و يمنحه ثراء و نضرب مثالا بمصطلح الديمقراطية في بعده الخطابي الاقتصادي عند بيتر جران مثلا و اختلافه عن تناول جاك ديريدا الأكثر تجزيئا للمفهوم وفق علاقته بالهامش خلافا للرؤى التي تستشرف الواقع الافتراضي من داخله عند ليوتار و جان بودريار ، فضلا عن اقتراحات فرانكفورت لدى هابرماس مثلا و يمكن للحوار المتمدن تناول كل منظور في ملف يسمح بتعدد الرؤى الفكرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال