الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو أنس

طارق الخولي

2016 / 6 / 6
كتابات ساخرة


أبوأنس في قرابة الاربعين من العمر، لحيته كثة ملبدة الشعر. ومسبحتة ذات التسع وتسعون خرزة لم تفارقه. وهو في سن العشرين، نظر في المرآة ذات مرةعندما زغبت لحيته، فأعجبته. فقرر أن ينضم إلي الجماعة التي تطلق علي نفسها أسم الجماعة السلفية.
وأبو أنس يهوي منذ صغره صيانة المواتير. فقرر أن يستأجر محل صغير، وقرر أيضاً ألا يجلس فيه. وأن يجلس في الشارع. فاتخذ لنفسه مكاناً أمام المحل ووضع كرسي خشبي ومكتب صغير. لا شك أنه يهوي صيانة كل شئ، حتي النساء. تبرق عيناه ويترهل فمه عند رؤية أي إمرأة. رغم أنه يراها علي هامش الحياة. ويري أنها مخلوق حقير.إلا أن لديه جهاز سونارفي عقله، لاي إمرأة مارة أو قاصدة المحل. لابد أن تمر عليه رغماً عنها.
إضطررت إلي الذهاب لابوا أنس لاصلاح موتوربه عطب، فأنا لا أحب ذلك الصنف من الناس ذو الوجهين، المتواري خلف لحيته.
”السلام عليكم شيخنا” رد بغير إهتمام وهو يحدق في شئ كان يمسكه في يده بينما كانت المسبحة الطويلة مستقرة بجانبه..”وعليكم السلام”.هذا الابوا أنس يبدوا أنه يحب الاتقان في العمل، أنا مطمئن الان علي بضاعتي.
دخلت سيدة منتقبة، مكتحلة العينان، كأنها قضت الليل ترسم وتزين عيناها. قالت”السلام عليكم” فانسل الباشمهندس أبو أنس من كرسيه واقفاً. وترك ما كان بيده. لا أعرف لماذا قمت بحك رأسي. ورد السلام كاملا يبدوا أن المرأة الآن ستدخل جهاز الاشعة التليفزيونية الخاص بعمنا أبوأنس.
كان مع السيدة موتور صغير، فأخذ يحدثها برقة وإهتمام بالغ، ثم سألها”ممكن الاسم لاكتبه علي الموتور؟ ردت وكأنها تصطنع صوت ليس صوتها وهي تجاهد نفسها لاخرج الصوت رقيق وأنثوي لابعد درجة. ”أميرة”. ها، أمير؟ أكدت له ”أميرة” إسمي أميرة.. ثم كاد أن يسالها عن رقم الهاتف. لكن الوقار منعه. وألح
علي سؤال. لماذا لم يسالني عن الاسم كما سأل أميرة.. يبدوا أنني مشهور. أخيراً توصلت لاجابة مقنعة. أنا فذ حقاً.
وفي نفس اللحظة مرت فتاة بلباسها المختلط. الازرق مع الابيض، يبدوا أنها كانت عائدة من المدرسة. وإحتار أبو أنس بين أميرة التي لازالت واقفة تتلمظ وبين الفتاة المارة من أمامه. كيف يعمل السونار لاثنين في نفس اللحظة. هذا ما كان يسعي له الابوا أنس..
وإبتسامة عريضة للسيدة أميرة قبل إنصرافها. ولما إستدارت المرأة، حوّل نظره من الاعلي إلي الوسط.. لابد أنه كان يأخذ مقاس الموتور.. أشعر أنه كان ينفطر قلبه لانصرافها. وهمّ للانصراف ورائها هو الاخر. لكن ثمة فتاة أخري مرت أمامه فعدل عن فكرته.
ها يا أستاذ موتورك فيه ايه؟هكذا سالني بجفاء وجدية..
وبعد محاورة، أخذ يبدل أشياء ويضيف أشياء.”لالاهذا الموتور لاينفع،إنه خرب تماماً” . كم تريد أجراً؟. ”مائة جنيه”
صرخت في حدة ”أنت شيخ أنت؟” أنت منافق تضحك علي الناس وتخدعهم.
انتصب واقفاً ومسك المسبحة ولوح بها في الهواء غاضباً. وهمهم بكلمات لاذعة. بينما مرت فتاة ألهته عن سبي.
ومر بعدها صاحب المطعم حاملاً طبق من طعام. فقال له ”هات لي الغداء يا صبحي”
وعقد حاجبيه تغيرت تقاسيمه. ”ساقطعك.. ساقطعك..إياك ان تريني وجهك يابن ال.....”
ثم أمسك بالمسبحة وأخذ يتمتم في وقار..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة