الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا والناتو : حوار من دون افاق

فالح الحمراني

2016 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



ان ملابسات حادث اقتراب قاذفتي "سو-24"الروسية في ابريل، حسبما زعمت واشنطن، من السفينة الحربية من المدمرة "دونالد كوك" في بحر البلطيق، وبيانات وزارتي الدفاع والخارجية عن ان مضادات " دونالدكوك" كادت تسقط المقاتلات الروسية، لفتت الى اقتراب نقاط التماس بين القوات العسكرية والغربية، وان هناك خطرا ماثلا من نشوب مواجهات مسلحة ربما بسبب خطأ اوعدم تقدير الحسابات. وان الحالة تستدعي كافة الاطراف الى المراجعة في قراءة المشهد السياسي الجيو سياسي وتخفيف حدة النزاعات ودفعها نحو التسويات السياسية وتعزيز اجراءات الثقة. بيد ان الحوار بهذا الشأن يبدو من دون افاق.وترصد موسكو من جانبها ان الناتو والولايات المتحدة تكثف بشكل غير عادي حضورها وقوعدها ووحداتها وسفنها العسكرية على تخوم روسيا، ولايمكن ان لايثير هذا التطور قلق القيادات السياسية والعسكرية الروسية. ان ظهور روسيا كقوة دولية مستقلة داعية لاستقلال الشعوب واحترامها واحترام سيادة الدول والقانون الدولي يثير امتعاض ملموس لدى الدوائر الغربية.
ولم يتفاجئ المراقبون حينما لم يسفر اجتماع مجلس " روسيا / الناتو" في 20 ابريل الماضي عن نتائج تكون لها انعكاسات ملموسة على علاقات موسكو بالغرب. وكان نائب وزير الخارجية الروسية والمسؤول فيها عن ملفات التسلح والعلاقات بالغرب سيرغي ريبكوف قد حذر من ان موسكو غير راضية قطعا عن الصيغة التي يكون فيها 28 مشاركا في الاجتماع معروف مسبقا انه يقفون ضد واحد (روسيا) ، وحيث ان دول الناتو لا تتمتع بصوتها الخاص. ولم ترتاح روسيا ايضا لجدول اعمال الاجتماع الذي اعلنه امين عام الاطلسي "ينس ستولينبرغ" الذي حدد فيه البنود الرئيسية بعدم مراعاة روسيا "اتفاقيات مينسك"، التي تشمل على خارطة طريق تم وضعها بمشاركة رؤساء فرنسا وروسيا والمستشارة الالمانية، لتسوية النزاع بين المناطق الشرقية الاوكرانية الانفصالية المدعومة من موسكو والحكومة المركزية في كييف.
وكان الكرملين قد اعلن مرارا ان روسيا غير متورطة في النزاع الاوكراني بشرق البلاد، لذلك فليس ما يمكن الحديث عنه بهذا الشأن، وان الكرملين غير مستعد لمناقشة ضم القرم باي شكل من الاشكال ومع اي طرف كان بما في ذلك مع واشنطن، التي ترى الدوائر الروسية انها كانت المبادر لاستئناف حوار روسيا / الناتو . وحسب تقيمات موسكو فان الغرب يسعى من خلال انعاش مجلس روسيا/ الناتو لإستحداث ساحة إضافية يمارس فيها الضغط على روسيا التي ستضطر للعلب في ميدان دبلوماسي غريب عليها. وان الناتو كان يخطط، لدحر روسيا سياسيا او على الأقل الحاق هزيمة موجعة بها.
ويرصد المراقب العسكري " اوليغ اودنوكولينكو" بان القائمين على تنظيم اجتماع مجلس روسيا / الناتو لم يخططوا لإجراء اي حوار بناء، لانه على وفق رأيه، غير ممكن في المرحلة التاريخية الراهنة، معيدا الاذهان الى بيان المفوض الاعلى للاتحاد الاوربي للشئون السياسية والامنية "فيديريكا موجيرين" الذي اشارت فيه الى استحالة عودة علاقات الاتحاد الاوروبي مع روسيا الى وضعها الطبيعي وحتى ان تحترم موسكو التزاماتها الدولية وقواعد القانون الدولي. وحسب قراءة المحلل العسكري الروسي فان هذا البيان يعني ان على روسيا اعادة القرم لأوكرانيا من دون قيد او شرط ووقف دعمها لأقاليم شرق اوكرانيا، الانفصالية ذات الاغلبية الروسية، وحتى تسليم مواقعها في سوريا. وان هذا غير ممكن، وهو ما اوضحته الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" ليس فقط لمويرجين ولستوبينبيرغ وانما للنخب السياسية الاروبية باسرها، بان العلاقات الطبيعية مع الغرب لن تعود الى حالتها الطبيعية من " حيث المبدأ "وليس لحين ان تفي روسيا بالتزاماتها و...
وتقول موسكو على لسان كبار المسؤولين بانها لم تكن المبادرة بتجميد العلاقات مع حلف الناتو، علاوة على ذلك انها حرصت طيلة هذه الفترة على استمرارية الاتصالات ولو على مستوى فني. والان كما يبدو ظهرت لدى قادة الحلف رغبة في استئناف الحوار. ويلفت الجانب الروسي ايضا الى انه وتزامنا مع دعوة الحلف لموسكو للحوار، اطلق نائب امين عام الناتو "الكسند فيرشبو" بيانا قال فيه : "ان اننا نعتقد بان هناك احتمالا ضعيفا لقيام موسكو بعدوان مباشر على الناتو، نظرا لوجود قوة جبارة خلفنا، ولكننا لن نكون متوكلين على النفس ومتغطرسين، لذلك ينبغي ان يكون لدى الناتو خطة تاخذ بالاعتبار اسوء السيناريوهات واننا نعمل عليها". ومضى بالقول ان الناتو يطور تبادل المعلومات الاستخباراتية من اجل ان يرصد في وقت مبكر " الانشطة المشبوهة".
وتجد موسكو ان من الصعوبة اجراء حوار مع الناتو، لكون الحلف حسب رايها لايتعامل مع روسيا كطرف متكافئ ومتساوي في الحقوق والواجبات وانما كمنشق ينبغي اعادته الى الصف، وهذا ما يجعل الحوار غير ممكن. علاوة على ان زعماء الغرب النافذون في مواقع هشه، غير مؤهلون لإتخاذ قرارات انعطافية، في اشارة الى ان الرئيس الامريكي باراك اوباما " بطة عرجاء" لم تبق الا عدة اشهر على انتهاء فترة رئاسته ووزير خارجية بريطانيا "ديفيد كاميرون" والمستشارة الالمانية "انجيلا ميركيل" ينتهجون سياسة واشنطن والرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند هو الاخر تعوزه الشجاعة لانتهاج سياسة مستقلة.
وكما اشار امين عام حلف شمال الاطلسي ان لدى الناتو وروسيا خلافات عميقة وثلبتة. وان اجتماع مجلس روسيا/ الناتو في20 ابريل لم يغير الوضع. فضلا عن ذلك نوهه بان بلدان الناتو مازالت ترى وكالسابق بانها لن تعود للتعاون وحتى ان تعود روسيا الى مرعاة القانون الدولي. وان الاطلسي يبقي قنواة الاتصال مفتوحة.وهذا بدوره يلقي الضوء على مدى عمق الهوة الى تفصل روسيا والناتو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ