الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمريكان وحلفائها يحفرون قبر تركيا بمعول أردوغاني

دروست عزت

2016 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



تركيا ومستنقع موتها وجمهورية الأخيرة للأترك في عهد أردوغان .. ومخططات تضع أقدام حكومة أردوغان في فخ نصب لها لتسقط ورقة توتها عن عورة نفاقها وعنصريتها من خلال أردوغان بطل مسرح العرائس للسياسة الأمريكية وشركائها في المنطقة..
أردوغان يقنع نفسه بأنه زعيم لدولة تركيا بالأنتخاب, وليس بالأنتقاء والترتيب لصعوده منذ أن جيء به, ودون أن يعلم بأن مجهر السياسة الدولية والساسة يكشفونه عن حقيقته ويستخدمونه كفزاعة الحقول في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة وتطوراتها في المخطط المرسوم .. وهو يعلم جيداً بأنه قد تسبب في الإساءة إلى الإسلام المعتدل الذي كان يتنفس من خلاله الإسلام المتعفن المتمثل بالإخوان المسلمين وأذيالهم المتقولبة بالفساد والنفاق والعنصرية ..
وأردوخائن .. الذي صعد السلطة بسرعة وعلى حساب رئيسه في الحزب نجم الدين أربكان و خانه وأنقلب عليه من خلال ما خطط له .. وبعد ذلك صعد على حساب صديق عمره رئيس التركي عبدالله غول وخانه أيضاً, كما رسم له في الصعود لتفتيت تركيا الاتاتوركية الشوفينية المطعمة بالتخلف الفكري والمتقدمة بالتكنيك الغربي كسوق للإستهلاك والأرتباط من خلال البنوك والمصارف والمعامل والشركات والمؤسسات والجمعيات الزراعية لصالح تلك الدول الغربية, والتي نستطيع ان نقول إن سيطرتها وتدخلاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية قد وصلت الى أمتلاك أكثر من نصف تركية خلال عملائها وشركائها وموظفيها ..
ويأتي اليوم أردوخائن الجيورجي (التركي ) كسيده كمال مصطفى الذي كان من السالونيك اليونانية والذي كانت والدته أمينة من اليهود الدونمة وهذا معروف في كل اسطر التاريخ .. ونحن لسنا ضد يهودية والدته ومن كانوا مثلها من الدونميين, لكنه جاء وصعد تدريجياً ليمزق الدولة العثمانية, ولولاه لبقيت تلك العفونة العثمانية حتى الان بالرغم أنه ظلم الكورد وتحايل عليهم وخان عهده معهم .. ولكنه في النهاية نفذ ما رسم له حينذاك ..
والان يصعد هذا المفرفش الجيورجي ليمزق تركيا كما فعلها صدام العميل في العراق ومن بعده بشار الاسد المُسير على بوصلة المصالح الدول الكبرى والاقليمية .. وأقوله له شكراً وإن كان يرسم خريطة كوردستان بالخراب والدمار, لأن الدولة لا تتشكل بدون هدر دماء ابطالها وتدمير مدنها حين يكون المستعمر همجياً أو سلفياً ..
إنه اسهل من السهل مادام رجل يتحرك بإرادة أسياده .. وكل من سبقوه كان مثله يلمع نجمهم ومن ثم ينطفئ مرحلة بمرحلة .. وكل الإشارات تدل على أتجاه الذي تذهب تركية اليه بقيادة أردوغان سلطان الأحلام .. تركية تحتاج الى تخبطات حزبية دينية .. وحزبية قومية .. وتخبطات إجتماعية و إقتصادية وعسكرية .....
فالقوى الدينية فيها أغلبها معتدلة كما يبد في الظاهر, ولكن اغلبها وأقواها هي قوى سنية, وهذا مرفوض في الخريطة الجديدة لدى اصحاب القرار وبالأخص بعد أن سقط القطب السوفيتي وبقي قطب واحد يدير مركزالقرار في وسط حلفائه .. لو كانت قبل الأن بسنوات لقلنا مازالت تركيا تناسبها اعتدالها .. ولكن الأن حتى الاعتدال لا يقبل به من قبل الدول الكبرى / أمريكا وروسيا وأروبا وحتى الصين / في الخريطة الجديدة..

ويتم محاصرة الفكر الديني تدريجياً حتى لايحرضون ويثورون الحركات والشعوب على ما ينون عليه في تنفيذ مخططاتها .. والاحزاب الدينية المتخلفة مازالت تركب حماقتها وتعطي المبررات للقوى الكبرى بضربها وتدمير المنطقة, وهذا بحد ذاته سؤال يطرح عليها, لما كل هذه الحماقات في مواجهة العالم ..
أما عن الاحزاب القومية المتطرفة والمتمسكة بالفكر الأتاتوركي مازالت تعيش أعضائها على حقدها وكراهيتها وتعصبها في الغاء الاخر بالتسلط والإستعلاء .. لذلك هي ليست مقبولة بتاتاً لدى الغربيين وإنها تعرقل كثيراً مشاريع ومخططات في المنطقة كالخلافات اليونانية التركية ومسألة قبرص .. فلا بد من وضع حداً لها ولعقليتها لدى القوى الغربية المتفقة على ذلك ..
وعن الناحية الإجتماعية : مازالت الفكر التخلفي الإسلامي مسيطر على الاتراك بالرغم أدّعائهم بالاعتدال .. فالنسبة الكبيرة منها متخلفة في مناطق وقرى التركية ومدنها وكذلك في المناطق الكوردية وغيرها وأضف على ذلك الفكر القومي لدى الجانبين في غياب الحل .. فلا بد من التغير حتى تكون حدود أوروبا آمنة بسلام من هجمية تلك التخلف .. والترك لهم ماضيهم الكريه وسمعتهم السيئة مع تلك الدول التي استعمرتها ..
اما التخبط الاقتصادي الذي تُكلف تركيا كثيراً, وان تظاهرت بقوة أقتصادها .. فليس هناك إثنان يختلفان بأن الليرة التركية هبطت قبل الحرب وبعدها .. بالرغم ان الحكومة تحاول إيجاد الحلول ولكن السياحة والحرب وأزمة المهاجرين وفقدان ثقة الدول الغربية والاقليمية يوما بعد يوم من الحكومة التركية التي فتحت ابواب الخلافات بينها وبين الدول المجاورة والدول المنطقة بسبب تدخلاتها في شؤنها الداخلية .. وكل ذلك يدل و يؤشر بأن الوضع غير طبيعي ومؤقت ولا يدل على القوة كما تتظاهر بها حكومة أردوغان ..
اما عسكرياً : الكل يعرف بأن دور العسكر ليس كما كان من قبل .. ومنذ سنوات يتم تصفيتهم .. ومحاكمتهم .. وتفتيتهم وطردهم وفصلهم بحجة التقاعد وبحجة التهم متنوعة والتنصت, واليوم تدخل تركيا الحرب ويخسرون كل يوم أرواح بقيادة رجل مدني وهو أردوغان المغرور الذي أخذ بادرة الخراب وأنهيار الاتاتوركية على عاتقه .. فتارة يدّعي بأنه سيعمم اللغة التركية القديمة ( الكتابة العربية ) وهذا نفسه ضربة للاتاتوركية التي غيرت تلك الاحرف باللاتينية ..وتارة يقول بأنه سيعيد بالنشيد العثماني بدلاً من النشيد الأتاتوركي .. وهذا ايضاً نسف للاتاتوركية .. وتارة يحجب النساء لتعودن الى عهد الحرملك السلطانية وهذا أيضا ضربة أخرى ..
ويشجع مدارس الدينية وتعليم اللغة القرأن, ويشجع التيارات الدينية في الخارج والداخل, وكل هذا ينسف ما قام عليه العسكر مدة تشكيلته وحتى عهد اردوغان .. وكما انه يقف خلف مجموعات دينية ودواعشية وتسمينها لخلق البلبلة .. كل هذا يجعل من تركية في موقع الاتهام وطردها من الناتو وعدم انضمامها إلى الاتحاد الاوروبي ...
وبهجومه على مدن الكوردية لوحدها إثبات بأنه يقوم بدور صدام وبشار في تفتيت الدولة الاتاتوركية .. وبذلك يرسم خريطة كوردستان بالدم والخراب والتدمير .. وكما أيقظ أغلب الكورد اللذين كانوا ينتسبون إلى الأحزاب التركية وحرك فيهم مشاعرالتي كانت قد ماتت فيهم منذ تتريكهم وتهجيرهم عنوة في عهد العثمانيين والكماليين .. واليوم نرى إن الصمت القديم قد أصبح صرخات في وجه العنصرية التركية وأحزابها القومية الشوفينية ..
لذا نقول لأردوخائن : إن من يرى نفسه على الصواب دائما من خلال أفكاره وممارساته ومن خلال إستخدامه قوة التهديد بالسلاح فهو مخطئ حتى وإن كانت أفكاره دينياً ومسمتدة من منابر المساجد .. ونقول له عود إلى رشدك لأن الاديان نفسها تغيرت وتطورت وتبدلت منذ أن توعت البشرية حسبما نقرأه في التاريخ .. لذا الأجدر بك أن لا تكن ضحية أحلامك وسُلَماً للصعود الآخرين .. وإلا على العبد الطاعة ....
ونقول له : إن من ينتقم ويلغي الأخرين بمجرد أختلاف في الرأي والموقف, ويرى نفسه صائب دوماً وكل من دونه غير صائبين فهو جاهل في المعرفة الامور, وشؤون الدولة, وضيق الأفق في الرؤية, وغير منصف في الضمير, وغافل عن الحقيقة, وبعيد عن الواقع وبذلك يؤجرم بحق مجتمعه ..
لأن الحياة غنية ومتنوعة بالإفكار, وفرض أي فكر على الأخرين, يكون فعل غير منصف وإعاقة لتطور المجتمع وتقدمه .. لأن القوة والفرض تشكلان الدكتاتوريات السلطوية ومنها تتشكل طبقة تحتكر ذلك لصالحها بحجج مختلقة .. والتاريخ يشهد على ذلك من خلال الاديان الامبراطوريات والدول والاحزاب .. فالدول لا تتقدم إلا بالمفاهيم المدنية والمنطق الوطني في مشاركة الكل في أمور دولتهم دون تأي ميز أوغبن لأية مكونات في تلك الدولة وإلا سيكون كما نعتقد بأن الامريكان يحفرون قبر تركيا بمعول أردوغان ..
وأردوغان مشطوب عليه في قائمة القوى الكبرى وحلفائها // أمريكان وروسيا وأوروبا وإسرائيل والفاتيكان والكنائس الشرقية // ......

دروست عزت / السويد
30 / 5 / 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟