الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثنائي (ميترا عدنان هورو): لم نغادر الوطن حباً إنما تركنا المرابع بسبب الحربِ وانسداد الأفق

ماجد ع محمد

2016 / 6 / 3
مقابلات و حوارات


لا شك بأن مَن كان مشغولاً بقضايا شعبه فلن تثبط عزائمه الظروف القاهرة أو الأمكنة التي ينتقل إليها، باعتبار أن لديه توقٌ دائم لتقديم ما يراه مفيداً وضروريا لبني جلدته، بل ويبقى المشغول بالقضايا العامة ربما من أكثر الناس استفادةً من ملاجئ أوروبا، طالما أن ظروف الحياة هناك تساعده على تقديم ما كان يعجز عن تحقيقه في بلاده، وبهذا الخصوص كان لنا الحوار التالي مع الثنائي الفني ميترا وعدنان هورو.
ـ قبل أن أسألك عن الأنشطة التي قمتم بها بعد وصولكم الى ألمانيا بفترة قياسية جداً، هل لك أن توصف مشاعرك عندما كنت تغادر سوريا رغماً عن إرادتك؟
حقيقةً عند خروجنا من سورية وقطعِنا للأسلاك الشائكة تحت جنح الليل، وبعد دفع الكثير من الرشاوي للجندي التركي أدركنا بأننا نسفنا غصباً عنا تاريخاً بأكمله، وتركنا خلفنا ذكريات، أصدقاء، أهل وخلان وراء تلك الأسلاك، وراودنا شعوراللارجعة، أو ربما الرجعة في مستقبل بعيد جداً، لم نكن نغادر حباً إنما تركنا المرابع لانسداد الأفقِ، ووقوف عجلة الاقتصاد كلياً في البلد، فغادرنا من تحت وطأة احتلال من قِوى متعددة الجنسيات لبلدنا سوريا، بالتواطئ لا شك مع كل من يحمل السلاح أو حمل السلاح في وجه الثورة، ثورة الحرية والكرامة.
ـ كيف استطعت التأقلم بسرعة والبدء بايقاعٍ جديد في ديارٍ لازلتَ تتصور ذاتك كطائرٍ غريبٍ تحطم عشه، وبدأ للتوِ يُجمع الفسيلات لبناء عشٍ مؤقتٍ يجمع فيه شتات أحلامه؟
عندما لامست أقدامنا إحدى الجزر اليونانية برحلة ( البلم ) البلم الذي دخل التاريخ من أوسع الأبواب، بنينا أحلاماً جديدة، وحملنا معنا إلى هناك أحمال ثقيلة كهم الأب والأم والوطن، والذاكرة، والذكريات، ولكننا لا نزال نحتفظ بحب الحياة رغم انكسار الكثير من أجزائها فينا وأمامنا، تاركين الكثير الكثير من الحنين لكل شيئ في سوريا، ولكن ومن شدة توقنا للحياة، فكلما تقدمنا في القارة الاوربية كان الأمل والحلم والجروح تمتزج وتكبر فينا ومعنا .
ـ قيل بأنكم حتى في الكامبات المؤقتة لم تتوقفوا عن العمل ودأبتم على خلق شيء مميز يليق بثقافتكم السورية والكردية؟
نعم بدأ حِراكنا الثقافي في المخيم الذي أقمنا فيه مدة شهرين مع كل الجنسيات على هذه البسيطة، وبكل طاقتنا وحماسنا عدنا للرسم والعزف والغناء، حاولنا اجتياز الزمن لإيصال صوتنا ورسوماتنا وأحلامنا لكل مَن نصادفه، لكل من يحيط بنا هناك من مواطني القارة الاسيوية أو الاوربية أو الافريقية.
ـ هل فور وصولكم إلى ألمانيا ومكوثكم في الكامب باشرتم باستكمال أنشطتكم التي بدأتموها في المخيم المؤقت؟
نعم استأنفنا نشاطنا منذ أن وصلنا الى الكامب والذي سكنا فيه لمدة شهرين (كامب شوين) حيث كان نشاطنا الأول بتاريخ ١-;-٧-;- / ١-;-٠-;- / ٢-;-٠-;-١-;-٥-;- في مدرسة ثانوية، فأقمنا معرضاً لبعض اللوحات التي رسمناها داخل الكامب، وتقديم اغنيتين باللغة الكردية بحضور الطلاب والمدرسين والكثير من أفراد الشعب الالماني وبتغطية مشكورة من الصحافة المحلية في مدينة Celle التابعة لمقاطعة هانوفر ، وبعدها وبفترة قصيرة تمت دعوتنا ثانية من قبل إدارة المخيم لإقامة حفل غنائي خاص بالجمهور الألماني وتعريفهم بنوع موسيقانا وتراثنا، فقدمنا وقتها فقرة غنائية لأكثر من ساعة.
ـ فيما يتعلق بوسائل الإعلام المرئي هل تم تغطية أنشطتكم مرئياً أو ظهرتم على القنوات الألمانية؟
بكل تأكيد لقد كان لنا لقاء تلفزيوني لمدة نصف ساعة، ودار الحديث من خلال الحلقة عن كيفية القدرة على متابعة حياتنا الفنية داخل الكامب، وخاصة أننا خرجنا لتونا من بين براثن الموت في سوريا، وتعرضنا لهول الحرب، وقدمنا في الحلقة تلك ثلاث أغاني بالكردية والعربية .
ـ أكانت هنالك لقاءات مباشرة بينكم وبين الشعب الألماني خارج الكامب، وهل كان الحضور الألماني لافتاً في ذلك اللقاء؟
حقيقة فبعد خروجنا من الكامب تمت دعوتنا الى حضور لقاء مع الشعب الالماني واللاجئين السوريين، وكالعادة دار الحديث عن المآسي وظروف الحرب والسياسة بوجهٍ عام، وكيف تحولت ثورة سلمية الى ثورة مسلحة أفقدت الكثير الكثير من نضارة شعارتها، وكذلك تكم التطرق إلى كيفية متابعة حياتنا هنا، أما من جانب الجمهور صراحةً فلقد فوجئنا به إذ أن الحضور كان حوالي ٨-;-٠-;-٠-;- شخص.
ـ قيل بأنه بجانب العزف والغناء لديكم ميول بصرية، ولكم معارض فنية قبل أن تطرقوا أبواب اللجوء هل لكم أن تتحدثوا عن ذلك المعرض؟
في عفرين كنا قد أقمنا عدة أنشطة وافتتحنا صالة وملتقى باسم كلاويج ( gelewêj) وقد كان الملتقى مخصص للأنشطة الفنية والثقافية، وفي الافتتاحية أقمنا فعالية للصور الضوئية بتاريخ 29/4/2013 وكانت الفعالية مهداة إلى روح الشاعر العفريني الراحل حامد بدرخان، وبهذا الصدد يطيب لي أن أذكر أسماء أهم من ساهموا معنا في مشروع كلاويج بعفرين وهم: عبدو ليلاف، دلشان قره جول، أمينة بري وحسين ابراهيم، وقد لا تسعفني الذاكرة لتذكر كل الفعاليات التي قمنا بها في عفرين، وتزامناً مع الأنشطة الفنية عملنا في مشروع الأرشفة التراثية للمنطقة، وجمع الأغاني الفلكلورية فيها قبل أن تصفعنا أمواج المغتربات، أما في بلاد اللجوء حيث أقيم لنا معرض فني في مركز رعاية الأسرة ( F A B I ) بمدينة سيللي Celle وطبعاً رافقت وسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع كل تلك الأنشطة في مقاطعة هانوفر .
ـ حسب ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي أنكم شاركتم بأعمال مسرحية أيضاً إلى جانب الغناء والرسم هلا أخبرتمونا عن تلك المشاركة؟
صحيح ما أشرت إليه ففي ١-;-٨-;- / ٣-;- / ٢-;-٠-;-١-;-٦-;- بدأنا بالمشاركة بعرض مسرحي باللغة الألمانية، وكانت مشاركتنا تتضمن الغناء والموسيقا باللغة الكردية عن خراب البيوت والتهجير والأمل في إعاة البناء والتحدي لبلدنا، والأغنية الثانية عن الحنين والذكريات، حيث كان موضوع المسرحية المقدمة عن تدفق اللاجئين بعد الحرب العالمية الثانية مثل البولنديين والبولونيين، ومن ثم تدفق الأتراك في الستينات والسبعينات وظهور قوميتن والتنافر بينهما أي الأتراك والأكراد والمشاكل الدينية التي رافقتهم، ومن ثم تدفق الكثير من اللاجئين من بوسنة وليتوانيا ودول البلقان في التسعينات وصولاً الى استقبال السوريين بسبب الحرب، وكذلك ظهور القضية الكردية من إطار محلي ضيق إلى إطار العالمية وخاصة من خلال مقاومة كوباني، وأيضا ظهور العنصر النسائي الكردي وبروز دور المرأة الكردية المقاتلة في الحرب ضد المتطرفين.
وننوه بأن ذلك العرض المسرحي تم تقديمه حوالي ٢-;-٥-;- مرة على أقدم مسرح لايزال يعمل منذ ٣-;-٥-;-٠-;- سنة داخل قلعة سيللي نفسها ووفق المؤرخين أن هذه القلعة عمرها ٩-;-٥-;-٠-;- سنة.
ـ فيما يتعلق بالثقافة الكردية عموماً والمرأة الكردية على وجه الخصوص هل قمتم بأي نشاط يشير أو ينير ذلك الجانب؟
بكل تأكيد فقد تم دعوتنا من قبل نقابات اتحاد العمال في مدينة اسمها فين هاوسن وكانت الفعالية مخصصة لمناسبة عيد العمال، والحديث عن روجافا، ونضال الشعب الكردي ضد النظام من جهة وضد التطرف الاسلامي من جهةٍ أخرى، فمن جانبي تحدثت عن عدة جوانب اقتصادية واجتماعية في المناطق الكردية، وعن حرمان هذا الشعب منذ عدة عقود من أبسط حقوقه القومية، وعدم إعطائهم حتى حق امتلاك الهوية وهو حق من أبسط حقوق الانسان.
أما ميترا فقد تحدثت عن الجانب النسائي حيث تكلمت عن الجانب الذي أثبتت فيه المرأة الكردية حضوراً عالمياً من خلال مشاركتها في حمل السلاح ضد الحركات المتطرفة، وكيف أثبتت جدارتهاعلى العمل في كافة المجالات بحانب الرجل، وفي الختام قدمنا فقرة غنائية لمدة نصف ساعة، والأغاني بمجملها كانت باللغة الكردية، شملت عدة محاور مثل الوطن، الدمار، الامل، التفاؤل، الغزل والفلكلور.
ـ حقيقة لايمل من الحديث معكم باعتبار أن أغلب أيامكم كانت حافلة بالفعاليات، مقارنة بالعمر الزمني القصير فيما يتعلق بتواجدكم هناك، وليس من باب التقريظ أقول ولكن يبدو لي بأنكم أقمتم بالأنشطة في فترة قياسية مقارنة بما قام به من سبقوكم الى تلك الديار منذ سنوات، فهلا أخبرتمونا عن آخر الأعمال التي قمتم بها ؟
شكراً لكم على هذه الإلتفاتة والمقارنة، أما آخر الأنشطة التي قمنا فكان أولها بتاريخ ٧-;- / ٥-;- / ٢-;-٠-;-١-;-٦-;- حيث شاركنا بمهرجان الربيع مع فرقة كورال طلابية مؤلفة من خمسين شخص، وقمنا بتقديم أغاني ألمانية وكردية لمدة ساعة وكان مهرجان الربيع تحت عنوان التمازج Mixit ، والنشاط الآخر فكان بدعوة من أحد فرق الكورال في منطقة ( آشدا ) Ashede وقدمونا خلال الحفل كضيوف للتعارف على ثقافات الشعوب الأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية | #عاجل


.. إسرائيل تعرض خطة لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع عشائرَ محلية |




.. أصوات ديمقراطية تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الانت


.. انتهاء مهلة تسجيل أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابا




.. إيلي كوهين: الوقت قد حان لتدفيع لبنان الثمن كي تتمكن إسرائيل