الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة أبي قرقاص؛ القشة التي ستقصم ظهر السيسي .

عساسي عبدالحميد

2016 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


القشة التي قصمت ظهر البعير؛ هذه حكمة مأثورة قيلت عن تلك الناقة التي أثقلها أصحابها بحمولة و هي صابرة لا تقاوم و لا تحتج ؛فزادوها قشة واحدة كانت كافية بإسقاطها أرضا من شدة الألم؛ لأن ظهرها قد اعوج وقصم ؛ فبركت الناقة ولم يكمل أصحابها المسير بدابة تم إعطابها بحمولة فوق طاقتها؛ وكانت القشة هي السبب...

والحال هنا ينطبق على سيدة أبي قرقاص المسحولة التي قام مجموعة من المحسوبين على الإسلاميين بتجريدها من ملابسها بإحدى قرى محافظة المنيا بالصعيد؛ وتم تطويفها زفها عارية ؛ هذا الحادث أصبح حديث كل العالم وتناولته منابر إعلامية عديدة حتى في بلدان قصية لم تكن تهتم بالشأن المصري...
.
لكن الفرق بين الناقة الذي جاء ذكرها في الأثر و التي قصم ظهرها من شدة الحمولة وبين الرئيس السيسي هو أن الناقة تحملت عناد و طمع أصحابها؛ بينما السيسي متواطئ ويسكت عن حمولة الظلم الزائدة على الأقباط وهو من يمسك بلجام الناقة ليسلك بها بين الشعاب والفجاج ؛ هذه الحمولة ستسقط حتما على السيسي؛ لينتهي دوره قريبا اما هاربا ليستجير تحت أستار كعبة قريش كما فعل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بنعلي؛ أو مقتولا كما حدث مع الرئيس أنور السادات في حادثة المنصة سنة 1981 ...
.
في كل مرة عندما يتم الاعتداء على أقباط محافظات الصعيد؛ بخطف بناتهم و حرق بيوتهم ودكاكينهم وكنائسهم؛ أو عندما يتم رفض سيدة قبطية في منصب ناظرة مدرسة أو يتم اعطاء أصفارا مدورة للتلميذة القبطية مريم المتفوقة لتستعملها أذرع خبيثة متموقعة داخل أجهزة الدولة للتراشق بها فيما بينها؛ في كل اعتداء يكتم الأقباط غيظهم مكتفين برشم علامة الصليب على وجوههم وصدورهم حفاظا على اللحمة الوطنية؛ وعملا بمقولة المسيح لا تقاوم الشر بالشر ... أحبو أعدائكم وباركوا لاعنيكم؛ وفي كل اعتداء يتم اللجوء لمجالس الصلح العرفية المخزية بمباركة السلطة حيث يقوم الجانب المظلوم وهم الأقباط بتقديم تنازلات لصالح الجانب الآخر أي المسلمين ....
.
.
شوكة بلطجية مسلمي المنيا وسائر قرى ومدن الصعيد مرده للحصانة والدعم الذي يوفره لهم الأمن المصري المتدعوش المتستر على الارهابيين وهو الآن يتستر على من اعتدى على تلك السيدة بالسحل والضرب و تعريتها ؛ أمن المنيا يضم بين عناصره ضباطا من مختلف الرتب يعتنقون الفكر الوهابي؛ الذي نجحت السعودية وطيلة عقود على نشره والعمل على تغلغله بين مفاصل الدولة المصرية ؛ بما فيها الأمن والمؤسسة العسكرية و قطاعات سيادية حساسة كوزارة التعليم ومؤسسة الأزهر الداعشية...
.
.
انتشار الفكر الوهابي الذي عمل السعوديون على تمويله؛ ونشره نجم عنه بروز شرائح مليونية من المفلوجين فكريا و عقائديا أصبحوا عالة على التنمية وبناء دولة المؤسسات؛ واستطاعوا تشكيل كتلة ناخبة مؤثرة تحسب لها الدولة العميقة ألف حساب؛ لدى لا يجب إغضابها لأنها عصب حكم الدولة ودعامتها ..
.
.
ولارضاء هذه الشريحة المتوهبة و جبر خاطرها؛ يستعمل الدم القبطي في العديد من المناسبات؛ ككفارة تتوضأ بها الدولة العميقة ماسبيرو نموذجا ؛ ليكون هذا الدم طوق نجاة لحاكم مصر أمام أعين بلطجية بني وهاب المنتشين أمام توجع ودموع الأقباط لتطفئ فورة غضبهم وتشفي غليلهم بشرب الدم القبطي تقربا الى الله ...
.
.
حادث سيدة أبي قرقاص التي على ثيابها اقترعوا ؛ سيكون بمثابة بداية العد العكسي لنهاية الجنرال الاخواني السلفي الوهابي عب فتاح السيسي؛ التي تدنت شعبيته تحت الصفر و انقطع مديح وتأييد الاٌقباط له؛ خاصة أقباط المهجر المؤطرين داخل جمعيات واتحادات نشيطة اكتسبت خبرة في التحرك بفعالية وحرفية بين برلمانات ومؤسسات و فعاليات المجتمع المدني بالبلدان بأوروبا وأمريكا وكندا واستراليا ؛ وبدأت مؤشرات ماكينتها تدور حاليا وبوتيرة غير مسبوقة ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي طالما نعت أقباط مصر بنور العين ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب