الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نی-;---;--نوى ما بعد داعش.. ملاحظات

فاضل عمر

2016 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


نينوى مابعد داعش.. ملاحظات
فاضل عمر
في 2/6/ 2016 شاركت في ندوة شبه نخبوية في الجامعة الامريكية في دهوك، نضمت بمساعدة كارنی-;---;--گي و بمشاركة انترنيتية من بيروت. الندوة كانت حول مستقبل نينوى بعد داعش. ما عدا احد الاخوة الايزديين و الذی-;---;-- قال بان العيش مع الاخوة العرب غير ممكنة و نطلب بتقسيم نينوى الى ثلاث محافظات، بقية الكلام كان نبش الماضي و اتهام الاخری-;---;--ن و الدوران حول الدائرة المغلقة المكررة و ربما السی-;---;--اسی-;---;--ة المتملقة لبعض المصالوة و ذلك ان اهل الموصل باكثری-;---;--تهم الساحقة ی-;---;--رفضون داعش و الدواعش.. و بعضهم المح مجرد تلميح الى العامل الذاتي في سقوط نينوى و ما حل بالايزديين و المسيحيين و غيرهم.
لكثرة المتكلمی-;---;--ن من ذوي الشأن في الندوة، لم يتسنى لي الكلام، لذا اردت نشر ما لم استطع ان اقوله هناك، هنا و ساضيف اليها بعض التوضيحات التي تخدم الفكرة او تسهل استيعابها لمن لايعرف تاريخ الدولة العراقية الحديث و دور الموصل في ماحدث و ما سيحدث ان بقي العراق متماسكاً.
لكي يكون المقال قصيراً و قابلاً للقراءة، ساجعل مقالتي على شكل ملاحظات متسلسلة، ارجو تقبلها:
1 مدينة الموصل او می-;---;--سلا الى عشری-;---;--نی-;---;--ات القرن الماضي، كانت تقع في الجانب الايمن من ديجلة و كانت مقرا للدولة العثمانية و محطة على الطرق الموصلة بی-;---;--ن الاناضول و ولای-;---;--ة بغداد جنوباً و المنطق الكوردستانی-;---;--ة شرقاً و شمالاً، و مقابلها في الجانب الايسر او ما يسمى بالساحل الايسر حالی-;---;--اً كانت خرائب نينوى و بعض القرى المتنوعة قوميا و دينيا.. و لكنها لم تكن عربية في كل الاحوال.
2 مع تاسيس الدولة العراقية و دمج ولاية الموصل معها رسميا عام 1926، بدات حملة التعريب و الاتتقال الى الجانب الايسر من ديجلة و مازالت الحملة مستمرة.. اقول مستمرة، لان داعش و اعمالها و حسب اعتقادي جزء متطرف مما بدأه الملك فيصل الاول و اكمله البعثيون في السبعينيات و الثمانينات من القرن العشرين.. و الهدف كان تعريب الموصل مدينة و نينوى محافظة. و الاجراءات التي اتخذتها الحكومات العراقية لهذين الهدفين معروفة.
3 اعتمد مؤسس المملكة العراقية و منذ تاسيسها و بالدرجة الاولى على اهل الموصل للمحافظة على المملكة و لادامتها. و كما نعلم، كانت المملكة و بعدها الجمهورية، متوجسة من الكورد و الشيعة، و خاصة ان العرب السنة يشكلون مثلثاً داخلاً بينهما. عليه، بنيت و تربت الموصل على الخوف من الكورد كقومية مختلفة و من الشيعة كمذهب مختلف و حاولت بكل مااوتيت من مقدرات الدولة العراقية، للتخلص من هذين الهاجسين. و مع الوقت، تشكلت للمصالوة هويتين مندمجتين: الشوفينية القومية العربی-;---;--ة و المذهبية السنية. هذين الهويتين وضعت الموصل في عداوة و خوف ابديين من القوميات و المذاهب الاخرى، و كما قلنا الكورد كقومی-;---;--ة و الشيعة كمذهب، اصبحا العدوين الابديين للمصالوة من السنة العرب و من استعرب من الكورد و التركمان و غيرهم.
4 ربما الاخوة العرب السنة ما المصلاوی-;---;--ی-;---;--ن، لا يعرفون و لا يحسون بما يعانيه الكوردي او الشيعي او التركماني او الايزدي او المسيحي من هذين الهويتين، اللذان يعادون الكل بهما، ماعدا من استعرب و اصبح سنياً. و مع الاسف، لم اتلمس ای-;---;--ة دليل يثبت شعورهم بحجم الدمار الذي ولده الشوفينية القومية و المذهبية و على مر التاريخ.
5 اذن راس الداء و المشاكل منبعهما الموصل و هي التي صدرت هذه المفاهيم و الهويات الى المحافظات الاخرى التي توسعت بسبب تبني حزب البعث و الحركات القومی-;---;--ة العربی-;---;--ة هذين المفهومين، و اخص بالذكر محافظات الانبار و صلاح الدين و اجزاء من ديالى و بغداد.
6 اذن الموصل لم تكن بؤرة عنصرية لنفسها و انما صدرتها لباقي العراق ايضا و ربما كانت السبب في تقوية ما يناقض هذين الهويتين عند المكونات العراقية الاخرى. فعلى سبی-;---;--ل المثال؛ توسعها المستمر قومی-;---;--ا على حساب الكورد و اهانتها لما هو كوردي، قوّت النزعة القومی-;---;--ة الكوردی-;---;--ة، و تصلطها على الشيعة و اتهامهم بشتى التهم المذهبية و استغلالهم في الحروب و اخص بالذكر الحرب الايرانية العراقية، قامت بنفس المهمة لدى العرب الشيعة و الذين قلبوا الادوار بعد تحرير العراق من صدام و نظامه.
7 لا اقول ان الحكومة العراقية بريئة مما حدث و يحدث، ولكن اقول ان الموصل بعنصريتيها القومية و المذهبية و رفضها ما حدث بعد 2003 و مازالت، كانت حاضنة اجتماعية و فكرية ملائمة لداعش، لانها و بكل بساطة تأمن بنفس نهج داعش؛ اى اعادة دولة الخلافة العربية السلفية، و هي في جوهرها حركة قومية مذهبية على الطريقة البعثية و لكن باسماء اخرى: القاعدة، الدولة الاسلامية..الخ.
8 ما دمر الدولة العراقية و استزفت مواردها المالية و البشرية و مازالت تدمرهما، هو هذين المبدءين: الشوفينية القومية و المذهبية. و هما من صنع الموصل و بدون منافس و هو مايعيده و بالعكس العراق الحالي (المذهبية الشيعية و القومية العربية) كما قلت سابقاً.
9 العراق الحالي و بافكارها المتطرفة قومياً و مذهبياً، تذهب نحو المزيد من سفك الدماء و هدر الاموال و تهجير الابرياء و دمار الاوطان.. و هي كلها تؤدي الى الهاوية المحتمة.
النتيجة
• الخجل من الحقيقة او التهرب منها، هو جزء من المشكلة و ليس من الحل، و حالی-;---;--ا ارى ان الكل ی-;---;--تهرب من قول الحقائق المرة التي اوصلت الحال الى ما هو عليه.
• الموصل بمبادئها الفكرية و سلوكياتها هي حاضنة طبيعية لداعش و فكرها و هي (داعش) بالنسبة الى اكثرية المصالوة كانت كالمهدي المنتظر و التي ستخلص اهل الموصل من هاجسي الخوف لديها و هما الكورد كقومية منافسة و الشيعة كمذهب منافس، ولا اتصور بان المصالوة سيتنازلون بسهولة عن الدواعش، لانهم الامل لعدم فقدهم هوی-;---;--تی-;---;--هم اللتان بنوا شخصی-;---;--تهم علی-;---;--ها.
• لاعادة الموصل الى المسار الانساني و الوطني، علينا العمل على تخليص اهل الموصل من هذين الهاجسين و تذكيرهم بانهم و افكارهم سبب رئيسي لما كانت عليه العراق و ما آلت اليه و ان التعای-;---;--ش بی-;---;--ن القومی-;---;--ات و المذاهب، ممكنة.
• الحكومة العراقية و بمذهبيتها، تعيد كتابة تاريخ العراق و لكن بالنسخة الشيعية، و ستعيد كل المشاكل و المؤاسي التي مرت على العراق منذ تأسيها لحد الان، و سنرى الفيصل الشيعي الى صدام الشيعي.
• الموصل بعد داعش، لن يكون طبيعيا ابدا، و ربما ما قاله الاخ الايزدي هو احسن الحلول الممكنة، و هي تقسيم الموصل الى ثلاث محاظات؛ محافظة عربية و محافظتين اخريين في سنجار و سهل نينوى.
• بالتقسی-;---;--م او بدونه، على الجهات المعنی-;---;--ة، بدأ حملة توعية و تربية مستمرة لتخليص المصالوة من العنصرية القومية و المذهبية المتأصلة فيهم، لانهما مرضان معديان و خطران على السلام و التعايش.
• العراق المقسم مذهبياً و قومياً (سواءاً اكان التقسيم داخلياً ام خارجياً ككيانات مستقلة) هو احد الحلول التي ستوقف انهار الدماء و الامكانيات و الموارد المراقة سداً.. و اتمنى ان ارى ذلك قريباً، و قبل الدمار الاكبر الآتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التبوريدة: فن من الفروسية يعود إلى القرن السادس عشر


.. كريم بنزيمة يزور مسقط رأس والده في الجزائر لأول مرة




.. بعد إدانة ترامب.. هل تتأثر فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية ا


.. لابيد يحث نتنياهو على الاستجابة لمقترح بايدن بخصوص اتفاق غزة




.. الوسطاء يحثون إسرائيل وحماس على التوصل لاتفاق هدنة في غزة