الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصفور الذي تحول إلى نسر

أسعد العزوني

2016 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون الذين كانوا يقبعون في المعتقلات الفسطينية في سبعينيات القرن المنصرم على الأقل ، يعرفونه جيدا ، ويحفظون حركاته ورمشات عينيه عن ظهر قلب ، فهو العصفور الذي كان ينزل عليهم مثل البراشوت ، ليتجسس عليهم ، ويلتقط منهم ما لم يعجز المحقق الصهيوني البشع من إنتزاعه ، ولم لا وهو الشاب الفلسطيني صغير السن الذي تردد على المعتقلات الإسرائيلية، علما أن "سجنه " من قبل سلطات الإحتلال لم يكن لأسباب ثورية أو وطنية ، وإنما بهدف إلتقاط المعلومات التي يعجز عنها المحققون الإسرائيليين ، وهذا النوع من السجناء كان يصنف على أنه "عصفور" ، ولذلك كان لقب صاحبنا الذي نتحدث عنه هو العصفور!!!
عرفناه بداية الإحتلال عندما جاء مع مجموعة من العمال الغزيين للعمل في المصانع والمزارع الإسرائيلية ، وكان معدما ويشكو حتى البؤس من بؤسه ، وقد إلتقطته الموساد الإسرائيلي ونظمه ، وفرضه على المعتقلات الإسرائيلية أكثر من أحد عشر مرة ، لا لمعاقبته على مشاركته في عملية فدائية لا سمح الله ، بل للتجسس على المعتقلين الفلسطينيين الذين دوخوا المحققين الصهاينة.
إكتسب هذا العصفور-النسر شهرة لتكرار مرات سجنه ، ووصل صيته إلى تونس حيث تقيم القيادة الفلسطينية بعد إخراجها عنوة وغدرا وحيلة من بيروت أواخر عام 1982 بتآمر مع نظام "...."في دمشق آنذاك ، الذ كان يستحق وعن جدارة جائزة الأوسكار في تلويث الأثير بالشعارات القومية وحب فلسطين، وقد إستدعي للقاء القيادة ، وغادر ب"الشبشب " لأن آثار "نعمة "التجسس لما تظهر عليه بعد ، وإلتقى مع القيادة ، ولا ندري بالضبط ما الذي لقنه إياه الموساد ليخاطب به القيادة الفلسطينية ، لكن كل ما نعرفه أنه إرتقى في سلّم "المجد" ، وأصبح له شأن كبير ، وزد على ذلك انه كان صانع قرار وفي موقع أكثر من حساس.
تحول العصفور الذي كان ينقل أخبار المعتقلين إلى الموساد ، إلى نسر ينقل أخبار القيادة وما يتيسر له من المعلومات عن الدول العربية بحكم موقعه الأمني المتقدم ، وبدأت "النعمة "تظهر عليه ، وأصبح مليارديرا يمتلك سلسلة مطاعم ومحلات تجارية هنا وهناك ، ووضع رأسه في رأس القيادة الفلسطينية التاريخية ، وكان الرئيس الراحل بالسم ياسر عرفات قد إكتشف ماهية هذا العصفور الذي تحول إلى نسر ، وتحقق من ذلك ، وإتصل به ذات يوم غاضبا وطلب منه مغادرة مكتبه إلى بيته ، لكن الهصفور –النسر شتم عرفات وقال له : أنت يا إبن "....." من سيذهب إلى بيته ولست أنا !!!!!!.
عند ذلك أرادت القيادة التخلص من هذا العصفور –النسر ولكن بعد فوات الأوان ، فقد نسج علاقات فولاذية من الإسرائيليين والأمريكيين على حد سواء ، إلى درجة أن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ، وعندما غضب من عرفات الذي خيب ظنه في قمة كامب ديفيد 2000 ولم يوقع ، طلب من مصوره الخاص أن يلتقط له صورة جماعية مع القيادة الفلسطينية الشابة وفي المقدمة هذا العصفور-النسر.
إتضحت الصورة لدى القيادة ، وتأكدت أن هذا العصفور قد إستبدل ريش الزغب بريش النسر واصبح له مخالب ، جارحة ولكن بعد فوات الأوان ، وأرادت التخلص منه سلميا لكنه كان أسرع حركة من القيادة ، إذ سافر إلى لندن وإشترى له الموساد السم لقتل عرفات بالإشتراك مع آخرين في القيادة بطبيعة الحال ، وتم دس السم لعرفات الذي قضى شهيدا بالسم.
إختلف مع شركائه في المؤامرة على عرفات ، ووصلت الأمور بينهم إلى حد الطلاق البائن بينونة كبرى ، وإنتصروا عليه بأن جردوه من كافة مناصبه ، وخرج ، ولكنه تسلح بمخالب سامة ، ونسج علاقات مع القريب والبعيد ، وهاهم الآن يمهدون له الطريق ليصبح رئيس "إمبراطورية" فلسطين!!!!!!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا -غارقة في المجهول-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان، من س


.. هل فرنسا قادرة على تشكيل -ائتلاف حكومي-؟ • فرانس 24




.. -مواجهات محتدمة- وإطلاق الغاز المسيل للدموع في ساحة الجمهوري


.. رفع علم فلسطين على جسر موستار الأثري بالبوسنة والهرسك




.. عاجل| 10 شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي على جباليا النزلة