الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطر والعراق وصدّام

واصف شنون

2005 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


في حادثة رياضية قديمة ،قام جمهور كرة القدم القطريين بتمزيق العلم العراقي الذي كان صدّام يحارب تحت رايته الخميني وثورته الإسلامية التي تدق أبواب الشرق العربي كما زعم الإعلام العربي برمته ،وحينها هاجم الإعلام العراقي قطر والقطريين بأوسخ الكلام متمثلا ً بمقال لسعد البزاز الذي كان يترأس واحدة من صحف البعث الرسمية .

جرى ذلك في زمن حرب وقوة وعنف وسلاح فتاك وجيش مليوني وثروة ودعم دولي وعربي وإقليمي لحرب صدّام دفاعا ً عن البوابة الشرقية للعروبة ..!!،وكان في قطر الأمير الوالد...الذي قيل إنه إعتذر لصدّام عن تلك الحادثة الأخوية ...ووعد بعدم تكرارها ...

في أواخر تسعينيات القرن المنصرم ،أسست قطر قناة تلفزيونية فضائية،ليس غرضها محو أمية العرب الديمقراطية وتعويدهم على حرية الكلام وعدم الإنتقاص من النساء والإنفتاح الواسع على المدنية الحديثة ،كما هو المعلن من أمر تلك القناة ،بل لكي يقول الأخرون إنها أفضل من قطر السابقة تحت حكم الأمير الوالد،وكانت قد إنفتحت أول ما إنفتحت على الدولة العدوة اللدودّة لقناتها الديمقراطية تلك ،وكذلك قامت بشراء بعض الرياضيين الفقراء الأفارقة ليمثلوها في المناسبات الرياضية العالمية مما أحدث مشاكل مع دولهم ،وكنت قد فوجئت وأنا أتابع أولمبياد سيدني عام 2000
حينما شاهدت رافع أثقال قطري أشقر الشعر ،عرفت بعدها إنه بلغاري ،كما شبهت قطر نفسها يوما ً ما بمصر وأعلنت حربا ً إعلامية كادت بها أن تزيل الإهرامات من وجه البسيطة .

قام الحلفاء بتحرير الكويت من جيوش صدّام عام 1991 ،اثر ذلك هب العراقيون في إنتفاضة حزينة لها مسببات فشل منطقية ،غادر أكثر من 50 الف عراقي ديارهم ومدنهم وقراهم هربا ً من الحرس الجمهوري الصدامي،وتمركزوا على الحدود السعودية ،ثم عاد من عاد منهم ،واستقر 30 الف منهم في مخيم رفحاء الصحرواي السعودي لمدة جاوزت العشرة أعوام للبعض منهم ،لم يشهد سكان المخيم زيارة لقطري واحد أو لم نسمع بأية مساعدة معنوية من الأشقاء القطريين !! لا على الصعيد الأعلامي ولا السياسي أوالإجتماعي المدني ..!!،لكن قطر بأميرها وشعبها إستقبلت ساجدة طلفاح زوجة صدّام ،وعينت الدعيّ محمد سعيد الصحاف مستشارا ً فخريا ً لقناتها الفضائية الديمقراطية ،وأخيرا ً بعثت بالمواطن العادل نجيب النعيمي لكي يقوم بإرساء العدالة في العراق ..،والأمر يبدو لي صحيحا ً خاصة وأنا أعيش في بلد تحكمه القوانين فتعلمت عادة الخضوع للقانون في كل شي ء،فالأخير هو في العراق لإحقاق محاكمة عادلة تتفق مع قيم العدالة الدولية .

شعرت ُ بالأسف على النعيمي وأمثاله حينما ظهر في لقاء مع قناة فضائية ديمقراطية إخرى ليقول ،إنه بصددّ إعلان براءة موكله من تهمة الدجيّل ،وحين سأله المذيع ..وهل سيطلق سراحه ؟ أجاب رجل العدل (نعم ..ولا أستبعد أن يرشح نفسه في إنتخابات قادمة ،ففي العراق كما فهمنا الكثير من مريديه )وقد تناسى النعيمي ماجرى لأشقائه العراقيين على يد موكله البرىء ،وأكد إن العراق تحت إحتلال قوات عسكرية ...والمحكمة غير شرعية ..!!

فوجدت أن أذكره من إن أمير بلاده إغتصب الأمارة من الأمير الوالد ..الذي بدوره كان قد إغتصبها من إبن عم له ،وبكونه ممثلا ً للعدالة والشرعية فعليه أن يبدأ من تراب قدميه ومرآى عينيه وأسماع أذنيه ومن محيطه الذاتي الذي تعشعش فيه عبودية الإنسان وهوانه ،إن قطر لايتطلب إحتلالها جيوش إمبريالية صليبية صهيونية جرارة !!،بل يمكن إحتلالها بمكالمة هاتفية واحدة ..،لعل النعيمي يحتج فيدعي الحقيقة ليقول أن قطر قبيلة وليست كالعراق دولة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة