الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن أيضا لا ننسي

فاروق عطية

2016 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كان آل سعود لم ينسوا لمصر حملة محمد علي باشا والي مصر بقيادة ابنه إبراهيم باشا ضد الدولة السعودية الأولي والتي جرت بين عامي 1816-1819م الذي قضي بها علي حكمهم وتخريب عاصمتهم الدرعية وأسر أميرهم عبد الله ين سعود، وأرساله لوالده محمد علي باشا الذي أرسله إلي الباب العالي بالأسيتانة، فطافوا به في أسواقها ثلاثة أيام ثم قتلوه، ونال إبراهيم باشا هدية ثمينة من السلطان كما نال أبوه محمد علي باشا لقب خان وهو لقب لم يحظ به سواه.
إذا كان آل سعود لم ينسوا، حينما قامت الدولة السعودية الثانية، بقيادة الإمام تركي بن عبدالله عام 1820م، مساعدة القوات المصرية على زعزعة حكمه. وما قام به محمد علي باشا في عام 1836م بإرسال الأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز، الذي كان يقيم بمصر منذ الأسر، إلى نجد مع قوة بقيادة إسماعيل بك للإطاحة بحكم الإمام فيصل بن تركي، جد الملك عبدالعزيز، ثم عزز هذه القوة بحملة ثانية قادها خورشيد باشا وتمكنت من أسر الإمام فيصل بن تركي وأبنائه وشقيقه جلوي في ديسمبر1838م، وأُرسِلوهم أسري إلى مصر، وبقائهم بها 5 سنوات حتى تمكن الإمام فيصل من الهرب والعودة إلى نجد في عام 1843م واضطرت القوات المصرية إلى الانسحاب من شبه الجزيرة العربية بعد ضغوط الدول الأوروبية، في مؤتمر لندن 1840م. إذا كانوا لم ينسوا فعلينا أن نذكرهم أن محمد علي باشا لم يكن مصريا، وما فعله لم يكن مطلبا مصريا، محمدعلي باشا مع حُبنا وتقديرنا له كرائد لنهضة مصر، فهو عثمانلي ألباني المولد، عُين واليا علي مصر من قبل الباب العالي، وكان ينفذ رغبات الخليفة الذي عينة، وما فعله من بطش ليس غريبا علي حكم الخلافة التي أنتم الآن تسعون لعودتها. نذكركم أيضا أن مصر كانت تعول قبائل نجد ونجران ومعظم قبائل الجزيرة العربية التي أنتم الآن تسمونها بإسم عائلتكم، كانت تعولهم بتوفير الغذاء والمال والمأوي من قوت وطعام ومال شعب مصر الذي تكرهونه وتتحينون الفرص لإذلاله وكسر شوكته، بالمكر الوهابي تارة وبالمؤامرات تارة وبتمويل أعدائها تارة.
إذا كان آل سعود لم ينسوا الموقف الغير ودي للملك فؤاد الأول ملك مصر، واعتراضه علي ضم السعودية للحجاز. إذ بعد أن تمكن الملك عبدالعزيز من ضم الحجاز، أرسل كتابا بتاريخ 27 أكتوبر 1925م، إلى الملك فؤاد يدعوه إلى الاشتراك في المؤتمر الإسلامي، الذي قرر إقامته للبحث في مصير الحجاز، وندب مستشاره حافظ وهبه وهو مصري يعمل ضمن حاشيته إلى الذهاب إلى مصر، ليعلن للحكومة المصرية وللشعب المصري، أن أبواب الحجاز مفتوحة في وجه الحجاج المصريين، وتجاهل الملك فؤاد هذه الدعوة. وكان موقف الملك فؤاد الأول الغير ودي، رد فعل لعدم قبول الملك عبد العزيز وساطتة لرأب الصدع بينه وبين الملك علي بن الحسين ووقف الحرب بينهما، أثناء حصار القوات السعودية لمدينة جدة.
لم ينس آل سعود حادث المحمل في موسم الحج عام 1926م وهو أول موسم للحج يتولاه الملك عبدالعزيز بعد دخوله الحجاز، اعترض علماء نجد (الوهابيون) على الموسيقى والأبواق وغيرها من المظاهر التي تصاحب محمل الحجاج المصريين واعتبروها بدعا، ولما حاولوا منعهم أصدر قائد الحج المصري محمود عزمي باشا، أوامره بإطلاق النار عليهم، فسقط ما بين خمسة وعشرين إلى أربعين قتيلاً منهم، وكادت تقع فتنة بين المصريين والنجديين، وحافظ الملك عبدالعزيز وابنه الأمير فيصل على رباطة جأشهما، وسويت المسألة بسلام، وعاد قائد المحمل ورجاله إلى مصر سالمين. واعتبر الملك فؤاد هذا الأمر تحدياً شخصياً له، فأمر بمنع إرسال كسوة الكعبة المشرفة التي اعتادت مصر على إرسالها كل عام، كما أوقف صرف واردات الأوقاف العائدة للحرمَين الشريفَين. وإذا كانوا لم ينسوا فعلينا تذكيرهم أن هذا الموقف العدائي بين الملك عبد العزيز والملك فؤاد الأول لم يكن عداءا مصريا لشعب الجزيرة العربية، والدليل علي ذلك الاستقبال الرائع من شعب مصر للأمير سعود بن عبدالعزيز عند زيارة مصر بغرض الاستشفاء من مرض ألم بعينَيه عام 1926م. والحقيقة ان العداء بينهما كان بسبب رغبة كل من الملكين أن يكون خليفة للمسلمين، وضم الحجاز إلى سلطة الملك عبدالعزيز، تعني رغبتة أن يصبح خليفة للمسلمين، لأن من يتطلع للخلافة عليه أن يسيطر على الأماكن المقدسة في الحجاز.
لم ينس آل سعود وقوفهم صاغرين في معية جلالة الملك المعظم فاروق الأول وهو جالس، سنويا للحصول علي المنحة المقررة (واردات الأوقاف العائدة للحرمَين الشريفَين) المصاحبة لرسالة كسوة الكعبة (المحمل)، كما لم ينسوا مذلة وجود التكية المصرية بمكة المكرمة، تلك التكية التي بناها إبراهيم باشا بعد دخوله شبه الجزيرة العربية منتصرا، لإطعام فقرائها وظلت تؤدي دورها الخيري حتي عام 1983م بعدما أقدمت السلطات السعودية على هدمها. وكان آل سعود يسعون على الدوام إلى قيادة العالم الإسلامي، وكانت مصر تمثل المنافس القوي لها، لهذا قامت بهدم كل الآثار المصرية في الجزيرة العربية، سواء التكية المصرية في مكة أوالمدينة، لكي لا تتذكر الأجيال الراهنة الدور القيادي لمصر في أرض الحجاز، وأن مصر كانت “تطعم” سكان المدينة المنورة ومكة المكرمة، كما كانت تطعم حجاج بيت الله الحرام.
آذا كان آل سعود لم ينسوا، فنحن أيضا لا ننسي دورهم العدائي قبل هزيمة 1967 بل التآمري علي أمن وسلامة مصر وكسرها، لن ننسي المؤامرة الكاملة المتكاملة ضد ألشعب ألعربي عامة, وضد ألرئيس ألمصري (جمال عبد ألناصر) وشعب مصر خاصة. فمنذ نجاح ثورة ألضباط ألأحرار في مصر وآل سعود كانوا يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من إمتداد ألثورة إلى بلادهم، خاصة وأن أهم أهداف الثورة كانت إحياء ألقومية ألعربية، وألسعي إلى قيام وحدة متكاملة بين دولها. ولذلك كان آل سعود يحيكون ألمؤامرة تلو ألمؤامرة للقضاء على ألرئيس ألمصري و أفكاره، إلى أن نجحوا بذلك في عام 67 نجاحا باهرا في تمرير عدوان كاسح ضد مصر التي لم تكن مستعدة له ألإستعداد ألكاف. فقد ظهر دورها التآمري من الوثائق الإسرائيلية المفرج عنها، ومنها برقية من السفير الأمريكي بالسعودية إلي وزير الخارجيته، عن محضر مقابلته بالملك فيصل قبيل أحداث الخامس من يوليو 1967م، في ثنايا البرقية يقول: (استجمع الملك حيويته ليقول لى: يجب أن تبذلوا أقصى جهد للخلاص من هذا الرجل الذى يفتح الطريق للتسلل الشيوعى – وكان يعنى ناصر- ثم قال: لماذا تصبرون عليه؟ ألا ترون أنه لا يكف عن مهاجمتكم يومياً، مرة فى فييتنام، ومرة بسبب كوبا، ومرة بسبب الكونجو؟ وعقّب الملك بخصوص توريدنا القمح لمصر"أوقفوا عنه الطعام تماماً وسوف ترون ما يحدث")

وتكشف الوثائق الإسرائيلية أيضا اللقاء الذى دار فى لندن فى ٢-;-٩-;-مايو ٦-;-٧-;- بجناح الملك فيصل بفندق «دورشستر»» بين الملك السعودى و«ريتشارد هيلمز» مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية: «وصل ريتشارد هيلمز إلى الفندق قبل الساعة الحادية عشرة مساء يوم ٢-;-٩-;-مايو، وكان فى انتظاره هناك مستشار الملك الخاص وشقيق زوجته الملكة «عفت» وهو مدير المخابرات السعودية السيد «كمال أدهم». وكان الثلاثة بمفردهم، واستمر اجتماعهم إلى قرب الساعة الثانية صباحاً، ثم خرج ريتشارد هيلمز متوجهاً إلى المطار عائداً إلى واشنطن» ولم يكن هذا الاجتماع بريئا..
http://www.egyptianoasis.net/showthread.php?t=26301
وأيضا نحن لا ننسي دور ملك السعودية التآمري المقيت علي المقاومة الفلسطسنية وتسببها في أحداث أيلول الأسود، ويتضح ذلك من أحد الوثائق المفرج عنها وهي نص خطاب الملك فيصل للملك حسين ملك الأردن وهذا نصه:
يا صاحب الجلالة
سبق لى أن تحدثت لجلالتكم - كشقيق يسره ما يسركم ويضره ما يضركم – عن الحالة التى وصل إليها الأردن الشقيق، بوجود ما يسمى (المقاومة الفلسطينية)، وأفصحت لجلالتكم عن يقينى القاطع أن هذه ( المقاومة ) سوف تستغل ضدكم وتتحول من اسمها الظاهرى (مقاومة فلسطينية) إلى (مقاومة) ضدكم وضد شعبكم إن أنتم تهاونتم بترك حبالها على الغوارب. والآن وبعد أن أتضح لجلالتكم أمرها جليا، فإنه لا يسعنى إلا أن أكرر نصحى للإستفادة من هذا الوقت السانح لجلالتكم بمبادرة القضاء المبرم على هذه (المقاومة). فبادروا أيها الأخ العظيم قبل أن يحدث ما نتوقعه بين يوم و أخر، وما نخشى عقباه باستبدال حكمكم لا قدر الله، بحكم هذه (المقاومة الفلسطينية)، ومن ثم يأتى دورنا نحن، حين يتحول الأردن من دولة شقيقة إلى وبال ثورة علينا، فننشغل بمحاربة ثورتين شيوعيتين، واحدة فى جنوب مملكتنا والأخرى فى شمالها، حيث يصبح الأردن الشقيق كالجنوب المسمى باليمن الديمقراطى، والذى لم نزل نتعاون وإياكم فى مكافحة من أفسدوه. فإن لم يصبح الأردن دولة شيوعية بانتصار (المقاومة لا قدر الله)، فإنه سيصبح بالتأكيد ولا محالة دولة ناصرية أو بعثية أو قومية، وكل هذه التسميات وإن اختلفت مجاريها، فإنها تصب فى قعر بؤرة واحدة، هى بؤرة الهدم ضدنا، وضد أصدقائنا الأمريكان والإنكليز وأنصار النظام الغربى. لذلك فإننى أعرض مجددا على جلالتكم - كشقيق لكم – رأينا النهائى ورغبتنا الملحة، بالقضاء على كل هذه الزُمُر المفسدة المجتمعة فى الأردن باسم (مقاومة إسرائيل)، بينما - يشهد الله – (أن شر إسرائيل لا وجود له، أمام شرور تلك الزمر المفسدة). وبهذه الرسالة ، ما أردنا إلا تكرار عرض خدماتنا لجلالتكم بتحمل كافة المصروفات، وما ستتكلفونه من مال وسلاح وذخيرة فى سبيل مقاومة ( المقاومة ). وإلا فإننى وأسرتى الصديقة التى ترى فى هذا الرأى، وتقره كما تعلمون، سننضم جميعا ضدكم، لنشكل الطرف الأخر لمقاومتكم ومقاومة هذه (المقاومة) غير الشريفة لأننا بذلك لا ندافع عن كيانكم فقط ، بل عن كياننا أيضا. وبانتظار الرد من جلالتكم، أدعو الله أن يحميكم من كل مكروه وأن يأخذ بيدنا لإحباط كل ما يحيط بنا من أخطار المفسدين الملحدين. أخوكمالمخلص:
فيصل بن عبد العزيز آل سعود
ملك المملكة العربية السعودية
>>>>>>>








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ