الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوهام فى اوهام

عدلي محمد احمد

2016 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لا جدال في ان حكم السيسي والقائمين علي توجهاته يدرك جيدا , ان خضوعه للكيان الصهيوني يشكل عبء جماهيري ثقيل كما علي غيره من سابقيه وجيرانه من حكام الخيانه العربيه الرسميه للقضيه الوطنيه.
ولكن مع ذلك فقد فرضت التطورات السياسيه للثوره المضاده في مواجهتها للثوره علي الجنرال, التعرض لنار زيادة هذا العبء منذ اللحظات الاولي لعصفه بحكم الاخوان مغازلة للجماهير وقطعا للطريق علي تطور موجتها الثوريه الثانيه , وتخلصا من منافس مدعوم غربيا وامريكيا بصوره صريحه.
فقد شكلت تقوية العلاقه بالكيان الصهيوني منذ هذه اللحظه المبكره ملاذا وجيها لحكم السيسي احتمي به في مواجهة العويل الامريكي الاوروبي علي اهدار "الانقلاب " للديموقراطيه !
فلم تكن المسأله متعلقه باي تقديرات مبتذله لهذا الاحتماء من نوع ابن مليكه او ان الجنرال مجرد جاسوس يهودي بعمل علي هدم الاسلام.
لم يكن الجنرال يعبث او يتصرف تصرفا يائسا وفارغا من المعني , بل كان يحاول بقدر مستطاعه اللعب علي تعارض بين مستويات الترحيب الامريكيه والصهيونيه بحكم الاخوان.
كما كان يهدف الي امكانية توظيف النفوذ الصهيوني لدي الغرب وامريكا لصالحه بقدر الامكان .
ولقد كان تركيز الهجوم السياسي علي حماس وحزب الله مدخلا مغريا للصهاينه , كما شكلت الحرب الفعليه ضد الارهاب الداعشي في سيناء هما مشتركا و دفع بالعلاقات الصهيونيه السيساويه كثيرا الي الامام.
فالاستعداد من جانب حكم السيسي لتوسيع كامب ديفيد لا ياتي فجأه بل يدمجه سياق متصاعد من ربط الجنرال بين مصير حكمه ومستويات الرضا الصهيوني.
ومع ذبول الاسناد الخليجي لحكم السيسي تحت ضغوط الازمه الاقتصاديه علي بلدان الخليج , يطرح الخضوع المطلق لشروط الصهاينه كبديل يتيم في ظل الافتقاد المطلق للبدائل.
وكما مني السيسي نفسه بان يساعده الصهاينه علي قطع دابر الارهاب الداعشي في سيناء وعدم تحقق ذلك الا في الحدود التي تلائم هؤلاء الصهاينه, فان قدر الجنرال المأساوي ان يصطدم في كل سعيه بهذا السقف الصهيوني الذي لن يعرف الارتفاع ابدا لاحلام او بالاحري اوهام الجنرال ,وسيشكل الموقف الصهيوني من امكانية الضغط علي اديس ابابا من اجل استمرار ضخ ولو بعض مياه النيل سنويا , طامة كبري صادمه لما توقف عنده وقبيل الفيضان بايام كملجأ يائس , فنتنياهو لن يسعف الجنرال ولو بشربة ماء الا في سياق توظيف تداعيات ورطته لصالح مغانم صهيونيه تاريخيه , ولا يرجع ذلك للحرص المفهوم من جانب الصهاينه لاستمرار حتي مصر الطبقيه ضعيفه بل يرجع ايضا ان هؤلاء الصهاينه ليسوا ملاك للراسماليه العالميه التي قررت تحت اغراء اطماعها نهب النيل ولا هم يشكلون في التحليل الاخير باب عالي لاديس ابابا مهما بلغ حسن علاقتهم بالعصابه الاثيوبيه الحاكمه , فلكل شئ حدود ولكن الجنرال تسقط منه هذه الحكمه ويتحرر عقله للاوهام مع الافتقاد المريع للبدائل التي لا تضعه فيما يتهرب منه مذعورا , واقصد به الصدام مع رأسماليته العالميه باعتبارها اصل الداء واس البلاء المسمي الزراعه الافريقيه الرخيصه للمحاصيل المستنزفه للمياه ومحاصيل الوقود الحيوي.
ان السيسي مع تكشف حدود الانقاذ الصهيوني الموهوم , لن يكون ازاء ضغط استمرار الارهاب في سيناء , بل ازاء تصاعد ثورة يناير بصوره لن تبقي ولن تذر مع انقطاع مياه النيل عن الوصول الي اسوان والذي سيكشف عنه انتهاء مخزون بحيرة ناصر الذي يسترالان عورة الجنرال.
ان توجهات اللجؤ الي اعداء الشعب لن تسفر الا عن اقصي تحصين متاح للكيان الصهيوني ازاء اخطار الثوره الام , لا التحصين المتوهم لعروش خونة النيل وتيران وسيناء , بل ان مسلكهم لن يضيف الي الغضب الثوري الا المزيد من الاستفزاز والتحدي.
ولكن هل فعلا لا يدرك الجنرال خلاصة هذه القراءه للموقف الصهيوني وحدوده ؟
في حقيقة الامر من الصعب تصور ذلك و دون ان يتعارض ذلك مع انطلاق الاوهام اي اعلي سقف فللضرورة احكام وايضا اوهام ففي ظل حدة الكارثه فان الميل لاختبار كل مخرج سيكون سيد الموقف .
ولكن ما هو مؤكد ان الجنرال يحكمه ميل آخر , والغرض مرض كما يقولون فاذا تكشف الموقف الصهيوني في كارثة سد النهضه عن فنكوش وهو سيتكشف دون جدال ولا يكون امام حكم السيسي الا مواجهة الابعاد المرعبه للكارثه المائيه في علاقتها بثورة يناير , فان عيون الجنرال تتعلق بالامل في المساعده الصهيونيه في هذه المواجهة لثوره ستكون قد افلتت الي مستويات استثنائيه من القوه ,فالعربون الذي سيجسده توسيع كامب ديفيد لن يضيع وان لم يفيد في تخفيف حدة الكارثه المائيه فانه سيجد تحققه في مواجهتها.
والامر المؤكد ان الجنرال هناايضا سيصطدم بالاوهام , فمن الواضح ان السياسه الصهيونيه في مواجهة الثورات العربيه لا تعتمد الا من بعيد وفي اضيق نطاق حتي الان علي الاقل , علي دور فعال مباشر في تحركات الثوره المضاده.
فهي تعتمد علي دور الانظمه ودور الناتو والبنتاجون , وبالطبع تقدم المساعده للجميع مثلما حدث في غزو ال سعود لليمن , ولكن دون هذا التورط المباشر المكشوف.
وبالاضافه الي هذه الحقيقه الواقعيه التي تحتاج معالجة دوافعها وحدودها الي ورقه خاصه , فان التنازلات التي سيقدمها الجنرال الي الصهاينه والتي ستعمل علي تخيف اعباء المقاومه الفلسطينيه من علي عاتق الكيان الصهيوني في غزه علي الاقل, كما ستعمل علي اخضاع البحر الاحمر ومضيق باب المندب تماما للنفوذ الصهيوني , كما ستوفر حتي للراسماليه العالميه امكانيه الدفع السريع للدماء في القناه الصهيونيه البديله بين المتوسط والاحمر ان فرضت الثوره ومواجهتها اغلاق طويل المدي لقناة السويس التي يمر منها قرابة 10 % من التجاره العالميه الخ كل ما لن يكون دافعا ابدا للصهاينه للاشتباك المباشرالمستنزف مع ثورات بل علي العكس ستوفر مقومات توقيه اكثر فاكثر , الا في حدود المساعده المموه للثوره المضاده المصريه في مواجهتها للثوره التي يهم الصهاينه القضاء عليها من كل بد وفي كل الاحوال ومهما بلغت التكاليف خصوصا في مصر باعتبارها الثوره الشعبيه الكبيره المؤثره.
كل ما سيقدمه الجنرال في سلامه الدافئ المستهدف لن يعود عليه ببصله , حتي اذا وصل الامر الي تفكير جدي لدي الراسماليه العالميه وقيادتها الامريكيه في التخلص من الجنرال لاسباب تتعلق بتحسين وضع الثوره المضاده , ففي حالة حصول الصهاينه علي ما يستطيع الجنرال تقديمه اليهم فانهم سيكونون اقرب للحياد تجاه استمراره من عدمه وسيضعون في هذه الحاله فقط ما تضعه القياده الامريكيه في الاعتبار دون سواه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -