الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنوات الحرية والحوار والتنوع تجربة شخصية

فاروق سلوم

2005 / 12 / 9
الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن


أعترف انني اكتشفت سذاجتي
كما اكتشفت حدود معرفتي بألآخر
مثلما اكتشفت عدوانيته ..وربما ظلاله
كما تعلمت معارف جديدة ورؤى وأكتسبت طاقة متنوعة هي غير طاقة الشاعر الحالم بعالم طيب متسامح ..من خلال علاقتي بالحور المتمدن..
فلقد ابتدأت الكتابة في الموقع بعد اشهر من السقوط و الأحتلال حين اصبح ممكنا الأتصال بالهاتف بالكاد ..وكنت محملا بسذاجة الحنين نحو المعارف والأصدقاء الذين غادروا البلاد في هجرات ..ومنافي .. وهروب قسري .. فردي وجماعي تحت ظل الدكتاتورية فيما كنا نعتقد اننا نمسك في الداخل بماتبقى وتلك سذاجة اخرى .. اصدقاء تعاونا على تسفيرهم من خلال زجهم بألأيفادات الرسمية
وأصدقاء الحقنا بهم عوائلم ..واصدقاء اغلقنا ملفاتهم الوظيفية او حفظناها بعيدا عن تدقيق قوى الأمن والملاحقة.. واصدقاء دفعنا عنهم الملاحقة وعن اهليهم اذ كنا نؤمن ان مهمتنا هي الحفاظ على ماتبقى لنا وللآخرين .. فأبتدأت اكتب باكرا بعد الأحتلال .. في وقت لم يكن ينشر فيه من الداخل في المواقع العراقية الا القليلون لأسباب عديدة معروفة !! وكنت اهدف حقا الى تكريس بداية لحوار ممكن ..وعودة اتحاد.. وتصالح وفهم مشترك في حدود الكتاب والشعراء والرسامين والمعماريين وغيرهم ..وكان ذلك احد اوهامي كما تبين لي فيما بعد ..
فكتبت مقالات مبكرة كان ابرزها واكثرها تأكيدا لحقيقة المقدمة التي ذكرتها في الأسطر الأولى ..مقالة عنوانها باللغة الأنكليزية هو:
Re union
وقد نشره الموقع بلأحرف اللاتينية ناقصا حرف ( يو ) فظهر عنوان المقال وما يزال في الموقع الجانبي المخصص لي في الحوار المتمدن ناقصا حرفا غير معناه هو :
Re nion
وقد شوه المعنى بل ان الكثير ممن رد علي لم يفهم المعنى المراد من المقال اذ كنت اقصد تلك الحفلات واللقاءات التي يعقدها اصدقاء اوزملاء دراسة افترقوا او ابعدتهم ظروف الحياة ..لكي يجددوا صداقتهم ومحبتهم وهذا مايحصل في اوربا والعالم بشكل عام ..وقد آن الأوان لنا لنعقد تلك اللقاءات لنجدد الود ونجتاز المحنة المشتركة ..وكانت تلك صورة من صورة رومانسيتي وسذاجتي كما تبين لي فيما بعد.. ويبدوا ان من ردوا علي ليس لديهم رغبة عودة الأتحاد في حمأة التغيير وأوهامه ..وفي حمأة الأغتيالات والثأر والمد الطائفي وتغير الوجوه والأقتنعة في ذلك الوقت ..وقد تسببت تلك الردود بصدمة حقيقية لي لكن لحسن الحظ كان مردودها ايجابيا علي اكثر منها سلبيا فيما بعد ..اذكر هنا مقالة السيد فرات المحسن وفيها حوارات ساخنة وأسئلة ..وتهم ..واسماء وصفات وأنفعالات كنت اشعر انني في غرفة تعذيب امام محقق محترف ..لذلك رددت عليه في اليوم التالي .. بتبسيط الأمر محاولا تحييد انفعالات الكاتب وتهمهه وغضبه الواضح ..محاولا ان ينطوي ردي على ايحاءات شخصية تعيدنا معا الى الأدب والثقافة والمجتمع والأنتماء العائلي لكلينا ..لكن الكاتب كان محملا بهمه السياسي وكنت اول اهداف انفعاله ..و كتبت يومها للسيد رزكار عقراوي المشرف على الموقع انني سأنسحب شاكرا عنايته ..لكنه ربت على كتفي برسالة ودودة حفزتني على التواصل لأن الظرف يتطلب هذا النمط من الحوارات الصعبة والفهم المغاير بغية الوصول الى الحقائق خارج الأنفعالات ..والعواطف الذاتية وتلك مزية الحوار المتمدن في نقل الذاتي الى هم عام ينطوى على الحقائق الكبرى..كما اذكر مقالة اخرى كتبها السيد السبيد محسن سابط الجيلاوي حول نفس الموضوع لم اميز فيها مادتي التي كتبتها في مقالتي عودة الأتحاد .. من مادته التي كتبها ..فقد نثر حروفي وأسطري دون اقواس ودون الأشارة الى الأقتباس حتى كانت مقالة السيد الجيلاوي وكأنها هي مقالتي وقد نثرتها وسط تعليقات سياسية وادانات مختلفة لتكون ضدي فوجدت ان لاأرد لكي يحتفظ كل منا بطريقته في رؤية الأشياء.. وماتزال المقالتان منشورتان في الحوار المتمدن ومواقع اخرى..وقد منحتني تلك التجربة طاقة ان اواصل الكتابة يوميا في الحوار المتمدن
ليس الا للأستمرار في الجهد من اجل المزيد من المعرفة والحوار والتنوع..معتمدا انا ومن يشاركني الرأي في الداخل على فكرة ان مايدور على الأرض داخل البلاد هو غير مايراه الأخوة في الهجرات والمنافي ..أو انهم يرون اليه بأنفعال اعلى شحنة مما نرى نحن تحت وطأة الظروف الصعبة كل يوم..
كان الحوار المتمدن نافذة حميمة لتقول لنا حكمة المعرفة والحياة في ظل متغيرات التاريخ ..لتربت على اكتافنا لننسى ونتصالح ونغفر..ضد العدوانية والقسوة والكراهية..
وقد مرت الأيام لتثبت لي ان الحوار والتواصل والفهم المتبادل هي البديل الحي في وجه حوار الدم ..والتكفير ..والتفخيخ ..وفي وجه الدعوات الضالة والتقسيم والطائفية والقتل والتصفيات كما انه البديل الحقيقي للبناء وتجاوز الجراح والأسى ..
لقد اوصلنا الحوار المتمدن بأصدقاء انقطعت بيننا الصلة منذ عقود ..ودلنا الموقع على عناوين واسماء كان من المستحيل ان نعرف انها على قيد الحياة كما سهل الحوار المتمدن للكثير من الأصدقاء العائدين والمهاجرين لعودة الأتحاد والتواصل والأتصال ..وستأتي الأيام ليشير الكثبيرون الى ذلك بألأسماء والصفات ..والأسرار ايضا !!
ونشر الحوار المتمدن قضايا ساخنة وفريدة في الفكر والدين والسياسة ..اوصلت بعض الحكومات الى اتخاذ قرار اغلاق الموقع في دولها ..ويواصل الموقع نشر الأبداع الثقافي الحداثي ومابعده في الأدب والفنون والموسيقى والعمارة وهو مالانجده الا عند ندرة من المواقع الأخرى
وارى ان الحوار المتمدن قد منحني شخصيا خبرة ورؤى وقوة ..كما منحنا جميعا سنوات من الحوار ..والحرية والتنوع دون سوء فهم او عداء..ومن هنا تكون للموقع تجربته الطليعية في التنوير وتكريس أدبيات التحضر..وتقاليد الحوار .
ــــــــــــــــــــــــــ بغداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهمت تركيا في العثور على مروحية الرئيس الإيراني المحطمة


.. كأس الاتحاد الأفريقي: نادي الزمالك يحرز لقبه الثاني على حساب




.. مانشستر سيتي يتوج بطلا لإنكلترا ويدخل التاريخ بإحرازه اللقب


.. دول شاركت في البحث عن حطام مروحية الرئيس الإيراني.. من هي؟




.. ما المرتقب خلال الساعات المقبلة حول حادثة تحطم طائرة الرئيس