الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‏الحزب الستاليني الخارق .... من حزب البعث الى الثورة السورية

فارس الأسعد

2016 / 6 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



على الارجح ستكون المرة الاولى في التاريخ التي تصل فيها طبقة فقيرة دنيا من الفلاحين والرعاة الجبليين الى السلطة في سورية عبر حزب قومي ومن ثم عبر انقلابات عسكرية، لكن هذه الطبقة من الفلاحين والرعاة الجبليين الذين صاروا عسكراً لم يكتب لهم البقاء في السلطة لولا تحالفهم مع طبقة التجار في المدن الكبرى والطبقة الوسطى من المتعلمين والمثقفين واصحاب المهن في هذه المدن .
هكذا اثبت الحزب الستاليني )الشيوعي والبعث) انه يمكنه تغيير التاريخ وخرق قوانينه الطبقية ليس فقط بوصول طبقة فقيرة الى السلطة ولكن ايضاً ببقائه متشبثاً بالسلطة، ولعل العلم الحديث بما وفره من وسائل اعلام ودعاية وقمع واساليب اقناع واحتيال سياسي واقتصادي وفر قدرة كبيرة على المراقبة والضبط والتحكم بالمجتمع حتى صار التفكير بإزاحة هذه السلطة او الطبقة الفلاحية العسكرية من مكانها اشبه بالحلم، الامر الذي جعل االبعض من المناضلين السوريين الذين اكتووا بنار هذه السلطة البعثية الستالينية يقولون أنه من الاسهل تحرير فلسطين عشر مرات من تحرير سورية من السلطة الاسدية ؟
خرج الشعب السوري في ثورته عفويا بعد ضغط استمر اربعين سنة، خرج الفقراء وابناء الطبقة الوسطى الذين احيلوا الى الفقر بفعل السياسات الجائرة بحق المزارعين وبفعل الجفاف. خرج الفقراء من جديد بعد عقود من الصمت والرضوخ محاولين الاستيلاء على السلطة، لكن هؤلاء الفقراء لم يخرجوا من الثكنات العسكرية في البداية بل من الجامعات والارياف ولم يخرجوا ثائرين من ضمن تنظيم حزبي او سياسي على خلاف فقراء الجبل قبل نصف قرن، إنهم ريفيون مثلهم، لكنهم على اطراف المدن كما انهم رغم تعطشهم للسلطة وهذا حقهم لا يوجد لديهم مظلومية تاريخية مثلما كان لأولئك ... غير ان الظروف الاقليمية والدولية كلها على ما يبدو تقف في وجههم ..
انحراف في الغاية والخطاب الثوري:
خرج الشعب السوري بلا دليل سوى الرغبة بالانعتاق من سجنه الكبير ورغبة بالتنفس والشعور بالذات الحرة واسترداد الكرامة المهدورة بفعل الخوف والرضى بالامر الواقع، خرج هذا الشعب بلا منهج ولا استراتيجية ولا برنامج للثورة ، فلم يرفع شعار المطالبة بلقمة العيش والعدلة رغم انه كان على اعتاب الفقر لكنه رفع شعار الحرية والكرامة، وشيئا فشيئا تغلّبت الافكار الدينية والطائفية على خطابه اليومي بفعل تأثير وسائل الاعلام المناهضة للنظام وسائل اعلام بعضها من الثورة بعضها محوب على الثورة وما هو منها وليس لها غايات كغايات الثورة .... فصارت مطالب باسقاط النظام العلوي لأن الوعي الذي يصدر عنه ملقمي وملقني تلك الوسائل الاعلامية وعي مذهبي بعيد عن مطالب الثورة السورية وهم ربما بعيدون عن واقع سورية كونهم عاشوا سنوات طويلة خارجها ... كما يصدرون عن فكر غير سوري بعضه اسلامي اممي ليست سورية بالنسبة له سوى تفصيل في لوحة عالمية قد تراعى وتكون لها اولوية احيانا وقد لا يكون لها الاولوية غالباً بالنسبة لبقية بلدان العالم الاسلامي التي يعمل هذا الفكر والاشخاص على خدمتها، ويصدر الجناح الثاني من هذه الافكار الطائفية عن فكر اشكالي حتى داخل المنظومة الاسلامية يعتبر مفهوم الوطن والديمقراطية وحقوق الانسان افكار غربية كافرة ....
الثورة علم وفن : تجديد خطاب الثورة
قد يكون انحراف الخطاب هو احد مقاتل الثورة السورية إن لم يكن اهمها، فالانحراف في الوعيي وتشكيل الوعي الثوري هو المحرّك الاول لبقية الانحرافات، وهو ما سمح للغرباء الدخول عىل الثورة بمساعدة قوى اقليمية وبمساعدة النام نفسه، ليست داعش سوى النموذج الاكثر سطوعا في هذا المجال، وهو امر يدعونا للتفكير من جديد باهداف وغايات ثورتنا ويدعونا لوضع برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي وفكري للثورة بكل تفاصيله الدقيقة، لأن الثورة علم كأي منشط وعمل معاصر، مثلما النظام القمعي والدولة الديكتاتورية تقوم على علوم وعلماء يتقنون تدجين المجتمع والسيطرة عليه ونهبه وإيهامه.
لابد من العودة الى تأكيد منطلقات الثورة السورية الا وهي الحرية والكرامة لكن لا بد من تبيان غاياتها وهي العدالة والكفاية كما لابد من وضع برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي يشرح كيفية الوصول لهذه الغايات ويوزع المهام
ثلاثة احتمالات كارثية لمستقبل سورية:
على هذه الحال التي وصلت اليها الثورة وسورية هناك ثلاث احتمالات في سورية الآن وكلها كارثية الاحتمال الاول ان يتم تقسيم سورية تحت دعوى الفدرالية او الدولة الاتحادية ما يعني هروبا من مواجهة الاستحقاقات القادمة والقائمة، استحقاقات التنمية والاعمار والارهاب والطائفية والتشرزم باتجاه تكريس ضعف كل قسم من هذه الاقسام بحيث يواجه مآسيه وكوارثه لوحده، بدل ان يعمل كل السوريون لعللاج هذه المأسي، وبحيث يكون قسم ينال الغنم وقسم يتحمل الغرم ويدفع مزيد من السنوات والجهود كي يقوم وربما لن يقوم، وهو ما يبني دويلات فاشلة سورية، بينما يكون هناك دويلات تتركز فيها التنمية على حساب دويلات اخرى، وهو يعني مزيد من التوتر والصراع بين هذه الدويلات على كل شيء ... الاحتمال الثاني بقاء بشار الاسد ونظامه بعد كل هذه الخراب والدمار والنزوح والموت والمعاناة المستمرين ثلاث سنوات ونصف مما يعني فشل الهدف الاول للثورة اي اسقاط النظام الديكتاتوري الاسدي والاحتمال الثالث وهو الاسوأ والاعظم وهو تقسيم سورية فدراليا او اتحاديا وبقاء بشار الاسد ونظامه، ويبقى احتمال آخر غير كارثي هو سقوط بشار مع نظامه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو