الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول تأسيس الجبهة العربية التقدمية

محمد محسن عامر

2016 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ما يحدث في العالم العربي منذ افتتاح حفلة الجنون في المشرق مع اندلاع الانتفاضة السورية وضع في حسبان الفاعليين السياسيين العرب شدة ترابط و تأثير المعطى الخارجي في المحيط الإقليمي العربي سريع التغير على الداخل الوطني سياسيا .مشروع تمرير الربيع العربي إخوانيا بسلاسة كما حدث في تونس و مصر قابله جدار صد قادم من موسكو و أصفهان مرورا بلبنان حتى دمشق أثبت أن أحادية السيطرة الأمريكية عن منطقة المشرق قد ولت بدون رجعة و دخل الجميع صيف المساومات التي يحدد من خلالها الفاعلون الدوليون الكبار مصير سوريا و مستقبلها السياسي . هذا التحول في ميزان القوى داخل ساحات الحرب السورية مع موقف السعودية الممانع للانتفاضات العربية في مواجهة نظام قديم مازال محافظا على تماسكه الداخلي أودى بالإخوان في مصر و جعلهم في تونس يقبلون بخيار تقاسم السلطة مع النظام الذي انتفض الشعب ضده منذ برهة من سنوات .
العبرة السياسية التي استوعبها الجميع يمينا و يسارا هي الآتية :حساب موازين القوى بين الفاعلين السياسيين يجب أن يضع في الحسبان بأكثر انتباه المتغيرات الإستراتيجية في العالم العربي من شرقه حتى غربه . هذا ما فهمه إخوان تونس عبر اختيار النظام القديم حليفا و شريكا في الحكم و ادارة الظهر و لو تكتيكيا للماضي العنيف و تتبرّأ من كونها امتداد تونسيا للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين .
أثبتت الانتفاضات العربية أن اليسار و القوى العلمانية ذات التوجه الاجتماعي خارج إطار حسابات موازين القوى في العالم العربي. إذا فشلت لسببين في طرح نفسها بديلا جماهيرية قادر على حشد ثقة المواطنين نحو مشاريعها. أولها تاريخ القمع السلطوي للأنظمة التي حكمت الذي خلق حالة تصحر سياسي و ثقافي استفادت منه الحركات الدينية و غربة رؤاها و تصوراتها عن المشاغل العربية الحقيقة.
داخل هذا الجو الذي تعاني منه القوى المدنية و العلمانية و اليسارية من تمزق و ضعف و عجز في الحركة تقدمت مبادرة ضمت عددا من الأحزاب اليسارية و القومية في كل العالم العربي من أجل تأسيس جبهة أعلن عن ميلادها في 15 ماي في بيروت تحت اسم "الجبهة العربية" أسندت مهمة الناطق الرسمي باسمها إلى زعيم حركة الشعب اللبنانية نجاح وكيم و مكتب تنفيذي يحوي ممثلا عن كل حزب سياسي و مشاركة تونسية عبر حزب التيار الشعبي و أمينه العام زهير حمدي من أجل تفعيل العمل المشترك السياسي بين القوى اليسارية العربية .
هذه المبادرة تطرح عدد من الملاحظات :

أولا : توحيد العمل المشترك بين الأحزاب السياسية ضمن رؤى و تصورات مشتركة بنجاعة ما فوق قطرية يتأسس على قاعدة أحزاب ذات وزن سياسي كبير فاعل داخليا من أجل انعكاس عربي حقيقي و ذا فاعلية و إلا لن تقدم هذه الجبهة أكثر من مراسم اجتماعات نخبوية كغيرها .

ثانيا: هذه المبادرة إن لم تخلق الحد السياسي الفاصل تجاه كل الأنظمة الحاكمة ستتحول في حمى التخندقات الإقليمية و الدولية إلى كومنتارن سوفياتي ستاليني جديدي مهمته الوحيدة التحشيد داخليا من أجل دعم المركز .

مهمة توحيد العمل السياسي اليساري في العالم العربي في المدى المستقبلي من اجل خلق خيار سياسي ثالث مستقل و غير منحاز ضمن حمى التوازنات الإقليمية والنطاح الطائفي بين العمائم السنية و الشيعية في المشرق تواجه تحديات ضخمة أمام عظمة الهيمنة الغربية على العالم العربي و قوة التيارات التي تراهن عليها و عجز اليسار حتى الآن على الخروج من تفتيته الداخلي نحو توحد فوق إقليمي و عربي فعال و القدرة الكبيرة للتيارات الدينية حتى الأن على طرح نفسها و بقوة بديلا سياسي مقنعا للجماهير العربية . هل ينجح اليسار بما علق به من تقليدية على التأقلم مع هذه المتغّيرات ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع