الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيخ الإسلام رجب طيب إردوغان يفتى بتحريم تنظيم النسل

رياض حسن محرم

2016 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


فى أخطر تصريح غير مسبوق تحدث أردوغان اليوم 30/5 فى كلمته أثناء خطابه بمناسبة افتتاح مؤسسة تعليمية جديدة تدعى “تركيف“ ونقلتها جريدة "حريات" التركية إنه لا يجوز لأي عائلة مسلمة اتباع وسائل تحديد النسل، ودعا خلال كلمته المسلمين إلى انجاب المزيد من الأطفال متابعا أنهم سيزيدوا أعداد أحفادهم، فيجب عدم الالتفات إلى كل من يتحدث عن تحديد النسل، وتابع أردوغان أنه لا يسمح لأحد بالتدخل في الشؤون الإلهية، وقال إن العائلات المسلمة لا ينبغي أن تمارس التخطيط الأسري أو ضبط النسل أو استخدام وسائل منع الحمل. وأضاف إن التخطيط الأسري وضبط النسل ليست أشياء ينبغي على العائلة المسلمة أن تنظر فيها، أي ما يقول الله وما يقوله النبي، هو النهج الذي يجب اتباعه، وأضاف: "في هذا البلد، فإنهم (المعارضون) ضالعون في الخيانة المتمثلة في الترويج لاستخدام وسائل منع الحمل لسنوات من أجل القضاء على أجيالنا".
بات من الواضح إذن أن الرجل يسعى بقوة الى أسلمة تركيا بعد حوالى قرن من إتباعها العلمانية ومازال مصمما على إعادة دولة الخلافة العثمانية من الناحية الشكلية فيعمد الى أن ألبس حرسه الشخصى وتشريفاته ملابس الجنود العثمانيين فى محاولة منه لتحميس الأتراك بمشاعر معينة عندما كانت تركيا عاصف الخلافة الإسلامية، فيعيد إليهم الذكريات، وتستيقظ فيهم روح محاولة استعادة الخلافة مرة أخري، لذا كان حرصه على أن يسود الإسلام السياسى المنطقة حتى يمتطيه لتحقيق حلمه وهو ما يفسّر غضبه الشديد لإزاحة الإخوان المسلمين عن الحكم فى مصر وإختراعه لشعار الأصابع الأربع مشيرا الى فض إعتصام رابعة، والرجل يتجاهل الأثر السلبى العميق لمرحلة طويلة من الإنحطاط والذل الذى عانته الشعوب العربية والإسلامية تحت حكم من سمّوا نفسهم بخلفاء بنى عثمان منذ دخول سليم الأول فاتحا وشنقه لطومان باى على باب زويلة وتفريغ مصر من البنائين والحرفيين وشحنهم معه الى إسطمبول، أعلم أنه ربما يراود البعض حلم الخلافة لكنهم يحلمون بالخلافة الراشدة وليس الإحتلال التركى البغيض، وهو مصمم على إزالة النظام الحاكم فى سوريا وإقامة دولة إسلامية على أنقاضه وأعلن أنه يحلم بزيارة دمشق قريبا للقاء بإخوانه والصلاة على قبر صلاح الدين والمسجد الأموى والكلية السليمانية ومحطة قطار الحجاز، إستغربت كثيرا من ذلك وبحثت فى كتب التاريخ عن أهمية الكلية السليمانية ومحطة الحجاز بالنسبة لتركيا فإتضح أن تلك الكلية بناها الأتراك فى ظل حكم السلطان سليمان القانونى " بطل قصة حريم السلطان" وقد دفن سليمان فى تلك الكلية الى جانب زوجته السلطانة "خرم سلطان" ومحطة الحجاز بناها السلطان عبد الحميد الثانى ونسفها الثوار أثناء الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين بعد تدشينها بسبع سنوات، إنه يستخدم شعارات الخلافة العثمانية لتوسيع صلاحياته كى يصبح حاكما مطلقا والتحول الى نظام رئاسى صريح بتعديل الدستور التركى وهو ما جعله يستبعد رفاق حزبه كعبدالله جل وداود أغلو وغيرهم ويعصف بحرية الإعلام والصحافة وذكر أنه سوف يقوم ب "تطهير" القضاء ومؤسسات الدولة الأخرى بما فيها الهيئة العلمية الحكومية (توبيتاك) كما جرى فصل المئات من الموظفين العموميين ومنهم ضباط في الشرطة وممثلو ادعاء وعلماء على مدى العام أو العامين الماضيين، وقالت قناة الخبر التلفزيونية التركية إن 24 شخصا اعتقلوا الأسبوع الماضى في مداهمات بأنحاء متفرقة من البلاد بينهم قائدان سابقان في الشرطة، ومن بين المعتقلين رئيس قناة سمانيولو ومنتج تلفزيوني ومخرج وكتاب سيناريو، ويجرى إعداد قانون الفصل الجماعى لأعضاء البرلمان المعارضين بحجة أنهم داعمين للإرهاب الكردى.
عودة الى موضوع تحديد أو تنظيم النسل وهو بالمناسبة محل خلاف ومعمول به فى معظم الدول الإسلامية ويؤيده الأزهر وسبق طرح كتيب حول الموضوع تأليف نخبة من هيئة كبار العلماء، أذكر حينما كنت أعمل بسلطنة عمان وتم تدشين برنامج تنظيم النسل تحت رعاية السلطان قابوس "فى دولة محافظة لا يتجاوز عدد سكانها 2 مليون نسمة"، حينها إجتمع بنا وزير الصحة "محمد على موسى" (وهو بالمناسبة خريج طب القاهرة) وطلب منا أن نتحدث فقط عن إيجابيات البرنامج على صحة الأم والجنين والأسرة ولا ننجر الى أى مناقشات دينية حول الموضوع.
فى ظنى أنه لو كان أردوغان صادقا ومؤمنا بما يقول لكان إتخذ قرارا أولا بمنع البغاء فى بلده أو تحريم الخمور مثلا، ولكنه يسعى لهدف آخر مختلف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هو صادق
عبد القادر أنيس ( 2016 / 5 / 31 - 10:18 )
ختمتَ، سيد رياض، مقالك القيّم بالقول: (فى ظنى أنه لو كان أردوغان صادقا ومؤمنا بما يقول لكان إتخذ قرارا أولا بمنع البغاء فى بلده أو تحريم الخمور مثلا، ولكنه يسعى لهدف آخر مختلف. )
رأيي أنه صادق، وهو جاد في أسلمة البلاد، لكن الإرث الاتاتوركي ضخم ويقتضي التدرج وتغيير موازين القوى. قرار منع الخمر صعب لأنه يرتبط بالسياحة والاقتصاد أولا أولا وبالحريات التي تعوّد عليها الأتراك، وكذا الحريات الجنسية.
من جهة أخرى فإن الإرث الأتاتوركي يتحمل كامل المسؤولية. الدولة العلمانية التركية بنيت على أسس منقوصة، خاصة غياب الحريات السياسية والفكرية والدينية ونقد الدين وتصارع الأفكار. وهو ما أدى إلى تكوين أجيال ضعيفة التكوين الفكري والفلسفي. نلاحظ مثلا في الاتحاد السوفييتي، وبعد 70 سنة من تدريس الإلحاد في المدارس ومحاربة الأديان، عادت كل المكبوتات الظلامية للظهور بما فيها الدينية والقومية والعرقية، عكس البلدان اللبرالية التي تركت مهمة تصفية الحساب مع هذا الماضي الظلامي للمدرسة والمفكرين والمؤرخين والفنانين واكتفت بضمان الحريات.
تحياتي



2 - تعقيب على تعليق الاخ عبد القادر انيس
ملحد ( 2016 / 5 / 31 - 14:22 )

الليبرالية لا تنفع ولن تجدي في صحراء قاحلة جدباء! فالبيئة الصحراوية لا تنتج الا مفاهيم وقيم صحراوية جافة ومتخلفة و.......
الحل : يكمن في ثورة ثقافية عارمة....= دموية= تأكل الاخضر واليابس...
اعتذر عن هذا الطرح الذي يبدو للوهلة الاولى متطرفا!

بصراحة , حسب قناعاتي وخبرتي الطويلة.....
لا يوجد حل آخر

تحياتي للكاتب والجميع


3 - لا غنى عن اللبرالية
عبد القادر أنيس ( 2016 / 5 / 31 - 17:29 )
أخي ملحد، الثورات أضرارها أكثر من منافعها. في كل مكان نجحت فيه تحولت البلدان إلى سجون كبرى للناس ومضيعة للوقت. ما ينجح بعد نجاح الثورة هو نجاح الأقليات النشطة التي تستفرد بالوكالة على البلاد وتزعم لنفسها عصمة وتقمع كل معارضة. هذا وقع مع الثورة الفرنسية التي اقتضى الأمر قرنا كاملا للخروج من مآزقها، ووقع مع الثورة البلشفية والنتيجة معروفة بعد 70 سنة، ووقع مع الثورة الصينية وثورتها الثقافية لينتهي الأمر إلى بلاد يحكمها حزب شيوعي يدير سياسة رأسمالية، وغيرها. الحل في المناداة باللبرالية وإقناع النخب ومن ورائها الجماهير بجدوى ثقافة الحرية والحوار وفضح أصحاب الأيديولوجيات الخلاصية التي توهم الناس أن هناك حلولا نهائية تأتي بعد القضاء على العدو الذي هو الكافر عند المؤمنين والبرجوازي مثلا عند الشيوعيين بل وحتى ابن القبيلة والطائفة الأخرى عند القبليين والطائفيين.
تحرير العقول أولى من تحرير الأبدان. لا أحد يحرر أحدا إلا إذا كان واعيا بجدوى حريته.
في السعودية مثلا، وحدهم اللبراليون يخوضون معركة التغيير الحقيقية. اسمع البليهي:
https://www.youtube.com/watch?v=-ElOb6Ot7w8
خالص تحياتي


4 - الاخ عبد القادر انيس
ملحد ( 2016 / 6 / 2 - 14:19 )

في ردك علىّ رقم 3 كتبت:
تحرير العقول أولى من تحرير الأبدان.

رد: وهذا بالظبط ما قصدته حول طرحي : الثورة الثقافية العارمة اولا....
اما ان نبقى واقفين على نفس المربع الذي نحن عليه الان فلن يؤدي الى ايّ نتيجة !

تحياتي

اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً