الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديموقراطية ال 80 مقالاً كل يوم

حازم العظمة

2005 / 12 / 9
الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن


تبدء ُالقراءة َفي آخر ِالليلِ ، أو في صباح ممتلىءٍ بضبابٍ أبيضَ ،كهذا الصباح ، تعيدك القراءة إلى بيئةٍ بطريقة ما واقعية، أليست الواقعيةُ ما يطالبك به الجميع ، ربما يقال : ثمانون مقالاً كل يوم !! لا بد أن بعضها رديء ، كيف لك أن تقول شيئاً كهذا ، من الذي أعطاك صلاحية أن تصنف المقالات في مراتب أو أن تميزها ببطاقات ..، مثلاً: جيد ، مؤثر، سخيف ، جميل ...
جميل ، نعم جميل هذه هي الكلمة التي أبحث عنها ، كان يُقال لي أحياناً ، حين أتحدث أمام إختصاصيين في شيء ما(ثمة من يعتقدأنه"اختصاصي"في الشعر مثلاً ) ، كان يقال لي بمعنى ما : و من أين لك أن تبدو واثقاً إلى هذا الحد و كيف أنت متأكد هكذا .. عبارات من هذا النوع .. ،و عادة ما أجيب بأني لست متأكداً من أي شيء ، وأن هذا رأيي الآن ، و حسب . و أنني ربما أغير رأيي غداً أو ربما أغير رأيي الآن لو قلتم لي ما يجعلني أفعل ... أو أن العبارات قيلت بطريقة مواربة .. ، لم يقولوا .. لكن السؤال كان يتحفز في مكان ما وراء رؤوسهم ، و أنه لا بد سينفجر بعد قليل .. ، هل لا بد أن "تدرس " موليير ، مثلاً، حتى تعطي رأيك في مسرحية حضرتها لموليير .. ، العمل الفني أي عمل فني ألمْ يُكتب بالأساس للناس ... ، ما الذي يجعلكم تعتقدون أن آرائكم ، لأنكم إختصاصيون ، في المسرح لنفترض ، ستكون قيمتها أعلى من قيمة رأي أيَّ عابر ما و أحَبّ أن يذهب إلى المسرح .. إلى موليير لنفترض ، لن يحتاج إلى " آراء نقدية" سيقول ببساطة أن ما رآه جميل ، أو أن ما رآه سيترك في ذاكرته أثرأ قوياً ما ، ربما يقول ببساطة : لا يعجبني هذا ،ربما عاد ليراه مرة ثانية " لأنه جميل" أو لأنه في المرة الأولى لم يعجبه .. ،الآراء النقدية التي في صحيفة اليوم التالي ربما تفسد عليه رؤيته هو ، أو أن قراءة " النقاد" جعلته يرى ما لم يره هكذا رأساً من المرة الأولى .. ، كل هذا جميل و ممكن و لكن من أين للناس أن يشغلهم "موليير" ، أو أن تشغلهم درجات الأحمر ، ومنها الأحمر الساطع ،في لوحة لـلعراقي جبر علوان فيما هم مشغولون حتى الموت ، الموت الفعلي لا المجازي ، وهم يتدبرون صباح يوم آخر ، كي يعيشوا هم و أزواجهم و أطفالهم، أن يبقوا على قيد الحياة حسب ،مؤجلين الموت يوماً آخر ،في الفلوجة أو في بغداد أو في البصرة ، أو وهم يتدبرون قوت أطفالهم في القاهرة أو في أسيوط أو دمشق ، الناس دائماً كانوا ينتظرون الحياة فيما الذ ي يصلهم الموت ، عن عمد لا يرسلون لنا سوى الموت و المجاعات و كل مزابل الرأسمالية
، ثم وهم هكذا في الكوت أو في الرمادي أو في جنين و طولكرم لا يتوقفون عن "الحياة" و لا يتوقفون عن القراءة ، أو هكذا أتمنى .. ، ربما القصف في الشارع على مبعدة أمتار و لايتوقفون ، كأنّ أحدهم قد غفا و على و جهه مفتوحاً ، ما يزال ، " تحت جدارية فائق حسن " لشاعر العراق سعدي ، أو جدارية محمود درويش .. ، هذا و غيره ، و ما كان هناك في آخر رواق من حارة في دمشق كل هذا يجعلني أنحاز إلى الشرق ، أشياء كهذه ِتجعل الشعر ينحاز للغة العربية ، تجعل الأغاني تنحاز للكردي، الذي و هو يغني ، البُزُُُُق النحيل في يده كان يطير كما لو يترنح من النبيذ ..

80 مقالاً ومادة كل يوم ، في " الحوار المتمدن" ،تستطيع أن تجد ألوان الطيف كلها ، نصوص تتنوع بين خواطر شتّى رقيقة و جميلة ..، أو نمطية ومعادة و .. مكرورة ألف مرة .. ، أو .. رومانسيةً هافتةْ ... ، و غيرها الرشيقة و الناحلة .. و الساخرة .. و الساحرة ..، و بين مقالات سياسية بعضها مؤثرة و كاشفة ، و فاتحة .. تبدأ منها فتبتعد .. أو تقترب .. ، و بعضها الآخر "جدّيتها " رمادية صارمة بل و قاتمة ، تشبه إعلانات بطريركية أو نصوصاً " إكليركية" ، ما الذي جعل الخطاب اليساري قاتما ً إلى هذا الحد و "بطريركيا" ، وفاقداً للحياة ... ما الذي يجعله بعيداً هكذا عن الحياة ، مع أنهم ، أعني نفس الصنف من "اليساريين" المزعومين ،طوال الوقت يرددون حكماً بدورها مكرورة و "بطريركية" من مثل : " النظرية قاتمة يا صديقي فيما شجرة الحياة يانعة و خضراء " ... ، لا أعرف من الذي قال هذا ، ربما نيتشة ، و لكنني على كل حال لا يعجبني و لا أحبه ، القول المأثور هذا هو نفسه رمادي و "فلسفي " – بالمعنى السيء للكلمة – و بطريركي ربما أكثر من الذين يعنيهم به ..
، دائما " البطاركة " من شتى الأصناف يظنون أن لديهم "الحكمة" مما جعلني و منذ زمن بعيد أحذر من كلِّ "حكمة " ...
، و لكن أو ليس هذا الشرق الذي تنحاز إليه أليس هو نفسه من ألبس اليسار و الماركسية مسوح الكهنة و "الإكليركيين" ...
ثم هذا الشرق ذاته، تقول أنك تنحاز إليه ،حوّل الماركسية التي هي نظرية أبعد ما تكون عن "العقائد" و عن"الدوغمائية" حوّلها ،أو كاد، إلى نصوص جامدة : قال فلان و قال علان .. و كأنها الحكمة الأزلية ...
ثمة أيضاً : الصور "الطوطمية" ...، كان آخر ما يمكن أن يفكر به ماركس : أن يتحول إلى صورة طوطمية في شعارات حزب ما ضيق الأفق... و متعصّب !!

، ثمة ماهو هام في نمط "الحوار المتمدن " التعددي و الديناميكي هذا ، أعني أن " الحوار المتمدن" بصرف النظر عن آراء أصحابها ، و التي لا أعرف عنها أكثر مما أراه في أعداد الصحيفة ،تنشر كل شيء على أن يكون في سويّة كتابية جيدة ( حتى الصور الطوطمية تنشرها )
و دائماً يدهشني نشر مقال ما عن : الرعاية الصحية للدواجن .. مثلاً .. ، و كل هذا ضمن الشروط الواسعة لإعلانها عن نفسها كـ " صحيفة يسارية ديموقراطية و علمانية ..."

" كنت أعود في آخر الليل ، و السُهب كان يمتلىء بضبابٍ أبيض َ، ببطىءٍ منذ الصباح كان يتمدد ..ثم يتبدد ..، بعد قليل تبدء ُالقراءة َ، ربما تكتب شيئا ً ،تعيدك القراءة ُإلى بيئةٍ، شيئاً ما واقعية ...، أليست الواقعية ما يطالبك به الجميع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا تقر قانونا يسمح لسجنائها بالقتال في صفوف قواتها الم


.. دول الاتحاد الأوروبي تتفق على استخدام أرباح أصول روسيا المجم




.. باريس سان جيرمان.. 3 أسباب أدت للفشل الأوروبي منها كيليان مب


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقاشات في إسرائيل بشأن بدائل إدارة مع




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: المهمة لم تكتمل في الشمال والصيف ربم