الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملف التقييمي الخاص بالحوارالمتمدن

ابراهيم محمود

2005 / 12 / 9
الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن


ملاحظة، بداية، الأجوبة متسلسلة بحسب ورود أسئلة الحوار المتمدن، التي لم أذكرها، باعتبارها مقروءة في ملف الحوار:
1- مما شك فيه، أن المنبر الالكتروني للحوار المتمدن شهد نفوذاً واسعاً في الأوساط الثقافية ممن يتناولون قضايا راهنة، أنى كان موضوعها وطبيعة العمل فيها وتاريخها. وعندما أقول : الأوساط الثقافية، فأعني بذلك ذلك التنوع في الانتماءات السياسية والمعتقدية ووجهات النظر الشخصية والقومية كذلك، حيث اللغة تشكل الأرضية الرحبة للتحاور، ولعل في ذلك استقطاباً مرئياً لمن يتابع تنوع الأسماء والموضوعات، وكذلك المدى الواسع بالمقابل لمنبر الحوار المتمدن، بمجالاته المختلفة: الثقافية السياسية والحزبية والنقابية والفكرية والفلسفية والتاريخية والأدبية المتعددة المشارب والمضارب، وما يتعلق بحقوق الأفراد والعلاقة بين الرجل والمرأة وحالات الفصل والوصل بينهما، سواء على صعيد مفهوم( الجندر) أو
( الجنسانية)، أوالمشترك فيهما، وتلك القضايا اللصيقة بالذات، مما يثير الذات الأخرى ابداعياً وفكرياً... الخ.
يتضح ذلك من خلال وجود جهات عديدة، هي مراكز ذات توجهات حداثية، أعني أنها تتوخي الانتماء المديني( على الأقل كتعريف بهوياتها المفصلية بداية)، وما في ذلك من وجود أو إمكانية وضرورة توافر كادر معني بكل ذلك.
في صلب عملية التنوع الكتابي، يمكن ملاحظة الهوية الرئيسة للمنبر المذكور
( علمانيته)، وما في المفهوم أحياناً من إشكالية، من جهة الحدود وتشابكات المعاني وردود الأفعال( هل من تعريف دقيق للعلمانية، لتكون بالطريقة التي قُدمت بها، هل من اتفاق – ولو- أوّلي عليها، لتندرج الموضوعات المختلفة في حيّزها الواسع؟)، ولكن العنوان، كما يبدو، يظل البوابة الكبرى التي تمرر موضوعات شتى، تلك التي تخدم تطلعاتها، أو تتجاوب مع سياساتها الثقافية العامة، منحيّة الموضوعات الأخرى: الأصولية الطابع( الدينية المتشددة خصوصاً) جانباً، وما في ذلك أحياناً من إلغاء رمزياً للجاري تنحيته، مهما كان الموقف منه، كون المطروح هو في الأساس حواراً مع الذات والآخر في تعددية انتماءاته الدينية أو المذهبية أو الفكرية، وفي الوقت نفسه مساءلة ذاتية للعنوان كمفهوم، وما يُنسب إليه أو يثيره من دلالات، ويتجلى ذلك حتى في التعامل مع موضوعات لا تكون مقبولة، إذا شُعر بأنها تصطدم مع ما يسمى بـ( قواعد) النشر في المنبر، بخصوص موضوعات ذات صلة بالقومية في إطارها الهوياتي: الكردي هنا نموذجاً، وكأن ذلك ينبه إلى وجود سقف لا يجوز النظر خارجه، ويذكّر هذا بأصولية من نوع آخر، غير مسمى، ولكنه ملموس.
وتلك ممارسة لنوع من الفكر المقاوم في حيّز معرفي محدد، ومحاولة توطين وتوطيد معاً لذلك الفكر الذي يتجاوب والبعد الدعوي كذلك لمفهوم العلمانية بالذات، وما يترتب على المثار من حالات بلبلة في المثاقفة والتثاقف داخل الشخص الواحد، كما في السؤال المركَّب هذا( هل المعني بالعلمانية هو علماني حقاً، وكيف هو فهمه للعلمانية، ومن أين استقى ذلك الوعي بما هو علماني كامتياز؟ هل هو بعيد عن كل توجه ديني؟ ما علاقته بالأصولية بصفتها أكثر من كونها علامة فارقة للمنهمّ بما هو ديني؟ أليست الأصولية قائمة، لا بل ومتجذرة في كل الثقافات والمعارف، ولدي كل الأطياف المجتمعية، مع تنوع واختلاف وتفاوت في المفهوم؟).
وفي كل حال، يظهر، وكما هو ملحوظ في الموضوعات المثارة في منبر ( الحوار المتمدن)، أن ثمة عطشاً معرفياً، يعرّف بحالة السجالية قبل كل شيء، لمجمل الذين يكتبون فيه، باعتبارهم منخرطين في أحزاب وتيارات وتنظيمات سياسية وحزبية وعيرها، ويتلمسون فيه امتداداً لأنشطتهم الفكرية والمعتقدية في مجتمعاتهم، وتعريفاً بذواتهم من على أبعاد جغرافية ومحلية متعددة القامات، وتتوخي( الحالة السجالية تلك) ذلك الفعل المنشود، وهو كيفية إيصال صوت المتكلم وفق خطاب معين، والجانب المنبري فيه بالذات، دون إلغاء فاعلية التجاذب، والاغتناء المتبادل، وبالسرعة الملحوظة، في مناخات قارية متنوعة، وبسرعة معلومة، وهذا يعني أن المنبر المذكور، في الغالب حقق الكثير من شرط الحوار( اسمه) وجمالية السجالية، رغم كامل التحفظ على سوء استخدام المفهوم خارج ما هو تاريخي دقيق فيه.

2- لا يمكن تجاهل/ إنكار تأثير الحوار المتمدن، في فتح المجال أمام حوارات ومناقشات، والتركيز على موضوعات، هي في صلب أو صميم الحياة اليومية لملايين البشر في المنطقة، خصوصاً عبر مفهوم التثاقف، ولو أن العملية هذه، توزعت على خطوط تماس، وتخندقت من خلال أسماء دون أخرى، وبدا الحوار المتمدن هذا، أقرب إلى التنظير، والسجال القولي، وكذلك السرد التاريخي لوقائع معينة، وكأن هناك محاضرأنشطة حزبية، أو بدا الكاتب في هيئة الرفيق الحزبي الذي يتحدث داخل حلقة حزبية، وإذا كنت أكتب هكذا، دون ذكر أمثلة، فلأن الأمثلة كثيرة من جهة، ولا أريد أن يتحدد مثال وكأنه الأهم من سواه، وأعني بما تقدم حتى الآن، أن التأثير كان مزدوجاً في بعض الحالات، وأشبه بردود على أشخاص أو مواقف أو حتى أحزاب معروفة برموزها، وإن لم تُسم، بنوع من الانتقام الرمزي، فهو ساهم من جهة في تأصيل نوع من التبشيرية الالكترونية الظاهرة، لدعوات وحتى أشخاص، استأثرت بالكلام، إزاء فراغ أو نوع أو بسبب أشكال من الإقصاء السياسي، وحتى حالة الخصاء النفسي السلطوي لكثيرين: سياسيين وكتاباً ينتمون إلى اتجاهات يسارية، أوهم أنفسهم يحملون قناعات من النوع المذكور، وخصوصاً وسط التناثر والتباعد والتشتت للذين يكتبون وهم يقيمون في أماكن متباعدة عن بعضها بعضاً، وتجلى منبر الحوار المتمدن قاعة تعج بالمعنيين بأمور ثقافية مختلفة، وبأصوات شتى، وبنوع من التشويق والترقب أو الانتظار من الذين واظبوا على الكتابة والنشر فيه، مما أوجد حافزاً ملموساً وحتى مثمراً في حالات أخرى، وفي مختلف القضايا، من جهة ثانية.
3- مما لا شك فيه، أن الاستمرار في طرح قضايا خلافية، ومن جهة الحوار المتمدن، وما يعنيه الاسم مباشرة من بؤرة تعارضية محسوسة مع الواقع المعاش الموجه سلطوياً عربياً، وتحديداً من قبل كليانيات صارخة مدعَّمة سلطوياً: اجتماعياً وتربوياً وفكرياً وحتى أدبياً... الخ، كان يعني مباشرة نوعاً من إعلان حالة حرب على الشمولية في الممارسة الحكمية الطاغية، ودعوة إلى التشارك في الكلام، بصفته اعترافاً باختلاف الأفراد ونفياً لأحادية السلطة العربية برموزها، ورفع حجاب عن المكبوت الثقافي التاريخي السياسي الديني الجنسي...الخ، ليكون كل ذلك بمثابة الاحتجاج بالتالي على وجود الحكومات التي تمثَّل من قبل الأنظمة المميزة بعنفها، رغم تنوع الصيغ الإجرائية في إدارة الحكم، فالشارع يوحد الجميع في ثكنة العسكر ومرتع القطيع المسوَّر، ويعني ذلك، أن الحديث لم يعد متعلقاً فيما إذا كان أو حصل تجاوز للخطوط الحمر، فالأنظمة القائمة في عامتها، تشكل خطوطاً حمر للتاريخ والمجتمع والثقافة القائمة على الاختلاف التنويري، كون ما تقدم ذكره، يُعتبر عوائد أنظمة، وعلى هذا الأساس يكون كل تنويه بحقوق العامة والدفاع عنها، تشهيراً مباشراً بتعسفية النظام العربي التسلطي، رغم التحولات الجمة في إهاب العولمة، وصور الشفافية وأنظمة الثقافة التكنترونية العابرة للحدود والمؤسسة الأمنية وغيرها، حيث وجدت الأنظمة العربية نفسها كتلاً جليدية عائمة على سطح مياه التاريخ العائمة، وهي بدلاً من تلمُّس مستجدات الواقع، لا تزال تعتبر السائل من الماء انحلالاً فيزيائياً، وتناقصاً في مفهوم الطاقة كونياً، لا بد من تدارك خطورته، معزية الحقيقة المناخية السليمة إلى طوافاتها تلك، غير عابئة بما يجري حولها.
4- يمكن التركيز على الحوار المتمدن عبر ملفاته المتتابعة من جهتين، أولاً، إن فكرة الملفات تعطي انطباعاً نفسياً، لا يخلو من تصور جنائي للمسألة، حيث على المشارك أن تكون لديه أدلته البحثية، وحججه في الدخول إلى حيّز الملف المعد للمساهمة في فصوله أو قائمة موضوعاته، وما في ذلك من شعور بالمحدد مسبقاً والمؤثر على التفكير، وتقليصاً للفسحة الحوارية، وثانياً، يمكن اعتبار الملف كمفهوم، باعثاً على خلق نوع من أخلاقية التثاقف المشتركة، والشعور الجمعي بمعنى ما، ومن جهات عدة، ليشكل الملف عائلة ضخمة يتحدث أفرادها بلغات وفكريات شتى، ولكن الهم واحد، وهذا من شأنه توليد شعور بحميمية منشودة، تتجاوز حدود الأوطان والذوات معاً، ولعل ذلك أيضاً يضفي على الملف طابعاً من المؤتمرية والمشاركة في أعمالها، كلٌّ على طريقته واسلوبه، دون دعوات مسبقة ، اسمية، وللقارىء كامل الحرية النسبية بالتأكيد، في أن يتابع صوت هذا أو ذاك، وما يترتب على ذلك من تحاور ضمني ثر، وربما صريح لاحقاً، كما هو ملموس في الكثير من المحاورات, أو الملفات المنشورة.
5- يشعر القارىء، وكما أرى، أن هناك ضغطاً على منبر الحوار المتمدن، من خلال العناوين المتتابعة مباشرة، وأعتقد أن التحكم بتوزيع المواد وترتيبها خلاف الموجود، يكونان مثمرين أكثر. كأن تُخصص أبواب مسماة، لموضوعات فلسفية، وأخرى فنية، وسواها لسياسية، وأخرى تكون عامة، مع تركيز على جانب مهم، كما أرى بالمقابل، وهو ضرورة عدم إظهار الموضوعات المتعلقة بقضايا سياسية ، وبشكل ثابت، في البداية، إن ذلك يظهر لكم نحن مأخوذون بالسياسة العُقدية، وضحايا لها كذلك، وفي الآن عينه، نمارس تفريقاً تراتبياً( وعنصرياً) في الوقت نفسه، بين موضوع وآخر، ليكون السياسي صاحب الكلمة الأولى. لم لا تدرج أحياناً الموضوعات ذات الشأن الثقافي بداية، أو الفلسفية، أو الأدبية، وبشكل دوري، حتى لا تكون هناك آلية عمل جامدة في التعامل مع الموضوعات المنشورة، عدا عن ذلك، أرى أن معظم الأسماء المعروفة، بصيغة ما، تأتي موادها أولاً، بعض النظر عن المحتوى والمستوى المعرفيين، لكأن الاسم هو الذي يقرر مصير المادة لا العكس
( وفق محسوبيات مقررة، أو معتمدة بصورة ما، وإن لم يُلاحظ ذلك بدقة مباشرةً)، حيث لا مانع إطلاقاً من إظهار مواد لها أهميتها كأفكار مطروحة، تستحق اهتماماً، ويكون ادراجها أولاً نوعاً من التقدير لها، وفي الوقت نفسه، لفت نظر الأقدم والجديد إلى جانبه في الكتابة، إلى الاعتناء بما يُقدم، لعل في ذلك حافزا ًأكثر على التفكير الأجدد.
6- من الطبيعي أن يكون هناك تنوع، وتطعيم وتنويع في الأسماء الجديدة، ليشعر كل كاتب أن رفداً مثيراً بجدته يتم للكتابة، ومؤثراً في رائحته وسعة أفقه، وفي الحالة هذه، يكون لحضور الأصوات الجديدة ذلك التعزيز للأصوات التي مضى عليها زمن، عرفت فيه بطريقة تناولها لموضوعات مختلفة، يكون للأصوات الجديدة كذلك، ما يشبه صوت الجرس النابه لها، وخصوصاً حين توضع مادة ما في البداية، حيث يعرف حتى الآن ، أن المواد المقدمة أولاً تكون المقروءة أكثر، أو يتشكل انطباع ليس صحيحاً طبعاً من جهة الجدة الموسومة تلك، ولكنه معتمد هنا وهناك، حتى لدى القيمين على عملية النشر، يعترف بأهميتها أكثر من التي تليها، وما في ذلك من غبن يُلحق بالآخرين، ولا بأس من إيلاء الأصوات الجديدة، وخصوصاً في عالم اليوم، اهتماماً مكثفاً، وتقديماً لها، عندما تكون مستحقة لذلك، أو يكون بعض التنويه إليها، أما شعور الأقدم بأن ثمة مزاحمة أو منافسة، ففي هذا، لفت نظر غير صحي إلى سلطة الأنا المتمركزة، وتقليص فارط لمساحة الحوار، ورفع التمدن عنه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا