الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن حر , فلماذا يحار ؟

احمد مصارع

2005 / 12 / 9
الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن


نسمع في كل يوم الإشهار في الفضائيات بجمل رنانة , وطنانة , من نوع ( نحن أقرب إليك مما تتصور ) , ولا ينقص الإمبريالي العربي سوى أن يقول قوله تعالى ( نحن أقرب إليك من حبل الوريد ..), ونحن لا نلمس إلا البعد بأكثر مما يتصور أغبانا في العالم العربي أو الإسلامي , أو حين تنتفخ أوداجه حتى تكاد تنفجر ليقول : نذهب بعيدا لتبقى قريبا, وفي المبالغة خرط أزرق , لأنه بقي قريبا من صداه .
أين القرب بل البعد الشاسع للمؤسسات المالية العملاقة الخليجية منها على وجه الخصوص , والعربية أو الإسلامية عموما , المهتمة قسرا بضرورة حوار الحضارات , والتي ستنصاع مرغمة لمجاراة الوضع الدولي الجديد , لإدخال إصلاحات جذرية , في عموم أشكال وجودها ألريعي ,الاستهلاكي السلبي , وحتى الطفيلي غالبا, لأن العالم المتعولم حاليا أصبح فضاءه كثيفا بحيث يصعب وجود فراغات قارية فيه , وقد انقضت مرحلة من هم على لائحة الانتظار , لمرور عشرات العقود , ولم يظهر بعد , ورغم الوقت الكافي أي شكل لائق بالحضور , الحضور الحضاري والعلمي والثقافي , الاجتماعي والسياسي , بدون أنسنة وبدون ديمقراطية , والعدالة لم تزل بعد من مستوى مفاهيم الجمعيات الخيرية , وعند حاجز عقلية الصدقات , لجماهير الفقراء والمساكين .
سخرية بالغة تحملها القمم الدولية التي تهزأ من التداعيات العربية , قمة معلومات في تونس , وقمة في دبي وأخرى في ابوظبي و وأخرى في الرباط وليس آخرا في جده .. والحبل على الغارب .
(القادة ) العرب , على أتم الاستعداد لدفع مليارات الدولارات , لتخفيف الضغط المسلط على حكوماتهم الفاشلة , لسبب تافه لا يحترمه احد في العالم المتحضر حقا , وهو : نحن في خدمة الوضع الدولي القوي حقا , لتكون المعادلة من نوع خدم وأسياد , وفقط خدم وأسياد , لينتزع الخادم وضع السيد لنفسه أمام الشعوب المقهورة حقا ؟
السيد الحضاري حقا , هو خادم شعبه أولا , ولم يعد لائقا اعتبار الشعوب مجرد قطعان سارحة في البرية , ويتم اصطيادها بشكل عشوائي , فقد تنقرض أو تتوحش , فالمطلوب تربيتها وتسمينها , فلننظر كيف تتربى الأبقار , وكيف تنمى المزارع , فلم تعد الرعاية السياسية المتوحشة في العالم العربي أو الإسلامي تنتج غير الضواري المتوحشة , وبصراحة : الإرهاب .
إن أقسى الأوضاع وأدنى الحالات التي يشهدها الانحطاط الفكري والثقافة العربية يتمثل في انعدامها شبه التام , فلكل شيء بورصة حقيقية , بيضاء كانت أو سوداء , إلا الثقافة العربية ؟!.
للشاعر زجاجة خمر رديء , وللكاتب جائزة معنوية أو شهادة تقديرية , حتى تخرج روحه , وكل المجد للمغني والراقص والممثل , والمندوب السامي الاستعماري الوطني و والورثة من كل صنف ولون ومن يدور في فلك السلطان المادي والمعنوي .
الإمام الغزالي الأصلي وليس التقليد , أبو حامد قال : غزلت لهم غزلا رقيقا فلم أجد , لغزلي نساجا , فكسرت مغزلي , والمغزى في أن لا حياة لمن تنادي على الأقل في الوقت الحاضر ؟
من سيرعى الثقافة العربية , من يحضرها , ومن سيمدنها ؟!.
أسئلة برسم الغيب ؟
أقترح أن نطلب من المستشارة الرائعة أنجيلا ميركل , أو من فينوس السوداء كاندي رايس , ولامانع أن نطلب من الزعيم البر زاني و من الرئيس الإيراني أحمد نجاد , ومن الرئيس التركي احمد نجدت النجدة لحماية الثقافة العربية من الانقراض , فهم اقرب إلينا مما نتصور .
والسؤال المركزي الأهم هل اليسار فيه نواة لعقلية الحوار ؟
أكاد أشك في نفسي لأني أشك فيك وأنت مني
الحوار المتمدن أقوى موقع إلكتروني أنترنيتي , يمكن لها أن تفتخر بكونها أول صحيفة يسارية علمانية تصدر كيومية مستقلة في العالم العربي - مع كل أسف - وما الحرب عليها والعوائق التي تواجهها وتقف لها بالمرصاد , سوى لنجاحها الأكيد , والناس في الثقافة العربية كما يقال أكيس من أن يحسدوا أحدا ..., حتى يروا عنده آثار إحسان , ولكن من يعترف من فضلكم , وهذا مالم يفعله اليساريون أنفسهم ؟
إنهم كالأنظمة العربية أو الإسلامية , الريعية أو الطفيلية إنسانيا ودوليا , مازالوا في عقدة الاعتراف بأنفسهم أولا , من قبل أن يحترمهم الآخرين , ويقبلوا بمجرد وجودهم , وتلك كارثة مضافة ؟!.
أسئلة الحوار المتمدن متواضعة للغاية ؟
ماذا تقول لمن ينقل عن غيره , وكل ما يهمه هو محو آثار من نقل عنه ؟
أين الأمانة العلمية ؟
الأزمة الأخلاقية عميقة للغاية , هل سيمكن لأصحاب النوايا الطيبة ردمها ؟
العالم بأسره بورصة لكل شيء إلا من بورصة الحوار الثقافي العلمي المتطور , إلا من جمل غيدا الحزين الثقافة العربية في وضع حرج , والغائب الأول هو صاحب المولد , الذي مات في خفية بالغة أو في العصفورية ؟
أو , أو ... , فللحوار المتمدن الحر أن يفعل ما يراه مناسبا .
لا يمكنني الرد على أسئلة الحوار المتمدن , فالرد عليها لن يكون في اقل من كتاب , ومن ستة فصول , وأكثر , ولكن لابد من البحث عن البورصات الممكنة , من نشر الملفات في كتب وبيعها , أو من نشر القصص والأشعار في كتب وبيعها , وحتى في الانخراط في اقتصاد السوق , وفهم آلياته , لكم الحق كل الحق , فنجاحكم باهر , على كل المستويات , فلو توسطتم بين الفقراء الأوفياء والأغنياء اللؤماء , فهذا يصعد , وذاك ينزل , لربما كان هناك خير عميم .
احمد مصارع
2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينية تشاهد قوات الاحتلال تهدم مساكن عائلتها بوادي الخليل


.. نازحة فلسطينية تتكفل بطفل فقد والديه في قصف إسرائيلي جنوب قط




.. من زورق لخفر السواحل الجيبوتي.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع ف


.. معاناة نساء غزة بسبب الحرب




.. منديل أول اتفاق لنادي برشلونة لضم ميسي في مزاد علني بأكثر من