الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أربعة شمعات نشعلها اليوم للحوار.. قائلين معاً كل عام وأنت بألف ألف خير ياحوارنا خاص بالملف

فلورنس غزلان

2005 / 12 / 9
الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن


طلت بهية.. وبهية هي الحوار المتمدن، بحلته الزاهية التي أبدأ بها صباحاتي وأفتتح بها نهاراتي
عندما استيقظ الحوار من وعكته، والتي اعتقد الحاسدون والمخربون أنها ستكون القاضية! وحاولوا اغتيال البسمة والاشراق في حياتنا التي جعلوها ظلاما وناصروا فيها الظلم والبغي..لكن الحوار وكعادته ، رد كيدهم الى نحورهم، ونهض واقفا بل أكثر ألقاً ونضارة.
لم تصدق عيناي، بل أقسم أن دمعة حرى سقطت لتخرج معها صيحتي: ... رائع هاهو الحوار يعود الينا ...عاد لاشراقته ...
لا أدري هل كل الحواريين مثلي؟ بيني وبينك ياحواري صورة من صور العشق، والارتباط الروحي الحقيقي، يصعب معه أن أجد تفسيرا لحالتي، فلم يسبق لي أن ارتبطت بأي صحيفة ...عربية كانت أم أجنبية وأقصد هنا " الصحف الورقية " رغم تفضيلي ربما واحدة على الأخرى... لكن فعلا ليست هناك واحدة استطاعت أن تحتل كل هذا الحيز الهام من حياتي اليومية!! وأن تشدني بكل هذا الاهتمام ، وجعلت بيني وبين كتابها هذه الصلة الودودة، رغم التوافق أو الاختلاف في وجهات النظر
لكنكم تجدوني دوما أجهد لأقرأ معظمكم ...وأحس أن هذا من واجباتي المعتادة، عدا عن مساهمة الحوار ببناء صداقات وعلاقات طيبة بين الكتاب، وكلها تصب في خدمة الفكر وتبادل وجهات النظر المطروحة والمتعلقة بالأحداث الساخنة في المنطقة، أو بنشر الوعي الثقافي والمتطور
لهذا أعتقد أن الحوار استطاع بهذه المدة الزمنية القصيرة، أن يمد الكثير من الجسور بين المفكرين والكتاب العرب، ويحرص على تواصلهم، كما زاد وكرس الايمان العميق بأهمية ومعنى الحوار الفكري القائم على أساس احترام الاختلاف بشكله المتحضر، وغاياته السامية...هذا أن أقصينا أيدي العبث والديكتاتوريات المستوطنة في أوطاننا والتي تسود فوق رؤوسنا، وتسعى جاهدة للهدم والتخريب واقصاء الانسان عن الثقافة، واغلاق كل أبواب الوعي والانفتاح على الآخر، ومحاولة عزل الانسان العربي وتطويعه ليبقى الرعية التي يراد لها أن تمارس طقوس الانصياع والطاعة، وأن تدب على الأرض راضية بما قسموه لها!!، وقابلة بالولاء والسجود لذوي النعمة من حكام القمع واغلاق أبواب الشمس، وأبواب الحرية بمزالج الحديد والنار وبالأصفاد ، خاصة أن الحوار أدى دوراً رائعا وهاماً وفعالاً في حربه الضروس دون هوادة ووقوفه الى جانب الحق والمدافعين عن حقوق الانسان في كل بقعة من بقاع الآرض العربية ومحيطها ...كاشفاً عورات الأنظمة القمعية ومسخراً كل أقلامه وامكانياته لفضح كل من يتواطأ مع الاستبداد والاضطهاد للشعوب مناضر معها من أجل حرية مواطنيها واطلاق سراح معتقليها لينعموا بحريتهم ويساهموا ببناء أوطانهم
بدساتير وقوانين تصون انسانيتهم ومساواتهم بغض النظر عن جنسهم أو طوائفهم وانتماءاتهم العشائرية أو القبلية أو الاثنية، وولاءاتهم للوطن فقط...
انطلاقا من ايمانه بوحدة الهدف والمصير التي سار عليها الحوار منذ أربعة أعوام ومازال...ففي كل بلد تجد له أحبابه وقراءه وكتابه الذين لايستبدلون به أي صحيفة أخرى مهما كان مردودها المادي...
وقف الحوار دوماً مع المناضلين، مع المنتديات المدنية ، مع منظمات حقوق الانسان .... ، ناصر الحوار كل المضطهدين ودافع عنهم باستمرارية لاتعرف الاحباط
مع العامل في معمله وخدمة لقضاياه، مع الفلاح في حقله ، مع النقابي في نضالاته اليومية من أجل تحسين ظروف حياته المعيشية واليومية ونيله حقوقه...وقف الحوار مع المرأة ، في مطالبتها ونضالها من أجل حقوقها المشروعة في المساواة بالعمل والحقوق المدنية في كافة الأقطار العربية ...نشر لكل صوت نسائي يستلهم وقفة دعم ومساندة ...لم يأل جهدا في الدفاع عن نضالات المرأة وفضح كل من يتآمر على عزلها عن الحياة العامة واختزال دورها وانسانيتها
هذا كله جعل من الحوار هدفا لدى كل المنظمات الظلامية واللاانسانية، لدى كل الديكتاتوريات العربية..
ان مواقف الحوار الجريئة هذه أريد لها أن تصاب بالاحباط ...وهذا ماخسره المراهنين والمعتدين لاعتقادهم أن باستطاعتهم اسكات هذا الصوت!!
انه اليوم يثبت لهؤلاء أنه جاءنا أكثر صلابة وتصميماً واستمرارية على نفس النهج والخط ، ولايحيد عنه فقد اختاره طريقا للحق والنور ...عرف منذ بدايته ، وعندما حورب أكثر من مرة ومورست عليه كل الضغوطات بمنعه في كثير من البلدان العربية وحرمان مريديه فيها من الاطلاع والمعرفة ..لكن مساعيهم فشلت
وكل محاولاتهم الخبيثة أحبطت، والتي تصطاد غالبا في المياه العكرة ، وتحاول التشويه والتعمية والتغطيه على الحقائق لتمرير سياساتها المفضوحة ، والتي دأب الحوار على ابرازها وفضحها... لهذا كانوا يقصدون التخريب ويمارسونه بكل ما أوتوا من مقدرة مادية وعلمية يستغلونها للتخريب واخراس الحوار...
ان الحوار بوصوله الى قلوب قراءه ودخوله بيوتهم كفرد منها ، بل فرد عزيز ومفضل، ومدلل فيها ...هذا ان دل على شيء ، فانما يدل على قدرة الحوار على اختراق كل الحواجز والتغلب على كل العثرات ......فوجود الحوار وبروزه الظاهر كان بمثابة الغيث للعطشى في صحراء المعرفة العربية ...صحراء جفاف الكلمة الصادقة ونضوبها...أو تخصيبها لتخدم البترودولار أو مصالح طبقات الحكام والديكتاتوريات......فكان الحوار هذه الطاقة الخلاقة المبدعة ، وهذا الضوء في عهود العتمة والظلامية...نورا وضوءا ساطعا لمن يعشقون الحرية وكلمتها...
ان الحوار بتضامنه مع قضايا المجتمع عامة ...وقضايا الأفراد المضطهدين ...نساء ورجالا ... ليسهموا معا في بناء بلدانهم ويواكبوا الحضارة الانسانية ويقارعوا الظلم أينما كان... ففي تبنيه لمشاريعهم وقضاياهم ...كانت له المبادرة الأولى والنادرة بين المواقع...
وقف الحوار على الدوام الى جانب قضايا اليسار والديمقراطية، كما ساهم في تقريب وجهات النظر الصائبة بين المفكرين من أبناء الوطن الواحد من أكراد وعرب وتركمان وآشوريين ...من كل الطوائف والأجناس ..مد الحوار يده وفتح نوافذه مشرعة ليقول كلا منهم كلمته دون خوف أو وجل ..ودون ان يجعل الحوار من نفسه رقيباً أو حسيباً على أحد...هذا النوع من الحريات والذي افتقر اليه الوطن وتفتقر اليه معظم الصحف الرسمية الناطقة بلسان حال أنظمتها...أعطى للحوار دورا كبيرا وهاما ...بل ونجده يطرح عليه اليوم مسؤولية كبرى... نتمنى أن تبقى مستمرة ، بدعمنا له وبقائنا معه ففيه وجدنا ضالتنا ، ومن خلاله نستطيع أن نعبر عن آرائنا بكل حرية... وذلك أيضا بتشجيعنا المستمر له ومساهماتنا في دعمه بكل الوسائل المتاحة ...ليبقى كما عهدناه وليستمر في عطاءاته وخطه الذي يجسد حلمنا...
نقف معك ياحوارنا بقلوبنا وعقولنا بكل دفء الأرض وحب المرء لأطفاله ...فبقدر ماأنت كبير بعيوننا لكنك صغير كطفل من أطفالنا واجبنا نحوه الرعاية والحب
أما بالنسبة للاطار الجمالي والاخراج الفني في الحوار ، فباعتقادي أنها أمور ليست من اختصاصي فلا أستطيع البت فيها، بل أترك لذوي الشأن والاختصاص أن يفيدونا بذوقهم ومعرفتهم...كونك بالنسبة لي تبقى جميلا، وجميلا جدا ...مايهمني هو هذه الروح الموجودة فيك ...هذا الألق الغريب ..هذا المحتوى المتنوع .... هذه اللياقة بهذا التنوع...هذه هي الألوان المفضلة عندي ...الشكل الخارجي ..يأتي ثانويا بالنسبة لي ولو أن العين لها دورها في رؤية الجمال أيضا ...ولهذا أترك لكم حرية الاختيار بالاخراج وكلي ثقة بذوقكم ، كما هي ثقتي بانتاجكم وصمودكم...
من كاتبة تعشق الحوار ...مخلصة له ...دوماً ...على المحبة والوفاء تلتقي به ...فلورنس غزلان ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علامات استفهام وأسئلة -مشروعة- حول تحطم مروحية الرئيس الإيرا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن نبأ مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي




.. دعم وقلق.. ردود فعل على حادث طائرة الرئيس الإيراني


.. ردود فعل دولية وعربية بشأن وفاة الرئيس الإيرانى إثر حادث تحط




.. الشعب الإيراني مستاءٌ.. كيف تبدو الانطباعات الشعبية بعد موت