الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا...و الدواعش الحلقة الرابعة

ماجدة منصور

2016 / 6 / 3
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


أنا و الدواعش
هل عليُ أن ألعن أبو اللبن الذي أخرجني عن صمتي!!! أم عليً أن أقذفه بوردة جورية...أنا ما زلت لا أعلم.
إقتلعني والدي عنوة...من مضارب الغجر و سجلني في المدرسة الكئيبة...و فرض علي حصار شديدا...فقد أعلن للملأ...بأنه علي التوبة عن الهروب الى مضارب الغجر.
كنت قد وقعت تحت حصار العائلة و أنا لم أتجاوز عامي السابع!!!
وجدت نفسي بين أخوات و أخوة!!! مختلفوا الشكل و الخلقة...فبعضهم ىشقر و اللآخرون سمر..ومنهم البيض...بصراحة لم نكن متجانسون في الشكل و اللون...فما بالك بالأهواء.!!
أنجذبت بشدة الى أخي الكبير...فهو الوحيد الذي كان يحنو علي و يحملني على أكتافه أينما ذهب.
أما والدي فكان يأخذني لصيد الأرانب البرية و قد حرص أشد الحرص أن يعلمني الصيد...صيد الأ{انب البرية..و الأسود أيضا.
كان لوالدي هواية غريبة...فقد كان يعشق صيد الأسود...و أكل قلوبها...و سلخ جلدها...ورمي ما تبقى من أحشائها..لكلاب الشوارع.
لا أخفيكم القول أنني كنت أخاف كثيرا من والدي و هوايته الدموية.
ما زلت لغاية يومنا هذا..أرتعب من منظر الدماء..بل و يغمى عليُ.
بعد فترة قصيرة من تمريني على الصيد في البراري...تفوقت على والدي ..الصياد القديم و الماهر..في الصيد..و أصبحت بطلة في الرماية.
ذات يوم إصطدنا أسدا...و إقتلع والدي قلبه,,,و أمرنا بأكله...لأنه كان يعتقد بأن من يأكل قلب الأسد..سيكون شجاعا!!!
و أكلت مع والدي..و أخي الكبير...قلب الأسد...و لكن بقية أفراد العائلة رفضوا أن يأكلوا قلب الأسد....فأصبحوا تجارا.
خلال دراستي الإبتدائية..أصابني مرض غريب...لقد كنت أمشي و أنا نائمة الى مضارب الغجر.
إحتار الأطباء في أمري...فنصح (شيخ الجامع) والدي أن يأخذني الى الشيخة أم مبروك...فلدى أم مبروك العلاج!!!!
إرتعبت من ( أم مبروك) و أحسست بأنها ساحرة شريرة رغم تظاهرها بالتقوى و العبادة...كانت أم مبروك..سببا في نفوري من الله و رسوله لبقية عمري.
قالت أم مبروك...لا بارك العقل فيها..أنني مسكونة بالجن و العفاريت!!!
ومن من أهل (حلب الشهباء) لا يصدق القحبة...أم مبروك؟؟؟
_____________________

لنرجع قليلا الى حلب الشهباء ..كما كنت أراها...بعيون مراهقة.
في قلب تلك المدينة العتيقة...المهووسة بالله و رسوله...كنت أمشي بالشورت و ملابسي الرياضية...و اللي مو عاجبو...يشرب من نهر قويق!!!!
( نهر قويق... هو نهر قديم..جفت مياهه...و أصبح مرمى لنفايات القوم.)
لم تستطع أسرتي المتشددة أن تجبرني على إرتداء الحجاب و النقاب...فكنت ملطشة العائلة..ليلا نهارا...و طالما تعرضت للضرب المبرح دون سبب.
لقد أدمنت الضرب منذ طفولتي...فحذار حذار با أبو اللبن أن تضربني بسياط كلماتك...لأن عهر كلماتك لا و لن يؤثر فيُ..لحين إنتهاء هذا العمر الساقط في دولاب الزمن.
رغم كل هذا العذاب...تفوقت في مدرستي و كنت أحصل على المرتبة الأولى في جميع المواد...ما عدا مادة الدين الإسلامي البغيضة.
لدي ثلاثة أخوات تكبرنني ماعدا أخي الكبير الذي كان بكر أمي..و الذي قد مات غريقا ..في نهر الفرات...لاحقا.
مات أخي الكبير..سندي و حبيبي و مصدر قوتي و وهج حياتي...غرقا.
لقد ذهب لتمضية عطلة الصيف عند أخوالي__ملوك القطن__في دير الزور،، وقرر السباحة في نهر الفرات...فمات غرقا.
اللعنة على الله و ملائكته و كتبه و رسله.
مات سندي و أخي و حبيبي و هو في سن الثامنة عشر...و ما زال في سوريا شباب كثر..يتذكرونه...و يبكون عليه...لأنه كان شيخ الشباب بحق.
أصبحت وحيدة، في عائلة تعج بالفتيات، و طاتلما كرهت والدتي البنات!!!!!!!!!!!!
تأزمت علاقتي مع الله ..الشرير..المجرم..الذي إختطف أخي الكبير..و الذي كان عمود حياتي و عشقها الأول..و يلعن دين هالدنيا الواطية.
لم يكن أمامي سوى أن أزرع حول قبر أخي شجرة زيتون و شجرة تين و عريشة عنب و شجرة ورد جوري أحمر...حول قبره. أي و حق الله يا شباب و يا صبايا.
جعلت حول قبر أخي الكبير حديقة أزهار...
ولكن أبي منعني من رعاية هذه الحديقة فأنا قد أصبحت في سن الرابعة عشر و أنا قد حان الوقت...كي أتنقب...كما هي حال نساء العائلة...اللعنة على تلك العائلة الملعونة.
أختي الكبيرة ( ن) كانت قد أعًلنت خطبتها..لشخص كريه..يتقي الله كثيرا..و يصلي السنة و الفرض و النوافل..ويتعبد الصنم الأكبر كثيرا!!!!!!!!!!!
حضرت زفاف أختي..و سمعت زغاريد النسوان المكبوتات...و هن يمسكن بأيديهن...فوطة الدم.
يلعن سماكن...حتى فوطة الدم تعني لكم الشرف و العزة و الكرامة...يا منايك؟؟
بعد أشهر قليلة..زارتنا أختي...و كانت حامل و على وشك الولادة.
كانت العائلة قد قررت أنه يجب على أختي الولادة عندنا...عند بيت أبوها.
كانت أختي سعيدة بحملها و ببطنها المدورة!!! و كنت أراعيها كثيرا..فهي أختي الكبيرة.
بعد أيام قليلة...جاءها الطلق...طلق الولادة...و لم يكن والدي في البيت...كان قد ذهب للصيد مع أصدقاءه.
نزلت الى الشارع كي أستأجر تاكسي من أجل نقلها الى مستشفى للولادة و كان اسم هذا المشفى...مشفى الضبيط..و كان يقع في منطقة اسمها (المحافظة) في مدينة حلب و كان اسم صاحبها ..الدكتور محمد ضبيط.
بعد أخذ و رد...مع صاحب التاكسي...وافق صاحب التاكسي على نقل أختي الى مستشفى الدكتور محمد ضبيط في منطقة المحافظة في حلب.
في هذا اليوم الأغبر...كانت المسيرات تملأ شوارع حلب!!!!!!!!!!
سألت صاحب التاكسي...ما هذه المسيرات التي تغلق الشوارع؟؟؟
فقال لي: إنها ذكرى احتفالات تشرين و تحرير الجولان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تحرير الجولان؟؟؟؟
لقد تحررت الجولان...دون علم مني...و على غفلة!!! سبحان الله محرر الأراضي!!!!
كانت المسيرات تملأ شوارع حلب...الطرقات مقطوعة...و الهتافات تزمجر بضراوة....بالدم ..بالروح...نفديك...يا حافظ!!!!!!!!!!!!!!
هنا أقف ومن هناك أمشي...و للحديث بقية














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب