الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحالفات السياسية بين الاحزاب الكردستانية سابقا و حاليا

أحمد حامد قادر
كاتب و صحفي

(Ahmed Hamid Qader)

2016 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


التحالفات السياسية بين الاحزاب الكردستانية سابقا و حاليا
السؤال الذى يفرض نفسه. هو هل ان التحالفات حدثت استجابة لمتطلبات أوضاع الحركة التحررية الكردية؟ و قبل الخوض فى تفاصيل جواب السؤال اعلاه. أقول حدث فى أواسط شهر ايار الماضى 2016. اتفاق ثنائى بين الاتحاد الوطنى الكردستانى و حركة (كوران –التغير) دون مشاركة حزب الديمقراطى الكردستانى.
جاءت هذه الاتفاقية نتيجة للخلافات العميقة التى وصلت الى ذروتها فى شهر تشرين الاول من عام 2015 بين كل من الاتحاد الوطنى الكردستانى و الحزب الديمقراطى الكردستانى من جهة و بين حركة التغير و حزب الديمقراطى الكردستانى من جهة اخرى. الامر الذى يفسره معظم الناس المستقلين بأنه اتفاق ضد الحزب الديمقراطى الكردستانى!! و بالتالى فهو سيؤدى الى تفرقة قوى الحركة التحررية الكردية و ليس الى توحيدها و تقويتها. فى وقت الذى, أو فى هذه الظروف التى يواجه الشعب الكردى و العراقى عموما عدوا شرسا يسيطر على مناطق واسعة فى أقليم كردستان وهو ينوى ضم هذا الاقليم (ولاية موصل العثمانية) سابقا الى دولة الخلافة الاسلامية التى يعمل من اجلها.
ولنعد الى بداية عقد الثمانينات ونستعرض التحالفات التى حدثت بين القوى السياسية الكردستانية التى تخض حرب الموت أو الحياة ضد نظام صدام. فعقدت جبهة (جود) بين بعض أطرافها دون مشاركة الاتحاد الوطنى الكردستانى, الذى كان طرفا رئيسيا فى الثورة الكردية مما زاد فى الطين بلة كما يقال. وفى فترة لاحقة عقدت جبهة (جوقد) بين اطراف اخرى ولكن بدون مشاركة الحزب الديمقراطى الكردستانى الذى هو ألاخر كان كان طرفا أساسيا فى الثورة. فعمقت الخلافات وأدت الى التصادم بدلا من ان تؤدى الى توحيد القوى و تعزيز دورها!!
وأتذكر ان (صدام) قد قال طاعنا الاطراف الكردستانية بقوله مفاده "لو كان بهم خير لأتحدوا فيما بينهم" و هذا يعنى بكل بساطة ان الثورة الكردية ضعيفة لاخوف منها!!
وعندما أشتدت حملات الانفال ضد الشعب الكردى و تم حرق و تدمير آلاف القرى. وانتكست الثورة و تراجعت الى الحدود الايرانية. أنتبهت و شعرت أطراف الحركة بضعفها و حاجتها الملحة الى توحيد صفوفها و قواتها لمجابهة تلك الهجمة الشرسة الدامية. فعقدت الجبهة الكردستانية فى 12/6/1988 وضمت اليها معظم القوى و الاحزاب المشاركة فى الثورة. وكانت من نتيجتها انتفاضة آذار 991 و من ثم طرد فلول قوات صدام من معظم منطقة كردستان العراق. واجراء انتخابات حرة لانتخاب أول مجلس تشريعى فى آيار 992. ومن ثم تشكيل اول حكومة فى أقليم كردستان فى أواخر تلك السنة. ولكن هذه الجبهة التى لم تزل الوحيدة من نوعها لحد هذا اليوم لم تلبث ان فككت من قبل الحزبين الرئيسيين و اتفقا على تشكيل حكومة المحاصصة (50 +50 )!! والتى هى الاخرى لم تدم طويلا. حيث بدأت الخلافات و المشاحنات تظهر و تشتد فأدت الى نشوب حرب داخلية طاحنة و دموية بين الحزبين الحاكمين و ذلك فى 1/5/994. فرجعت الامور الى أيام سيطرة صدام. من حيث القتل و التشريد و الجوع و المآسى. فأستمرت هذه الحرب. رغم المحاولات العديدة و المخلصة لانهائها. الى أن تدخل فيها الولايات المتحدة الامريكية و تمت المصالحة بينهما و تصافحا على يد وزيرة الخارجية الامريكية (مادلين اولبرايت) فى 8/9/ 998 !!!
وكانت من نتيجتها خلق الظروف و الارضية الصالحة للتدخل الاجنبى والاقليمى و الدولى سياسيا و اقتصاديا وعسكريا فى شؤون الاقليم. الامر الذى أدى الى خلق عامل رابع من العوامل المعيقة و المعرقلة لتوحيد جبهة القوى الكردستانية. و أقصدد بالمعوقات 1- الحزبية الضيقة 2- حب السيطرة و التسلط 3- الاستحواذ على أكبر حد ممكن من الثروات و الممتلكات. واظيف اليها كما وردت أعلاه. التدخل الخارجى السافر كمعوقة رابعة و مؤثرة!!
وبعد عدة سنوات عقد اتفاق بين كل من الاتحاد الوطنى الكردستانى و الحزب الديمقراطى الكردستانى سمى بالاتفاق الاستراتيجى و ذلك فى 27/4/2007. ولم يدعى أى من الاحزاب الاخرى للانضمام اليه. ورغم ذلك فكان عند حسن الظن القوى الاخرى و ساعد بشكل ما على الهدوء والاستقرار السياسى و الاجتماعى و تحسن الوضع المعاشى للمواطنين...
الا ان الخلافات و أقصد العوامل الاربعة أعلاه. وبالاخص العامل الرابع الخارجى. بدات تظهر مجددا و خاصة عندما ظهرت حركة التغير فى الساحة السياسية ... وبعد انتخابات نيسان 2014 مباشرة. ففى البداية كانت الخلافات بشأن كيفية تشكيل حكومة الاقليم التى أستغرقت عدة شهور. و فيما بعد بشأن اعادة صياغة دستور الاقليم و تعديله. وكذلك كيفية انتخاب رئيس الاقليم. وامور مالية أخرى. شكلت الجان و عقدت اجتماعات خماسية و ثلاثية و ثنائية لمعالجة تلك المشاكل ودامت أشهر عديدة لغاية بداية الشهر العاشر من سنة 2015. حيث أدت الاصتدامات و حرق المقرات. ومنذ ذلك الحين. تعطل البرلمان و الدستور ومسألة رئاسة الاقليم. و دخل الاقليم فى عدة أزمات مجتمعة أهمها. الحرب ضد داعش والازمة المالية و الاقتصادية العميقة و كذلك التفكك الادارى و كانت النتيجة الاتفاق الثنائى بين (أوك و حركة التغير) كما أشرت اليه فى المقدمة..... و جدير بالذكر ان الاحزاب الاسلامية اخذت تستغل هذا الفراغ السياسى لتشكيل جبهة ثالثة!!
عاى أى حال يعيش أبناء الاقليم اليوم فى بحر من الفوضى السياسى و الادارى و الاقتصادى لم يسبق له مثيل و لا يحمد عقباه!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف