الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وضع الأزمة مستمر ولا حلول ممكنة في الأفق

بشير الحامدي

2016 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


وضع الأزمة مستمر ولا حلول ممكنة في الأفق
في تونس قوى الانقلاب نجحت في:
ـ الابقاء على جهاز قضاء بن علي كاملا دون تغيير ودون محاسبة على ما قام به هذا الجهاز والعاملين فيه من تجاوزات وجرائم حق عام وجرائم سياسية على امتداد 23 سنة دون الحديث عن الفترة البورقيبية .
ـ الابقاء على جهاز قمع محمي بمنظومة قوانين تجرم الدفاع عن النفس والكرامة والحريات بكل أنواعها في وجه هذا الجهاز الذي يقوم عليه مجرمون جعلهم 23 أكتوبر وما قبله وما بعده يفلتون من المحاسبة.
ـ حماية طبقة من وكلاء رأس المال تربت في أحضان بن علي والطرابلسية تتحكم بقوة المال وفي الظل في دواليب الحياة الإقتصادية والسياسية بعد 14 جانفي 2011 هذه الطبقة كما سبحت ودانت لبن علي هي اليوم تسبح وتدين لحزب العمالة النهضة.
ـ حماية بيروقراطية من البوليسية ومن الجيش من أصحاب الرتب العليا تدير جهاز مخابرات ساقط بيد المخابرات الصهيونية والأمريكية والغربية يقود الانقلاب ويشرف على كل حركة ويخطط لكل شيء بأيدي طليقة جدا .
ـ تثبيت جهاز إعلام أو منظومة إعلامية ملونة ممولة من مراكز النفوذ المالي بأجندا مخابراتية لتوطيد أركان الانقلاب و تبييض كل الجرائم.
ـ رعاية بيروقراطية نقابية فاسدة تلعب دور الحارس على الخدامة لصالح الأعراف الرأسماليين والدولة
ـ التمكين لمعارضة برلمانية "كرتونية"لا دور لها سوى تزيين الانقلاب الديمقراطي بكثير من النباح في البرلمان.
هذا كل ما هناك وهنا بالضبط معنى نجاح قوى الانقلاب
أما ما بقي من لغو هنا وهناك
في باردو أو في قرطاج أو في القصبة أو ما تقوم به الأحزاب أو الاتحاد العام التونسي للشغل
أو ما تروج له التحالفات والجبهات من كل لون فهو ليس إلا تلك اللعبة التي تشرع للأجهزة الخمس التي ذكرت كي تبسط نفوذها وتكرسه كأمر واقع لأن تلك الأجهزة هي وحدها المالكة للسلطة والمتحكمة في شروط اللعبة السياسية وما الآخرون إلا ديكورا.
لذلك أقول:
ليس مستبعدا أن يفضي كل هذا على المدى المتوسط إلى توطيد أركان النظام ولكن المؤكد أن ذلك ليس إلا طور من أطوار الصراع الذي سرعان ما سيدفع إلى مسرح الفعل الثوري الجماهير اليائسة من تغيير وضعها والمسلحة بوعي كلِّ ما تقدم ولا تتوقف ودون أن تنجز ما عليها أن تنجز فتطيح بالجميع سلطة ومعارضة لأنه لم يبق لها إلا أن تقلب الأمور جميعا لصالحها وضد رأس المال و أجهزة رأس المال ودولة رأس المال.
مثل هذا الوضع ليس مستبعدا فالأغلبة ليست النهضة و منتسبوها ولا نداء تونس ومنتسبوه ولا النهضة والنداء معا الأغلبية هي الملايين التي لا تملك والتي يتضاعف بؤسها وعجزها عن ضمان الحد الأدنى من الحق في الحياة
هذه هي الجماهير وهذه هي القوة التي ستقلب كل المعادلات يبقى فقط أنه مطروح عليها التسلح بدروس فشلها السابق والمقاومة بشكل مستقل عن النظام وأجهزة النظام وهذا الدرس هو ذاتي و ستستنتجه من خبرتها الخاصة ومن منعرجات الصراع ومن مواجهاتها اليومية.
17 ديسمبر لم يكن حلما إنه كان حقيقة ملموسة لذلك هو مستمر.
ــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت