الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد الثقافي في البصرة -2-

جاسم العايف

2005 / 12 / 10
الادب والفن


اتحاد الأدباء والكتاب يحتفي بـ (حارس المزرعة)
ضمن منهاجه الأسبوعي وفي تقليد الجمعة الثقافي احتفى اتحاد الادباء والكتاب في البصرة بالقاص (نبيل جميل) بمناسبة صدور مجموعته القصصية الأولى (حارس المزرعة). قدم للاحتفائية الشاعر عبد السادة البصري الذي تحدث عن سيرة القاص ومحاولاته الاولى في كتابة الشعر ثم تحوله إلى كتابة القصة القصيرة، بعد ذلك عرج على القصة التي حملت المجموعة عنوانها وكيف تعرضت للسرقة من احد ( حواسم الثقافة البعثيين) حينما تم استباحة المقر القديم للأتحاد مع سقوط نظام البعث الدموي في 9/4وتم تغير عنوانها فقط وتقديمها باسم آخر لتفوز بالجائزة الثانية في مسابقة جريدة (الزمان) الخاصة بقصص الشباب في العراق منتصف عام 2003 وتم اكتشاف الأمر بعد ثلاثة أشهر على منح الجائزة لمن ( حوسم) القصة وفاز بالغنيمة(1)
ثم تحدث رئيس الأتحاد القاص مجيد جاسم العلي الذي اثنى على القاص مثمناً جهوده ونشاطه في الاتحاد في أي مجال يُكلف به. اما بشأن المجوعة القصصية فقد اكد على خصوصية حضور الأديب الشاب وسط الأسماء المعروفة وهذا يتطلب جهداً مضافاً منه الذي ربما يحتاج لأكثر من تجاوز مصحوب بشروط ثقافية- فنية في الاسلوب و المواضيع كي يضع بصمته الخاصة به. وتناول الشاعر خضر حسن خلف ابعاد التجربة الفنية في مجموعة (حارس المزرعة) من خلال قراءة نقدية بين فيها طموحه بأن يرى ما هو جديد من نتاج الكتاب الشباب الذين ولجوا الساحة الثقافية بمجاميعهم الاولى, وان يتجاوزوا التعبير ما يمس القشرة الخارجية للعالم المرئي, والسعي الى ما يقترن بدواخل الانسان, ومواجهة الهموم الحياتية الفكرية التي تحيط بالعلاقات البشرية والقوانين السرية المأساوية التي تتحكم في المصير الانساني والتعبير عنها عبر استيعابها وتحليلها من خلال الشخصية القصصية؛ مؤكداً في نهاية قراء ته ان القاص( نبيل جميل) كشف عن صوته في الساحة التي تعج بهذا الفن الرفيع وهو الأدرى بالتأكيد عما يكون عليه العمل الادبي الناجح في سياقاته؛ و الإمعان في تكنيك فني كمشروع يأخذ بمعايير التجربة وتطويرها على وفق هذه السياقات. وتحدث الشاعر خضر حسن خلف عن عناصر البناء القصصي والأبعاد النفسية والفكرية للتجربة الانسانية وتأثيرها في وعي القاص الفني ـ الاجتماعي. بينما ميز الشاعر والمترجم( مجيد الأسدي) في قراءته النقدية وجود ظاهرتين في مجموعة(حارس المزرعة) الاولى توضح مدى ما فعلته الحروب العبثية التي ابتلي بها العراق وتأثيرها في سحق الروح وتدمير الشخصية الانسانية وقد اكتوى بنار هذه الحروب الجميع غير ان للشباب النصيب الأعظم منها اذ كانوا وقودها, والظاهرة الثانية هي ايمان القاص وثقته بالانسان على البقاء ومواجهة الطاغوت ومصارعة موت الروح فالقاص يؤمن على الرغم من كل شيء بالغد كما يؤكد قوة الانسان وتحدّيه لقوى الشر والظلام بمختلف صورها وتساءل عن قيمة الفكر اذا لم يساهم في تغيير الواقع. وأوضح انحياز القاص للإنسان في الظروف المفروضة عليه فشخصياته ليست هلامية.انها مبثوثة في هذه الارض التي روعت بالحروب والفجائع. وهو يعريّ الواقع بوضوح من خلال شخصياته التي يرسمها ويهتم بالتفاصيل الصغيرة التي ربما لاينتبه لها البعض عبر لوحات تمتزج فيها الوان الشخوص والاماكن والمشاعر, باسلوب استطاع ان يمتلك مفرداته ويطوعها فنياً . ثم قدم الناقد (جميل الشبيبي ) مداخلة ارتجالية اوضح فيها بعض المسكوت عنه في تجربة القصاصين الشباب وما ميز مجموعة(حارس المزرعة) عن باقي الاصدارات في البصرة تحديداً فقد امتاز كاتبها بعدم الإنحياز لأبطاله وهذه سمة ربما لانجدها الا لدى القليل جداً من الكتاب. وكذلك انفراديته برسم عالمه الخاص به من خلال منظار دقيق جعله نقطة الارتكاز في معظم قصص المجموعة.ومن خلال مكوناته الدلالية والبنائية استطاع ان يفعّل محاور السرد بدقة جعل انثيال الافكار والهواجس للشخصيات تتمحور حول ثيمة واحدة الا وهي(العزلة). ويرى الناقد الشبيبي قصص حارس المزرعة تحمل ثيمة واحدة عبر عنها القاص بثلاث عشرة قصة متنوعة المواضيع, وهو بهذا يكون قد وضع مرتكزاً محورياً اساسياً لمجموعته الاولى, وايضاً حسب ما قال الناقد الشبيبي ثمة ملاحظة تستحق الوقوف الا وهي عدم استخدام الاسماء الا في ماندر, فنلاحظ اسم(عبد الله) يتكرر في قصتين فقط ، بينما هنالك العديد من الشخصيات ليس لها اسماء, وهذه ايضاً ميزة تفرد بها القاص لكي يُعلمنا انه بذل جهداً مضنياً في كتابته الابداعية, واضاف: بصراحة ان(حارس المزرعة) تستحق قراءة نقدية متأنية وبدقة لفك نسيجها الفني والمعماري. وفي الختام تحدث القاص المحتفى به بايجاز عن تجربته راجياً النقاد والمختصين متابعة ادب الشباب بقراءاتهم النقدية وان يتعاملوا مع التجارب الجديدة بشفافية وحب مشجع, ثم قرأ قصتين قصيرتين جديدتين تناول فيهما موضوعة الإرهاب الذي يستهدف الانسان العراقي والذي حوّل العراق الى ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------(1)وقد علم القاص نبيل جميل بالامر مصادفة فعمد الى مخاطبة رئيس تحرير جريدة(الزمان )السيد سعد البزاز بذلك والذي لم يهتم بهذه ( الحوسمية القصصية ) الا بعد(18) شهرا من مفاتحته حول الموضوع بتنويه صغيرعلى احدى صفحات الجريدة مع ان من شهد بعائدية القصة للقاص( نبيل جميل) مجموعة من الأدباء المعروفين ومنهم القاص محمد خضير الذي قرأ القصة سابقا ووضع ملاحظاته بقلمه عليها ولازال القاص نبيل يعتز بها والشاعر حسين عبد اللطيف الذي احتفظ بالقصة في مقر الأتحاد القديم لغرض اعداد ملف بتكليف من مجلة( الأقلام) العراقية في حينه خاص بقصاصي البصرة الشباب, وقد قام القاص نبيل جميل باعداد ملف كامل حول موضوع السرقة ونشره في جريدة( المنارة) التي تصدر في البصرة بعددها المرقم(137 ) وحاول اللجؤ لوزارة الثقافة والأتحاد العام للأدباء في بغداد فلم يستجب له احد وقام المشاور القانوني لنقابة المحامين في البصرة بدراسة الموضوع فتبين أن المشرع العراقي عالج الحقوق المعنوية والمادية للمؤلف العراقي وقرر رفع دعوى قضائية ضد ( المحوسم القصصي) الذي هو من الشعراء المداحين البعثيين عندها اقر بالسرقة ودفع للقاص نبيل ربع قيمة الجائزة فقط. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو