الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصلاح حاجة آنية ملحة

حواس محمود

2005 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الحديث عن الإصلاح في سوريا(والعالم العربي ) ينبغي أن يبدأ أولا بالأسباب الحقيقية التي تدعونا إلى الإصلاح فالإصلاح يعتبر حلا لمشكلة قائمة فكيف نقوم بحل مشكلة
ما لم نعلم جيدا عناصرها وحيثياتها وملابساتها ، لذلك فان الحديث عن الإصلاح ينبغي أن يتركز أولا على الإشكالات والظروف القائمة التي يتخللها
الخلل والفساد والأمراض الاقتصادية والاجتماعية ذوات العلاقة بحالة سياسية ينتابها القلق واللا توازن والتأرجح
إن التحديات الخارجية ليست شيئا طارئا على الساحة الدولية فالأمم والشعوب والحضارات كان يتهددها خطر خارجي منذ أقدم العصور التاريخية ولكن الأمم الحية القوية والديناميكية كانت تقاوم هذه التحديات بتقوية البناء الحضاري الذاتي ، هذا البناء الذي هو دائما الدعامة الأساسية في وجه أي تحد
خارجي سواء القديم منه أو المعاصر
إن المجتمع الحيوي المتجدد يقوم بمراجعة منظوماته الفكرية والاقتصادية والاجتماعية بصورة مستمرة مواكبا تطورات وتحولات الظروف الموضوعية
من اجل بناء ذاتي قوي ولكي يمتلك القدرة على الحركة والفاعلية ولكي يستطيع التكيف مع المستجدات والظروف بدون أن تتجاوزه هذه الظروف والمستجدات أي لكي لا يتخلف عن اللحظة التاريخية
وما دمنا نتحدث عن سوريا ( التي تتعرض للتهديدات الأمريكية وغيرها ) سوريا التي ينبغي أن يتشكل فيها مفهوم جديد معبر عن كافة القوى والشرائح السياسية والثقافية والاجتماعية ، هذا المفهوم أسميه "الوطنية السورية " أي كل مواطن وطني بقدر ما يستطيع خدمة بلده سوريا وعلى ذلك يحق له حقوق المساواة مع أخيه السوري مهما كان دينه أو قوميته أو أيديولوجيته ، فنحن الآن في عصر الكفاءة والقدرة على العطاء ولسنا في عصر الامتيازات
المحتكرة بدوافع أيديولوجية أ وغيرها ولذلك فلا يمكن لإنسان سوري ينتمي إلى حزب معين أن يتميز عن إنسان أخر ينتمي لحزب أخر (سواء ضمن الجبهة أو خارجها ) إلا بعمله وكفاءته وقدرته على خدمة بلده مهما علا شأن هذا الإنسان في المرتبة الحزبية ( السياسية )
أو الاقتصادية أو الدينية أو العشائرية أي بصورة مختصرة ( الإنسان المناسب يجب أن يكون في المكان المناسب)

سورية اليوم تحتاج إلى مؤتمر وطني يضم كافة الشرائح والقوى الوطنية للتباحث حول الأزمات والإشكالات الموجودة في الواقع السوري ,ولايمكن قبول (ولا بأي حال من الأحوال ) المعالجة الجزئية الترقيعية الهروبية بأن هناك أزمة اقتصادية والإصلاح يجب أن يكون في البداية اقتصاديا أو إداريا فمن الذي سيصلح هل هم الفاسدون اقتصاديا أنفسهم ؟ أم أن الذي يصلح هو الذي لم تتلطخ يده أو عقله أو ضميره بالفساد الذي أدى و يؤدي إلى انتشار الفقر والمرض والجهل ,إن المعالجة السياسية الشاملة تتطلب مجتمعا قويا وكبيرا قوامه السياسيون الفعالون والمثقفون والكتاب والباحثون والأكاديميون والجامعيون والأكفاء القادرون على وضع اللبنات الأساسية لوطن يجب أن يتعافى من مرض خطير هو الفساد الذي يهدد الدولة والمجتمع , إن البطء والتلكؤ والتسويف الذي نجده الآن لن ينفع سورية ولن يجنبها التحديات الخارجية ، إن الانطلاقة يجب أن تكون نابعة من الداخل و حاجات الداخل بعيدا عن أي ضغط خارجي بل أن العوامل الخارجية يجب أن تشكل سببا إضافيا للإسراع في العملية الإصلاحية
ولا ننسى جدل العلاقة بين الإصلاح والديمقراطية فلا إصلاح من دون ديمقراطية ولا ديمقراطية من دون إصلاح، وبالاستناد إلى هذه العلاقة الجدلية فنحن نحتاج إلى أجواء الحوار والتسامح والديمقراطية و احترام الرأي والرأي الآخر، الإصلاح يتطلب تجاوز ثقافة الريبة والخوف والكبت إلى ثقافة الحرية والتطور والازدهار نحن نحتاج إلى تواجد حالة من السلم الاجتماعي تضمن للإنسان حالة من الاطمئنان والارتياح والثقة بالنفس وبالآخر لأن الإنسان المتوتر لن يستطيع إنتاج أي شيء وأن أنتج فإنما ينتج بأقل طاقة وبأقل إمكانية وبأقل أبداعية ويتطلب الأمر حرية النشر والصحافة والرأي والتعبير والعمل السياسي لكل القوى الممثلة لكافة الشرائح السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سورية 0
ولابد من الإشارة إلى أن وتيرة التحديات الخارجية تفوق سرعة وقوة وحركية من وتيرة العمل الإصلاحي الداخلي في سورية والعالم العربي برمته، ولا يجب أن يكون الإصلاح تابعا لشريحة أو مجموعة فقط وإنما من حق أي قوة أو شريحة المساهمة في ثقافة الإصلاح والعمل الإصلاحي طالما أن هذا العمل يصب في خدمة وتطور سورية 0

العنوان : سورية القامشلي ص ب 859 حواسمحمود [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة