الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنقل في الخامس عشر من كانون الأول (لا) أكبر من (لا) الخامس عشر من اوكتوبر بوجه سيناريو البدائل الرجعية القومية والإسلامية!

ريبوار احمد

2005 / 12 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يا جماهير العراق التحررية والمضطهدة!

خلال العامين والنصف المنصرمين، تمت تجربة كل الحلقات المتتابعة لسيناريو سياسة أمريكا والقوى التابعة لها في العراق. بثمن باهض وتحول عشرات الآلاف من الأشخاص الى قرابين وضحايا وانهيار أسس الحياة المدنية وركائز الحياة الاجتماعية والغرق في الحرب والإرهاب وانعدام الأمن والصراعات الرجعية القومية والطائفية، اتضحت للجميع حقيقة أن العملية المسماة "تحرير العراق" والحلقات التالية لهذا السيناريو، كانت بمجملها مخططاً لإغراق المجتمع في أكثر السيناريوهات السوداء مأساوية، ومخططاً لتدمير مجتمع من 25 مليوناً في سبيل المصالح الأمريكية وفرض سلطة القوى الرجعية القومية والدينية.

وتمت خلال هذين العامين والنصف تجربة الأشكال المختلفة لسلطة وإدارة أمريكا والحكومات القومية والإسلامية الخاضعة لها، وتم وضع كافة الوعود والعهود الخادعة على المحك، فقد نُظِّمت لكل واحدة من هذا السيناريوهات ضجة كبيرة وقصف بالدعاية والكذب الواسع النطاق، ونُظِّم لها جميعها مهرجانات ومراسم النصر وضمان مطالب وأماني الجماهير، ولكن ظهر عملياً أن ما تتم إدارته باسم تحرير العراق وتطبيق التجربة الديمقراطية وتحقيق تطلعات جماهير العراق ليس سوى جر المجتمع الى قلب كوارث ومآسي الحرب والإرهاب والرجعية وغياب الأمن والبؤس والفاقة.

ففي منتصف عام 2005 تم تنظيم سيناريوهين خادعين باسم الانتخابات والاستفتاء لإقرار الدستور. ولكل واحد منهما تم إغراق المجتمع في بحر من الدعاية والأكاذيب الخادعة، ولكن النتائج لم تكن للجماهير غير تعميق المآسي وتنامي غياب الأمن والمجاعة والفاقة والبؤس والحرمان من الحقوق لا أكثر. وبدلاً عن الحرية والأمن وتوفير الرفاه، سحقت أبسط الحريات السياسية والمدنية، بدلاً من توفير الأمن أغرقوا المجتمع في الإرهاب والتفجيرات والدماء، وبدلاً من تحقيق الرفاه قطعوا المواد الغذائية العديمة الفائدة وسلبوا ونهبوا واردات البلد.

ومن أجل جر الجماهير وإبقائها خلف مخططاتهم في سبيل ضمان نصيبهم من السلطة، سعوا لقولبة مطالب الجماهير في أطر رجعية قومية ودينية وطائفية، نظموا أكبر الدعايات الفاشية العربية والكردية والتركمانية والإسلامية والطائفية، أقاموا أعمق هوة وانقسام بين صفوف الجماهير على هذه الأسس السخيفة والمتهرئة، دفعوا قسماً من الجماهير بالخديعة وبمختلف التهديدات الى أمام صناديق لعبة تقسيم السلطة وتوزيعها، وأوصلوا قادة الإسلام السياسي والحركة القومية العربية والكردية الى كرسي السلطة، ولكنهم قدموا جميعهم في فترة قصيرة جداً نتائج امتحانهم وأثبتوا عملياً أن أياً منهم لا يمثل بأي شكل من الأشكال أي مطلب من مطالب وطموحات الجماهير وأن هناك تناقضاً كبيراً بين أهداف الجماهير وتطلعاتها وبين سلطتهم الرجعية. لقد أصابوا المقترعين والمشاركين في سيناريو الانتخابات والاستفتاء بالندم بشكل سريع وعلى صعيد واسع جداً.

الآن وللمرة الثالثة خلال هذا العام يريدون إقامة سيناريو آخر باسم الانتخابات. وبدأت مجدداً الدعاية الواسعة النطاق ويريدون خلال هذا العام التلاعب للمرة الثالثة بإرادة الجماهير وإهانتها. ولكن على الأقل لم تُبقِ التجربتان السابقتان أي شك على حقيقة أن ما يسمونه انتخابات ليس لها أي تشابه مع الانتخابات الواقعية. وليس لمشاركة الجماهير وصوتها أي دور وتأثير على نتائجها، فما سمي انتخابات هو لعبة لتوزيع السلطة وتحديد حصة كل واحد من الأطراف القومية والدينية في هذه السلطة. ويلعب السلاح والمليشيا والقدرة على الترهيب والغطرسة والتزوير دوراً رئيسياً في الحصول على حصة أكبر. إنهم يتحدثون عن الانتخابات دون أن يكون هناك وجود للحرية السياسية وحرية التصويت، وفي منطقة سلطة أية مليشيا لا يقف الأمر عند عدم إفساح المجال لنشاط ودعاية الأطراف المعارضة فحسب، بل أن تلك الأطرف تتعرض للهجوم الإرهابي والتصفية السياسية. ففي أوضاع تجثم فيها، عدا عن قوى الاحتلال الكبيرة لأمريكا وحلفائها، الكثير من المليشيات المسلحة للقوى القومية والدينية من قبيل (بدر وقوات البيشمركَة وحرس الثورة الإيراني) وعشرات الجماعات المسلحة الأخرى، على صدور الجماهير وتتلاعب بإرادتها، فإن الحديث عن الانتخابات والعودة الى رأي الجماهير ليس سوى إدعاءات فارغة وليس سوى خداع وتضليل لا أكثر.

على الجماهير التحررية الوقوف بحزم ضد هذه المهزلة والتلاعب بإرادتها ومصيرها، فلم تبقِ التجارب السابقة أي شك على حقيقة أن أي شكل من أشكال عقد الآمال من قبل الجماهير على هذه السيناريوهات الخادعة، ليست سوى الندم وليست سوى الانتظار لمستقبل مظلم وتنامي أكثر لانعدام الأمن والمجاعة والحرمان من الحقوق والبؤس والفاقة لا أكثر. وكل شخص خُدِع بضجة تحرير العراق يمكنه الآن أن يرى كيف سحقت أبسط الحريات، وأولئك الذين تم تخديرهم بالدعاية الطائفية الشيعية والسنية بوسعهم أن يروا الآن أي جحيم واقعي تم خلقه لهم وكيف نظمت حرب قتلهم الجماعي في سبيل سلطة الإسلاميين الشيعة والسنة، وأولئك الذين تم دفهم الى صناديق الاقتراع باسم "حصة الكرد وتقوية دورهم"، بوسعهم الآن أن يروا كيف شملت أمواج الاحتجاجات ضد الفساد الإداري والسلب والنهب وسلطة أولئك الذين كان يبدوا أنهم يمثلون "حقوق الكرد" كل أرجاء كردستان.

والأكثر من ذلك أن ليس هناك أي انتظار آخر من هذه القوى ومن هذه السيناريوهات، فأي من هذه القوى لا يمثل بأي شكل من الأشكال مطالب وإرادة وتطلعات الجماهير، فهذه القوى جميعها صنيعة الاحتلال وممثلة التخلف وانعدام الأمن والحرب والتفرقة وهي قوى السيناريو الأسود، إنها قوى ضد الحرية ولديها سجون سرية ومركز للتعذيب وأجهزة إرهابية، أنها جميعها ضد الحرية والعلمانية والتمدن والحقوق الأساسية للجماهير والعامل والمرأة والشاب. سيناريوهاتها الانتخابية هي مسرحية لصياغة شرعية مزورة لسلطة غير شرعية وفسح المجال لفرض نفسها وبرامجها الرجعية على المجتمع.

أيتها الجماهير التحررية! أيها العمال! أيتها النساء، أيها الشباب!

أنتم يا من تطالبون بالحرية والمساواة والعلمانية، أنتم يا من ارتفعت أصواتكم ضد غياب الأمن والمجاعة والبؤس والفاقة والحرب والصراع والقوانين والتقاليد المتخلفة، أنتم يا من تعانون على يد غطرسة المليشيا والظلم والضغط والإكراه والاضطهاد، لا تشاركوا في سيناريو فرض سلطة هذه القوى التي تقف خلف كل هذه المشاق والمصائب، لا تشاركوا في مهزلة هذه الانتخابات التي تريد صياغة شرعية مزورة لكل هذا البؤس والفاقة. للتصدي لاستمرار وتعميق هذه الأوضاع المأساوية اشحذوا قواكم في سبيل إحباط هذه المهزلة وإحباط دور وسلطة هذه القوى. لقد قالت الجماهير التحررية في العراق وكردستان يوم الخامس عشر من أيلول (لا) كبيرة بوجه الدستور الفاشي لهذه القوى وبهذا ضعضعت الأرض تحت أقدام سلطة هذه القوى ودورها الرجعي. لنجعل من من الخامس عشر من كانون الأول لنقل لمقاطعة مهزلة انتخاباتها الجديدة (لا) أكبر بوجهها والخطوة خطوة أخرى في هذا السبيل. إنهاء هذه المأساة وتحقيق مستقبل مشرق مرهون قبل كل شيء آخر بإخراج القوات الأمريكية وتقصير يد القوى القومية والدينية. هذا هو ميدان النضال والتحدي الحقيقي للجماهير التحررية من أجل لبناء مستقبل مشرق.





ريبوار أحمد

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العمالي العراقي

بداية كانون الأول 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام