الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رائحة الإنجيل

جهاد علاونه

2016 / 6 / 3
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


كلما أشعر بالحزن أتسارع أنا ودقات قلبي وعيوني إلى الإنجيل...نتسابق أيهما يفتح الإنجيل أولا...أيهما يحضنه أولا...تكون عيوني تدمع فتريد عيوني التوقف عن البكاء من خلال قراءة هذا الكتاب الذي وحده يستحق أن نعطيه لقب الكتاب...يريد قلبي أن يتوقف عن النزيف فيركض ليضم الإنجيل إلى صدري...أنا أشتم بالإنجيل لغة الاطمئنان وأشعر بالأمان...وعندما تحتار نفسي أيضا أضم الإنجيل إلى صدري وأنظر إليه كلوحة فنية...للإنجيل فضل عليّ أنا شخصيا لأنه وحده من جعلني مدنيا...متحضرا.....كنت أعيش في العصر الجاهلي مع الزناة الذين يزنون في الليل ويصلون صلاة الفجر...كنتُ أعيش مع الخطاة الذين لم يعترفوا بخطيئتهم....أنا الآن ألقي همي على الإنجيل وعلى الله وحده وكنت من قبل أُلقي همي على الناس...كنت مغفلا أطلب الرحمة من الجناة وأطلب الأمان من اللصوص...كنت أحاول أن أطلب السماح والتسامح من المجرمين الزناة بالسر الذين يرجمون الزانيات...

اشتم رائحة العطر في الإنجيل وأشتم رائحة الدماء في الكتب الأخرى...أشتم رائحة الحرية في الإنجيل وأشتم رائحة القهر والاستبداد في الكتب الأخرى...كنت أقرأ مؤلفات الشيطان ومراجعه الوثنية كنت أقرأ دستور الشيطان وأنتظر مراحمه...ولكن منذ أن عرفت الإنجيل لملمتُ أوراقي وأطعمتها للنار الجائعة...كنت أطلب الرزق من وكلاء الشيطان على الأرض كنت أطلبه من أناس لا يقدروا أن يطعموا حشرة صغيرة وجاء اليوم الذي كنت أشتم به رائحة الإنجيل فضربت على رأسي وقلت: كيف كنت أفعل هذا!!! واتهمت نفسي بالإلحاد وبالكفر واعترفت أمام الله بخطيتي وبذنوبي كلها..كنت أطلب الرضا من أناس غضب عليهم الرب...وأخيرا وليس آخرا أتيت إلى الإنجيل معترفا بخطيتي...أتيتُ إلى الإنجيل مسرعا جدا كصخرة هبطت من علِ...أتيتُ إلى الإنجيل معترفا بفسادي وبزيفي ونزعتُ القناع الذي كنت ألبسه على وجهي بكيتُ وانهارت كل قواي على الأرض ومثلُ طفلٍ جائع يبكي أمام أبيه وأمه جوعا بكيتُ أمام أبي السماوي فمد إليه يده قبل أن يمد الطبيب إلى معدتي يده...أعطاني كل شيء: الأمن والأمان والفرح كل وقت وكل حين ومنذ أن بدأتُ أحتضن الإنجيل بين جوانحي بدأتُ أشعر بالفرح حتى في الوقت الذي من اللازم أن أحزن فيه.
الآن رائحة الإنجيل تعطر ثيابي...الآن رائحة الإنجيل تعطر مكتبتي...تعطر الشوارع التي أمر بها وتعطر قلبي...الآن رائحة الإنجيل أشتمها في كل مكانٍ أذهبُ إليه حتى وأنا عائد من الأماكن المليئة بالروائح الكريهة أشتم رائحة عطر الياسمين وهي منبعثه من سماء الإنجيل..
وأشاهد جراح المسيح وهو يتحمل عني آلامي وأوجاعي....الآن بعد أن أشتم هذه الرائحة أشعرُ بأنني مطمئن على حياتي...أنا الآن أعيش في أمن وأمان دائم طالما بقيت رائحة الإنجيل تعطر أخلاقي وسلوكياتي وتصرفاتي, وتعلمت أنه لا جدوى من سياسة العين بالعين والسن بالسن..إن التسامح هو الأفضل...رائحة الإنجيل تبقى وتدوم على مر العصور...وكل العطور التي وضعتها على جسدي من صنع باريس وإيطاليا تزول من أول حالة استحمام بالماء إلا رائحة الإنجيل تبقى معي ما بقيت الذكريات...لن أنسى الذي لم ينسانا ولن أنسى الذي أطعمني من صنع يديه وتفنن في زخرفتي من الداخل ومن الخارج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قرأءٌ خرسٌ
muslim aziz ( 2016 / 6 / 5 - 02:16 )

عجيب أمر هؤلاء القراء.!!!!!!!!
23 قارئ للمقال وكلهم وضعوا لك علامة تقدير ولكن ولا واحد ترك كلمة ليحييك على ما كتبته عن الانجيل الطاهر. شيئ غريب حقا . ولكن انت قلت ان الانجيل رائحته زكية يا ابو علي. اي انجيل العهد القديم أم العهد الجديد أم كليهما؟

اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه