الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إتفاقية الشراكة التونسية مع الإتحاد الأوروبي: تونس في خدمة الإتحاد الأوروبي و الإتحاد الأوروبي في خدمة مصالحه

محمد علي بوعلاق

2016 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الشراكة هي عقد بين ندّين ، يستفيد منها الشريكين بالقدر نفسه نظريا. تتفاوة النسب قليلا على أرض الواقع.

بعد إبرام إتفاقية التبادل الحر للمنتجات الصناعية منذ 1995 بين تونس و الإتحاد الأوروبي .تسعى الأولى للحصول
على مرتبة الشريك المتميز مع الأخير . بعقد إتفاقية الشراكة مع الإتحاد الأوروبي
بشركاته العابرة للأقطار تغلله في الصناديق الدولية المانحة .من البنك الدولي إلى صندوق النقد
في ظل أزمة إقتصادية خانقة ، تراكم الديوم حيث تبلغ نسبة التداين 47 % . أزمة تكاد تعصف بالسلم
الإجتماعي بعد بلوغ نسبة البطالة 15،4 % ، إرتفاع ضغط الأجور إلى 14 % من الموازنة الإقتصادية .
سعي الدولة إلى تقليصها حدود 12 %. ثم إقرار رئيس الحكومة الحبيب الصيد أن سنة 2017 ستكون
سنة الصفر إنتدابات بالوظيفة العمومية . هذه القرات تأتي متأثرة بالضغط التي تسلطه الجيهات المانحة
التي تدفع نحو إصلاحات هيكلية متحكمة في الخط الدبلوماسي والمنوالي الإقتصادي لتونس
ما بعد 14 جانفي 2011 .

تنكرت مجموعة الثماني للإقتصاديات الدولية الكبرى لوعودها بالإفراج عن الأموال المنهوبة إبان نظام
السابع من نوفمبر.في قفزة للأمام تحت غطاء اتفاق التبادل الحر الشامل والمعمق .

إتفاقية يغيب عنها التوازن حيث يؤكد أحد الخبراء الألمان أنها ستقضي على ثلث الشركات التونسية
في حيث سيحاول الثلث الآخر المقاومة أما الثلث الأخير فسيبقى نظرا للعلاقات التي تربطه بدول
شمال المتوسط. أما إذا أردنا إتخاذ التجارب المقارنة منطلقا فدول شرق أوروبا مثال مخيف .
حققت فرنسا والمانيا وايطاليا وبريطانيا انتعاشة اقتصادية علي حسابهم منذ سنة 1990 الي سنة 2008
حيث تم الإستيلاءا على اراضيهم الفلاحية والصناعات التحويلية والاقطاب الفلاحية-الصناعية الكبري في
كل هذه البلدان فتحولت مثلا شركة سكودا Š-;---;-----;---KODA التشيكية لصناعة السيارات الي فولسفاغن Volkswagen الالمانية
وشركة داسيا Dacia الرومانية الي رينو Renault الفرنسية بينما اختفت كليا شركات صناعة السيارات مثل ايكاروس ikarus البلغارية
و بولوناز Polonez البولندية اوشركة رافيك Rafik الليتوانية كما اختفت وافلست بقدرة قادر شركة صناعة الاليكترونيات والرادارات فيف VEF الاسطونية
.....والامثلة عديدة كل هذه الشركات كانت تسوق منتوجها في دول الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيا وافريقيا وبعض الدول الاسياوية
والجنوب امريكية باختفائها او ابتلاعها احتلت مكانها شركات الغرب الاوروبي مقابل ذلك كُبّلت دول الشرق الاوروبي بالديون "الميسّرة"

ليست تونس بالدولة التي تشتمل على مصانع و شركات كبرى فالإقتصاد رعوي بدائي يفتقر لقدرة
تنافسية مع بلدان العالم الثالث . ولأن كل إقتصاديات العالم النامي مرتكزها الفلاحة فمن الظروري
التطرق لمدى تأثير هذه الإتفاقية على القطاع الرئيسي فيالبلاد :

كل البنود تنص على أن الطريق يأخذنا لتحويل الفلاحة إلى بيولوجية طبعا ستكون موجهة للتصدير
هذا جميل لإدخال العملة الصعبة . غير أن السؤال كيف سيتم تغطية حاجيات الدولة من الحبوب
التي تعتبر عنصرا أساسيا في غذاء التونسي أم سيتم تغيير العادات الغذائية . هذا ممكن لكنه غير
مفيد للشريك العملاق . الذي سيلعب دور المزود بالحبوب وفقا لما تنص عليه الإتفاقيات المبرمة
التي تلزم الشريك القزم بالإستيراد من هذه الجهة و بمعاييرها .

إذا تونس هي سوق صغير يظم 11 مليون نسمة لن تستهلك غير البضائع الغربية الأوروبية قصرا
بعد توجيه الإنتاج نحو التصدير وتفكك النسيج الصناعي غير القادر على المنافسة .شراكة تجارية
صرفة تزيد من إرتهان الإقتصاد لصناديق الإقراض .للتذكير يوم اغتيال رئيس رومانيا تشاوسسكو
نسبة الدين الخارجي الروماني كانت صفر" اليوم يفوق الـ 80% من الناتج الداخلي الخام .

لم تكلف السلطة الحاكمة في تونس خبراءها عناء التسائل إن كانت هنالك مداخل أخرى تنتشل
الإقتصاد من الكود المطبق عليه منذ عقود.لذا سأحاول التطرق لبعض البدائل بعيدا عن الإحماء
بالأقطاب حتى لا أشوش راحة المحايدين دوما .

فمجموعة البريكس التي هي مؤسسة عالمية كبرى تسعى إلى إيجاد مؤسسات مالية واقتصادية
تكسر الاحتكار الأميركي الغربي للاقتصاد العالمي. أسست عام 2014 مصرفا إنمائيا رأسماله مائة مليار دولار،
يفترض أن يمول المشاريع التنموية في البلاد النامية.
تم التوصل إلى اتفاق إنشاء المصرف بعد مفاوضات مكثفة مقر البنك الجديد الذي بلغ رأسماله الأولي مائة مليار دولار،
خصصت للاستثمار في مشاريع للبنية التحتية في الدول النامية.
تشكل دول بريكس 30% من مساحة اليابسة في العالم، وتضم نحو 40% من مجموع سكان الأرض، ويصل حجم ناتجها الاقتصادي
إلى نحو 18% من الناتج الاقتصادي في العالم، وتجذب نصف الاستثمارات الأجنبية في العالم. توفر هذه المؤسسة إمكانية الإقتراض
بشروط ميسرة أو أقل إجحافا من شروط النقد الولي و تبعاته .وتعتبر مستويات الدين العام لبريكس متواضعة ومستقرة في الغالب
باستثناء الهند، وقد ترجم هذا الأداء الاقتصادي إلى أنواع مختلفة من النفوذ.
فلماذا لا تبحث السلطات التونسية إمكانية إيجاد حل وسط التناقضات الدولية و صراع النفوذ لما فيه مصلحةالإقتصاد الوطني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار